أجرى جراحو سدرة للطب (عضو في مؤسسة قطر) عدة عمليات منقذة للحياة لطفلة تعاني من مضاعفات في التنفس والبلع بسبب صغر حجم الحنجرة ووجود تكيسات كبيرة في لسانها وحلقها.
طلب والدا الطفلة ثينارا مساعدة قسم طوارئ الأطفال وأخصائي عيادة طب الأنف والأذن والحنجرة بسدرة للطب لمعالجة مشكلات الطفلة في التنفس والبلع.
قالت والدة ثينارا: «إن مشاهدة طفلتك غير قادرة على البلع ويبدو عليها سوء التغذية، وشعرنا بالعجز الشديد لرؤيتها تعاني، وكانت تفقد الوزن وتشعر بالضيق بشكل واضح.

كنا في حيرة من أمرنا حتى أتينا إلى سدرة للطب».
وقال الدكتور فيصل عبد القادر، رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وقسم طب أمراض السمع بسدرة للطب:»عندما جاءت ثينارا إلى قسمنا الخاص بطوارئ الأطفال، لاحظنا أنها تعاني مشكلة تنفسية شائعة نتيجة لانسداد المجرى الهوائي العلوي بالإضافة إلى تلين شديد في الحنجرة. (فوق الأحبال الصوتية)، مما يجعل الأنسجة تسد فتحة مجرى الهواء».
كما تبين معاناة ثينارا من وجود كتلة تحت لسانها، تجعل من الصعب التنفس والتقام الثدي أو زجاجة الرضاعة، ونتيجة لذلك خضعت لإدخال أنبوب تغذية في مستشفى أخرى، لمساعدتها على التغذية عن طريق الأنبوب الأنفي المعدي.»
وقد أحالها فريق الطوارئ إلى عيادة طب الأنف والأذن والحنجرة للخضوع للمزيد من الاختبارات والفحوصات التشخيصية.
وقال الدكتور عبد القادر: «عندما أجرينا تقييمًا أكثر شمولية يتضمن خضوع ثينارا لفحص التصوير التشخيصي، وجدنا كتلة كيسية كبيرة في حلقها، التي حلت محل لسانها بالكامل تقريبًا. عانت أيضًا من صغر حجم الحنجرة (صندوق الصوت)، لافتا إلى أن هذا الأمر كان مقلقًا إلى حد ما لأنه كان يتسبب في فشل نموها. كانت حالتها نادرة بسبب حجم المضاعفات والإجراءات المتعددة التي تطلب إجراؤها».
وأوضح د. عبد القادر أن الفريق الطبي اتبع النهج العلاجي متعدد التخصصات، إجراء العمليات الجراحية المعقدة لإزالة التكيسات وتوسيع حنجرة المريضة، وأن الوقت كان عاملًا حاسمًا، ولهذا السبب رتبنا لجراحة عاجلة بينما كانت لا تزال موصولة بالأنبوب التنفسي من وقت خضوعها للفحص عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي. 
وأضاف: أن تأمين مجرى الهواء أثناء التخدير كان أكبر التحديات– لأنه كان مغلقا بشدة. أجرينا على مدار يوم كامل تقريبًا، العمليات لإزالة الكتلة الموجودة تحت لسانها، والتكيس في حلقها وإزالة الأنسجة الزائدة في حنجرتها لتوسيعها. 
وأشار إلى أنه سُمح لثينارا بالخروج من المستشفى في غضون اسبوع، بعد خضوعها للجراحة وبفضل الرعاية المتخصصة التي قدمها الفريق الطبي بالكامل في وحدة العناية المركزة للأطفال، التي دعمها علاج النطق، واللغة، والعلاج التنفسي، وخدمات التغذية والنظام الغذائي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: التربية على مواجهة الأزمات

رغم ما قد نواجهه من تحديات، وما نعاني منه من أزمات؛ إلا أن الإرادة، والعزيمة، التي خلقها اللهُ – تعالى - في نفوسنا، ناهيك عن القيم النبيلة، التي قد ترَّسخت في وجدانياتنا، كل ذلك قد ساهم في مقْدرتنا على تحويل المحن، التي نمرُ بها إلى منح، نجني ثمارها جيلاً، تلو الآخر، وهذا ما عليه الإنسان على المستوى الفرديّ، أو في خضمّ عمل جماعيّ؛ حيث إن فلسفة الحياة لا تعترف بالانكسار، ولا تتقبل الاستسلام.

الأمُّة المصرية في ظل تاريخها المجيد، كثيرًا ما مرّت بشدائد؛ لكن طبيعة مجتمعاتها تُوصف بالمرونة، والإيجابيّة؛ ومن ثم تخلق فرص الخلاص، من سياج الخُنوع، أو الخُضوع؛ لتعتليَ سُلَّم التقدم، والازدهار، وتصبح في مقدمة الأمم، التي تحمل حضارة زاخرة بالبطولات، وشُروفات المواقف، والأحداث، بل، هناك تراث يتحدث عن منْعة، وقوة، وإرادة، وعطاء هذا الشعب العظيم في مكنونه، ومُكوّنه.

من باطن الأزمة تتفجر الأفكار المُلْهمة، وتطْفو الابتكارات، التي تحدث نقلاتٍ نوعيّة في شتَّى مجالات الحياة، وفي هذا بيانٌ واضحٌ، يؤكد على صلابة، وصمود المواطن المصريّ، وتعاطيه بمنتهى المرونة مع التغيرات، والأحداث الشائكة المليئة بالتحديات؛ لكن عزيمته، وإقدامه نحو المواجهة، يخلق الأمل، والطموح، ويُعزّز من الثقة بالنفس بأنه قادر على تحقيق الغاية، وهذا يستند على وعي صحيح تجاه النفس، وكل ما يحيط بالإنسان.

التربية على مواجهة الأزمات، نستلهما دون مواربة من شعب مصر العظيم، الذي يمتلك الوعي الرشيد تجاه كل ما يمرُّ به من تحديات، أو صعوبات على كافة المستويات، كون هذا الشعب الأصيل لديه قناعةٌ تامةٌ بأن ما يجري في ملك الله- عزوجل- بإرادته؛ ومن ثم يثابر، ويعمل ويجتهد، ويبذل الغالي، والنَّفيس من أجل بناء الوطن، وصوْن مُقدّراته والحفاظ على أمنه، وأمانه؛ لذا تجد أن الرباط بين المجتمع المصريّ، ومؤسساته، وقيادته السياسيّة قويّة، لا تنْفكُّ عُقْدتها، ووثاقها.

النضج المجتمعيّ نراه في اندماجه، حينما تتفاقم الأزمات، وتصل إلى مستويات، لا يتحمَّلها غير المصريين؛ فهناك قيم، ومبادئ حاكمة، تؤكد على أن هذا الشعب قد تربَّي على التحمّل، والصبر الجميل، بل، قد عزّز لدى أجياله إعمال ميزان العقل في التصرف، والحكمة في مُدارسة الأمور؛ فلا مجال للسّقوط في دائرة الصراعات، والخلافات بين أبناء المجتمع الواحد، ولا استثناء لفئة على حساب أخرى في شراكة بناء الوطن، والخطوط الحمراء في قضايا الوطن المصيريّة، تُطبَّقُ على الجميع، ويدركها القاصي، والدَّاني.

التربية على مواجهة التحديات، والصعوبات، والأزمات والنَّوازل لدى الإنسان، ليست من قُبيل التَّرف، أو الاختيار؛ لكنّها ضرورة قصوى، تصْقل في النفس ماهيّة مفاهيم، يصعب الاستغناء عنها في خضمّ، عالم مُتقلِّب؛ حيث تبدأ بالثبات، حال التموّجات، التي تمر بها المجتمعات، والتمسك بقيم أصيلة، تؤكد على اللُّحمة، والتلاحم، وقوة النَّسيج، بداية من تحمُّل المسئولية، والاهتداء بطريق المعرفة العلمية، الرصينة؛ ليترَّسخَ في النفوس المنهجية القويمة، التي تسهم في تحقيق نجاحات، غير مسبوقة بالطبع تقوم على العمل، والجدِّ، والاجتهاد، والإتقان.

في التربية على مواجهة الأزمات، تتضاعف أهميّة التضامن، والاندماج بين أطياف المجتمع المصريّ؛ ومن ثم تقوى العزيمة، وتزداد الهمم، وتتضافر الجهود من أجل تحقيق الهدف، وهنا ندركُ أن قوّة المجتمع في تماسك جبْهته الداخليّة، التي لا تتقبل الوصاية، ولا تتسمَّع  إلى بعض الشائعات، التي تودُّ الفتْك بالمجتمع، وإضعاف الثقة بين مكوّنه؛ ومن ثم نرصد حالة من التواصل الفعّال بين الجميع، ونشاهد تضاعف في الطاقات، التي تسْتثمر بشكل إيجابيّ من أجل خدمة المصالح العُلْيا للدولة؛ حينئذٍ نوقن أن العاطفة المصريّة الجيّاشة، قد أخذت طريقها نحو الرَّغبة الجامحة في بُلوغ النَّصر المُبين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

طباعة شارك فلسفة الحياة الاستسلام الأمُّة المصرية

مقالات مشابهة

  • أستاذ بطب القصر العيني: كل تضخم في البروستاتا لا يعني ظهور مشكلات صحية.. تفاصيل
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: التربية على مواجهة الأزمات
  • تدخل طبي متقدم بمكة ينقذ مريضة من حالة قلبية خلقية معقدة
  • الوزراء يكشف تفاصيل أول جهاز تنفّس صناعي مصري محلي الصنع بالكامل
  • 5 أسماك تتمكن من العيش خارج الماء.. ما دافعها لذلك؟
  • هدنة الـ 60 يومًا.. هل يُمكن لغزة التنفس أخيرًا؟
  • رئيس الأكاديمية العربية: نحن أصحاب رسالة إنسانية ونبني مدينة متكاملة للطب والسياحة العلاجية
  • النمر: الدفن في النفود لا يعالج الأمراض ويسبب جلطات وحروق
  • نشرة المرأة والمنوعات | رمل البحر يعالج 5 أمراض جلدية.. تحذير من تناول هذا النوع من اللحوم والمشروبات
  • بكتيريا تحول بلاستيك النفايات إلى دواء يعالج الألم!