مش غلط أن يتحدث هذا الكم الهائل من الناس عن أغنية بين مؤيد ومعارض وأن تكون بالنسبة لهم الأغنية التي قصمت ظهر الفن! على الرغم من أن الفن اليمني اذا ما قرر أحدنا الوقوف عنده فلا يمكنه أن يجد فنان واحد دون أن يقف على كلمات فاضحة منافية للقيم والمبادئ المجتمعية وخادشة للحياء والمروءة في اغانيه، ابتداء من أغاني من يوصفون بأنهم عمالقة الفن التراثي اليمني مثل الآنسي والسنيدار والحبيشي والحارثي وانتهاء بفناني اللحظة أمثال السمه ومُحب وعنبه وغيرهم.
وجه المشكلة في الأغنية بإعتقادي أنها جاءت بإفتتاحية تصادمية "مش غلط" وهي لغة قريبة من لغة التحليل والتحريم تلك التي تؤصل لمشروعية أفعال يراها المجتمع منافية لقيمه حتى ولو كان نصف هذا المجتمع يطبق ما تحدثت عنه الأغنية بالخفاء.
مطلع الأغنية يقول " #مش_غلط نشرب سوا شاهي ونتمشى شويه، مش غلط نخفى ونجلس وحدنا حتى العشية" الكلمات هنا تحلل وتصنف هذه الأفعال بإعتبارها مش غلط وهذا ما أثار الناس الذين قد تجد غالبيتهم مغرم بأغنية حمزه نمره " فاضي شويه نشرب قهوة فحته بعيده "! وهنا الفرق الجوهري أن حمزه نمره لم يقل " مش غلط تجي نشرب قهوه فحته بعيده، مش غلط تعزمني ع نكته جديدة"!
#مش_غلط أن يعبر الشاعر عما يعتريه من مشاعر وان يلدها بكرًا كما تخلقت في داخله لكن يجب أن ندرك انه في النهاية يعبر عن قناعته هو لا عن قناعة الناس، وبالتالي #مش_غلط ايضًا النقد المجتمعي والرفض لأغنية أو قصيدة أو مقال اذا كان يتعارض مع القناعة والمبادئ الجمعية للمجتمع.
ربما كان الأمر سيمر بسلام لو أنها كانت مجرد قصيدة لم ينفخ فيها روح الفن حالها حال عشرات وربما مئات القصائد التي تمر بسلام لكن الضجة التي احدثتها لأنها تحولت الى اغنية وبالتالي فهي تخاطب جمهور اوسع.
ثمة أمر كان يجب مراعاته وهو أننا أمام جيل متعطش للفن، وفي فترة زمنية آفاق الثقافة الدينية والمجتمعية والوعي يتضائل وبالتالي من الممكن أن يستقبل الجيل هذه الأغنية بإعتبارها دليلاً عاطفيًا في التعامل مع الحب ، سيكون الحب في نظرهم عبارة عن "شرب شاهي مع المحبوب والتمشيه سويًا في الخفا".
صحيح أن الأغاني بشكل عام ليس شرطًا فيها أن توافق المبادئ وأن تراعي القيم لأنها في النهاية "أغاني" ولا يُنتظر من فنان أن يخاطب الناس أو يغني وفق أسلوب " اختاه هيا بنا نزور المقابر ونلقي السلام على الموتى"، فهي ليست نشيدًا دينيًا او خطبة جمعة، لكن الحقيقة أننا أمام انهيار للمعنى الحقيقي للأغنية التي تخاطب المشاعر والأحاسيس بطرب عفيف لا يحتاج لتجني مثلما لا يحتاج لتشدد.
طيب هل أنت مع الأغنية أو ضدها؟
لست هذا او ذاك وما قلته مجرد رأي شخصي وقراءة لتفاعلات الناس، أما أنا فلست ممن ينجذب أو يطرب لأي اغنية تصادفه بسهوله، وخصوصًا الأغاني الحديثة، مزاجي الفني صعب، فأنا أحلل الأغنية قبل أن اندمج معها أحللها جماليًا ،وموسيقيًا واحساسًا وقبلها اتذوق كلماتها وأعرف قصتها.
السؤال الأهم لو لم تكن اغنية #مش_غلط ،غلط، هل كان لها أن تكون ترند او أن تحظى بهذا الجمهور المؤيد والمعارض؟!
- الإجابة لا.. لأن المجتمع بإختصار مشارك بتحويل الفن الى "فن ترندات" على حساب المبادئ لأجل تحقيق الشهره والإنتشار والمشاهدات وهذا الأمر بحد ذاته أصبح فن المرحلة!
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
فى عيد ميلاده.. قصة ترك شريف عرفة الهندسة بسبب الفن
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان شريف عرفة الذى قدم طوال مسيرته الفنية عدد من الأعمال التى تظل علامة فى تاريخ الفن المصرى والعربى.
بداية شريف عرفةولد شريف عرفة في 25 من ديسمبر عام 1960 لاب يعشق السينما والإخراج السينمائي، ومع هذه النشأة المشجعة للانخراط في الإخراج كانت هناك والدته التي لا تؤمن بهذا المجال فكانت كأي ام تريد لابنها الأكبر أن يصبح طبيبا أو مهندسا شهيرا، ولكن كان لوالده دور كبير في دعمه وتشجيعه.
وفي حواره مع اسعاد يونس في برنامجها "صاحبة السعادة" قال شريف عرفة إن "والدي شجعني كثيرًا لأن أتقدم للمعهد العالي للسينما، وحصلت على مجموع يؤهلني للالتحاق بكلية الهندسة، ولكني فضلت معهد السينما" مضيفا: "ووالدتي كانت تمانع أن ألتحق بهذا المجال، وبالتالي لم تعلم بأني في معهد السينما إلا وأنا في السنة الثانية".
ويواصل شريف عرفة في حواره لقد كان أستاذي في المعهد الفنان محمود مرسي وقد درسني لمدة 3 سنوات إلى جانب عمالقة الفن ما جعلني أستفيد كثيرا من خبراتهم الطويلة.
ويوضح شريف عرفة : اول عمل قمت بإخراجه هو فيلم (الاقزام قادمون ) عام 1987 وكان أجري آنذاك 5 آلاف جنيه.
وتابع شريف عرفة : " دراستي بالمعهد افادتني كثيرا وبالتالي تفوقت في دراستي وفي نهاية الدراسة حصل مشروع تخرجي علي المركز الثاني علي مستوي دفعتي، وبعد نجاحي وانتشار اسمي طلبت مني سندريلا الشاشة الراحلة الفنانة سعاد حسني ان تتعاون معي وبالفعل قمت بإخراج فيلم (الدرجة الثالثة ) مع الفنان احمد زكي الا انه لم يلق نجاحا جماهيريا وكان في أواخر اعمالها بعدها انقطعت اخبارها".
شريف عرفة يتعاون مع كبار النجومتعامل شريف مع اشهر وكبار النجوم ففي فيلم اللعب مع الكبار والمنسي، وطيور الظلام كان مع عادل امام وفي الارهاب والكباب مع كمال الشناوي، وفيلم "مافيا" و"الجزيرة" "1 و2" مع احمد السقا، "اضحك الصورة تطلع حلوة" و"حليم" مع احمد زكي ومع علاء ولي الدين في "الناظر" و"عبود علي الحدود"؛ ومع احمد حلمي في فيلم "اكس لارج".
وكان له الفضل في اكتشاف العديد من الوجوه الجديدة منهم مني زكي، هيثم احمد زكي. محمد سعد، احمد حلمي، علاء ولي الدين، محمد هنيدي كما ساهم في اخراج عدد من الاعلانات عن منتج بيبسي وشيبسي.
وأنتج شريف عرفة الكثير من الاعمال منها فيلم "حليم"، مسلسل "تامر وشوقية"، مسلسل "لحظات حرجة"، برنامج "الناس وانا" من خلال شركة الانتاج الخاصة به (بارتنر برد )، وكان ذلك عام 2006 والذي ساعده فيه اخرون في مصر وفي الولايات المتحدة الامريكية.