الفصال العظمي قد يهدد مليار شخص بحلول سنة 2050
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
توصل باحثون وخبراء في دراسة أنجزت، مؤخرا، إلى أن داء الفصال العظمي "osteoarthritis" قد يؤثر على 15 في المئة من سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 30 سنة، متوقعين أن المرض قد يصيب ما يقارب مليار شخص بحلول عام 2050.
وأوضحت الدراسة، التي أنجزها "معهد القياسات الصحية والتقييم"، وهو معهد متخصص في البحوث العالمية تأسس عام 2007، ويقع مقره في واشنطن، أنه في سنة 1990 كان هناك 256 مليون شخص يعانون الفصال العظمي، وارتفع هذ العدد بحلول عام 2020 ليصل إلى 595 مليون شخص بزيادة قدرها 132 في المئة، وبحلول سنة 2050 يتوقع الخبراء أن يتجاوز هذا الرقم عتبة المليار.
وأشار البحث، الذي نشر في مجلة "ذا لانسيت روماتولوجي"، إلى أن دراسة بيانات حالات الفصال العظمي امتدت لمدة 30 عاما (1990-2020) وشملت أكثر من 200 دولة، مبرزة أن السمنة تعد المسبب الرئيس لداء الفصال العظمي، حيث كانت مسؤولة خلال سنة 2020 عما يقارب 20 في المئة من إعاقة الفصال العظمي التي تتسبب في تيبس وآلام المفاصل.
ووجدت الأبحاث الدولية أنه بالنسبة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة أو أكثر فقد احتلت الإصابة المرتبة السابعة بين الأسباب المؤدية لاعتلال الصحة أو الإعاقة أو الوفاة المبكرة؛ كما بينت أن الحالات ارتفعت بسرعة على مدى العقود الثلاثة الماضية بسبب ثلاثة عوامل رئيسة، تتمثل في الشيخوخة والنمو السكاني والسمنة.
وفي هذا السياق، قال المؤلف الرئيس للورقة البحثية وعالم أبحاث رئيس في "معهد القياسات الصحية والتقييم" الدكتور جيمي شتاينميتز إنه في "الوقت الحالي لا يوجد علاج فعال للفصال العظمي، ولذلك فمن الأهمية أن يتم التركيز على استراتيجيات الوقاية والتدخل المبكر وجعل العلاجات الباهظة التكلفة والفعالة، مثل استبدال المفاصل الكلفة، ممكنة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".
وبحسب الدراسة، فإن الركبتين والوركين هي المناطق الأكثر شيوعا للفصال العظمي، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذي يعانون من التهاب المفاصل بـ 74.9 في المئة في الركبتين حلول عام 2050، و48.6 في المئة في اليد، و78.6 في المئة في الوركين، و95.1 في المئة في مناطق أخرى مثل المرفقين والكتفين.
ولاحظت الدارسة أن داء الفصال العظمي يصيب النساء أكثر من الرجال، إذ تم تسجيل 61 في المائة في 2020 من حالات الفصال العظمي لدى النساء مقابل 39 في المائة لدى الرجال.
من جانبة، لفت الدكتور في كلية السكان والصحة العامة في جامعة كولومبيا البريطانية، جاسيك كوبيك، إلى أن "هناك مجموعة من الأسباب المحتملة لاختلاف أسباب انتشار حالات الفصال العظمي بين الجنسين، لكن الباحثين يعتقدون أن الوراثة والعوامل الهرمونية والاختلافات الجسدية تلعب دورا في ذلك".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی المئة فی
إقرأ أيضاً:
أصبح من المتأخر منع ذلك..القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد بصيف عام 2050
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لطالما أثار القطب الشمالي الشعور بالرهبة لدى البشر. والآن يُعرب العلماء عن قلقهم الشديد بشأن مستقبله، خاصة مع انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاستراتيجية العالمية لمكافحة التغير المناخي وتقليصها لوكالاتها العلمية.
اعتُبر الشهر الماضي استثنائياً، إذ ارتفعت درجات الحرارة في أجزاء من القطب الشمالي بمقدار 20 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي.
بحلول نهاية الشهر، وصلت مساحة الجليد البحري إلى أدنى مستوى مسجل لها على الإطلاق لشهر فبراير/ شباط، ما يمثل الشهر الثالث على التوالي لتسجيل مستويات قياسية منخفضة.
أظهر تقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التابعة لوزارة التجارة الأمريكية، في فحصها السنوي لصحة القطب الشمالي، الذي نُشر في ديسمبر/ كانون الأول، أن المنطقة باتت تعيش في "نظام جديد"، حيث لم تعد إشارات مثل فقدان الجليد البحري وارتفاع درجات حرارة المحيط تسجل أرقامًا قياسية فحسب، بل أصبحت بشكل عام أكثر تطرفًا مقارنة بالماضي.
هذه مشكلة لها عواقب عالمية، حيث يؤدي القطب الشمالي دورًا حيويًا في تنظيم درجات الحرارة والأنظمة المناخية حول العالم. ووصفته تويلا مون، وهي نائب كبير العلماء في المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد، بأنه "أشبه بنظام تكييف الهواء الخاص بكوكبنا". وتراجعه يسرّع من ظاهرة الاحتباس الحراري، ويزيد من ارتفاع مستوى سطح البحر، ويساهم في حدوث المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة.
يُعد القطب الشمالي بمثابة نظام الإنذار المبكر لتغير المناخ، حيث يُشكل فقدان الجليد البحري دليلًا واضحًا أنه في خطر.
وقال ميكا رانتاينن، وهو باحث لدى معهد الأرصاد الجوية الفنلندي: "آمل ألا تكون هذه الأشهر الثلاثة بمثابة نذير لحدوث حد أدنى جديد هذا الصيف، لأن نقطة البداية لموسم الذوبان ليست جيدة"
يصل الجليد البحري في القطب الشمالي إلى أدنى مستوياته في نهاية الصيف، تحديدًا في شهر سبتمبر/ أيلول. وخلال السنوات الـ18 الماضية، سُجلت أدنى مستويات الجليد البحري على الإطلاق، باتجاه تنازلي مستمر.
وبحسب تقرير شارك في تأليفه ديرك نوتز، وهو رئيس قسم الجليد البحري في جامعة هامبورغ، فإن القطب الشمالي سيكون خاليًا من الجليد في الصيف بحلول عام 2050، حتى لو أوقف البشر انبعاثات التلوث المناخي، إذ قال لـ CNN: "لقد أصبح من المتأخر جدًا منع حدوث ذلك".
وبحسب دراسة أخرى نُشرت في ديسمبر/كانون الثاني، قد يحدث أول يوم خالٍ من الجليد حتى قبل نهاية هذا العقد.
ولا يقتصر تأثير فقدان الجليد البحري على الحياة البرية والنباتات وحوالي 4 ملايين شخص يعيشون في القطب الشمالي فحسب، بل له عواقب عالمية.
يعمل الجليد البحري كمرآة عملاقة تعكس ضوء الشمس بعيدًا عن الأرض وتعيده إلى الفضاء. ومع انكماشه، يمتص المحيط المظلم مزيدًا من طاقة الشمس، ما يسرّع من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
يعود جزء من السبب وراء الانخفاض القياسي الأخير في الجليد البحري إلى الحرارة غير العادية في القطب الشمالي، حيث زادت الحرارة بمعدل يفوق أربع مرات المتوسط العالمي.