الثورة نت:
2025-01-07@03:05:03 GMT

هدف الاحتفال بالمولد النبوي

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

 

 

ثمة فرق بين استعادة التاريخ كأحداث للمعرفة المجردة، واستعادته بهدف استثمار الحدث التاريخي من أجل الحاضر والمستقبل، وفي هذا أخذ العبرة منه وما هو قابل للاستثمار، وهي كل القيم والمبادئ والضوابط والتشريعات والتعاليم التي جاء بها رسول الله إلينا.
ليس المُراد بإحياء المولد النبوي الشريف استعادة حدث الولادة المباركة بلحظتهِ التاريخية المحدودة في الزمان والمكان بل ما نريده هو استعادة شخصية النبي «محمد صلَى الله عليه وآله وسلم» بما يمثله من تجسيد للإسلام كله، حتى كان قرآنًا متحركًا على الأرض، ومتجسداً في إنسان هو كله لله عز وجل.


إن الاحتفال وإحياء هذا الحدث التاريخي العظيم هو استثمار الإحياء لذكرى التاريخ الحاضر، وقد جعله الأنصار احتفالاً وإحياء ليس كأي من الاحتفالات العادية، لقد جعلها لما يفرضه الواقع من تحديات ومتغيرات وجعل من هذه الذكرى هي البوصلة في تحديد القيم بمعنى أن الظرف الذي تمر به الأمة يفرض علينا أن نستعيد التاريخ بطريقة فاعلة ومؤثرة في الحب والولاء والبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله في الواقع المعاصر؛ لأن الحضور الوجداني لشخصية الرسول الكريم صلوات الله عليه وعلى آله لدى الأمة الإسلامية عموماً، يشكل أرضية خصبة لاستعادة أبعاد شخصيته بالنحو الذي يعيد إنتاج الشخصية الإسلامية التي ينبغي أن تكون حاضرة في مواجهة التحديات.
هنا اليمن أرضًا وإنسانًا، شعبًا وقادة وتعلوه القيادة الحكيمة يتميز بتفاعله الكبير مع ذكرى المولد النبوي الشريف «على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم» ولأننا يمن الإيمان، يمن الأنصار، توارثنا هذا الإيمان، مبادئ حق تمسكنا بها، وأخلاقاً كريمة تحلى بها الشعب كل الشعب، وهذا الشعب يحمل روحًا طيبة ومحبة وإجلالا وتوقيراً لرسول الله «صلوات الله عليه وعلى آله».
ولم تفلح جهود ومساعي القوى الظالمة الضالة المخذولة في تغيير هذه السجية الطيبة وهذا الانتماء الأصيل لهذا الشعب، إنهُ حدث تاريخي وذكرى معطاءة غنية بأهم الدروس والعبر التي تحتاج إليها الأمة اليوم، وتستفيد منها البشرية بكلها في تصحيح وضعها وإصلاح واقعها ومواجهة الأخطار بعد أن تفاقمت مشاكل البشرية بفعل قوى الطاغوت والاستكبار الضالة التي تسعى في الأرض فساداً وتملأها ظلماً وجوراً.
إن الرسالة الإلهية هي المشروع الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي للواقع البشري؛ نعم ليس هناك أي مشروع آخر، لتقديم الحلول الواقعية للبشرية؛ لأنها مشروع شامل يتجه للإنسان نفسه، مشروع يصنع الوعي ويزكي النفس ويأخذ بيد الإنسان في الحياة إلى الطريق السويَّ، ويهدي للتي هي أقوم. إن الارتباط بالرسول والرسالة الإلهية يجعل من دائرة الأمة تتسع وتواجه التحديات وأشد الصعوبات المتعددة، والوقوف أمام الأخطار التي تسعى دول الاستكبار أن تحيط بها كل البلدان العربية الإسلامية.
وعلى مر الزمان تُزهر اليمن في ربيع المصطفى، وتكون في أبهى صورة حلةً ورونقاً.
وتحل علينا هذا العام ذكرى المولد النبوي الشريف في ظل استمرار العدوان، السعودي الأمريكي الإماراتي والحصار الفاقم من كل الجوانب الحياتية
على اليمن أرضاً وإنساناً بل دخلت دولتنا اليمن مراحل جديدة من التصعيد العسكري في جبهات العزة والكرامة، تُعبِّر عن حالة الهستيريا الناتجة عن الفشل الذريع لقوى العدوان، بالإضافة إلى كل ذلك؛ الأحداث تتصاعد على أكثر في عالمنا الإسلامي عموماً، وفي فلسطين خصوصاً.
ما أحوجنا أن نستفيد من عطاءات هذه المناسبة ونفحاتها المحمدية الإلهية لنزداد ثباتاً وبصيرة وإيماناً ووعياً، ونجعل منها محطة لنرتقي إلى المستوى الذي نعيش فيه عملياً في حالة الولاء والانتماء والاتباع لرسول الله في مواجهة التحديات والمخاطر وتحمل المسؤولية.
ليس المطلوب أن نخرج من هذه الذكرى العظيمة بشعارات وفعاليات عنوانها (لبيك يا رسول الله) بالأفواه؛ بل لابد أن تنعكس آثار هذه المناسبة على روحيتنا ونفسياتنا، منطلقة في ميادين الجهاد والإحسان والإيمان بكل جد وعزم وإخلاص ويقين وحب لله.
إن المعرفة الواعية المنطلقة والمستمرة في القرآن الكريم لشخصية رسول الله «محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم» تصنع في النفوس وفي الواقع تغييراً عظيماً وكبيرا، وتخلق اندفاعة حقيقية لكل مؤمن للعمل والتضحية في سبيل الله. إن ميلاد النبي «صلوات الله عليه وعلى اله وسلم «هو ميلاد جديد للعدل الذي أتى ليخلص الإنسان من الظلم و العبودية والضلال، ميلاد جديد للحرية، ميلاد للهدي السماوي الذي يسعى لإخراج الإنسان من الضلال والتيه والتبعية والعبودية لغير الله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد

قالت صحيفة ‏يديعوت أحرونوت، إن الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • وكيل مطرانيةالأرثوذكس بالفيوم: الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هو رسالة سلام نتذكر فيه هتاف الملائكة بالسلام
  • بدء صلوات قداس عيد الميلاد المجيد 2025 بكاتدرائية ميلاد المسيح
  • وفاة الداعية السوري سارية الرفاعي في إسطنبول.. تعرف عليه
  • ما المردود الذي تتحصل عليه إسرائيل بعد تكثيف قصف غزة؟
  • رمضان عبدالمعز: النبي استضاف نصارى نجران في المسجد النبوي لمدة 40 يوما
  • ‏يديعوت أحرونوت: الاجتماع الأمني الذي دعا إليه نتنياهو لن يتناول قضية التباد
  • ما حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة والصلاة عليه؟.. الإفتاء تجيب
  • فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه
  • حكم بيع الأشياء التي تؤدي إلى الإضرار بالآخرين
  • ما الذي يخطط له حزب الله؟