أطلق مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، في ويلتون بارك بالمملكة المتحدة أمس، منتدى دوليا بعنوان: «المرأة والدين والتغير المناخي» بالتعاون مع مؤسسة الشراكة من أجل الإيمان والتنمية /‏Partnership for Faith & Development/‏، و /‏Global One 2015/‏.
ويهدف المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى إيجاد منصة تفاعلية ثقافية وعلمية، قائمة على الشمول والتكامل بين التعاليم الدينية وجهود المرأة في مجال المحافظة على البيئة وقضايا التغير المناخي وارتباطها بالتنمية المستدامة، وزيادة التعاون بين أتباع الأديان والعاملين في مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والمدنية بشأن قضايا التغير المناخي.


كما يهدف المنتدى إلى توسيع نطاق القيادة النسائية المهتمة والمتخصصة في البيئة والتغير المناخي والتنمية المستدامة على كلا الصعيدين الديني والمدني، وخلق فرص العمل المشترك بين القيادات النسائية وبين حلفائهن من الرجال، لاستكمال الجهود الحالية وإضافة قيمة إليها بالشراكة معا.
وقال سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان إنه تم تأطير المنتدى بمثل هذا الموضوع لوضوح علاقة الدين بالتغير المناخي، إذ إن التعاليم الدينية صديقة للبيئة وتنسجم مع التنمية المستدامة.
وأضاف: «إن كان الدين أحد العناصر المكونة لعنوان المنتدى، فإن المرأة تعد العنصر الثاني، فالمرأة يمكنها أن تحقق سلاما أكثر استدامة لأسباب عديدة سيتم طرحها ومناقشتها ضمن جلسات المنتدى، كما أن الاهتمام بالمرأة في مجال البيئة، من أهم العوامل التي تنصب في إيجاد حلول للإشكالات البيئية المنتشرة». وتابع النعيمي: «تم اختيار موضوع المنتدى بعناية فائقة، كما تم تصميم محاوره بكل جدية، رغبة منا في أن يكون هذا المنتدى أملا إضافيا وجديدا في مجال يهتم به الجميع اليوم، وفي موضوع حيوي يلامس الواقع، ونأمل أن يسهم بخطة عمل واستراتيجية داعمة، تضاف إلى الجهود الآنية».
بدورها قالت الدكتورة عائشة يوسف المناعي، نائب رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إن أهمية تنظيم المركز لمثل هذا النشاط العلمي والعملي، تنبع من أهمية الدور المحوري للمرأة في الاستجابة لتغير المناخ، وهو ما أكدت عليه الدراسات الحديثة».
وأوضحت المناعي أن الدراسات أثبتت أنه يمكن للمرأة أن تقوم بدور محوري في الاستجابة للتغير المناخي، بسبب معرفتها بالظروف المحلية والاجتماعية والبيئية المحيطة، ولدورها القيادي في الإدارة المستدامة للموارد أو قيادة الممارسات المستدامة على مستوى الأسرة والمجتمع.
يشار إلى أن هذا المنتدى الدولي، ينعقد بدعم وبمشاركة من وزارة البيئة والتغير المناخي، إلى جانب مشاركة وزارة التجارة والصناعة، وبحضور عدد من رائدات الأعمال من قطر، واللاتي لهن إسهام في مجال الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، كما تساهم مؤسسة «سترلينج» الأمريكية بدعم المؤتمر.
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر المملكة المتحدة فی مجال

إقرأ أيضاً:

نهضة زراعية وتنموية متكاملة في سيناء.. تعاون دولي لتعزيز التنمية المستدامة بـ أرض الفيروز

يواصل مركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة تنفيذ سلسلة من البرامج والمشروعات التنموية المتكاملة التي تستهدف تطوير الزراعة وتحسين حياة المواطنين في شمال وجنوب سيناء، وخاصة في المناطق النائية والأكثر احتياجًا، وذلك تزامناً مع الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة سيناء، وفي إطار استراتيجية الدولة لتعمير وتنمية شبه الجزيرة.

مشروعات زراعية وخدمية على 11 ألف فدان


صرح الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، أن المركز يعمل ضمن خطة شاملة لتعمير وتنمية سيناء، من خلال إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا وتنمويًا على مساحة تتجاوز 11 ألف فدان تستهدف استقرار نحو 2122 أسرة، موزعة بين شمال وجنوب سيناء. وتشمل الخطة إنشاء ثلاثة مراكز خدمات زراعية في مناطق الحسنة، نخل، وطور سيناء، وتوزيع أكثر من 500 ألف شتلة زيتون و3 آلاف شكارة سماد عضوي على صغار المزارعين.


كما تم دعم هذه المشروعات بـآبار جوفية ومعدات زراعية حديثة لتحسين كفاءة استخدام الموارد المائية وتعزيز الإنتاج، إلى جانب تطوير بنية تحتية زراعية مستدامة تعتمد على الطاقة الشمسية ومحطات تحلية المياه.

جهود متكاملة لمواجهة التحديات البيئية والمناخية


وفي سياق مواجهة التحديات المائية، أشار شوقي إلى تنفيذ محطة تحلية مياه في وادي فيران بطاقة 10 م³/يوم، إضافة إلى خمس محطات أخرى بطاقة 25 م³/يوم. كما تم إنشاء محطة طاقة شمسية وخط نقل مياه بطول 2 كم لخدمة النشاط الزراعي في المناطق الصحراوية، بما يعزز من استدامة الموارد الطبيعية.

قوافل إرشادية ومدارس حقلية لتعزيز الإنتاج


على صعيد الدعم الفني والإرشاد الزراعي، نفذ المركز أكثر من 80 مدرسة حقلية في محاصيل مثل القمح، الشعير، النخيل، الزيتون، والفول، شملت تدريبات عملية على تقنيات الري الحديث، الخدمة الشتوية، وتقليم الأشجار. كما تم تنفيذ 35 حقلًا إرشاديًا في الشيخ زويد، وتوزيع شتلات أكاسيا وتقاوي محاصيل علفية.
وقد شهدت مدينة الطور تخريج أول دفعة من المزارعين ضمن هذه المدارس، التي تم دعمها بمعدات زراعية من منظمة الفاو، بهدف تعزيز قدرات المزارعين وتحسين الإنتاجية الزراعية.

مبادرات ميدانية مباشرة مع المزارعين


من أبرز المبادرات التي أطلقها المركز، تأتي مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير"، والتي تنفذ جولات ميدانية في شمال ووسط وجنوب سيناء لتقديم استشارات فنية مجانية، والإجابة على استفسارات المزارعين في كافة التخصصات الزراعية والإنتاج الحيواني، مع تقديم توصيات تطبيقية لتحسين جودة الإنتاج وتقليل الفاقد.
كما أُطلقت مبادرة "اسأل خبير" للتواصل اليومي مع المزارعين، من خلال زيارات مباشرة داخل الحقول وورش عمل تفاعلية، تقدم حلولًا ميدانية للتحديات الزراعية.

قوافل بيطرية شاملة وخدمات صحية حيوانية


ضمن مساعي المركز لحماية الثروة الحيوانية، تم تسيير قوافل بيطرية مجانية إلى مناطق مثل رأس سدر، الطور، والشيخ زويد، حيث تم علاج آلاف الحالات البيطرية، وتشخيص أمراض تناسلية وباطنية، وتوفير اللقاحات والمستلزمات البيطرية بشكل مجاني.

تمكين المرأة السيناوية وتحقيق التنمية المجتمعية


ركز المركز على دعم المرأة في سيناء عبر دورات تدريبية متخصصة للمرأة المعيلة والفتيات، شملت تصنيع الغذاء، تربية الدواجن، إنتاج الكمبوست، وتسويق المنتجات الزراعية. كما تم توزيع بطاريات تربية الدواجن وأعلاف مجانية على 30 أسرة، ضمن برنامج تمكين المرأة وتحسين الدخل الأسري.

تنمية وتعاون مؤسسي واسع النطاق
شهدت الفترة الأخيرة توقيع عدد من بروتوكولات التعاون مع جهات محلية ودولية، أبرزها:
جمعية تنمية المجتمع بالجورة، وشركة تنمية الريف المصري، والبنك الزراعي المصري، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
كما تم تمويل 40 مشروعًا زراعيًا ضمن المرحلة الأولى للمبادرة في جنوب سيناء، وتوزيع 10 آلاف شتلة لوز في الشيخ زويد ورفح، و5 آلاف شتلة زيتون في مدينة نخل، ضمن المبادرة الرئاسية "زراعة 100 مليون شجرة".

دعم البحث العلمي والتغيرات المناخية
حرص المركز أيضًا على تعزيز البنية البحثية من خلال تطوير محطات البحوث في رأس سدر، القنطرة شرق، والمغارة، وإعادة إحياء بنك الجينات النباتية في الشيخ زويد، للحفاظ على الأصول الوراثية للنباتات الصحراوية. كما تم تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجالات مثل الزراعة العضوية، الإدارة المتكاملة للأسمدة الذكية، والتكيف مع التغيرات المناخية.

رؤية متكاملة للتنمية المستدامة
وأكد الدكتور حسام شوقي أن كل هذه الجهود تأتي ترجمة لرؤية القيادة السياسية التي تضع تنمية سيناء في قلب الأولويات الوطنية، مشيرًا إلى أن ما يتحقق اليوم من إنجازات على الأرض هو انعكاس واضح لسياسات التنمية المتكاملة التي تستهدف الارتقاء بحياة المواطن السيناوي وتحقيق الأمن الغذائي والاستقرار المجتمعي.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية يضع رؤية تنفيذية متكاملة لتحقيق التنمية العمرانية المستدامة
  • اليونسكو تُعلن مد باب التقدم لـ"جائزة اليونسكو - اليابان للتعليم من أجل التنمية المستدامة" لعام 2025
  • نهضة زراعية وتنموية متكاملة في سيناء.. تعاون دولي لتعزيز التنمية المستدامة بـ أرض الفيروز
  • خلال النسخة الـ15 من المنتدى السعودي للأبنية الخضراء.. قيادات وطنية وعالمية يبحثون التكامل بين البيئة والإقتصاد
  • تعليم قنا: مبادرة تشجير المدارس يحقق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030
  • بادى يدشن مشروع التنمية المستدامة للعام 2025
  • "ملتقى الابتكار المؤسسي" يستعرض دور الإبداع في تحقيق التنمية المستدامة
  • وزير الزراعة يبحث مع وزير البيئة التونسي تعزيز التعاون الإقليمي
  • تعاون مصري تونسي فى مجالات البيئة وتدوير المخلفات الزراعية
  • عبر ندوة متخصصة بمدينة الدوحة.. إشادة دولية بجهود المملكة في مجال القانون الدولي الإنساني