البلاد – جدة

واصل مؤتمر استدامة الصناعة البحرية أعمال جلساته بمشاركة الخبراء وصنّاع القرار وروّاد القطاع البحري من مختلف أقطار العالم ، حيث ناقش قضايا حيوية ومستقبلية عبر مجموعة من الجلسات الحوارية ، شملت الرقمنة والأمن السيبراني في القطاع، والربط بين السفن والموانئ الذكية، والسفن ذاتية القيادة.

وخلال الجلسة تحدث نائب الرئيس في مكتب التقنية الأمريكي للشحن الدكتور غاريث بيرتون، بأن السفن ذاتية القيادة تولد فرصاً مميزة لجذب مواهب متنوعة إلى الصناعة البحرية من شأن ذلك أن يلبي احتياجات المصنعين والصناعة وأصحاب المصلحة.


وأضاف: “يسهم ذلك في فرص عمل حديثة تعتمد على التحول التقني والرقمي في الجيل القادم من السفن ذاتية القيادة وإتاحة فرص أكبر للقوى العاملة وزيادة التوظيف والتدريب”.

من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للعمليات بشركة الزامل البحرية ناصر الهزاني، أن وظائف البحارة وطاقم المركب والعاملين على السفن لن تتأثر ولن تتقلص على العكس من ذلك احتمالية زيادة التوظيف وسترتقي مهاراتهم ليصبحوا أكثر كفاءة وتقنية من خلال التأهيل لتشغيل الجيل الأحدث من السفن.

وأشار إلى أن استدامة قطاع الصناعة البحرية من الضروري أن نعزز التعاون والتكامل التقني بين جميع الجهات الفاعلة والعاملة في قطاع الصناعة البحرية، مثل المنظمة البحرية الدولية، وجمعيات التصنيف الإدارية والبحرية، والمؤسسات الأكاديمية والعلمية.

كما تناولت الجلسات الحوارية التحول الرقمي الذي يجتاح القطاع البحري، حيث جرى استعراض كيفية تنفيذ أنظمة رقمية متقدمة لزيادة الكفاءة وتحسين الأمان في الصناعة البحرية، وتسليط الضوء أيضًا على أهمية الأمان السيبراني في تلك العمليات وكيف يمكن تعزيزه. وفي جلسة أخرى، جرى استعراض التقنيات الحديثة، التي تمكن من ربط السفن بالموانئ الذكية؛ ما يزيد من كفاءة عمليات الشحن والإفراج عن البضائع، كما تم التركيز على أهمية تبادل البيانات.

وشاركت الأكاديمية الوطنية البحرية في المعرض المصاحب للمؤتمر، بهدف تبادل التجارب والخبرات في مجال التعليم والتدريب البحري لتحقق رؤيتها بأن تكون مركز تدريب وتأهيل رائد عالمياً بالقطاع البحري في المملكة من خلال توفير تدريب عالي الجودة بشهادات معتمدة تلبي متطلبات القطاع .

وتتميز الأكاديمية الوطنية البحرية بمرافقها الحديثة وبرامجها المتطورة وكادرها التدريبي والتعليمي المؤهل بأعلى المستويات ما يتيح لها إحداث السبق على المستويين النظري والعملي وضمان مستقبل مزدهر لخريجيها وتقديم خدمات استشارية تخصصية في مجال الخدمات ، وتضم الهيئة التعليمية والتدريبية نخبة من المتخصصين والأكاديميين من مهندسين وملاحين وخبراء ومهنيين محترفين.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الصناعة البحریة

إقرأ أيضاً:

موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”

يمانيون../

 

خلاف عميق بين ضفتي الأطلسي، عنوانه العريض من يقود، ومن يتبع؟ تقرير أمريكي يكشف كيف وجدت واشنطن نفسها في عزلة بحرية، بعد أن أدارت أوروبا ظهرها لقيادتها العسكرية، مفضّلةً العمل تحت مظلة الاتحاد الأوروبي. انقسام يتجاوز أزمة مؤقتة، ويكشف عن صراع مكتوم يعيد رسم خرائط النفوذ داخل التحالف الغربي.

حيث نشر موقع مركز الأمن البحري الدولي (CIMSEC) الأمريكي مقالًا تحليليًا بقلم  آنا ماتيلد باسولي بعنوان “تشريح أزمة البحر الأحمر: الناتو في مواجهة الاتحاد الأوروبي”، ضمن أسبوع القوة البحرية لحلف شمال الأطلسي، يكشف بقسوة عن الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويفضح فشل واشنطن في قيادة جهود موحدة لمواجهة أزمة البحر الأحمر، التي تعطل التجارة العالمية منذ أكثر من عام”. المقال، الذي حظي بتعليق واحد، يعري انقسامات عبر الأطلسي تهدد استراتيجية الناتو البحرية وتكشف عن عجز الولايات المتحدة في فرض هيمنتها أو كسب ثقة حلفائها”.

تكشف باسولي أن “الأزمة ليست مجرد اضطراب تجاري، بل فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا، حيث عبر مسؤولون أمريكيون في رسائل مسربة عن إحباطهم من “اضطرار الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا مرة أخرى”. لكن هذه المشاعر تتجاهل السبب الحقيقي: النهج الأمريكي الهجومي المنفصل عن النهج الدفاعي الأوروبي، مما أدى إلى شلل الجهود المشتركة. صعود الاتحاد الأوروبي كفاعل أمني بحري أضعف قبضة واشنطن على الناتو، حيث يرفض الأوروبيون القيادة الأمريكية، معتمدين على “أسبيدس” بدلاً من “حارس الرخاء”، في انقسام غير مسبوق يكشف هشاشة التحالف”.

وقالت الكاتبة : “في ديسمبر 2023، أطلقت واشنطن عملية “حارس الرخاء” لمواجهة هجمات الحوثيين، داعية حلفاء الناتو، بما في ذلك المملكة المتحدة، كندا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، النرويج، وإسبانيا، للانضمام. لكن المملكة المتحدة، كندا، والنرويج فقط التزمت، بينما انسحبت القوات الأوروبية لدعم “أسبيدس”، مهمة دفاعية بقيادة الاتحاد الأوروبي، رافضةً صراحةً القيادة الأمريكية”.

مؤكدة أن هذا “التمرد أضعف “حارس الرخاء”، حيث خصصت إيطاليا مدمرتين وفرقاطتين، وفرنسا ثلاث فرقاطات لأسبيدس، بينما قدمت مساهمات ضئيلة أو معدومة لحارس الرخاء”. ألمانيا وبلجيكا ساهمتا بفرقاطة لكل منهما، واليونان بفرقاطتين، وهولندا بفرقاطة وسفينة دعم، بينما قصّرت السويد وفنلندا بأفراد محدودين. إسبانيا، بشكل صارخ، لم تقدم شيئًا، رغم استفادة موانئها من الأزمة. في المقابل، قدمت المملكة المتحدة مدمرتين (HMS Diamond وHMS Duncan)، فرقاطتين، ودعمًا جويًا، مُظهرةً التزامًا يفضح تقاعس أوروبا. الدنمارك أرسلت فرقاطة معطلة، مما أدى لإقالة رئيس دفاعها، وأعطت فرنسا الأولوية لمصالحها الوطنية، مما يعكس أنانية أوروبية تعمق الفشل الأمريكي”.

واشار المقال إلى أن هذا الانقسام يكشف سعي أوروبا للاستقلال الاستراتيجي قبل إدارة ترامب الثانية، حيث أكدت إيطاليا، فرنسا، وألمانيا على عملية دفاعية دون ضربات برية، متجاهلةً دعوات واشنطن”…مضيفا بأن “خطاب الأوروبيين عن الوحدة عبر الأطلسي يتناقض مع مشاركتهم في مناورات المحيطين الهندي والهادئ والبحر الأبيض المتوسط كـ”تدريب” دون التزام فعلي، مما يثير تساؤلات عن موثوقيتهم”.

واشار المقال بأن “واشنطن تفشل أيضًا في الاعتراف بالاتحاد الأوروبي كفاعل أمني، حيث يركز محللون مثل مايكل سي. ديسيانا على حارس الرخاء، متجاهلين أسبيدس، بينما يبرر دوغ ليفرمور القوة من منظور أمريكي، غافلين عن أن الأوروبيين يرون أنفسهم يحمون التجارة بنجاح”.

 

وأن هذا “التحيز يكشف أن واشنطن ترى أوروبا عبر الناتو فقط، بينما تتجه أوروبا نحو الاتحاد الأوروبي، مدفوعةً بـ”عدوانية” أمريكية تدفعها للاستقلال. الولايات المتحدة ترى الأزمة كمنصة للهيمنة البحرية ومواجهة الصين، بينما لا تهتم أوروبا بالصين، مركزةً على التجارة بنهج دفاعي يشبه القوافل، مما يؤدي إلى عمليتين متداخلتين دون هدف مشترك”.

واختتم المقال أن الأزمة، من منظور أمريكي، “ليست لإنقاذ أوروبا، بل لتأكيد الهيمنة البحرية وإرسال رسائل للصين بأن واشنطن ليست “قوة ميتة”. لكن هذا الطموح يصطدم بإجهاد القوات الأمريكية ورفض أوروبي، مما يهدد مبادئ القوة الساحقة والسيطرة البحرية”. مشيرا الى أن “الحوثيين يحققون النصر، وميناء إيلات الإسرائيلي ينهار ماليًا كـ”الضحية الأولى”، بينما تظل واشنطن عاجزة عن فرض قيادة موحدة”.

أكد أن الفهم الأفضل للتوقعات والأهداف في البحر الأحمر قد يُمهد الطريق لإصلاح العلاقات عبر الأطلسي. وفي الوقت الحاضر، لا أحد يمتلك الوصفة المثالية لإنهاء هذه الأزمة، ومن المرجح أن النهج المنقسم قد طال أمده. فيما لم يكتفِ الحوثيون بتولي زمام المبادرة في الوصول إلى النصر، بل إن الضحية الحقيقية الأولى لهذه الأزمة – ميناء إيلات الإسرائيلي – قد وقع تحت ضغط مالي. مضيفا أن الوقت قد نفد أمام الولايات المتحدة للشكوى من أوروبا دون خطة. وبالمثل، أثبت الوقت أن الاتحاد الأوروبي لا يزال غير موثوق به كجهة أمنية فاعلة. مؤكدا أن استراتيجية حلف شمال الأطلسي المتكاملة التي تراعي المنظورين الأمريكي والأوروبي هي الخيار الوحيد لتحقيق النصر. أما الخيار البديل فهو الهزيمة.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: تحويل الثروة المعدنية لهيئة اقتصادية يدعم القطاع الخاص
  • أمير مكة: الدعم السخي الذي يلقاه القطاع غير الربحي من القيادة يؤكد حرصها على تلمّس حاجات المواطن وتوفير متطلباته
  • تكلفة باهظة.. خسائر أمريكا في اليمن أكثر من مليار دولار خلال شهر
  • فريق برلماني يشكو تفشي الريع والفساد داخل قطاع الصيد البحري
  • مواصفات وأداء ممتاز.. الكشف عن أحدث الهواتف والساعات الذكية
  • وزير النقل يزور أكاديمية النقل البحري بالعلمين الجديدة
  • أمريكا تكشف عن بنغال إم سي: أقوى سفينة حربية ذاتية القيادة
  • موتورولا تكشف عن ساعتها الذكية الجديدة بمواصفات قوية وسعر منافس
  • موقع مركز الأمن البحري الدولي: “أزمة البحر الأحمر فضحت انعدام الثقة بين واشنطن وأوروبا”
  • أمير القصيم يُنوّه بدعم القيادة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ورسم مستقبل وفق مرتكزات التنمية وتنويع الاقتصاد وتمكين الإنسان