البردوني قصيدة “جوَّابةٌ للعصور”
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
صباح الثلاثين من أغسطس/آب من العام الميلادي١٩٩٩ لم يكن صباحاً اعتيادياً على الإطلاق..
ففيه توقف القلب الكبير النابض بالإبداع والشعر والعبقرية الكونية السامقة..
توقف القلب الذي ضخ على مدى عقود أطنانا من الدم الأخضر الحي في شرايين القصيدة، وأتحف الشاعرية العربية بما أمَّن لها المزيد من عوامل الخلود والتميز، وهي تواصل طي الأزمنة المتعاقبة تحت جناحيها المحلقين في سماء الشعر السابعة، على المستوى الكوني بشساعته ولانهائيته الموصوفة.
انتقل عبد الله البردوني إلى جوار خالقه جسداً، أما الروح فبقيت وما زالت وستبقى كلمةً بحجم الكوكب لها وقر في آذان الأجيال إلى ما شاء الله..
وعليه فعبد الله البردوني في مختصر تعريفه هو «جوَّاب العصور» وعابر اﻷزمنة والدﻻلات والقارات واﻷبجديات، بمركبته الشعرية الخاصة التي أبدعها تصميما ومواصفات وقدرات خارقة بموهبته الفذة ..
عبد الله البردوني الشاعر والرائي ومؤسس دولة الشعر العظمى الممتدة من اﻷقاصي إلى اﻷقاصي في عوالم الفن والروح ..
دولةٌ أخذت من مِهادها اليمنية قشابة المدرجات وثراء التضاريس وخصوبة اﻷرض وسحر شواطئ اللازورد وبلاغة لغة الكروم والبن وعراقة العقيق، وراحت تجوب أقطار اﻹبداع اﻹنساني الشاسعة ناثرةً صور إﻹعجاز وشواهد عظمة الخالق المزروعة في روع هذا الكائن اﻹنساني المتميز ..
عبد الله البردوني المعماري الفذ والعبقري الذي أتحف الحضارة اﻹنسانية في بعدها الفني الجمالي اﻹبداعي بصروح شامخة غير مسبوقة في مميزاتها الهندسية والتصويرية ..هو شاعر عصي على الغياب، وقصيدتُه زحف ضوئي ﻻ يتوقف في شرايين حياة محبيه ومتذوقي فنه الشعري المدهش ..
هو دائم الحضور في أفراحنا وأتراحنا وعلى نواصي اﻷحداث والممرات المختلفة والمسارات الشتى ..
هو من انقشعت غيوم الغيب لقصيدته التي تكاملت لديها أركان النبوغ والفرادة ..فغدت نبضا كامنا في رحم الوﻻدات الكبرى، وجمرا يتوقد في تلافيف الوعي، ومركبة كاسحة للعتمة في مسارات وجودنا اﻹنساني الملأى باﻷحداث والتحولات واﻷشواك واﻷخطار والغيوم والظلمات.. بل صارت مصباحا بيد الشعب وهو يقارع الخطوب، ويجابه التحديات ويخوض غمار مجاهيلها السحيقة..
وهو اليوم-أي هذا الشاعر العظيم-يكرس حضوره المرموق في حياتنا مُشيَّعا بملايين اﻷقمار وفسائل الشعر المنزرعة في وعي اﻷجيال، وملايين النبوءات الشعرية التي طوت اﻷزمنة وضغطتها في كبسولة ضوء مركزة تتفاعل بإدهاش عجيب بين مفاصل اﻷحداث والمتغيرات التي يتصدرها العدوان البربري الكوني الغاشم الذي نتعرض له.. جاذبةً الوعي المتأمل إلى رحاب فعلها الاستباقي الكاشف ..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
مسيرات في البيضاء تحت عنوان “على الوعد مع غزة..ضد التهجير وضد كل المؤامرات”
البيضاء/محمد المشخر
شهدت مدن مديريات محافظة البيضاء اليوم مسيرات ووقفات جماهيرية حاشدة،تحت عنوان”على الوعد مع غزة..ضد التهجير وضد كل المؤامرات”استجابة الله تعالى،وللسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي وتلبية لدعوة الإخوة في المقاومة الفلسطينية.
وفي المسيرات والوقفات التي تقدمها وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولد ومسؤول التعبئة بالمحافظة سام الملاحي وعضو مجلس الشورى الشيخ عبدالله صالح المظفري، ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وقضائية والتعبئة العامة وأمنية وعسكرية ومشايخ وأعيان ووجهاء وعلماء وشخصيات اجتماعية بالمحافظة، ردد المشاركون الشعارات المنددة بالاستكبار والطغيان الأمريكي،والعدوان على اليمن وفلسطين،مؤكدين وفاءهم لقضايا الأمة و نصرتهم للشعب الفلسطيني،واستعدادهم لجولات الصراع القادمة مع العدو.
وهتف المشاركون في المسيرات والوقفات،حاملين أعلام اليمن وفلسطين،بشعارات الصرخة والنصر والعزة والفخر في التصدي لكل مخططات العدو الأمريكي والإسرائيلي ضد اليمن والمنطقة،موجهين رسالة تحذيرية قوية للعدو الإسرائيلي و للأمريكي من التهجير أو العدوان أو تنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم الطاغية الكافر ترامب..مؤكدين استمرار التحرك ضد ثلاثي الشر العالمي الأمريكي والبريطاني والصهيوني،ونصرة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة.
وأكد المشاركون،رفضهم القاطع لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية و لجريمة القرن،معبرين عن استعدادهم لمواجهة الطغاة المجرمين وتأكيدا على الموقف الجاد في وجه التهديدات الأمريكية الصهيونية بتهجير أو العدوان على الشعب الفلسطيني.
وعبر المشاركون،عن الفخر والاعتزاز بما جسده الموقف الإيماني العروبي الإسلامي الإنساني الأخلاقي المبدئي في الوقوف إلى جانب الحق،ومواجهة الظلم والطغيان.
وأكدت بيان صادر عن المسيرات والوقفات،أنه واستجابة لله تعالى،ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله،و للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، وتلبية لدعوة الإخوة في المقاومة الفلسطينية، ورفضا قاطعاً لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية و لجريمة القرن،خرج الشعب اليمني اليوم جهاداً في سبيل الله، و استعداداً لمواجهة الطغاة المجرمين.
ووجه البيان،رسالة تحذير للعدو الإسرائيلي والأمريكي من مغبة الإقدام على تنفيذ مخطط التهجير الذي أعلنه المجرم الطاغية الكافر ترامب.
وأضاف البيان”نؤكد الثبات على الموقف والوعد الذي قطعناه للشعب الفلسطيني على لسان قائدنا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي،بأننا معهم وإلى جانبهم في مواجهة كل المؤامرات والتحديات مهما كان حجمها ولن نتركهم، أو نتخلى عنهم، مهما كانت كلفة ذلك، متوكلين على الله و معتمدين عليه و واثقين بوعده”.
وخاطب البيان ،المجرم الطاغية ترامب ” إن تصريحاته العنجهية لم تزدنا إلا يقيناً ومعرفة بحقيقة أمريكا المجرمة، ولم تزدنا إلا ثقة بالخيار الذي اخترناه وهو الجهاد في سبيل الله، والمواجهة لغطرسة أمريكا وإسرائيل، وإن ذلك لمن أعظم نعم الله علينا، ومن تجليات الحكمة والإيمان التي وصفنا بها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قال الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأضاف البيان“فنحن بإذن الله مع الأحرار من أبناء أمتنا سنكون الجحيم الذي سيحرقكم و ينسف كل مخططاتكم و مؤامراتكم كما نسفت من قبل بفضل الله، رغم ارتكابكم أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق شعوب أمتنا العربية والإسلامية”
وخاطب البيان الدول العربية عموماً والدول المحيطة بفلسطين خصوصاً قائلا ” إن مخطط التهجير الأمريكي الصهيوني الذي هو جزء من مشروع “إسرائيل الكبرى” و يستهدفكم قبل غيركم، يواجه اليوم بالرفض و الاستهجان من معظم دول العالم،فإن رفضتموه فقد دفعتم عن أنفسكم الشر، وإن انخرطتم فيه فستكونون أمام جريمة لا مثيل لها في التاريخ الحديث،وفي مواجهة مع شعوب أمتكم، وحينها لن تنفعكم لا أمريكا ولا إسرائيل، و ستكونون أخسر الخاسرين في الدنيا والآخرة”.