عادت الولايات المتحدة لتشهد سيناريو ارتفاعات أسعار الوقود التي شهدتها العام الماضي، وذلك بعد ارتفاع أسعار البنزين لأعلى مستوى منذ بداية العام الحالي، وهو ما يلقي المزيد من الضغوط على إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 2024، كما ستضغط على تحركات الفيدرالي الذي يستعد لإنهاء دورة التشديد النقدي بسبب إمكانية أن يشهد الاقتصاد الأميركي ارتفاعا في معدلات التضخم.


فقد صعدت أسعار البنزين في أميركا بقوة، مسجلة أكبر ارتفاع موسمي لها في عشر سنوات، وبلغ متوسط سعر جالون البنزين العادي ثلاثة دولارات وواحد وثمانين سنتا، بضغط من الارتفاعات المستمرة والقوية لأسعار النفط.

وتحرص إدارة بايدن على إبقاء أسعار الوقود تحت السيطرة قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل، حيث أصبح التضخم وتكاليف الوقود بالفعل مجالين لهجوم الحزب الجمهوري.وتلقت أسعار النفط دعما قويا بعد أن قررت السعودية الثلاثاء، تمديد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا 3 أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر 2023.

وتجاوز خام برنت مستويات الـ 90 دولارا للبرميل ليسجل أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022 وكذلك الحال بالنسبة للخام الأميركي الذي لامس أعلى مستوى في 9 أشهر فوق مستويات 88 دولارا.

وفي خطوة مشابهة قررت روسيا، تمديد قرارها الطوعي بخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري، حسب تصريحات لنائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.

تأتي التخفيضات الطوعية السعودية والروسية علاوة على خفض أبريل الذي اتفق عليه عدد من منتجي أوبك، والذي يمتد حتى نهاية عام 2024.

وهذه الخطوة، التي تهدد بإثارة المخاوف من التضخم على مستوى العالم، هي أحدث جهد يبذله اثنان من أكبر منتجي النفط في العالم لدعم أسواق النفط، حسب صحيفة فاينانشال تايمز.

وترى الصحيفة أن معظم دول العالم تعاني من ارتفاع تكاليف الطاقة، مرجحة أن يثير ذلك توترات مع البيت الأبيض، الذي انتقد مرارا وتكرارا تعاون السعودية الوثيق مع روسيا، على الرغم من الحرب الروسية في أوكرانيا واستخدامها إمدادات الغاز الطبيعي كسلاح ضد أوروبا.وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بعد إعلان السعودية الثلاثاء أن الرئيس جو بايدن يركز على القيام "بكل شيء ضمن مجموعة أدواته ليتمكن من الحصول على أسعار أقل للمستهلكين في محطات الوقود في الولايات المتحدة".

ومنذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، حاولت إدارة الرئيس الأميركي بايدن السيطرة على أسعار الوقود بالعديد من التدابير كان أبرزها الاستعانة باحتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي، كما أنها هاجمت مرارا وتكرارا قرارات أوبك بلس في خفض الإنتاج.

منذ تسلم الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم، جرى سحب نحو 266 مليون برميل من النفط الخام من مخزونات احتياطي النفط الاستراتيجي التي عملت الإدارات السابقة (الديموقراطية والجمهورية) على بنائها. وأضحت الإدارة الديموقراطية الحالية، نتيجة هذا السحب الهائل من المخزونات، تحتفظ باحتياطي نفطي استراتيجي عند أدنى مستوى له منذ عام 1984، حيث يبلغ حاليا نحو 372 مليون برميل فقط، أي ما يقرب من نصف أعلى مستوى له سجله عند 727 مليون برميل في عام 2010.وفي سياق متصل، يرى بوب ماكنالي، رئيس شركة رابيدان إنرجي ومستشار الطاقة السابق للبيت الأبيض، إن التخفيضات تهدف على ما يبدو إلى إظهار "وحدة" السعودية وروسيا بشأن السياسة النفطية حسب صحيفة FT.

وأضاف ماكنالي: "إذا لم يحدث تراجع اقتصادي حاد، فإن تخفيضات الإمدادات هذه ستؤدي إلى عجز كبير في موازين النفط العالمية ومن المفترض أن تدفع أسعار النفط الخام إلى ما فوق 90 دولارًا للبرميل".

في سياق متصل، يخشى البعض أن يحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام إمدادات النفط للتأثير على الانتخابات الأميركية، حيث أشار المرشحون المحتملون مثل الرئيس السابق دونالد ترامب إلى أنهم سيحاولون جعل أوكرانيا تتفاوض مع موسكو، حسب FT.

كما هو واضح فإن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، يدير ملف الطاقة بالمملكة بسياسة صارمة، متجاهلا كل الضغوطات التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لزيادة الإنتاج للمساعدة في تهدئة التضخم، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.

وقال دان بيكرينغ، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بيكرينغ إنيرجي بارتنرز، إن المملكة العربية السعودية "ملتزمة" بوضوح بسعر أعلى وتريد التأكد من عدم تراجع أسعار النفط الخام.

وخام برنت مرتفع نحو 15 بالمئة منذ بدء سريان التخفيضات في بداية أغسطس.

وقال بيكرينغ: "إن تمديد هذا التخفيض يثبت أن السعودية جادة"، مشيرا إلى أن الأسعار تتحرك باتجاه صاعد.

شبح التضخم يطل برأسه من جديد

يبدو أن ارتفاع أسعار النفط في الأونة الأخيرة قد تسبب بإثارة مخاوف التضخم مرة أخرى، مما س‏يؤدي إلى تقويض جزء من جهود البنوك المركزية وعلى رأسهم الفيدرالي الأميركي لترويض ‏أسعار المستهلكين المرتفعة والتي بدأتها أغلب البنوك المركزية الكبرى بمستهل العام الماضي.‏

وتبدو الصورة الأساسية لسوق النفط أكثر تفاؤلًا مما كانت عليه قبل شهر، حيث لا ‏يزال الطلب مرنًا على الرغم من المخاوف من تباطؤ الاقتصادات، في حين أن ‏العرض يتقلص بفضل التخفيضات من أوبك + والمملكة العربية السعودية.‏

لكن ارتفاع أسعار النفط، الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين والطاقة بشكل ‏عام، يمكن أن يبدأ في التسرب إلى التضخم الأساسي مرة أخرى، حتى لو كان هذا المؤشر يستبعد أسعار الغذاء والطاقة.

وإذا أثرت أسعار الطاقة المرتفعة على جوهر التضخم مرة أخرى، فقد تبدأ آمال ‏‏"الهبوط الناعم" في التلاشي وتدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية ‏الأخرى إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة، على عكس معظم التوقعات الحالية ‏بنهاية دورة التشديد النقدي قريبًا.‏

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الولايات المتحدة اسعار الوقود دونالد ترامب محطات الوقود التخفيضات معدلات التضخم ارتفاع اسعار البنزين ارتفاع أسعار أسعار النفط أعلى مستوى على مستوى

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد الاحداث في الشرق الأوسط

تصدر سعر النفط والشرق الأوسط، حركات البحث خلال الساعات الأخيرة، بالتزامن مع تصاعد الاحداث بين إسرائيل الصهيونية وإيران.

وشهد اليوم الأربعاء الموافق 2 أكتوبر، ارتفاع أسعار النفط وسط مخاوف من تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب أوسع نطاقا ويعطل إمدادات النفط من منطقة الإنتاج الرئيسية وذلك عقب إطلاق إيران صواريخ باليستية على إسرائيل.

النفط .. ارتفاع خام برنت 

ووفق لوكالة "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 83 سنتا بما يعادل 1.13 بالمئة إلى 74.39 دولار للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 88 سنتا أو 1.26 بالمئة إلى 70.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 0029 بتوقيت جرينتش، منخفضا قليلا عن ارتفاعه بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة.

وقالت إسرائيل إن إيران أطلقت أكثر من 180 صاروخا باليستيا على إسرائيل أمس الثلاثاء ردا على الحملة الإسرائيلية ضد حلفاء طهران في حزب الله في لبنان.

يذكر أن إيران، تعتبر العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أحد أكبر منتجي النفط في المنطقة.

وقال بنك "إيه إن زد" للأبحاث في مذكرة "إن التدخل المباشر لإيران، العضو في منظمة أوبك، يثير احتمال حدوث اضطرابات في إمدادات النفط"، في إشارة إلى الصراع في الشرق الأوسط، مضيفًا أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 مليون برميل يوميا في أغسطس.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي على إسرائيل، في حين قالت طهران إنها أنهت ضرتها على دولة الاحتلال ولكن أي رد انتقامي سيقابل "بدمار واسع النطاق"، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

ومن جانبه أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل، حليفتها منذ فترة طويلة، وقرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع بشأن الشرق الأوسط اليوم.

إيران تمثل 4% من إنتاج النفط العالمي

وقالت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة "إن التصعيد الكبير من جانب إيران قد يؤدي إلى جلب الولايات المتحدة إلى الحرب، وتمثل إيران نحو 4% من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت المملكة العربية السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية".

فيما تجتمع لجنة من وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، المعروفة باسم أوبك+، في وقت لاحق من اليوم لمراجعة السوق، ولا يتوقع إجراء أي تغييرات في السياسة ، ومن المقرر أن ترفع أوبك+، التي تضم روسيا، الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا شهريا اعتبارا من ديسمبر المقبل.

وقال بنك إيه إن زد في مذكرة "أي اقتراح باستمرار زيادات الإنتاج قد يعوض المخاوف بشأن انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط".

أما عن بيانات المخزونات الأميركية فجاءت متباينة حيث انخفضت مخزونات النفط الخام والمقطرات الأسبوع الماضي بينما ارتفعت مخزونات البنزين، حسبما قالت مصادر في السوق نقلا عن أرقام معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء.

 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 74.56 دولار للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد الاحداث في الشرق الأوسط
  • أسعار النفط تقفز بأكثر من 5% بعد هجوم إيراني على إسرائيل
  • ارتفاع في أسعار النفط نتيجة للضربة الصاروخية الإيرانية
  • ارتفاع أسعار الذهب فى منتصف تعاملات اليوم
  • أميركا تشتري 6 ملايين برميل من النفط لدعم الاحتياطي الاستراتيجي
  • ارتفاع أسعار الأغذية بالأردن 2.8%
  • مع استقرار النفط ارتفاع أسعار خامي البصرة
  • ارتفاع أسعار النفط
  • بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة أكبر المعوقات أمام الشركات بالسوق المحلي