تقرير أمريكي: الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية خاصة بإعادة إعمار اليمن
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
الجديد برس:
أكد موقع أمريكي، أن الدول التي أوصلت اليمن إلى ما يعيشه اليوم من وضع مأساوي على كافة المستويات، تتحمل مسئولية مباشرة عن هذه الأوضاع، مشيراً إلى أنه يجب أن تتحمل هذه الدول مسئولية إعادة الإعمار.
وقال التقرير الذي نشرته مجلة “Jacobian” الأمريكية: “لقد أنفقت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، مبالغ ضخمة على الحرب التي أدت لوصول اليمن إلى الفقر المدقع.
ويجب ألا يُسمح لهم بالتنصل من المسؤولية عن أعمال إعادة الإعمار التي تعتبر ضرورية لمستقبل جميع اليمنيين”.
واستعرض التقرير الذي جاء تحت عنوان “يجب على الدول التي ساعدت في تدمير اليمن أن تتحمل مسؤولية إعادة إعماره“، صوراً من المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وحالة الفقر المدقع التي تعيشها الشريحة الأوسع من السكان في مدينة عدن، خلال الفترة بين أبريل وديسمبر، وهي الفترة التي كان معد التقرير يتواجد خلالها في عدن كعامل إغاثة، مؤكداً أنه “على الرغم من بعض مصادر الدخل من الحكومة المعترف بها دولياً والميليشيات المختلفة في عدن، إلا أن اليمنيين عالقون فيما وصفته الأمم المتحدة مراراً وتكراراً بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
وبالإضافة إلى الوضع الإنساني المتردي، سلط أحد محاور التقرير الضوء على عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب في مدينة عدن، التي “لا تزال العديد من المباني فيها بحالة سيئة، مؤكداً أن عدن “تلقت الحد الأدنى من أموال إعادة الإعمار، مما ساهم في زيادة الشعور بالعجز بين سكانها، ويبدو أن سكان عدن قد تم دفعهم إلى حالة من “الاستسلام”.
وأشار التقرير إلى “التناقض الصارخ بين الوعي العالمي بالفظائع التي سببتها الغارات الجوية الروسية في ماريوبول والاعتراف المحدود نسبياً بالدمار الواسع النطاق الذي عانت منه المدن اليمنية في الوعي العام الغربي”.
يقول معد التقرير: “عندما سألت السكان المحليين عن السبب الرئيسي للدمار في عدن، أرجعت الأغلبية ذلك إلى الغارات الواسعة لسلاح الجو الملكي السعودي”.
وأضاف: التقرير: “وبينما كان سكان عدن مرعوبين من المواجهات العسكرية على الأرض، فقد شهدوا أيضاً كيف بدأت المملكة العربية السعودية وتحالفها في قصف العديد من المباني المدنية الرئيسية في عدن. وشملت هذه الأهداف المستشفيات والفنادق والمدارس وقلعة صيرة التاريخية ومحطة معالجة المياه وسوق فيوش شمال المدينة والمركز التجاري عدن وملعباً كبيراً لا يزال معظمه تحت الأنقاض”.
وذكر التقرير أنه “من أجل تخفيف المعاناة في اليمن، يجب محاسبة المملكة العربية السعودية وشركائها في التحالف الإقليمي- بما في ذلك البحرين والإمارات العربية المتحدة، وكذلك الدول غير الخليجية مثل مصر والأردن- ويجب أن تتحمل ممالك الخليج، المسؤولة عن الجزء الأكبر من الدمار المادي وتمتلك الموارد اللازمة لإعادة البناء، غالبية التكلفة”، مشيراً إلى أن هذا المطلب يتردد لدى العديد من اليمنيين، الذين يجب أن تكون وجهات نظرهم في مقدمة جميع التحليلات والتوصيات المتعلقة باليمن.
وأضاف: “في إحدى المقابلات، ناشد أحد عمال الفندق دول التحالف “إصلاح بلادنا [و] إعادة ممتلكاتنا إلينا” حتى يتمكن اليمنيون من “العيش كما اعتدنا من قبل”.
وأكد التقرير أن الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، تتحمل مسؤولية خاصة، مشيراً إلى أنه وفي أعقاب اندلاع المواجهات في عدن عام 2015، أعلنت إدارة أوباما عن إنشاء خلية تخطيط مشتركة مع المملكة العربية السعودية لتنسيق “الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي” بشكل وثيق. وفي الوقت نفسه تقريباً، قررت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخبارية حول أهداف الضربات الجوية”.
وذكر التقرير أن 73% من الأسلحة التي تلقتها السعودية، أتت من الولايات المتحدة، كما شاركت الولايات المتحدة- بحسب التقرير- في تدريبات مشتركة مع 80% من الأسراب الجوية المشاركة في الضربات الجوية، بالإضافة ما قدمه المقاولون العسكريون الأمريكيون من الإصلاحات والصيانة وقطع الغيار لأسلحة وآليات التحالف، بينما أجرت الطائرات الأمريكية عمليات التزويد بالوقود في الجو للطائرات السعودية التي نفذت الغارات.
ولفت إلى التقييم المقتضب الذي قدمه بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز في عام 2018، خلال فترة القصف المنتظم في اليمن من قبل المملكة العربية السعودية، والذي قال فيه: “لولا الدعم الأمريكي، لكانت القوات الجوية الملكية السعودية توقفت عن العمل غداً”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المملکة العربیة السعودیة الولایات المتحدة فی عدن
إقرأ أيضاً:
جوتيريش يطرح 3 أولويات أمام قمة الجامعة العربية حول إعمار غزة ويؤكد أهمية حل الدولتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، أنه سيطرح أولويات ثلاث رئيسية أمام مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية؛ لمناقشة إعادة إعمار غزة، والمقرر عقده بعد غد /الثلاثاء/؛ أولها ضرورة استمرار اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، ورفض كل أشكال التطهير العرقي وضرورة بقاء غزة جزءا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأهمية معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جوتيريش: "يجب على الطرفين ألا يدخرا أي جهد لتجنب انهيار هذا الاتفاق. وأحثهما على الوفاء بالتزاماتهما وتنفيذها بالكامل. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، ودون شروط وبطريقة تصون كرامتهم. ويجب على الطرفين ضمان المعاملة الإنسانية لجميع المحتجزين تحت سلطتيهما".
وأضاف أنه يجب الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية وحمايتها وتمويلها، وتدفقها دون عوائق للوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها، مشيرا إلى أن "كل لحظة يصمد فيها وقف إطلاق النار تعني الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص وإنقاذ مزيد من الأرواح".
وأشار إلى أنه منذ وقف إطلاق النار، تمكن العاملون في المجال الإنساني من تكثيف وتوسيع العمليات في غزة، بما في ذلك المناطق التي تعذّر الوصول إليها أثناء القتال، حيث تم توفير الغذاء لجميع السكان تقريبا في غزة، وتسليم مستلزمات الإيواء والملابس وغيرها من المواد الأساسية لعشرات الآلاف من النازحين، ومضاعفة كمية المياه النظيفة المتاحة للناس في غزة.
وشدد جوتيريش على ضرورة الحفاظ على الدور الفريد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، مشيرا إلى أنه سيناشد مرة أخرى من أجل تقديم الدعم العاجل والكامل لعمل الوكالة.
أما الأولوية الثانية التي سيطرحها الأمين العام أمام القمة العربية الاستثنائية فهي أن "إنهاء الأزمة الآنية ليس سوى الخطوة الأولى". وقال غوتيريش إنه يجب أن يكون هناك إطار سياسي واضح يرسي الأسس اللازمة لتعافي غزة وإعادة إعمارها واستقرارها الدائم، وأن يستند هذا الإطار إلى مبادئ واضحة. وأضاف أن هذا يعني "منع أي شكل من أشكال التطهير العرقي. وهذا يعني أنه ينبغي ألا يكون هناك وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزة".
وقال إن هذا الإطار يعني أيضا معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل، "ويعني بقاء غزة جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة، دون أي انتقاص في أراضيها أو نقل قسري لسكانها". وشدد على أنه يجب التعامل مع غزة والضفة الغربية المحتلةــ بما في ذلك القدس الشرقيةــ ككيان واحد، سياسيا واقتصاديا وإداريا.
ودعا الأمين العام، إلى "تهدئة عاجلة للوضع المثير للجزع في الضفة الغربية"، حيث يتم تدمير المنازل والبنية التحتية المدنية، ويُقتل المدنيون، والمجتمعات المحلية تُهجّر وتُمنع من العودة، ويُمنع الوصول إلى الرعاية الصحية. وشدد أيضا على أنه يجب وقف الإجراءات أحادية الجانب، بما في ذلك التوسع الاستيطاني والتهديدات بالضم، مضيفا "أدعو إلى وضع حد للهجمات على المدنيين وممتلكاتهم".
أما الأولوية الثالثة التي سيطرحها جوتيريش أمام القمة العربية، فهي ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة الآن نحو تحقيق حل الدولتين، وأكد ضرورة أن يتمتع الشعب الفلسطيني بالحق في حكم نفسه بنفسه، ورسم مستقبله، والعيش على أرضه بحرية وأمان.
وشدد على أن الطريق الوحيد إلى السلام الدائم هو أن تعيش دولتان ــ إسرائيل وفلسطين ــ جنبا إلى جنب في سلام وأمن، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتكون القدس عاصمة لكلا الدولتين. وقال أمين عام الأمم المتحدة إن الفلسطينيين يستحقون الاستقرار الدائم والسلام العادل والمبدئي، ويستحق شعب إسرائيل أن يعيش في سلام وأمن.