مجلس إدارة “جائزة الإعلام العربي”يعتمد الأعمال الفائزة ضمن فئاته االمرئية والمطبوعة والرقمية لدورتها الـ22
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
دبي – الوطن:
اعتمد مجلس إدارة “جائزة الإعلام العربي” برئاسة الأستاذ ضياء رشوان، رئيس مجلس إدارة الجائزة،وبحضور سعادة منى غانم المرّي، الأمين العام للجائزة، الأعمال الفائزة في فئاتها المطبوعة والمرئية والرقمية، بالإضافة إلى الشخصيتين الفائزتين في فئتيّ”أفضل كاتب عمود” و”شخصية العام الإعلامية” ضمن الدورة الـ22 للجائزة.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الجائزة الذي عُقد اليوم (الأربعاء)عن بُعد عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث ناقش أعضاء المجلس، المراحل المختلفة التي مرت بها عمليات التحكيم والفرز والمعايير التي اعتمدتها اللجان في اختيار الفائزين وفق الشروط المحددة للجائزة، ضمن محاورها الثلاثة الرئيسة وهي: “جائزة الصحافة العربية” و”جائزة الإعلام الرقمي” إضافة إلى “جائزة الإعلام المرئي” وهي الجائزة التي شارك في تحديد الفائزين ضمن فئاتها الخمسة أكثر من 1000 من الإعلاميين والكُتّاب وصُنّاع المحتوى من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم العربي.
وخلال الاجتماع، أشارالأستاذ ضياء رشوان إلىأن”جائزة الإعلام العربي” ماضية في تأكيد أثرها وإسهامها الإيجابي في تطوير المحتوى الإعلامي والمنظومة الإعلامية العربية بشكل عام، باعتبارها منصة لتحفيز التنافس والإبداع المهني، وتكريم المبدعين،معرباً عن تقديره لجهود الأمانة العامة للجائزة ممثلة بــ “نادي دبي للصحافة”، وما يبذله من جهود في سبيل التأكيد على مكانة الجائزة كأبرز جائزة عربية تحتفي بالتميز في المجال الإعلامي.
وقال رشوان: “الجائزة امتداد لرؤية راعيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، “رعاه الله”، وتقدير سموه للإعلام ورسالته ودوره المؤثر كشريك في التنمية ودعم طموحات الشعوب العربية نحو المستقبل، وهذا ما اعتدنا عليه من مدينة دبي التي حملت على عاتقها منذ وقت مبكر رسالة تعزيز العمل الإعلامي ومسؤولية تكريم القامات الفكرية والإعلامية، ودفع مسيرة التعاون الإعلامي العربي وتوفير الفرص اللازمة للحوار والنقاش للوصول بإعلام المنطقة إلى مستويات متقدمة من التميز”.
الاستثمار في مستقبل الإعلام
من جانبها،ثمّنت سعادة منى غانم المرّي، الأمين العام لجائزة الإعلام العربي، الدور المحوري لمجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، وحرصه أن تكون الجائزة مواكبة للتطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الإعلام إقليمياً وعالمياً، لا سيما تلك المتغيرات المتعلقة بصناعة المحتوى الإعلامي العربي وإيجاد الأدوات والمنصات الرقمية، التي تقدم للمتلقّي العربي تجربة إعلامية أعمق أثراً وأكثر جاذبيةً لشباب، باعتبارهم مسؤولين عن إحداث التحولات الأكثر تأثيراً في عالمنا.
وقالت سعادتها: “نواصل العمل بفكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،وحرص سموه أن يكون الإعلام شريكاً إيجابياً في دعم مسيرة المنطقة نحو المستقبل المنشود لها من تقدم وازدهار، من خلال رسالة متطورة ومحتوى نافع وقدرة على الانتشار والتأثير، بما يستدعيه ذلك من منح التكريم اللائق لكل إعلامي متميز يبدع في تحقيق هذا الهدف وبما يعود بالخير على المجتمعات العربية”.
وتابعت الأمين العام لجائزة الإعلام العربي قائلة: “ندرك أن المؤسسات الإعلامية اليوم تراهن على التكنولوجيا في كسب الجمهور وتوسيع دائرة انتشارها، إلا أنه من الضروري الانتباه إلى حقيقة أن امتلاك الكوادر البشرية القادرة على استثمار هذا التطور للنهوض بالمحتوى العربي وزيادة مساحة تأثيره يبقى مطلباً رئيسياً للمرحلة المقبلة. ومن هنا تكتسب جائزة الإعلام العربي أهميتها كمنصة عربية لتحفيز العاملين في المجال الإعلامي على تطوير أدواتهم وابتكار أساليب وبرامج جديدة لكسب ثقة المتلقّي العربي”.
ووجهت سعادة منى المرّي الشكر لكل من أسهم في إتمام جميع مراحل الجائزة وصولاً إلى اختيار الفائزين لدورتها الحالية، وفي مقدمتهم لجان التحكيم والفرز التي واصلت العمل على مدار أشهر في ضوء المعايير المعتمدة لمختلف فئات الجائزة، لضمان وصول أفضل الأعمال إلى مراحل التحكيم النهائية، ولتظل الجائزة دائماً نموذجاً مُلهماً في تطبيق أعلى مبادئ النزاهة والشفافية في المفاضلة والاختيار.
فئات الجائزة
وتشكّل “جائزة الصحافة العربية” محوراً رئيسياً لجائزة الإعلام العربي وتندرج ضمنها خمس فئات هي: “الصحافة السياسية” و”الصحافة الاقتصادية” و”الصحافة الاستقصائية” و”صحافة الطفل” إضافة إلى فئة “أفضل كاتب عمود”.
بينما تشمل “جائزة الإعلام المرئي” خمس فئات هي: “أفضل برنامج اقتصادي”، و”أفضل برنامج ثقافي”، و”أفضل برنامج رياضي”، و”أفضل برنامج اجتماعي”إضافة إلى “أفضل عمل وثائقي”. وتتضمن”جائزة الإعلام الرقمي” ثلاث فئات هي: “أفضل منصة إخبارية” و”أفضل منصة اقتصادية” و”أفضل منصة رياضية”. أما جائزة “شخصية العام الإعلامية” فهي تُمنح بقرار من مجلس إدارة الجائزة لشخصية إعلامية عربية متميزة، تقديراً لإسهاماتها التي أغنت المشهد الإعلامي العربي ضمن مختلف المجالات.
ومن المقرر أن تكرّم الأمانة العامة لجائزة الإعلام العربي الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز الذي يُقام هذا العام في27 سبتمبر الجاري، وبحضور نخبة من القيادات الإعلامية الإماراتية والعربية وكِبار الكُتّاب والإعلاميين ومدراء عموم كبرى المؤسسات الإعلامية العربية ورؤساء تحرير الصحف والمواقع الإخبارية والمنصات الرقمية في الوطن العربي.
يُذكر أن مجلس إدارة “جائزة الإعلام العربي” يضم: غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، ونبيل يعقوب الحمر، وزير شؤون الإعلام السابق بمملكة البحرين، ونايلة تويني، رئيس مجلس إدارة صحيفة النهار اللبنانية، والإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد، ونارت بوران، الرئيس التنفيذي للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية، وألبرت شفيق، رئيس قطاع التلفزيون في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية، وماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات، ويونس مجاهد، رئيس المجلس الوطني للصحافة المغربية، ومحمد الحمادي، رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية، والكاتب الكويتي د. محمد النغيمش، وخديجة المرزوقي، مدير الإعلام الرقمي في مؤسسة دبي للإعلام.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
القوة الخفية التي هزمت “حميدتي”
منذ انطلاق الرصاصة الأولى في الخرطوم يوم 15 أبريل 2023، كان واضحاً أن محمد حمدان دقلو (حميدتي) لم يقرأ المشهد العسكري والسياسي جيداً، أو قرأه بعين الوهم لا ببصيرة الواقع وبواطن الحقائق.
راهن الرجل على انقلاب خاطف وسريع يمكنه من وضع السودان في قبضته، لكنه لم يدرك طبيعة القوة الخفية في الدولة السودانية، تلك الدولة التي تبدو في ظاهرها ضعيفة ومفككة وآيلة للزوال، وذات مؤسسات هشة قابلة للانهيار السريع، لكنها أثبتت مراراً أن لديها عناصر قوة خفية لا تظهر إلا في مواجهة التحديات الكبرى.
عناصر القوة الخفية في الدولة السودانية:
• قوة المجتمع في التناصر والتعاضد ومقاومة الظلم والعدوان.
• قوة المؤسسات العسكرية والأمنية في تراكم خبراتها، وعمق تأهيلها المهني ، وروح الثبات والصبر على تحقيق الأهداف، وهي سمات تميز ضباطها وجنودها.
• قوة وجسارة الشباب بمختلف انتماءاتهم السياسية في مواجهة التحديات والمخاطر، سواء في الحروب أو التظاهرات.
• مستوى الوعي السياسي القادر على فضح النوايا الشريرة المغطاة بالشعارات التجميلية.
• العمق التاريخي لنضالات الشعب السوداني، الممتد منذ الممالك المسيحية، مروراً بمملكة الفونج، والثورة المهدية، واللواء الأبيض.ما فعلته قوات حميدتي أنها استفزت مكامن القوة الخفية في الدولة السودانية، فوجدت نفسها في مواجهة مختلف الطيف القبلي والجهوي والثقافي والسياسي والعسكري. ونتيجة لذلك، تشكّل تيار وطني عريض وغير مسبوق، عابر للانتماءات.
هذا التيار الوطني ضمّ:
• شيوخ ورجال الدين والطرق الصوفية مثل عبد الحي يوسف، شيخ الزين محمد أحمد، شيخ الكباشي، والمكاشفية، والختمية، وقساوسة كنيسة ماري جرجس وغيرهم.
• الفنانات مثل ندى القلعة، إيمان الشريف، ميادة قمر الدين وغيرهن.
• المفكرين من مختلف التيارات، من الإسلاميين مثل أمين حسن عمر، عبد الوهاب الأفندي، التجاني عبد القادر، وحسن مكي، إلى اليساريين والليبراليين مثل البروفيسور عبد الله علي إبراهيم، د. محمد جلال هاشم، د. عشاري أحمد محمود، د. معتصم الأقرع، د. صلاح بندر، والروائي عبد العزيز بركة ساكن وغيرهم.
• المقاتلين من الحركات المسلحة في دارفور، وقوات “كيكل”، و”برأوون”، و”غاضبون”، و”المستنفرين”، وشباب الأقباط، و”ميارم الفاشر”، و”مرابطات الشمالية ونهر النيل”، والشيخ موسى هلال.
كل هؤلاء وغيرهم تصدوا لحماية الدولة السودانية والدفاع عن وجودها.
حميدتي، الذي كان بالأمس شريكاً في السلطة، متمتعاً بقوتها ونفوذها، ظن أنه قادر على اختطاف الدولة، لكنه نسي أن القوة وحدها لا تكفي، وأن شرعية البندقية لا تدوم طويلاً. فالرهان على الدعم الخارجي، والتحالفات المصلحية، واستراتيجية “الأرض المحروقة”، لن يحقق له أهدافه، بل سيؤدي إلى عزله وإنهاء وجوده في الفضاء العام.
فشل مشروع انقلاب حميدتي على الدولة السودانية لم يكن مفاجئاً، بل كان حتمياً، لأن أي انقلاب يفتقر إلى عمق سياسي، ورؤية استراتيجية، وحاضنة شعبية، لا يعدو كونه مغامرة متهورة باهظة التكلفة.
منذ اللحظة الأولى، كان واضحاً أن حميدتي يخوض معركة بلا غطاء وطني، وبلا ظهير سياسي يمتلك الخبرة والذكاء، وبلا أفق بعيد. اعتمد على القوة اللحظية العارية، لكنه واجه الحقيقة القاسية: القوة الخفية في المجتمع كانت أكبر من قوته العسكرية.
اليوم، وبعد ما يقارب العامين من الحرب، لم يبقَ لحميدتي سوى أطلال مشروع متهالك، وتحالفات تتآكل، وساحة تتسع لنهاية مأساوية.
فالتاريخ لا يرحم من ظنوا أن البنادق تصنع شرعية، ولا يغفر لمن توهموا أن الدعم الخارجي وحده يمكنهم من حكم الأوطان.