دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة قلق يمني بشأن تقليص المساعدات الإغاثية «الأغذية العالمي» يقلص مساعداته الغذائية لمليوني أفغاني

«لا بديل لأفغانستان سوى مزيد من الانسجام والتعاون مع محيطها».. صيحة أطلقها عدد من الخبراء والمتابعين للشأن الأفغاني، وذلك في ظل جهود إقليمية ودولية مكثفة، تستهدف مد يد العون لمواطني هذا البلد، لطي صفحة تبعات اضطرابات وصراعات، ماج بها وطنهم، على مدار أكثر من أربعة عقود.


ويؤكد الخبراء، أن الخروج من الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي تعصف بأفغانستان منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، يتطلب العمل على إدماجها في المنظومة الاقتصادية الدولية، عبر توطيد الأواصر مع دول الجوار الإقليمي، وجعلها جزءا من التجمعات والتكتلات القائمة في منطقتها. ويتوازى ذلك مع مواصلة دعم الشعب الأفغاني، والدفع باتجاه الحصول، على ضمانات تكفل عدم المساس بحقوق الإنسان الأساسية، وحقوق الشرائح المجتمعية المختلفة في أفغانستان. ومن شأن المضي على هذا الدرب، تعزيز قدرة الأفغان على التعامل مع التحديات الراهنة، تحديدا في الجانب الإنساني.
وشدد الخبراء، على أن تعزيز العلاقات بين السلطات الأفغانية ودول آسيا الوسطى على الصعيد الاقتصادي، يساعد على إرساء الاستقرار في المنطقة بوجه عام وفي أفغانستان بشكل خاص، كما سيسهم في الحيلولة دون تحول هذا البلد، إلى دولة ضعيفة، وتدعيم قدرته، على الحفاظ على سيادته وحماية وحدة أراضيه.
في الوقت ذاته، سيفضي دمج أفغانستان في منظومتها الإقليمية، إلى تمكينها من أن تعيش في سلام مع جيرانها، واستتباب الأمن،  ما يحول دون أن تتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين، بما يُشكِّله ذلك من خطر داهم، على الأمن الإقليمي والدولي. 
فتضافر الظروف التي تقود الى تقويض المؤسسات السيادية لبلد ما وانهيار اقتصاده، تجعله لقمة سائغة لتنظيمات الإرهاب الدولي، التي سيتسنى لها في مثل هذه الحالة، التحرك بحرية على الأرض، وتجنيد من تحتاجه من إرهابيين محتملين، فضلا عن شن اعتداءاتها عبر الحدود. ويوجب ذلك، وفقاً للتصريحات التي نشرها موقع «ذا جيوبوليتيكس» الإلكتروني، أن تقدم الدول المعنية باستقرار أفغانستان، الدعم الضروري لرفع مستوى التنمية فيها، من خلال ضخ تقوية الاقتصاد المحلي، وتكثيف المساعدات الإنسانية، خاصة للفئات الأشد فقرا. 
فثلثا الأفغان بحاجة لتلك المساعدات، في حين يعاني أكثر من 20 مليوناً منهم من الجوع.
ويشير الخبراء، إلى أن المجتمع الدولي ودول الجوار، سينالان بدورهما «مكافأة» على أي جهود ينخرطان فيها، لتحسين الأوضاع على الساحة الأفغانية. فبوسع أفغانستان المستقرة الآمنة، الاضطلاع بدور رئيس، في تنويع طرق التجارة والنقل بين دول آسيا الوسطى، والموانئ المُطلة على المحيط الهندي.
وتتزايد أهمية هذا العامل، على ضوء التبعات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، وما أدت إليه من تعقيدات تكتنف عمليات التبادل التجاري الدولية، وكذلك مسألة توفير الخدمات اللوجيستية اللازمة، للقيام بأنشطة الشحن البحري على وجه التحديد. وخَلُصَ الخبراء، إنه بالرغم من الدور المحوري الذي يتعين على الشعب الأفغاني نفسه لعبه لتنمية بلاده، فإن إسهام المجتمع الدولي على هذا المضمار لا غنى عنه، وذلك بما يكفل أن تصبح أفغانستان دولة مستقرة، قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية من جهة، ويضمن ألا تشكل معقلاً للإرهاب العابر للحدود من جهة أخرى.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أفغانستان المساعدات الإنسانية

إقرأ أيضاً:

تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل

تبدأ - اليوم الإثنين - في لاهاي جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في قضية منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في خطوة قد تؤدي إلى اتهام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي. ستعرض عشرات الدول مرافعاتها أمام المحكمة على مدار عدة أيام بدءًا من اليوم.

القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة

منذ الثاني من مارس 2025، تمنع إسرائيل دخول أي إمدادات إنسانية إلى قطاع غزة، الذي يضم نحو 2.3 مليون نسمة. وقد نفدت تقريبًا جميع المواد الغذائية التي تم إدخالها خلال فترة وقف إطلاق النار في بداية العام.

القرار الأممي حول التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات

في ديسمبر 2024، كُلِّفت محكمة العدل الدولية بتقديم رأي استشاري حول التزامات إسرائيل بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، التي يتم إرسالها من دول ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة. وتصر إسرائيل على أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات إلى غزة إلا بعد أن تفرج حركة حماس عن جميع الرهائن المتبقين.

دول أوروبية تطالب إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي

وفي خطوة متزامنة، طالبت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل الأسبوع الماضي بالامتثال للقانون الدولي والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعدما أكدت إسرائيل أنها لن تسمح بدخول أي مساعدات لتضغط على حركة حماس.

تصريحات الرئيس الأمريكي حول المساعدات إلى غزة

من جهته، صرح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريح يوم الجمعة بأنه مارس ضغطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن سرقة المساعدات

وتتهم إسرائيل حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة، وهو ما تنفيه حماس، مشيرة إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن نقص الإمدادات.

القرار الأممي والموقف الدولي

في ديسمبر، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إسرائيل للامتثال لالتزاماتها تجاه الفلسطينيين، وأعرب عن "القلق البالغ" تجاه الوضع الإنساني في القطاع. وصوتت 137 دولة لصالح القرار، بينما رفضت إسرائيل والولايات المتحدة و10 دول أخرى، وامتنعت 22 دولة عن التصويت.

المرافعات الفلسطينية أمام المحكمة

اليوم، سيبدأ ممثلو الأراضي الفلسطينية بتقديم مرافعاتهم أمام محكمة العدل الدولية، وهي محكمة لا تملك سلطة إنفاذ قراراتها رغم أن آرائها الاستشارية تتمتع بثقل قانوني وسياسي.

انتظار رأي محكمة العدل الدولية
من المتوقع أن تستغرق المحكمة عدة أشهر لتقديم رأيها بعد جلسات الاستماع التي ستختتم يوم الجمعة.

 

مقالات مشابهة

  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • جلسة نقاشية تبحث مستقبل المعارض واستراتيجيات النمو الإقليمي في مؤتمر الاتحاد الدولي بالقاهرة
  • غوتيريش يشدد على ضرورة استئناف دخول المساعدات لغزة فوراً
  • استراتيجيات عالمية لتحقيق النمو الإقليمي.. جلسة نقاشية بمؤتمر الاتحاد الدولي للمعارض
  • خبراء: قرار محكمة العدل الدولية المرتقب بشأن فلسطين سيختبر النظام العالمي
  • «العدل الدولية» تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة
  • محكمة العدل الدولية تنظر في منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة وساعر يعلق"لن نشارك بالسيرك"
  • تطور جديد داخل محكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • الصول: مهمة الحكومة الجديدة المرتقبة تنحصر في إخراج ليبيا من أزماتها الحالية
  • تحولات كبرى في المشهد الإقليمي.. السعودية وقطر.تسددان ديون سوريا للبنك الدولي