كيف نأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة؟ .. 3 أمور نغفل عنها
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
كيف نأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرون خاصة مع تسارع الزمان والتسابق في معرفة ما حدث من علامات وأمارات الساعة، فما هو السبيل لكي نأمن الفزع الأكبر يوم القيامة، وما هو السبيل للنجاة من أهوالها؟، هذا ما نرصده في التقرير التالي.
كيف نأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة؟يوم القيامة هو من أعظم الأمور التي يخشاها كل بني آدم، فلا مفر من أن يجتمع الجميع ويشهدون ما فيه من أهوال وفزع يقول الحق تبارك وتعالى:﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]
كما جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 141]
وفي أهوال يوم القيامة قالت أم المؤمنين السيدة عائشةَ -رضي الله عنها-: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَومَ تُبَدَّلُ الأرْضُ غيرَ الأرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} فأيْنَ يَكونُ النَّاسُ يَومَئذٍ؟ يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ: علَى الصِّرَاطِ)، فكيف نأمن الفزع الأكبر يوم القيامة؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، إن هناك 3 أمور من شأنها أن تأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، منها كثرة الصلاة على النبي، ثم كثرة ذكر الله، حيث قوله تعالى: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»، «فأذكروني أذكركم»، مبينًا أن الذكر هنا المقصود به؛ هو التسبيح، والتحميد، والصلاة، قراءة القرآن، وأسماء الله الحسنى.
ولفت إلى أن ثالث الأمور التي تنجي من أهوال يوم القيامة، الدعاء، فدائمًا ندعوا الله سبحانه وتعالى؛ بأن يفرج عنا يوم القيامة، وأهوال يوم القيامة، وأن يقبلنا عنده، ويسامحنا، مشيرًا إلى أنه في عرفات يوم القيامة سيكون هناك ميزان، ولا نعرف بعد كم من المدة سواء كان 7 سنين، أو 6 سنين، ونحن لانعرف ونتعرف على بعضنا البعض.
أفضل الذكر يوم القيامة .. عبادة يغفل عنها في تعاقب محرم وصفر لماذا سمي يوم القيامة يوم التلاق في سورة غافر ؟ .. 5 أوجه حكم دعاء العرشجاء في نص حديث دعاء العرش: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (نزل عليّ جبرائيل وأنا أصلي خلف المقام، فلما فرغت من الصلاة دعوت الله تعالى وقلت: حبيبي! علمني لأمتي شيئا إذا خرجت من الدنيا عنهم يدعون الله تعالى فيغفر لهم. فقال جبريل: ومن أمتك يشهدون لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، ويصومون أيام الثلاثه البيض: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، ثم يدعون الله بهذا الدعاء، فإنه مكتوب حول العرش، وأنا يا محمد بقوة هذا الدعاء أهبط وأصعد، وملك الموت بهذا الدعاء يقبض أرواح المؤمنين، وهذا الدعاء مكتوب على أستار الكعبة وأركانها، ومن قرأ من أمتك هذا الدعاء يأمن عذاب القبر، ويكون أمينا يوم الفزع الأكبر، ومن موت الفجّار، وغناه عن خلقه، ويرزقه من حيث لا يحتسب، وأنت شفيعه يوم القيامة، يا محمد! من صام ( 13 و 14 و 15 ) من كل شهر ، ودعا بهذا الدعاء عند إفطاره أكرمه الله تعالى بعد كرمه، وفرجا بعد فرجه، وما مهموم أو مغموم أو محزون أو مديون وذو حاجة إلا فرّج الله همّه وغمّه...ثم ذكر الدعاء الطويل)، فهل هو صحيح.
تقول دار الإفتاء في بيانها حكم دعاء العرش، أن الدعاء المنتشر في مواقع " الإنترنت " والمسمى بـ " دعاء العرش " دعاء مكذوب لا يصح، لا يجوز نقله ولا روايته، ومن تساهل في ذلك تعرض للوعيد الشديد، في قوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) متفق عليه.
ولفتت إلى أن هذا الحديث غير موجود في كتب السنة والآثار، ولا يتناقله علماء المسلمين الثقات، وإنما يكذبه بعض الناس وينشرونه بينهم، رغبة في تحريف الدين وتشويه الشريعة، وأن فيه من الألفاظ المستغربة الشيء الكثير، مثل قوله: : (أسألك باسمك المكتوب على جناح جبريل وعلى ميكائيل وعلى جبهة إسرافيل، وعلى كف عزرائيل الذي سميت به منكرا ونكيرا، وبحق أسرار عبادك عليك)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ومن جملة القرائن الدالة على الوضع الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر اليسير، أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير، وهذا كثير موجود في حديث القصاص والطرقية " انتهى "النكت على مقدمة ابن الصلاح" (2/843)
وشددت أن في الأحاديث الصحيحة من الأدعية ما يغني عن مثل هذا، وقد جمع بعض العلماء الأدعية الواردة في القرآن والسنة، ثم طبعها، فاحرص عليها، وادع بها، وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار). والله أعلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم القيامة دعاء العرش دار الإفتاء هذا الدعاء
إقرأ أيضاً:
أقوال الأسوياء.. ماذا قال مصطفى حسني عن شكر نعمة الستر
قال الداعية مصطفى حسني، إن كثيرا من العلماء والمفكرين يتحدثون عن ميراث سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وما تركه من أقوال عظيمة تحمل معاني عميقة وحكمًا تتجاوز الزمن. من بين هذه الأقوال المضيئة قوله: "كم من مستدرَجٍ بالإحسان إليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن القول فيه".
وأضاف حسني، فى فيديو له، أن الاستدراج يعني أن يُعطى الإنسان شيئًا يستدرجه إلى هدف معين، وكثيرًا ما يكون ذلك الهدف زيادة في بعده عن الله سبحانه وتعالى. في القرآن الكريم، تشير آيات الاستدراج إلى تعامل الله مع الكفار الذين جحدوا بالحق رغم علمهم به، مثل قوله تعالى: “وأملي لهم إن كيدي متين.”
فالاستدراج هنا ليس تكريمًا، بل اختبار يُغرق الإنسان في الدنيا ويبعده عن الآخرة، كما في قوله تعالى: "وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى."
الفرق بين الاستدراج والإكرامواشار الى ان المؤمن عندما يكرمه الله بالنعمة أو الستر، يكون ذلك بابًا لإعادة النظر في حاله، ودعوة للرجوع إلى الله. لكن المشكلة تكمن في أن الإنسان قد يسيء فهم هذا الإحسان، فيظن أن ذلك دليل على رضى الله عنه، رغم تقصيره في حق الله وفي أداء عباداته، فيغتر. وهنا يتحول الإحسان والستر إلى استدراج يصنعه الإنسان بنفسه.
الاغترار بالستر والإحسانالستر من الله نعمة عظيمة، لكنه قد يصبح سببًا للغرور إذا استغل الإنسان هذا الستر ليتمادى في الذنوب. يظن المخدوع أن الله يحبه لأنه لم يفضحه، رغم إصراره على الخطايا والمعاصي. وهنا يتحول القلب إلى حالة من "الاغترار"، التي ذكرها القرآن في قوله: "يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم؟" هل غرّك كرمه؟ أم سترك؟.
المؤمن الحقيقي عندما ينعم الله عليه بالإحسان، أو يستره رغم تقصيره، عليه أن يشعر بالحياء من الله. يجب أن يتساءل مع نفسه: كيف أتعامل مع نعمة الله؟ هل أستغل قوتي وصحتي في طاعة الله أم في ظلم الناس؟ هل أكسب رزقي من الحلال أم أتهاون؟، القول "كم من مستدرَج بالإحسان إليه، ومغرور بالستر عليه" هو دعوة للتفكر والتأمل في حالنا مع نعم الله. عندما نجد أنفسنا غارقين في النعم، بينما نبتعد عن الطاعة، يجب أن نعود ونستحي من الله. كما قال ابن عطاء الله السكندري: "إذا أراد الله أن يظهر فضله عليك خلق ونسبه إليك." فكل إحسان هو من الله، ليشجعنا على الرجوع إليه، لا لنزداد بعدًا.
فلا يجب أن نكون سببًا في استدراج أنفسنا. علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، وننظر إلى الإحسان والستر كفرص للعودة إلى الله. وكما قال سيدنا علي رضي الله عنه، فلنتعلم أن الستر والإحسان ليسا دليلًا على الكمال، بل اختبار لمدى استجابتنا لنداء العودة إلى طريق الله.