من جديد.. شبح التضخم يطل برأسه مع ارتفاع الوقود في أميركا
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
عادت الولايات المتحدة لتشهد سيناريو ارتفاعات أسعار الوقود التي شهدتها العام الماضي، وذلك بعد ارتفاع أسعار البنزين لأعلى مستوى منذ بداية العام الحالي، وهو ما يلقي المزيد من الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 2024، كما ستضغط على تحركات الفيدرالي الذي يستعد لإنهاء دورة التشديد النقدي بسبب إمكانية أن يشهد الاقتصاد الأميركي ارتفاعا في معدلات التضخم.
فقد صعدت أسعار البنزين في أميركا بقوة، مسجلة أكبر ارتفاع موسمي لها في عشر سنوات، وبلغ متوسط سعر جالون البنزين العادي ثلاثة دولارات وواحد وثمانين سنتا، بضغط من الارتفاعات المستمرة والقوية لأسعار النفط.
وتحرص إدارة بايدن على إبقاء أسعار الوقود تحت السيطرة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، حيث أصبح التضخم وتكاليف الوقود بالفعل مجالين لهجوم الحزب الجمهوري.وتلقت أسعار النفط دعما قويا بعد أن قررت السعودية الثلاثاء، تمديد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا 3 أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر 2023.
وتجاوز خام برنت مستويات الـ 90 دولارا للبرميل ليسجل أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022 وكذلك الحال بالنسبة للخام الأميركي الذي لامس أعلى مستوى في 9 أشهر فوق مستويات 88 دولارا.
وفي خطوة مشابهة قررت روسيا، تمديد قرارها الطوعي بخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري، حسب تصريحات لنائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.
تأتي التخفيضات الطوعية السعودية والروسية علاوة على خفض أبريل الذي اتفق عليه عدد من منتجي أوبك، والذي يمتد حتى نهاية عام 2024.
وهذه الخطوة، التي تهدد بإثارة المخاوف من التضخم على مستوى العالم، هي أحدث جهد يبذله اثنان من أكبر منتجي النفط في العالم لدعم أسواق النفط، حسب صحيفة فاينانشال تايمز.
وترى الصحيفة أن معظم دول العالم تعاني من ارتفاع تكاليف الطاقة، مرجحة أن يثير ذلك توترات مع البيت الأبيض، الذي انتقد مرارا وتكرارا تعاون السعودية الوثيق مع روسيا، على الرغم من الحرب الروسية في أوكرانيا واستخدامها إمدادات الغاز الطبيعي كسلاح ضد أوروبا.وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بعد إعلان السعودية الثلاثاء أن الرئيس جو بايدن يركز على القيام "بكل شيء ضمن مجموعة أدواته ليتمكن من الحصول على أسعار أقل للمستهلكين في محطات الوقود في الولايات المتحدة".
ومنذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، حاولت إدارة الرئيس الأميركي بايدن السيطرة على أسعار الوقود بالعديد من التدابير كان أبرزها الاستعانة باحتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، كما أنها هاجمت مرارا وتكرارا قرارات أوبك بلس في خفض الإنتاج.
منذ تسلم الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم، جرى سحب نحو 266 مليون برميل من النفط الخام من مخزونات احتياطي النفط الاستراتيجي التي عملت الإدارات السابقة (الديموقراطية والجمهورية) على بنائها. وأضحت الإدارة الديموقراطية الحالية، نتيجة هذا السحب الهائل من المخزونات، تحتفظ باحتياطي نفطي استراتيجي عند أدنى مستوى له منذ عام 1984، حيث يبلغ حاليا نحو 372 مليون برميل فقط، أي ما يقرب من نصف أعلى مستوى له سجله عند 727 مليون برميل في عام 2010.وفي سياق متصل، يرى بوب ماكنالي، رئيس شركة رابيدان إنرجي ومستشار الطاقة السابق للبيت الأبيض، إن التخفيضات تهدف على ما يبدو إلى إظهار "وحدة" السعودية وروسيا بشأن السياسة النفطية حسب صحيفة FT.
وأضاف ماكنالي: "إذا لم يحدث تراجع اقتصادي حاد، فإن تخفيضات الإمدادات هذه ستؤدي إلى عجز كبير في موازين النفط العالمية ومن المفترض أن تدفع أسعار النفط الخام إلى ما فوق 90 دولارًا للبرميل".
في سياق متصل، يخشى البعض أن يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام إمدادات النفط للتأثير على الانتخابات الأميركية، حيث أشار المرشحون المحتملون مثل الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أنهم سيحاولون جعل أوكرانيا تتفاوض مع موسكو، حسب FT.
كما هو واضح فإن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، يدير ملف الطاقة بالمملكة بسياسة صارمة، متجاهلا كل الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لزيادة الإنتاج للمساعدة في تهدئة التضخم، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.
وقال دان بيكرينغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيكرينغ إنيرجي بارتنرز، إن المملكة العربية السعودية "ملتزمة" بوضوح بسعر أعلى وتريد التأكد من عدم تراجع أسعار النفط الخام.
وخام برنت مرتفع نحو 15 بالمئة منذ بدء سريان التخفيضات في بداية أغسطس.
وقال بيكرينغ: "إن تمديد هذا التخفيض يثبت أن السعودية جادة"، مشيرا إلى أن الأسعار تتحرك باتجاه صاعد.
شبح التضخم يطل برأسه من جديديبدو أن ارتفاع أسعار النفط في الأونة الأخيرة قد تسبب بإثارة مخاوف التضخم مرة أخرى، مما سيؤدي إلى تقويض جزء من جهود البنوك المركزية وعلى رأسهم الفيدرالي الأميركي لترويض أسعار المستهلكين المرتفعة والتي بدأتها أغلب البنوك المركزية الكبرى بمستهل العام الماضي.
وتبدو الصورة الأساسية لسوق النفط أكثر تفاؤلًا مما كانت عليه قبل شهر، حيث لا يزال الطلب مرنًا على الرغم من المخاوف من تباطؤ الاقتصادات، في حين أن العرض يتقلص بفضل التخفيضات من أوبك + والمملكة العربية السعودية.
لكن ارتفاع أسعار النفط، الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين والطاقة بشكل عام، يمكن أن يبدأ في التسرب إلى التضخم الأساسي مرة أخرى، حتى لو كان هذا المؤشر يستبعد أسعار الغذاء والطاقة.
وإذا أثرت أسعار الطاقة المرتفعة على جوهر التضخم مرة أخرى، فقد تبدأ آمال "الهبوط الناعم" في التلاشي وتدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، على عكس معظم التوقعات الحالية بنهاية دورة التشديد النقدي قريبًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الولايات المتحدة اسعار الوقود دونالد ترامب محطات الوقود التخفيضات معدلات التضخم ارتفاع اسعار البنزين ارتفاع أسعار أسعار النفط أعلى مستوى على مستوى
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط بعد تأجيل "أوبك+" زيادة الإنتاج
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار في التعاملات المبكرة، اليوم الإثنين، بعد أن قالت مجموعة أوبك+ أمس الأحد، إنها ستؤجل زيادة الإنتاج المقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لمدة شهر بسبب ضعف الطلب، وزيادة المعروض من خارج المجموعة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.18 دولار للبرميل أو 1.61% إلى 74.28 دولاراً للبرميل. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20.1 دولار للبرميل أو 1.73% إلى 70.69 دولار.
Oil prices rise by over $1 on OPEC+ output hike delay https://t.co/A3CvtDLreu pic.twitter.com/FNlQVmNDdt
— Reuters (@Reuters) November 4, 2024وكان من المقرر أن ترفع أوبك+ التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاء آخرين، الإنتاج في ديسمبر (كانون الأول) المقبل بمقدار 180 ألف برميل يومياً. وهذا يعني أن المجموعة ستمدد خفضها البالغ 2.2 مليون برميل يومياً لمدة شهر آخر، بعد أن أرجأت بالفعل زيادة الإنتاج من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب انخفاض الأسعار وتراجع الطلب.
وقال محللو بنك آي.إن.جي في مذكرة "التأجيل حتى يناير لا يغير الأساسيات بشكل كبير لكنه قد يترك السوق مضطرة لإعادة التفكير في استراتيجية أوبك+". وجاء قرار تأجيل زيادة الإنتاج مخالفاً لتوقعات البعض في السوق بأن أوبك+ ستمضي قدماً في زيادة الإنتاج المقررة.
وقال المحللون "تأجيل زيادة الإنتاج يعني أن المجموعة ربما تكون أكثر استعداداً دعم الأسعار مما يعتقد الكثيرون".
وقبل قرار تأجيل زيادة الإنتاج، كان من المنتظر أن يبدأ الأعضاء الـ 8 في أوبك+ في التخلي تدريجياً عن تخفيضات الإنتاج الطوعية الإضافية، البالغة 2.2 مليون برميل يومياً عن طريق زيادة الإنتاج في ديسمبر (كانون الأول) 2024، وعلى مدى شهور لاحقة خلال العام المقبل.
وستظل تخفيضات أوبك+ المتبقية البالغة 3.66 مليون برميل يومياً سارية حتى نهاية عام 2025، وهو ما تم الاتفاق عليه في يونيو (حزيران) الماضي. ومن المقرر أن يجتمع وزراء أوبك+ في الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لتحديد سياسة الإنتاج في 2025.