دعت الهيئة الدينية في بلدة القريّا ببلدة القريا السورية، إلى عدم التعرض وبأي شكل من الأشكال لمقام الرئاسة أو للجيش السوري، وعدم المساس بمؤسسات ومنشآت الدولة وكوادرها وعامليها.

السوريون على رأس القائمة.. ارتفاع قياسي لطلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي

وفي بيان أشار إلى تأخر استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين المعيشية، باركت  الهيئة الدينية في بلدة القريّا  بـ"الحراك الأهلي في البلدة لمطالبتهم بالحقوق المشروعة بالطرق السلمية التي تعبر عن المستوى الراقي لأهل بلدتنا".


وطالب البيان بـ"تأييد البيانات الصادرة عن الهيئة الروحية في محافظة السويداء ممثلة بمشايخ العقل الثلاثة نصا ومضمونا، وعدم التعرض وبأي شكل من الأشكال لمقام رئاسة الجمهورية أو لجيشنا الباسل حامي الوطن، وعدم رفع أي علم سوى علم الجمهورية العربية السورية الذي يمثل وطننا الحبيب".

وأردف البيان: "عدم اصطحاب أو رفع راية التوحيد في أماكن الحراك، وذلك حفاظا على رمزيتها وقدسيتها، وعدم المساس بالمؤسسات والمنشآت الحكومية وعدم التعرض لكوادرها والعاملين بها لكونها ملكاً للشعب، وحفاظا على استمرارية تقديم الخدمات للمواطنين".
وحث البيان جميع رجال الدين على "الالتزام بعدم المشاركة في الحراك والظهور بزي الدين"، مؤكدا أن "كل من يثبت مشاركته مرتديا زي الدين الشريف سوف يعرض نفسه للعقوبة الدينية، فقد ثبت وجود مندسين بين صفوف المحتجين يقومون بقطع الطرقات والإساءة للمواطنين العابرين، وهذا ما يسيء ويجلب الشبهة إلى جميع رجال الدين".
وختم البيان بالقول: "نهيب بأبناء بلدتنا الكرام التحلي بالحكمة والعقلانية في جميع تصرفاتهم وعدم الانجرار بأي اتجاه أو طرف خارجي يبتغي تحييد الحراك عن مساره الوطني وتخريب الأهداف التي قام من أجلها، كما تهيب الهيئة الدينية في بلدة القريّا بالجهات الرسمية المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بالتعاون والأخذ بمطالب المواطنين على محمل الجدية الكاملة".

المصدر: "الوطن"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار سوريا احتجاجات تويتر غوغل Google فيسبوك facebook مظاهرات

إقرأ أيضاً:

إزالة علم سوريا وتلميحات من نتنياهو.. ماذا يحدث في السويداء؟

في مشهد لم يعد غريبًا؛ سمحت الحرية التي تتمتع بها ساحة الكرامة في مدينة السويداء جنوب سوريا بخروج مظاهرات يمكن وصفها أنها "عكس التيار"، تجمَّع فيها العشرات صباح الخميس 6 مارس/ آذار 2025، ممن جاءت بهم دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أزال المتظاهرون علم البلاد عن مبنى المحافظة، واضعين مكانه العلم الديني لطائفة الموحدين الدروز المعروف باشتماله الرامز إلى حدود الدين الخمس، وردّدوا عبارات التأييد للشّيخ حكمت الهجري، أحد أبرز المرجعيات الدينية في السويداء، وحملوا صورًا للشيخ موفق طريف، أحد أبرز المرجعيات الدينية للدروز في إسرائيل.

مظاهرة السويداء والمجلس العسكري الجديد

معظم المتظاهرين كانوا من المنتسبين أو الداعمين لـ "المجلس العسكري في السويداء" الذي يرأسه العقيد طارق الشوفي المنشق في وقت سابق عن جيش الأسد، وهذا المجلس تأسس في 24 فبراير/ شباط 2025، ليضم عسكريين وضباطًا منشقين عن النظام السابق، وعسكريين وضباطًا كانوا ضمن ملاك القوى الأمنية والعسكرية لنظام الأسد حتى سقوطه يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.

في المقابل كان الشيخ الهجري الذي نادت المظاهرة بتأييده قد نفى أي علاقة له بالمجلس العسكري بعد تأسيسه، كما نفى العقيد الشوفي مجموعة واسعة من الاتهامات التي وجهت إلى المجلس، أبرزها ارتباطه بإسرائيل ومشاريعها الانفصالية، وتنسيقه مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتخطيط معها لدعم اللامركزية في السويداء، كما شمال شرق سوريا.

إعلان تنافس القوى المختلفة في السويداء

السويداء ليست على قلب رجل واحد، فكما كانت منقسمة بين المؤيدين لنظام الأسد والمناهضين له خلال العقد الماضي، فإنها اليوم منقسمة في الموقف من الحكومة السورية الجديدة والتعامل معها، وربما ليس من المصادفة أن يتشكل المجلس العسكري، وتخرج المظاهرة من المنتسبين له الذين أزالوا علم البلاد عن مبنى المحافظة بعد استقبال الرئيس أحمد الشرع في دمشق لقائدي أهم التشكيلات العسكرية في السويداء، وهما ليث البلعوس، وسليمان عبدالباقي.

في حين إذا صحت المعلومات بأن المجلس العسكري مرتبط فعلًا بالشيخ الهجري، فهذا يعني أن الشيخ الهجري وصل إلى قناعة أن المكانة الدينية لم تعد كافية بتأثيرها ودورها على توازنات المشهد الداخلي في السويداء، والتنافس الخفي للزعامة فيها، حيث في مجتمع مثل السويداء من الطبيعي أن تتنازع الحوامل الاجتماعية التقليدية، وأهمها المرجعيات الدينية مع الحوامل المجتمعية الناشئة خلال سنوات الثورة، وأهمها الفصائل والمجموعات العسكرية.

من هم الفاعلون في السويداء؟

كانت السويداء قبل الثورة التي انطلقت عام 2011، تركن في قرارها مجتمعيًا إلى المرجعية الدينية المتمثلة بمشيخة العقل، والتي توارثتها ثلاث عائلات، هي: الهجري والحناوي، والجربوع، غير أن الثورة السورية بما حملته من ضغوطات أمنية ومجتمعية خلال سنواتها الممتدة، أوجدت قوى جديدة منافسة، ومختلفة مع القوى المرجعية التقليدية، أهمها:

قوات شيخ الكرامة بقيادة ليث البلعوس، وحركة رجال الكرامة بقيادة يحيى حجار، وتجمع أحرار جبل العرب بقيادة سليمان عبدالباقي، ولواء الجبل بقيادة شكيب عزام، وتجمع أبناء الجبل بقيادة لؤي أبو فاعور، ولواء "القاهرون" بقيادة عميد جريره، وقوات العليا بقيادة سامر بالي، وتجمع اللواء بقيادة سامر أبو العز، وسرايا الجبل بقيادة وائل أبو قنصول، وبقايا قوة مكافحة الإرهاب الذراع العسكرية لحزب اللواء السوري.

إعلان العلاقة مع إسرائيل

لا يمكن إنكار التواصل المستمر بين فاعلين في السويداء وإسرائيل، لكن هناك تضخيمًا كبيرًا وصورة نمطية غير دقيقة لحجم هذا التواصل وطبيعته وأهدافه ثم لمآلاته، وما قد ينتج عنه، نعم تحاول إسرائيل كسب حلفاء لها في السويداء، وفي غيرها من المناطق جنوب سوريا، لكن الاستجابة للمحاولات الإسرائيلية حتى اليوم محدودة جدًا.

بينما التواصل الذي تقوم به بعض المجموعات والقوى في السويداء، بدأ من طبيعة التواصل الدرزي السوري، مع الدرزي في إسرائيل، في مقابل التواصل الذي تقوم به مجموعات أخرى في المحافظة بطبيعة التواصل الدرزي السوري، مع الدرزي اللبناني، وهما – كما لا يخفى على أحد – مساران متضادان في الاتجاه.

المسار الأول الذي يبني على التنسيق الدرزي السوري مع الدرزي الإسرائيلي يقوده من طرف إسرائيل الشيخ موفق طريق، وبدأ تحت عنوان حماية المكون، بينما تنتشر المليشيات الطائفية في جنوب سوريا، ويتهم هذا المسار بأنه داعم للضغط الإسرائيلي الهادف إلى إبقاء سوريا ضعيفة ومفككة، الأمر الذي يتعارض مع المسار الثاني الذي يتصل مع الزعيم وليد جنبلاط في لبنان، وهدفه أن يحمي خصوصية السويداء والمكون الدرزي فيها، لكن ضمن سيادة الدولة السورية الجديدة.

السويداء والعلاقة مع الحكومة في دمشق

بعيدًا عن التصريحات الرسمية التي تجامل في المواقف، وغالبًا ما توارب في التوجهات، فإن هناك تنافسًا داخليًا في السويداء على الزعامة والمرجعية يعززه التواصل والتنسيق مع الأطراف الخارجية، وهو أمر جوهري يغلب طبيعة العلاقة مع العاصمة دمشق بصرف النظر عن الجهة التي تحكمها.

وربما لا يظهر التنافس في المرجعيات الدينية التقليدية بين الأسر الثلاث: الهجري والحناوي، والجربوع، إلا أن التنافس واضح بينها وبين القوى الناشئة، وخاصة رجال الكرامة، وشيخ الكرامة، ورجال جبل العرب، والتي بدورها أعلنت ولاءها للحكومة الجديدة التي يقودها الرئيس أحمد الشرع في دمشق.

إعلان

ليس من المرجح أن تكون السويداء في طليعة أي مشروع مناهض للإدارة الجديدة في دمشق، أو أن تكون السويداء جزءًا صريحًا فيه، إلا أن العامل الخارجي المرتبط بجزء منه مع مشاريع مناهضة للإدارة الجديدة، قد يستثمر حساسية الوضع مع المكون الدرزي لتمرير الضغوطات، أو حتى التهديدات للإدارة في دمشق.

خصوصية يحترمها الجميع

وبعيدًا عن الصراعات السياسية والتنافس المحلي الجهوي، فإن ثَمة رأي الشارع في السويداء، وهو وإن كان متأثرًا بالفاعلين الدينيين أو السياسيين، إلا أنه يُجمع معهم على أن للمحافظة خصوصية من العادات والتقاليد والأعراف يجب أن تحترم وأن تقدر.

وقد أدركت الحكومة الجديدة في دمشق هذا الأمر، ويعتقد أنها تراعيه، أو أنها مضطرة إلى أن تراعيه بشكل جيد؛ لأنه جزء من ضمان السلم الأهلي والاستقرار المحلي، فالمحافظة لها ثقافتها في حل مشكلاتها، وإدارة المجتمع بما يتوافق مع الأطر المجتمعية والدينية للمحافظة.

ليس هناك مشروع جادّ انفصالي أو حتى شبه انفصالي للسويداء، لكن هناك خصوصية تطلبها المحافظة، ومن السهل أن تحصل عليها وتتمتع بها ضمن العقد الاجتماعي الجديد الذي تنتظره سوريا.

في المقابل فإن هناك نزاعًا داخليًا وتنافسًا ينعكسان على الموقف من القوى المحلية الأخرى، ومن ذلك العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، ويعزز المشكلة استثمار القوى الخارجية لهذه الحالة، وتحديدًا إسرائيل.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الحراك الجنوبي يؤيد ويبارك إعلان قائد الثورة بشأن المهلة وإسناد غزة
  • البيان الختامي لاجتماع دول جوار سوريا
  • المقامات الدينية الدرزية تستعيد نفوذها في السويداء مع تصاعد الاهتمام بالروحانيات
  • مكون الحراك الجنوبي يؤيد ويبارك إعلان قائد الثورة بشأن المهلة وإسناد غزة
  • وزير الخارجية الأمريكي: روبيو: نقف مع الأقليات الدينية والعرقية في سوريا
  • خسوف كلي للقمر الجمعة المقبلة.. والبحوث الفلكية تصدر بيانا بشأن رؤيته
  • بطاركة سوريا يصدرون بيانا بشأن أحداث الساحل
  • “الغرف التجارية” تصدر بيانا بشأن العقوبات الأمريكية على بعض رجال الأعمال في اليمن
  • مصر تصدر بياناً بشأن التطورات في سوريا
  • إزالة علم سوريا وتلميحات من نتنياهو.. ماذا يحدث في السويداء؟