شاركت دولة قطر في أعمال الدورة 160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، التي انعقدت أمس بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة.
ترأس وفد دولة قطر في أعمال الدورة سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
وأكد سعادته، في كلمة دولة قطر، أن الدول العربية تواجه تحديات جساما في ظل تطورات دولية وإقليمية متسارعة، مشيرا إلى أن ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية تحتم على الدول العربية التضامن والتكامل والعمل الجماعي نحو تحقيق السلم والأمن الجماعي في المنطقة، كما تستوجب عليها إعادة ترتيب أولوياتها في الخطط الاقتصادية والتنموية بما يعود على شعوب المنطقة بالأمن والرفاه الاقتصادي والاجتماعي.


وعلى صعيد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، أكد سعادته أن على الدول العربية تسريع الخطى نحو تحقيق السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة، ولا سيما بشأن قضيتها المركزية الأولى، القضية الفلسطينية، لافتا في هذا الصدد إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية لا زالت تواصل السياسة التصعيدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وممارساتها المتكررة للمساس بالوضع الديني والتاريخي للمقدسات وهي ممارسات مرفوضة ومدانة.
وحمل وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية دائرة العنف الناجمة عن هذه الانتهاكات والسياسة التصعيدية الممنهجة، وحث المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات، وجدد موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك الحق الكامل في ممارسة شعائره الدينية دون قيود، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح سعادته أن دولة قطر، ومن منطلق حرصها على تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن العربي، فإنها تساند كافة المساعي الحميدة التي يقوم بها الأشقاء العرب ودول الجوار السوداني نحو وقف دائم للنزاع العسكري في السودان، كما تدعو إلى مفاوضات واسعة تشارك فيها كل القوى السياسية السودانية وصولا إلى اتفاق شامل وسلام مستدام يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار.
وجدد المريخي دعوة دولة قطر إلى تضافر الجهود نحو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ومعالجة تبعاتها السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم (2254) بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها ويحقق طموحات شعبها بخلق الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين. وقال إن دولة قطر تدعو إلى الاستمرار في التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية بما يضمن أمن اليمن واستقراره وسيادته وسلامة شعبه. وأشاد في هذا الصدد بعملية تفريغ النفط الخام من خزان صافر المتهالك في البحر الأحمر بواسطة الأمم المتحدة.
وجدد سعادته التأكيد على دعم دولة قطر لجهود الحكومة العراقية في العمل على تحقيق أمن واستقرار ووحدة العراق أرضا وشعبا، فضلا عن دعمها لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والتنموي في ليبيا ولبنان والصومال بما يحقق تطلعات الأشقاء في هذه الدول نحو الأمن والتنمية والاستقرار.
ولفت المريخي إلى دعم دولة قطر لتقوية العلاقات العربية مع مختلف دول العالم من خلال التواصل مع الشعوب المحبة للسلام. وذكر سعادته بإدانة دولة قطر بأشد العبارات الإساءة للمصحف الشريف في بعض من الدول الأوروبية مؤخرا، وتشديدها على أن هذه الأفعال الشنيعة تعد عملا تحريضيا واستفزازا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، وتحذيرها من أن السماح بتكرار التعدي على المصحف الشريف بذريعة حرية التعبير يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد قيم التعايش السلمي.
وأكد أن دولة قطر من منطلق حرصها على تعزيز الدور العربي الفاعل وتحقيق الريادة العربية عالميا، ستبذل قصارى جهدها للمساهمة في كافة البرامج الهادفة لتحقيق الأمن القومي العربي الشامل، لا سيما في مجالي الأمن الغذائي والمائي.
وأضاف أن دولة قطر تساند كافة الخطط في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والاستثمار، وتدعو لتكثيف البرامج العربية المشتركة تجاه القضايا التي تهم المجتمع الدولي مثل التغيرات المناخية والبيئية ومكافحة الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وأن نسعى في إطار العمل العربي المشترك لصياغة البرامج الرامية إلى تعزيز مصادر قوتنا وبناء قدراتنا في مجالات الإعلام المهني والتعليم العالي وإنتاج المعرفة وتأهيل الشباب وتزكية المجتمع العربي وتحصينه ضد الاستلاب الثقافي ومنع خطاب الكراهية.
وشدد سعادته، في ختام كلمته، على أن دولة قطر لن تدخر وسعا في مواصلة جهودها بالعمل مع الأشقاء العرب بجد وعزيمة لصيانة الأمن القومي العربي والحل السلمي للنزاعات وتعزيز التواصل مع العالم الخارجي لتحقيق ما تنشده المنطقة العربية والمجتمع الدولي من سلم وأمن وتعزيز لحقوق الإنسان ودفع لعجلة التنمية نحو آفاق أرحب ومجالات أوسع. وأضاف «في سبيل ذلك فإن كل ما تعتمده مؤسسات العمل العربي المشترك من خطط وبرامج ووسائل وآليات وتوصيات يجد منا السند والدعم بما يعود على أمتنا العربية بالخير والنماء».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مجلس الجامعة العربية القاهرة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

الدول المثقوبة !

في الجغرافيا السياسية، نجد أن الدولة المثقوبة هي تلك التي لها كيان مستقل لكنها محاطة من دولة أخرى من جميع الجهات. أبرز مثال هي دولة الفاتيكان التي تقع داخل الجمهورية الإيطالية.

وموضوعنا بالطبع ليس عن الفاتيكان وغيرها من الدول المثقوبة، بحسب المصطلح الجغرافي، وإنما استخدمنا هذا المصطلح الجغرافي للحديث حول دول مثقوبة فعلياً، ولكن وفق مفاهيم ورؤى أمنية، سياسية، ثقافية وغيرها.

وفي السطور التالية مزيد تفصيلات.
الثقب ها هنا يكمن في العملاء المزروعين من قبل المستعمر أو المحتل السابق
 حين يغادر مستعمر أو محتل، بلدة ما تحت غطاء الانسحاب ومنح البلد حريته واستقلاله، فإنه لا يقوم بذلك إلا بعد أن يكون قد زرع عملاءه بأشكال مختلفة، وبالتالي هذه البلدة المستقلة لا يمكن أن تطلق عليها اسم دولة مستقلة ذات سيادة، لأنها دولة مثقوبة، والثقب ها هنا يكمن في العملاء المزروعين من قبل المستعمر أو المحتل السابق، والذين سيبدأ دورهم بعد قليل، يكملون دور المحتل بطرائق شتى، مع بقاء كامل الولاء والطاعة له، وإن كان خفياً مستترا.

• حين يأتي للبلد نظام حكم ما، عبر انقلاب عسكري أو انتخابات مزورة، وتكون كلتا الآليتين مدعومتين من نظام خارجي غالب ونافذ، فاعلم أن هذه الدولة مثقوبة أيضاً، لأن النظام الحاكم الجديد سيُدار من الخارج، وسيأتمر بأوامر الداعم الخفي. حيث سيبدأ النظام يأمر وينهى وينفذ، ولكن بحسب توجهات ومصالح الداعم.

• حين يتغلغل عملاء وجواسيس نظام خارجي داخل أروقة وأنظمة ومؤسسات دولة ما، فاعلم كذلك أن هذه الدولة مثقوبة. ذلك أن العامل الرئيسي المهم لأي دولة كي تكون مستقرة راسخة، هو الأمن الداخلي، الذي يكون مستباحاً أمام أولئك العملاء أو الجواسيس، على اختلاف صورهم وأشكالهم، وتكون بالتالي كل خطوة أو حركة أو قرار أو توجه ما بالداخل، عبارة عن عمليات مكشوفة للجهة التي يعمل الجواسيس لصالحها.

 • حين تخضع بلدة ما لحماية من قوة خارجية، لاسيما إن كانت قوى عظمى، فاعلم أن تلك البلدة طالبة الحماية، في طريقها لأن تُثقب بعد قليل وتنضم لقائمة الدول المثقوبة، لأن الحامي الخارجي غالباً لن يعرض قوته وقواته للخطر دون مقابل، وبالطبع لن يكون المقابل المادي متوافقاً في القيمة مع فعل الحماية وقت الخطر، بل تجد أن الحامي الخارجي يطلب ما يوازي خدمات الحماية، مثل الاستثمار في البلد بمزايا خاصة، أو حق الإشراف على مشروعات معينة، أو التدخل في صناعة توجهات ورؤى البلد، أو التأثير في قرارات «سيادية» من تلك التي للحامي الخارجي علاقة بها من قريب أو بعيد، أو غيرها من أجور الحماية على أشكال وصور مختلفة.

 نعيش عالماً مثقوباً
 إن نظرة سريعة حول العالم، ستجد غالبية الدول «المستقلة» والمنضوية تحت راية الأمم المتحدة، دولا يمكن اعتبارها مثقوبة، لكنها تتفاوت في سعة الثقب! فأينما وجهت وجهتك، شمالاً أم جنوباً، شرقاً أم غرباً، ستجد دولاً مثقوبة عبر أدوات ووسائل وطرق مختلفة، وقلما تجد دولاً ذات سيادة حقيقية في عالم اليوم، فلا تغرّنك أحجام وقوة الدول حين نتحدث في هذا الموضوع.

 الدول المثقوبة ليس شرطاً أن تكون صغيرة أو ضعيفة، بل الثقوب يمكن أن تحدث لدول عظمى أيضاً، لكن الفرق يكمن في كيفية التعامل مع الثقوب، وحجم التأثر بما يفرز وينتج عن تلك الثقوب. لا تجد دولة اليوم تخلو ساحاتها ومؤسساتها وميادينها من عملاء وجواسيس دول أخرى. بل لا تجد رجالات وزعماء وقيادات دولة ما غير مخترقين بصورة وأخرى.

  إن اختراق الدول والأفراد عبر وسائل متنوعة، صار أمراً سهلاً يسيراً في عالم الاتصال والتقنية الذي نعيشه الآن، فإن لم يكن الاختراق بالتقنية وأدواتها، فلا شك سيكون عبر البشر أنفسهم. إذ من الممكن أن يحدث الاختراق عبر صديق أو زميل عمل أو تاجر أو عامل أو غيرهم كثير.

الكل يحاول أن يبدع ويتفنن في عالم التجسس والاختراق، سواء على مستوى الأفراد أم الشركات التجارية أم المؤسسات الأممية، وصولاً إلى الدول. صار الاختراق فنا ومهارة ومكسبا للجهة المخترِقة (بكسر الراء) وخسائر فادحة للجهة المختَرقة (بفتح الراء).

 من هنا ترى ظهور تخصصات جديدة في الدراسات الجامعية من قبيل الأمن السيبراني، أو هندسته، أو إدارته، أو غيرها من تخصصات مرتبطة بهذا المجال، بالإضافة إلى بروز الحاجة في الإدارات الأمنية لإنشاء أقسام خاصة بالأمن السيبراني، تكون مهمة تلك الأقسام أو الأجهزة، العمل المستمر المتقن في إنشاء التحصينات والجدر المانعة للاختراقات التقنية، فيما تستمر وتتولى بطبيعة الحال، الأجهزة الأمنية التقليدية المعروفة في متابعة الاختراقات البشرية، أو الجواسيس والعملاء، إن صح التعبير.
الكيان الصهيوني منذ أن ظهر على الخارطة، وهو يعتمد على الغير في تحقيق رغباته ومطامعه
الصهيونية وصناعة الثقوب
الكيان الصهيوني منذ أن ظهر على الخارطة، وهو يعتمد على الغير في تحقيق رغباته ومطامعه، سواء كان هذا الغير على شكل مساندين داعمين أم عملاء وخونة مارقين. بل لا أشك لحظة في أن هذا الكيان نجح في صناعة طابور خامس في غالبية الدول التي يعتقد هذا الكيان وداعموه، أن الخطر قد يصدر عنها، وبالتالي أزعم أن غالبية الدول المحيطة بالكيان وربما أبعد من ذلك أيضا، تغص بآلاف العملاء، سواء صهاينة أم من أبناء تلك البلدان!.

 وفي السياق هذا، ربما أول ما يتبادر إلى الذهن ونحن نشهد أحداثاً متسارعة بالمنطقة، ما جرى لحزب الله اللبناني وقياداته، وقبلهم إيران ورموزها ومؤسساتها، من اختراقات صهيونية للطرفين وبالجملة، حتى أمست نتائجها كارثية، ولا حاجة لإعادة الحديث عنها وشرحها.

 تاريخياً نجد أن الحوادث الكبيرة مثل سقوط المدن والعواصم والحواضر المهمة، سببها الرئيسي الخيانات الداخلية، والتي كانت من الأسباب الرئيسية للسقوط، وحوادث التاريخ من هذا النوع أكثر من أن نحصرها ها هنا، لكن الإشارة إلى بعضها مفيد، وخاصة أننا نعيش ظروفاً مشابهة لظروف تاريخية ماضية، ولعل أبرز الأمثلة هو سقوط بغداد قديماً، حين كانت عاصمة للعباسيين، أعظم حواضر العالم حينذاك. كان سقوطاً كارثياً مروعاً، بل يعتبر من أبرز الأمثلة على دور الطابور الخامس.

صار يُقترن سقوط أهم حاضرة إسلامية في ذلك الوقت بالوزير ابن العلقمي، الذي خان الخليفة وهيأ الأجواء لدخول المغول الهمج، وما جرى بعد ذلك من إهلاك للحرث والنسل، في كارثة لا ينساها التاريخ. ولعل الظروف السياسية الحالية في غالبية المنطقة العربية مهيأة لكثير من الطوابير الخامسة أن تخرج من أوكارها، لتعيث مع الخارج فساداً وتدميراً.

لكن مع كل ذلك، كخاتمة لهذا الحديث، لا يعني انتشار العملاء وكثرة الاختراقات، الاستسلام وتسرب اليأس إلى النفوس. لا، ليس هذا هو المطلوب. فكلما كان الحذر وكانت الحيطة والفطنة،  تم تأجيل ظهور الفساد والمفسدين، وذلك الأمر يتطلب، بالإضافة إلى الحذر والحيطة والفطنة، عملاً أمنياً علمياً دقيقاً، إلى جانب توعية مجتمعية مستمرة، مع ترسيخ معاني الولاء لله والرسول والدين ومن ثم الوطن. فتلك هي عوامل الثبات لأي مجتمع من الاختراقات ونشوء الطوابير الخامسة، أو ما شابهها في الكيفيات والأهداف. وما الوصية القرآنية (وخذوا حذركم) إلا دعوة لا يجب أن نغفل عنها، أو من يحذرنا القرآن منهم،
وما أكثرهم حولنا!.

الشرق القطرية

مقالات مشابهة

  • وزارة العمل في 7 أيام.. مصر رئيسا لمنظمة العمل العربية.. ووزير العمل يتعهد بتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات
  • الامارات تؤكد استهداف الجيش السوداني مقر رئيس بعثتها في الخرطوم
  • "الوطنية لإدارة الطوارئ" تستضيف تمرين "ميتافيرس الأزمات"
  • ???? على السودان الإنسحاب من الإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية
  • مندوب لبنان بالجامعة العربية يدعو مجلس الأمن لوضع حد نهائي لاعتداءات إسرائيل
  • صندوق النقد العربي: الإمارات تستحوذ على 47.3% من شركات الصرافة العربية
  • الدول المثقوبة !
  • روسيا وسلطنة عمان تعتزمان العمل معا لتسوية الأزمات الإقليمية والدولية
  • الحروب الطويلة والأزمات وأثرها على الاقتصاد العالمي وعلى النسيج الاجتماعي وأمن الدول
  • المؤتمر العربي يدعو الى فتح الأجواء والجبهات العربية أمام قوى المقاومة