يمانيون:
2025-04-26@22:43:02 GMT

القمرية.. ألق العمارة اليمنية وزينتها

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

القمرية.. ألق العمارة اليمنية وزينتها

يمانيون – متابعات
تشتهر البيوت اليمنية باستخدام القمرية منذ الآلف السنين وهي تمثل جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في إي منزل، فنقوشها الملونة وتشكيلاتها الزاهية تجعل منها لوحة آسرة تضفي جمالاً على الفن الهندسي المعماري المتفرد بجمال نقوشه وتشكيلاته البديعة.

وتشكل القمرية واجهة جمالية مزدوجة في المنزل غاية في الروعة والجمال، وهي تبدو كأقواس ملونة وخصوصًا عند تنساب الإضاءة من فتحاتها ذات الألوان المتعددة ما يجعل الجلوس في الداخل متعة تسر الناظر، كما هو الحال للمشهد من الخارج.


وقد أطلق عليها اسم (القمرية) نظرًا لشفافيتها وصفائها اللذين يسمحان بدخول ضوء القمر إلى فراغ المبني الداخلي، ويري بعض الباحثين أن سبب التسمية يرجع لبياضها الناصع الذي تتميز به لأن النور الذي ينفذ منها يكون ابيضًا صافيًا أشبه بضوء القمر، كما أن ألواح بعض النوافذ دائرية شبيهة بالقمر ليلة تمامه.

تاريــخ..
ويرجع تاريخ استخدام القمرية إلى ما قبل 4000عام، كما يقول الباحث المهندس البريطاني تيم ماكنتوش سميث، في دراسة علمية بعنوان (مباني صنعاء وموادها، وثيقة من القرن الثامن عشر الميلادي)، فيذكر (أن استخدام الرخام الشفاف كمادة تسمح بنفاذ ضوء الشمس إلى داخل المبني يرجع لعصر ملوك سبأ)، مستدلاً بتطابق وصف المؤرخين لقصر غمدان الملكي بصنعاء، وغرفته العليا الشبيهة بما يعرف اليوم (المنظر أو المفرج) أعلى منازل صنعاء، حيث كانت الغرفة العليا لقصر غمدان كما يقول (سميث): مطبقة بقبة كأنها البيضة من الرخام المنضد بعضه إلى بعض، حتى يمكن للجالس في الغرفة تمييز الصقر من الحدأة لدقة نقائها وشفافيتها.

تطـــور..
وقد كانت القمرية في بداياتها الأولى عبارة عن عقد مقوس يمتد رأسيًا بطول اكبر من الامتداد الأفقي، وكان هذا الطوق يلف حول قطعة مرمرية أو رخامية بلورية تسمح بنفاذ أشعة الشمس والقمر إلى الداخل، ونظرًا لمواكبة التطور العمراني فقد جري الاستعاضة عن هذه المادة اليوم بالزجاج الملون دون أن يقضي ذلك على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية الذي لا يمكن تصوره بغير القمرية ولو بهيئتها الحالية اليوم التي تعطيه رونقًا وبعدًا جماليًا يميز المعمار اليمني بخصوصيته الفريدة.

والقمرية تصنع اليوم كما في الماضي من الجص على شكل رسوم وأشكال متعددة مطرزة ومطعمة غالبًا بالزجاج الملون وبالرغم من تطور صناعة القمرية في الشكل والحجم والأغراض، الا انها لم تستغن عن الطراز العام والنقوش الداخلية للقمرية، وهي مادة الجص الأبيض الناتج عن حرق الحجر الجيري في محارق خاصة أعدت لهذا الغرض.
يقول محمد شوعي الذي ورث حرفة صنع القمريات عن والده: (منذ أن عرفت نفسي لم احد بيتًا يمنيًا واحدًا بدون قمرية، وتختلف نوعيتها من غرفة إلى أخرى، وعادة ما تكون الغرفة الأخيرة التي يطلق عليها أسم (المفرج) وغرفة استقبال الضيوف الأوفر حظًا في اختيار النوعية الجيدة للقمرية وحجمها، ويضيف: حتى البيوت الحديثة لم تستغن عن القمريات، بل ان أصحابها أكثر حرصًا على انتقائها).

تـــزاوج..
وقد رافق تطور صناعة القمرية ظهور المزدوجة التي تصنع من قمريتين داخلية مطعمة بزجاج ملون وخارجية بالزجاج الأبيض وتفصلهما مسافة تتراوح بين (10-15)سم، مع حجب الرؤية إلى الداخل من الخارج.
ويقول خبير العمارة الإسلامية الدكتور السوري عفيف بهنسي: (القمرية تسهم في تحقيق ميزة التلاحم بين العناصر الإبداعية الخارجية والداخلية في العمارة اليمنية)، فالقمرية والفتحات والنوافذ توزع جمالها خارج وداخل المنزل، فيتمتع الساكن –أيضًا- بالنور المتسرب من الفتحات عبر القمريات الزجاجية الملونة فيزداد داخل الغرف فتنة ويتمتع ساكن المدينة بسعادة التعايش مع نور الطبيعة الذي لامسته يد الفنان الصانع.
وتعتمد هذه الصنعة على الموهبة والخيال أو الحس المرهف في إنتاج عمل فني دقيق يلبي حاجة الزبون ورغبته من ناحية النقوش والأشكال الزخرفية المتنوعة.

مراحـــل..
وتمر صناعة القمرية بعدة مراحل منها الحفر “وهي أدق مرحلة في صنع القمرية” وتستغرق وقتًا لإتمامها بالشكل والتصميم الهندسي المطلوب.
ومن أشكال التصميم الهندسي المستخدمة في صناعة القمريات كما يقول شايف الصغير صاحب أحد محلات القمريات: (هناك العديد من الأشكال الهندسية لتصميم القمريات ومنها النجمة الثمانية والنجمة السداسية التي انتشرت لفترة من الزمن إثر اشتغال اليمنيين اليهود في صنع القمريات، وسنبلة القمع، وورقة البن والعنب، والريحان، وحبوب الرمان، وغيرها من النباتات).

وعن طريقة تصنيع القمرية يقول: (يبدأ صنع القمرية بتشكل عجينة نصف دائرية متماسكة من الجص بعد خلطه بالماء ثم نتركه حتى يتجمد، لنقوم بصبه بعد ذلك على لوح خشبي يحوي مساحة القمرية، ثم نقوم برسم القمرية وتحديد شكلها الخارجي بالة (الفرجار)، وتأتي بعد ذلك عملية رسم الزخارف والنقوش باستخدام السكاكين والفرجار أيضًا، ثم نقوم بعملية الحفر بواسطة المثقب الكهربائي لإظهار الزخارف، وبعد يومين إلى ثلاثة أيام نقوم بإبعاد القمرية عن اللوحة الخشبي ونضعها على أرضية ناعمة، وتبدأ مرحلة تثبيت الزجاج، وتأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي مرحلة النظافة وهي تنظيف بقايا طبقة الجس المثبت للزجاج لإظهار زخرفة القمرية في شكلها النهائي.

وتتفاوت أسعار القمرية بحسب الحجم وشكل النقش ونوعية الزجاج المستخدم، محمد صالح الروني احد العاملين في هذه الصنعة التي اكتسبها من والده: (يتوقف سعر القمرية على نوع النقش والحجم والزجاج المستخدم والذي منه الهندي والألماني وهو أغلى أنواع الزجاج المستخدم في تزيين القمريات، كما أنه يتميز بدوام ألوانه مدى الحياة على عكس الزجاج الهندي الذي يفقد بريقة وتبهت ألوانه بالتدريج مع مضي الوقت.

* المصدر: موقع عرب جورنال

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بعد اكتشاف أول خرطوش ملكى له فى الأردن .. ماذا يقول التاريخ عن الملك «رمسيس الثالث»؟

شغل الفرعون رمسيس الثالث العالم، بعد اكتشاف أول خرطوش ملكي له فى جنوب الأردن، وذلك بعد سنوات من اكتشاف نقش له فى منطقة تيماء بالمملكة العربية السعودية، فمن هو ذلك الملك المصري العظيم؟.

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار فى تصريح لـ”بوابة الأهرام”، إن رمسيس الثالث هو آخر فراعنة مصر العظام، وفى فترة حكمه، عاصر نهايات واضطرابات فى دول وممالك عدة فى عالم البحر المتوسط، وتأثرت مصر دون شك بتلك الهجرات التى جاءت إلى الشواطئ المصرية بحثًا عن وطن جديد، وقد حمى رمسيس الثالث العالم من هذا الدمار.

ويضيف الدكتور مجدي شاكر أن السنوات الأربع الأولى من حكم رمسيس الثالث كانت هادئة، وأخذ فى تدعيم دولته، واستمر فى سياسة والده الملك ست نخت لجلب الاستقرار لمصر، وفى العام الثامن من حكم الفرعون رمسيس الثالث، جاءت إلى مصر قبائل كبيرة العدد فى طريقها إلى الاستقرار، وكانت قد دمرت الحيثيين قبل المجئ إلى مصر، وكانت هذه القبائل أو الشعوب ذات أسماء عدة غير أن الاسم الأشهر الذى تم إطلاقه عليها هو “شعوب البحر”، وقام الملك رمسيس الثالث بتسجيل وتصوير حروبه وانتصاراته على شعوب البحر على جدران معبده الجنائزى العظيم بمدينة هابو بالبر الغربى لمدينة الأقصر.

كما سجل الملك نص حروبه ضدهم على الجدار الخارجى للصرح الثانى من الناحية الشمالية، ويعد هذا النص أطول نص هيروغليفى على المعابد معروف لدينا إلى الآن، وتم تصوير المعركة ضدهم على الجدار الشمالى الخارجى للمعبد

ويوضح شاكر، أنه فى طريق شعوب البحر إلى مصر، توقفت فى سوريا، وتقدموا نحو مصر عبر البر، ولم تكن حربًا عادية ، فقد كانت شعوبًا تتحرك بكل أفرادها من النساء والأطفال وكل ممتلكاتهم الأسرية المحمولة على عربات تجرها ثيران إلى مصر، وفى البحر، كان أسطول شعوب البحر معسكرًا فى البحر كى يتوجه لاحتلال مصر والاستقرار فيها.

وتميز الملك رمسيس الثالث بسرعة التحرك ووضع حد لإيقاف هذه الموجات البشرية الهائلة العدد، فتم إرسال قوات عسكرية على نقاط الحدود الشرقية حتى يتم إحضار الجيش المصرى بشكل كامل، وحدثت الحرب على الحدود، وتم قتل الغزاة كما تصور مناظر المعركة على معبد مدينة هابو، وتم تصوير الفرعون رمسيس الثالث محاربًا على عربته الحربية فى كل مكان فى المعركة، وتم تصويره بحجم أكبر من كل المشاركين فى المعركة وفقًا لقواعد الفن المصرى القديم.

على الرغم من أنه تم القضاء على حملة شعوب البحر البرية، فقد كان ما يزال هناك تهديد قادم من البحر هذه المرة، فدخل أسطول شعوب البحر إلى شرق الدلتا المصرية من خلال أحد أفرعها، غير أن الأسطول المصرى كان واقفًا له بالمرصاد.

دام حكم رمسيس الثالث ،ثلاثين عاما وقد نعمت فيهم البلاد بالسلام انتهي عهد رمسيس الثالث والذي انتهي بعده مجد الإمبراطورية المصرية الذي استمر أكثر من قرنين من الزمان وقد خلفه علي حكم البلاد ثمانية ملوك ضعاف وبعدهم انتهي حكم الأسرة العشرين .

بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ترامب يقول إنه ضغط على نتنياهو لإدخال الغذاء والدواء إلى غزة
  • ترامب يقول إنه ضغط على نتنياهو لإدخال المزيد من الغذاء والدواء إلى قطاع غزة
  • أبوظبي تستضيف حفل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية 2025
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • وليد الفراج: جيسوس يقول فريقي غير مُرشح
  • موعد تسليم دفعتين جديدتين من مشروع سكن مصر في القاهرة الجديدة
  • باكستان تلوح بالحرب والرد على الهند والتاريخ يقول غير ذلك.. نخبرك القصة كاملة
  • الإسكان تعلن مواعيد تسليم شقق جديدة بـ سكن مصر فى القاهرة الجديدة
  • 27 أبريل و11 مايو.. تسليم دفعتين جديدتين بـ"سكن مصر" بالقاهرة الجديدة
  • بعد اكتشاف أول خرطوش ملكى له فى الأردن .. ماذا يقول التاريخ عن الملك «رمسيس الثالث»؟