يمانيون:
2024-06-30@01:23:46 GMT

القمرية.. ألق العمارة اليمنية وزينتها

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

القمرية.. ألق العمارة اليمنية وزينتها

يمانيون – متابعات
تشتهر البيوت اليمنية باستخدام القمرية منذ الآلف السنين وهي تمثل جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في إي منزل، فنقوشها الملونة وتشكيلاتها الزاهية تجعل منها لوحة آسرة تضفي جمالاً على الفن الهندسي المعماري المتفرد بجمال نقوشه وتشكيلاته البديعة.

وتشكل القمرية واجهة جمالية مزدوجة في المنزل غاية في الروعة والجمال، وهي تبدو كأقواس ملونة وخصوصًا عند تنساب الإضاءة من فتحاتها ذات الألوان المتعددة ما يجعل الجلوس في الداخل متعة تسر الناظر، كما هو الحال للمشهد من الخارج.


وقد أطلق عليها اسم (القمرية) نظرًا لشفافيتها وصفائها اللذين يسمحان بدخول ضوء القمر إلى فراغ المبني الداخلي، ويري بعض الباحثين أن سبب التسمية يرجع لبياضها الناصع الذي تتميز به لأن النور الذي ينفذ منها يكون ابيضًا صافيًا أشبه بضوء القمر، كما أن ألواح بعض النوافذ دائرية شبيهة بالقمر ليلة تمامه.

تاريــخ..
ويرجع تاريخ استخدام القمرية إلى ما قبل 4000عام، كما يقول الباحث المهندس البريطاني تيم ماكنتوش سميث، في دراسة علمية بعنوان (مباني صنعاء وموادها، وثيقة من القرن الثامن عشر الميلادي)، فيذكر (أن استخدام الرخام الشفاف كمادة تسمح بنفاذ ضوء الشمس إلى داخل المبني يرجع لعصر ملوك سبأ)، مستدلاً بتطابق وصف المؤرخين لقصر غمدان الملكي بصنعاء، وغرفته العليا الشبيهة بما يعرف اليوم (المنظر أو المفرج) أعلى منازل صنعاء، حيث كانت الغرفة العليا لقصر غمدان كما يقول (سميث): مطبقة بقبة كأنها البيضة من الرخام المنضد بعضه إلى بعض، حتى يمكن للجالس في الغرفة تمييز الصقر من الحدأة لدقة نقائها وشفافيتها.

تطـــور..
وقد كانت القمرية في بداياتها الأولى عبارة عن عقد مقوس يمتد رأسيًا بطول اكبر من الامتداد الأفقي، وكان هذا الطوق يلف حول قطعة مرمرية أو رخامية بلورية تسمح بنفاذ أشعة الشمس والقمر إلى الداخل، ونظرًا لمواكبة التطور العمراني فقد جري الاستعاضة عن هذه المادة اليوم بالزجاج الملون دون أن يقضي ذلك على الطابع التقليدي للعمارة اليمنية الذي لا يمكن تصوره بغير القمرية ولو بهيئتها الحالية اليوم التي تعطيه رونقًا وبعدًا جماليًا يميز المعمار اليمني بخصوصيته الفريدة.

والقمرية تصنع اليوم كما في الماضي من الجص على شكل رسوم وأشكال متعددة مطرزة ومطعمة غالبًا بالزجاج الملون وبالرغم من تطور صناعة القمرية في الشكل والحجم والأغراض، الا انها لم تستغن عن الطراز العام والنقوش الداخلية للقمرية، وهي مادة الجص الأبيض الناتج عن حرق الحجر الجيري في محارق خاصة أعدت لهذا الغرض.
يقول محمد شوعي الذي ورث حرفة صنع القمريات عن والده: (منذ أن عرفت نفسي لم احد بيتًا يمنيًا واحدًا بدون قمرية، وتختلف نوعيتها من غرفة إلى أخرى، وعادة ما تكون الغرفة الأخيرة التي يطلق عليها أسم (المفرج) وغرفة استقبال الضيوف الأوفر حظًا في اختيار النوعية الجيدة للقمرية وحجمها، ويضيف: حتى البيوت الحديثة لم تستغن عن القمريات، بل ان أصحابها أكثر حرصًا على انتقائها).

تـــزاوج..
وقد رافق تطور صناعة القمرية ظهور المزدوجة التي تصنع من قمريتين داخلية مطعمة بزجاج ملون وخارجية بالزجاج الأبيض وتفصلهما مسافة تتراوح بين (10-15)سم، مع حجب الرؤية إلى الداخل من الخارج.
ويقول خبير العمارة الإسلامية الدكتور السوري عفيف بهنسي: (القمرية تسهم في تحقيق ميزة التلاحم بين العناصر الإبداعية الخارجية والداخلية في العمارة اليمنية)، فالقمرية والفتحات والنوافذ توزع جمالها خارج وداخل المنزل، فيتمتع الساكن –أيضًا- بالنور المتسرب من الفتحات عبر القمريات الزجاجية الملونة فيزداد داخل الغرف فتنة ويتمتع ساكن المدينة بسعادة التعايش مع نور الطبيعة الذي لامسته يد الفنان الصانع.
وتعتمد هذه الصنعة على الموهبة والخيال أو الحس المرهف في إنتاج عمل فني دقيق يلبي حاجة الزبون ورغبته من ناحية النقوش والأشكال الزخرفية المتنوعة.

مراحـــل..
وتمر صناعة القمرية بعدة مراحل منها الحفر “وهي أدق مرحلة في صنع القمرية” وتستغرق وقتًا لإتمامها بالشكل والتصميم الهندسي المطلوب.
ومن أشكال التصميم الهندسي المستخدمة في صناعة القمريات كما يقول شايف الصغير صاحب أحد محلات القمريات: (هناك العديد من الأشكال الهندسية لتصميم القمريات ومنها النجمة الثمانية والنجمة السداسية التي انتشرت لفترة من الزمن إثر اشتغال اليمنيين اليهود في صنع القمريات، وسنبلة القمع، وورقة البن والعنب، والريحان، وحبوب الرمان، وغيرها من النباتات).

وعن طريقة تصنيع القمرية يقول: (يبدأ صنع القمرية بتشكل عجينة نصف دائرية متماسكة من الجص بعد خلطه بالماء ثم نتركه حتى يتجمد، لنقوم بصبه بعد ذلك على لوح خشبي يحوي مساحة القمرية، ثم نقوم برسم القمرية وتحديد شكلها الخارجي بالة (الفرجار)، وتأتي بعد ذلك عملية رسم الزخارف والنقوش باستخدام السكاكين والفرجار أيضًا، ثم نقوم بعملية الحفر بواسطة المثقب الكهربائي لإظهار الزخارف، وبعد يومين إلى ثلاثة أيام نقوم بإبعاد القمرية عن اللوحة الخشبي ونضعها على أرضية ناعمة، وتبدأ مرحلة تثبيت الزجاج، وتأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي مرحلة النظافة وهي تنظيف بقايا طبقة الجس المثبت للزجاج لإظهار زخرفة القمرية في شكلها النهائي.

وتتفاوت أسعار القمرية بحسب الحجم وشكل النقش ونوعية الزجاج المستخدم، محمد صالح الروني احد العاملين في هذه الصنعة التي اكتسبها من والده: (يتوقف سعر القمرية على نوع النقش والحجم والزجاج المستخدم والذي منه الهندي والألماني وهو أغلى أنواع الزجاج المستخدم في تزيين القمريات، كما أنه يتميز بدوام ألوانه مدى الحياة على عكس الزجاج الهندي الذي يفقد بريقة وتبهت ألوانه بالتدريج مع مضي الوقت.

* المصدر: موقع عرب جورنال

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

جوع ومعاناة.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة

وسط تحذيرات دولية من أن انتشار المجاعة في غزة، يقول العديد من السكان، إن "المجاعة كما لو أنها وصلت بالفعل إلى هنا"، حيث تفتقر العائلات إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وهذا الأسبوع، حذرت مبادرة عالمية لمراقبة الجوع من أن خطر تفشي المجاعة لا يزال قائما بشدة في أنحاء قطاع غزة مع استمرار القتال بين إسرائيل وحماس.

ونقلت "نيويورك تايمز"، عن إيمان أبو جلجوم (23 عاما)، التي تعيش عائلتها في شمال غزة على البازلاء والفاصوليا المعلبة، قولها: "أقسم أن بطوننا تتآكل".

وفي تقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، المعروفة بـ"I.P.C"، يقول خبراء إن ما يقرب من نصف مليون شخص في القطاع يواجهون المجاعة. لكنهم لم يصلوا إلى حد إعلان المجاعة، وهي تسمية تعتمد على استيفاء مجموعة متنوعة من المعايير، حسب الصحيفة.

ومع ذلك، تقول أبو جلجوم: "نحن نعيش في مجاعة أكثر حدة من أي وقت مضى".

مصدران لرويترز: إسرائيل تستعد لزيادة إمدادات المياه لغزة قال مسؤول أمني إسرائيلي ومسؤول غربي لرويترز الأربعاء إن إسرائيل تستعد لزيادة إمدادات الكهرباء إلى محطة لتحلية المياه بهدف زيادة إنتاجها الموجه لسكان قطاع غزة، فيما تتعرض لضغوط من حلفائها الغربيين لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في القطاع. "من يستطيع تحمل ذلك؟"

ووفق "نيويورك تايمز"، فإن الحرب في غزة تجلب كل يوم "صراعا جديدا للعثور على الطعام"، حيث إن الخضراوات الطازجة واللحوم نادرة، كما ارتفعت الأسعار بشكل كبير في أسواق المواد الغذائية التي لا تزال تعمل، بما في ذلك أسعار السلع الأساسية مثل الدقيق والأرز.

وكانت آخر مرة تمكن فيها، إياد السبتي (30 عاما)، من الحصول على كيس طحين قبل شهرين تقريبا، حيث يتطلب ذلك "الانتظار في الطابور لمدة 3 ساعات"، على حد قوله.

ويقول السبتي، وهو أب لستة أطفال من مدينة غزة، إن "سعر الفلفل الحلو يبلغ الآن أكثر من دولارين"، متسائلا: "من يستطيع تحمل ذلك؟".

ويشير إلى أن إحدى بناته طلبت ذات مرة البيض، لكن لم يتم العثور عليه، "وكنت أقول لها: أقسم أنني أتمنى أن أقدم لك البيض".

وتشير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إلى أن كمية الغذاء التي تصل إلى شمال غزة، زادت في الأشهر الأخيرة، حيث يتزامن هذا التغيير مع إعادة فتح إسرائيل للمعابر الحدودية للسماح بدخول المزيد من المساعدات.

ويعتمد التصنيف الدولي للمجاعة على مجموعة من العوامل، من بينها النسب المئوية للأسر التي تواجه نقصا حادا في الغذاء، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد والوفيات الناجمة عن الجوع أو سوء التغذية.

ومنذ أن تم تطوير معايير تصنيف "I.P.C" في عام 2004، تم استخدامه لتحديد مجاعتين فقط، واحدة في الصومال في عام 2011، حيث مات أكثر من 100 ألف شخص قبل إعلان المجاعة رسميا، وأخرى في جنوب السودان في عام 2017.

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مبادرة تشمل منظمات من الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة تحدد المعيار العالمي لقياس الأزمات الغذائية.

وسط خطر المجاعة.. المساعدات "تتكدس" على رصيف غزة العائم بدأت عملية تسليم المساعدات إلى قطاع غزة عبر الرصيف العائم، تسير بوتيرة أكثر ثباتا بعد مجموعة من العقبات التي تسببت في توقفه عن العمل، لكن إلى الآن يبقى حجم المساعدات غير كاف لتخفيف تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المهدد بالمجاعة. "بالكاد يوجد أي شيء"

وعلى الرغم من أن القتال في غزة يتركز الآن إلى حد كبير في الجنوب، إلا أنه تم الإبلاغ عن نقص الغذاء في جميع أنحاء القطاع، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وتقول أبو جلجوم: "في السابق كانت بعض الأشياء البسيطة متاحة، أما الآن بالكاد يوجد أي شيء تقريبا".

وفي خان يونس، جنوب مدينة غزة، حيث يعيش، نزار حماد (30 عاما)، مع عائلته في خيمة، فإن العثور على الطعام يمكن أن يكون أقل صعوبة من طهيه.

ويقول حماد للصحيفة: "المعاناة الأكبر هي تحضير الطعام نفسه، لأنه لا يوجد لدينا غاز الطبخ".

ومن الصعب العثور على الحطب، الذي أصبح باهظ الثمن، لكن حماد يقول إن الخبز والدقيق والمعكرونة والأرز والعدس متوفرة وبأسعار معقولة نسبيا في منطقته، وإنه يستطيع شراء كيسين من الدقيق بحوالي 2.60 دولار، "أما الدجاج ولحم البقر والفواكه والخضراوات فهي قصة أخرى".

ويضيف حماد: "المشكلة الآن هي نقص الأموال والعمل والدخل".

أما في الشمال، أصبح الخبز متاحا بشكل أكبر حيث أعادت بعض المخابز في مدينة غزة فتح أبوابها، كما يقول السبتي، والذي يضيف: "لقد ساعدنا إعادة فتح المخابز كثيرا".

وأعلنت إسرائيل في مايو الماضي، فتح معبر بيت حانون "إيريز"، وهو نقطة تفتيش رئيسية بين إسرائيل وشمال غزة، لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

لكن السبتي يشعر بالقلق من أن المخابز قد ينفد بها الوقود قريبا، إذ يقول "آمل حقا أن تظل المخابر مفتوحة".

واندلعت الحرب في قطاع غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية بالقطاع.

حرب غزة.. "4 سيناريوهات" لما بعد "المعارك العنيفة" Teaser Description ناقشت الحرة الليلة تطورات الحرب على غزة، وخطر المجاعة في القطاع، وقرار المحكمة العليا الإسرائيلية بإلزام اليهود المتدينين بأداء الخدمة العسكرية، وتزايد وجود الجماعات المتطرفة بإفريقيا، والأسباب وراء تصاعد الجدل في مصر بشأن اللاجئين السودانيين، ومخاطر الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا.

مقالات مشابهة

  • محللون: جيش الاحتلال أدرك أن المقاومة أصبحت واقعا يجب التعايش معه
  • بعد المناظرة المحتدمة.. ماذا يقول خبير في لغة الجسد عن بايدن وترامب؟
  • توضيح الحوثي يكشف هدف احتجاز طائرات اليمنية في صنعاء
  • شواهد تأثير الضربات اليمنية
  • انقطاع الاتصال بوحدة SLIM القمرية اليابانية
  • رفض عربي ودولي لقرار مجلس الأمن بشأن الهجمات البحرية اليمنية
  • بايدن: لم أسمع أي رئيس أميركي يقول إن أميركا فاشلة مثل ترمب
  • معونة للعاقل وتذكير للغافل
  • ظاهرة تحرير صكوك بدون رصيد تنتشر في الأسواق.. ماذا يقول القانون العراقي؟
  • جوع ومعاناة.. روايات من قلب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة