ثمة فرق بين استعادة التاريخ كأحداث للمعرفة المجردة، واستعادته بهدف استثمار الحدث التاريخي من أجل الحاضر والمستقبل، وفي هذا أخذ العبرة منه وما هو قابل للاستثمار، وهي كل القيم والمبادئ والضوابط والتشريعات والتعاليم التي جاء بها رسول الله إلينا.
ليس المُراد بإحياء المولد النبوي الشريف استعادة حدث الولادة المباركة بلحظتهِ التاريخية المحدودة في الزمان والمكان بل ما نريده هو استعادة شخصية النبي «محمد صلَى الله عليه وآله وسلم» بما يمثله من تجسيد للإسلام كله، حتى كان قرآنًا متحركًا على الأرض، ومتجسداً في إنسان هو كله لله عز وجل.
إن الاحتفال وإحياء هذا الحدث التاريخي العظيم هو استثمار الإحياء لذكرى التاريخ الحاضر، وقد جعله الأنصار احتفالاً وإحياء ليس كأي من الاحتفالات العادية، لقد جعلها لما يفرضه الواقع من تحديات ومتغيرات وجعل من هذه الذكرى هي البوصلة في تحديد القيم بمعنى أن الظرف الذي تمر به الأمة يفرض علينا أن نستعيد التاريخ بطريقة فاعلة ومؤثرة في الحب والولاء والبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله في الواقع المعاصر؛ لأن الحضور الوجداني لشخصية الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله لدى الأمة الإسلامية عموماً، يشكل أرضية خصبة لاستعادة أبعاد شخصيته بالنحو الذي يعيد إنتاج الشخصية الإسلامية التي ينبغي أن تكون حاضرة في مواجهة التحديات.
هنا اليمن أرضًا وإنسانًا، شعبًا وقادة وتعلوه القيادة الحكيمة يتميز بتفاعله الكبير مع ذكرى المولد النبوي الشريف «على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم» ولأننا يمن الإيمان، يمن الأنصار، توارثنا هذا الإيمان، مبادئ حق تمسكنا بها، وأخلاقاً كريمة تحلى بها الشعب كل الشعب، وهذا الشعب يحمل روحًا طيبة ومحبة وإجلالا وتوقيراً لرسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله».
ولم تفلح جهود ومساعي القوى الظالمة الضالة المخذولة في تغيير هذه السجية الطيبة وهذا الانتماء الأصيل لهذا الشعب، إنهُ حدث تاريخي وذكرى معطاءة غنية بأهم الدروس والعبر التي تحتاج إليها الأمة اليوم، وتستفيد منها البشرية بكلها في تصحيح وضعها وإصلاح واقعها ومواجهة الأخطار بعد أن تفاقمت مشاكل البشرية بفعل قوى الطاغوت والاستكبار الضالة التي تسعى في الأرض فساداً وتملأها ظلماً وجوراً.
إن الرسالة الإلهية هي المشروع الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي للواقع البشري؛ نعم ليس هناك أي مشروع آخر، لتقديم الحلول الواقعية للبشرية؛ لأنها مشروع شامل يتجه للإنسان نفسه، مشروع يصنع الوعي ويزكي النفس ويأخذ بيد الإنسان في الحياة إلى الطريق السويَّ، ويهدي للتي هي أقوم. إن الارتباط بالرسول والرسالة الإلهية يجعل من دائرة الأمة تتسع وتواجه التحديات وأشد الصعوبات المتعددة، والوقوف أمام الأخطار التي تسعى دول الاستكبار أن تحيط بها كل البلدان العربية الإسلامية.
وعلى مر الزمان تُزهر اليمن في ربيع المصطفى، وتكون في أبهى صورة حلةً ورونقاً.
وتحل علينا هذا العام ذكرى المولد النبوي الشريف في ظل استمرار العدوان، السعودي الأمريكي الإماراتي والحصار الفاقم من كل الجوانب الحياتية
على اليمن أرضاً وإنساناً بل دخلت دولتنا اليمن مراحل جديدة من التصعيد العسكري في جبهات العزة والكرامة، تُعبِّر عن حالة الهستيريا الناتجة عن الفشل الذريع لقوى العدوان، بالإضافة إلى كل ذلك؛ الأحداث تتصاعد على أكثر في عالمنا الإسلامي عموماً، وفي فلسطين خصوصاً.
ما أحوجنا أن نستفيد من عطاءات هذه المناسبة ونفحاتها المحمدية الإلهية لنزداد ثباتاً وبصيرة وإيماناً ووعياً، ونجعل منها محطة لنرتقي إلى المستوى الذي نعيش فيه عملياً في حالة الولاء والانتماء والاتباع لرسول الله في مواجهة التحديات والمخاطر وتحمل المسؤولية.
ليس المطلوب أن نخرج من هذه الذكرى العظيمة بشعارات وفعاليات عنوانها (لبيك يا رسول الله) بالأفواه؛ بل لابد أن تنعكس آثار هذه المناسبة على روحيتنا ونفسياتنا، منطلقة في ميادين الجهاد والإحسان والإيمان بكل جد وعزم وإخلاص ويقين وحب لله.
إن المعرفة الواعية المنطلقة والمستمرة في القرآن الكريم لشخصية رسول الله «محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم» تصنع في النفوس وفي الواقع تغييراً عظيماً وكبيرا، وتخلق اندفاعة حقيقية لكل مؤمن للعمل والتضحية في سبيل الله. إن ميلاد النبي «صلوات الله عليه وعلى اله وسلم «هو ميلاد جديد للعدل الذي أتى ليخلص الإنسان من الظلم و العبودية والضلال، ميلاد جديد للحرية، ميلاد للهدي السماوي الذي يسعى لإخراج الإنسان من الضلال والتيه والتبعية والعبودية لغير الله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».
اقرأ ايضاًمجزرة الفجر.. بيروت تستفيق على انفجارات ضخمة (فيديو وصور)ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.
وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.
وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.
وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.
ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.
أبو جعفر «الشبح»
يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.
وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.
ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.
طلال حمية خليفة بدر الدين
اقرأ ايضاًلبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا"وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.
وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.
بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند بعد مجزرة بيروت.. من هو "الشبح" الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟ تشكيلة آرسنال المتوقعة ضد نوتينغهام فوريست في الدوري الإنجليزي 2024-25 لبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا" سحب الجنسيات الكويتية يطال رئيس شركة "روتانا" الحبس 3 سنوات لخمسيني اعتدى على طالبات مدارس في الأردن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردناشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter