الثورة نت:
2025-04-25@21:27:47 GMT

خفافيش

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

 

 

تعيش في الظلام، ولا تطيق النور، لا تتلاءم معه ولا تبصر فيه، الضوء يعميها بدلاً من أن يكون لها هادياً ودليلاً، لذلك لا تنشط إلا في الليل، وقبل أن يحين النهار، تطير منه مبتعدة، وتختبئ في أحلك الأماكن المظلمة، في أشدها سواداً وقتامة، وأكثرها رطوبة وعفونة، وتنام هنالك مع جماعاتها حتى يأتي الليل.
حتى نومها بالمقلوب، تنشب مخالبها في سقفٍ أو غصنٍ ممدود، وتتدلى إلى الأسفل، وتنام، وكأنها تشير إلى كونها من عالمٍ سفلي، أو أنها جاءت منه بالفعل، فهي تهواه، ولا يلائمها سواه، لذلك لا نراها في النهار، ليس لها في الضوء والنور أي نشاط أو تحرك.

. أنشطتها كلها في الليل، في الظلام، في أحلكِ أوقاتِ العَتْمَة، حيثُ لا شاهد ولا دليل ولا رقيب على أعمالها، في نظرها على الأقل.
تتغذى على الدماء، تتسلل خفية في الظلام، وتهبط بالقرب من فريستها، وتترقب غفلتها، وتقترب منها بحذر، ثم تحقنها بمادة مخدرة تفرزها من لعابها أثناء العض، ثم تقوم باستحلاب فريستها، بمص دمائها، وهي في غفلة عن عدوها، أو نائمة لا تشعر بشيء.
هكذا هي (الخفافيش).. كائنات طفيلية، جبانة وغادرة، لكنها تمتلك تقنيات تمكنها من الرؤية في الظلام، وتقنيات تخدير ضحاياها، فهي تشاركهم المكان والسكن، وقد يلمحونها خلال النهار نائمة في وداعة، فيتركونها رأفة بها، ولضآلة حجمها.. لكنها لا تتركهم في الليل.. عندما يغفلون عنها لا تغفل عنهم، لا تسامحهم، تتغذى عليهم، تمتص دماءهم، تتمنى القضاء عليهم، فهم في نظرها ليسوا سوى مصدر للغذاء، ووسيلة للبقاء.
الكائنات النهارية في نظر (الخفافيش) مجرد كائناتٍ دنيا، كائناتٍ غبية، لا تستحق الحياة، ولا تستحق أن تكون في الصدارة، فإذا حدث مثل ذلك، فهي تستغلها لتأمين السكن والغذاء فقط، بينما تتحين الفرصة للقضاء عليها وإخراجها من مساكنها لتنفرد بها هي وحدها، لذلك فهي تنام في حماها خلال النهار، وتنشط بالتغذي عليها في الليل، بامتصاص دمها وهي مخدرة، نائمة أو غافلة.. ثم تصحو كائنات النور، لتجد (الخفافيش) في وداعتها ونومها وهدوئها، متدلية من الأسطح مباشرة فوق ضحايها، فتنظر إليها بشفقة ورحمة، وتستمر في ممارسة حياتها نهاراً، حتى يأتي الليل…،
وهكذا، تستمر دورة حياة كائنات الظلام وتعايشها مع كائنات الضوء، فلا يمكن للـ(خفافيش) أن تكف عن الغدر بجيرانها ومن يشارها مكان سكنها، لا يمكنها أن تكف عن امتصاص دماء ضحاياها في الظلام، كما لا يمكن لكائنات النور أن تفطن إلى ما يحصل لها في الليل..
وإن فطنت فهي تسامح وتعفو وتصفح، لأنها كائنات نهارية، لكن لا يمكن لكائنات الظلام أن تقدر هذا العفو وهذا الصفح، فهي تعود إلى ممارساتها الظلامية كل ليل، تظل تمتص دماءَ فرائسها، وتخدرها، لتظل كمصدر عيش وغذاء لطفيليات الظلمة.
ومهما بذلت كائنات النور لإصلاحها، لا يمكن لكائنات الظلام أن تبصر النور، أن تنعم بالضوء، أن تعيش في النهار.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل يجوز أداء قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة.. أمين الفتوى يوضح

قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز قيام الليل عقب صلاة العشاء مباشرة، إذ تبدأ الصلاة عقب صلاة العشاء وحتى ما قبل صلاة الفجر، مشيرا إلى أنه من الأفضل أن تؤدى الصلاة في الثلث الأخير من الليل لأنه وقت بركة.

صلاة  قيام الليل من العبادات المهمة، وسنة مؤكدة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه.

قيام الليل له شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، قال تعالى: «يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا» (سورة المزمل:1-6)

والله تعالى مدح أهل الإيمان والتقوى، بجميل الخصال وجليل الأعمال، ومن أخص ذلك قيام الليل، قال تعالى: «إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون».

قيام الليل في رمضان له فضل آخر علمنا إياه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث قال في الحديث الصحيح: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، لأن العبد يقبل على الله تعالى في وقت الليل فلا يراه أحد إلا الخالق -جل شأنه- فيتجلى الإخلاص في هذه العبادة بأسمى معانيها.

هل قراءة أواخر سورة البقرة تغني عن قيام الليل؟.. اعرف 5 حقائقلا أستطيع قيام الليل بعد رمضان فهل الأذكار لها نفس الثواب؟

وقت صلاة الليل وعدد ركعاتها
يبدأ وقت صلاة الليل من حين الانتهاء من صلاة العشاء، ويستمر حتى طلوع الفجر، ولكن الوقت الأفضل لهذه الصلاة هو الثلث الأخير من الليل؛ لأن الله -عز وجل- ينزل إلى السماء في الثلث الأخير كما روي في الحديث: «إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح».وفي أي وقت صلى فيه المسلم فإنه ينال الأجر والثواب بإذن الله تعالى.

أما عدد ركعات صلاة الليل؛ فإن المسلم يصلي ما يشاء من الركعات مثنى مثنى، ولو صلى المسلم إحدى عشر ركعة مع الوتر فهو أفضل، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك كما قالت سيدتنا عائشة رضي الله عنها.

كيفية صلاة قيام الليل
الأفضل في كيفية صلاة قيام الليل أن تكون مثنى مثنى، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح، صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى» وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمسة فيسلم بعد كل ركعتين ومن ثم يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فأن يصلي عددا قليلا من الركعات بخشوع وطمأنينة؛ خير له مما هو أكثر بلا خشوع.
 

مقالات مشابهة

  • بريد الحديدة يمدد ساعات العمل في عدد من مكاتبه حتى منتصف الليل
  • ضربة في الظلام: كيف خسر البنتاغون 200 مليون دولار في سماء اليمن؟
  • مسؤول باكستاني: تبادل لإطلاق النار وقع خلال الليل على الحدود مع الهند
  • قصة جنية كتب عنها شاعر قصيدة أحب الليل والسهرة على شاطئ بحر هادي.. فيديو
  • قداسة البابا تواضروس يتسلم النور المقدس | صور
  • النور حمد (نموذجاً): عندما يتحدث النخبوي عن نفسه بصفة (نحن عملاء)
  • فلسطين.. طائرات الاحتلال تقصف منزلًا بالقرب من مسجد النور في خان يونس
  • هل يجوز أداء قيام الليل بعد صلاة العشاء مباشرة.. أمين الفتوى يوضح
  • عبد المحسن سلامة: مستشفى الصحفيين هيشوف النور في الدورة المقبلة
  • عدن…8 ساعات في الظلام والدولار يحلق فوق 2500