خبراء: «الاندماج الإقليمي» ضرورة لإخراج أفغانستان من أزماتها
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة قلق يمني بشأن تقليص المساعدات الإغاثية «الأغذية العالمي» يقلص مساعداته الغذائية لمليوني أفغاني«لا بديل لأفغانستان سوى مزيد من الانسجام والتعاون مع محيطها».. صيحة أطلقها عدد من الخبراء والمتابعين للشأن الأفغاني، وذلك في ظل جهود إقليمية ودولية مكثفة، تستهدف مد يد العون لمواطني هذا البلد، لطي صفحة تبعات اضطرابات وصراعات، ماج بها وطنهم، على مدار أكثر من أربعة عقود.
ويؤكد الخبراء، أن الخروج من الأزمات السياسية والأمنية والإنسانية التي تعصف بأفغانستان منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، يتطلب العمل على إدماجها في المنظومة الاقتصادية الدولية، عبر توطيد الأواصر مع دول الجوار الإقليمي، وجعلها جزءا من التجمعات والتكتلات القائمة في منطقتها. ويتوازى ذلك مع مواصلة دعم الشعب الأفغاني، والدفع باتجاه الحصول، على ضمانات تكفل عدم المساس بحقوق الإنسان الأساسية، وحقوق الشرائح المجتمعية المختلفة في أفغانستان. ومن شأن المضي على هذا الدرب، تعزيز قدرة الأفغان على التعامل مع التحديات الراهنة، تحديدا في الجانب الإنساني.
وشدد الخبراء، على أن تعزيز العلاقات بين السلطات الأفغانية ودول آسيا الوسطى على الصعيد الاقتصادي، يساعد على إرساء الاستقرار في المنطقة بوجه عام وفي أفغانستان بشكل خاص، كما سيسهم في الحيلولة دون تحول هذا البلد، إلى دولة ضعيفة، وتدعيم قدرته، على الحفاظ على سيادته وحماية وحدة أراضيه.
في الوقت ذاته، سيفضي دمج أفغانستان في منظومتها الإقليمية، إلى تمكينها من أن تعيش في سلام مع جيرانها، واستتباب الأمن، ما يحول دون أن تتحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين، بما يُشكِّله ذلك من خطر داهم، على الأمن الإقليمي والدولي.
فتضافر الظروف التي تقود الى تقويض المؤسسات السيادية لبلد ما وانهيار اقتصاده، تجعله لقمة سائغة لتنظيمات الإرهاب الدولي، التي سيتسنى لها في مثل هذه الحالة، التحرك بحرية على الأرض، وتجنيد من تحتاجه من إرهابيين محتملين، فضلا عن شن اعتداءاتها عبر الحدود. ويوجب ذلك، وفقاً للتصريحات التي نشرها موقع «ذا جيوبوليتيكس» الإلكتروني، أن تقدم الدول المعنية باستقرار أفغانستان، الدعم الضروري لرفع مستوى التنمية فيها، من خلال ضخ تقوية الاقتصاد المحلي، وتكثيف المساعدات الإنسانية، خاصة للفئات الأشد فقرا.
فثلثا الأفغان بحاجة لتلك المساعدات، في حين يعاني أكثر من 20 مليوناً منهم من الجوع.
ويشير الخبراء، إلى أن المجتمع الدولي ودول الجوار، سينالان بدورهما «مكافأة» على أي جهود ينخرطان فيها، لتحسين الأوضاع على الساحة الأفغانية. فبوسع أفغانستان المستقرة الآمنة، الاضطلاع بدور رئيس، في تنويع طرق التجارة والنقل بين دول آسيا الوسطى، والموانئ المُطلة على المحيط الهندي.
وتتزايد أهمية هذا العامل، على ضوء التبعات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، وما أدت إليه من تعقيدات تكتنف عمليات التبادل التجاري الدولية، وكذلك مسألة توفير الخدمات اللوجيستية اللازمة، للقيام بأنشطة الشحن البحري على وجه التحديد. وخَلُصَ الخبراء، إنه بالرغم من الدور المحوري الذي يتعين على الشعب الأفغاني نفسه لعبه لتنمية بلاده، فإن إسهام المجتمع الدولي على هذا المضمار لا غنى عنه، وذلك بما يكفل أن تصبح أفغانستان دولة مستقرة، قادرة على الوفاء بالتزاماتها الدولية من جهة، ويضمن ألا تشكل معقلاً للإرهاب العابر للحدود من جهة أخرى.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أفغانستان المساعدات الإنسانية
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر اندماج نيسان وهوندا المحتمل على صناعة السيارات العالمية؟
الاقتصاد نيوز - متابعة
تبحث شركتا نيسان موتور وهوندا موتور، وهما من كبرى شركات السيارات اليابانية، إمكانية اندماج كبير من شأنه أن يُحدث صدمة في صناعة السيارات العالمية، حيث تسعى الشركتان لتعزيز تنافسيتهما في ظل التحول الكامل نحو السيارات الكهربائية.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيكاي اليابانية، تخطط الشركتان للدخول في مفاوضات رسمية بشأن الاندماج، ومن المتوقع توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في وقت قريب، استناداً إلى مصادر مقربة من الموضوع.
ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم
إذا تم الاندماج، فقد يُشكّل هذا التحالف ثالث أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم من حيث المبيعات، مع مبيعات سنوية تصل إلى 8 ملايين سيارة، وفقاً لتقديرات شركة Citi بعد شركة تويوتا موتور اليابانية وفولكس فاغن الألمانية، التي تواجه تحديات وأزمات حالية.
في تصريحات مشابهة، لم تؤكد أو تنفِ شركتا نيسان وهوندا التقرير المنشور في صحيفة نيكاي، ما يترك مجالاً للتكهنات حول جدية هذه الخطوة.
يأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه كبرى شركات السيارات ضغوطاً متزايدة من المنافسة العالمية، خاصةً من صانعي السيارات الكهربائية مثل شركة تسلا الأميركية وشركة BYD الصينية. وكانت شركتا نيسان وهوندا قد وقّعتا في مارس آذار الماضي شراكة استراتيجية للتعاون في إنتاج المكونات الرئيسية للسيارات الكهربائية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يواجه الاندماج الضخم العديد من العقبات. فقد أعرب المحللون عن مخاوفهم بشأن احتمال التدقيق السياسي في اليابان، نظراً لإمكانية خفض الوظائف إذا تم التوصل إلى اتفاق، في حين يُنظر إلى حل تحالف نيسان مع شركة تصنيع السيارات الفرنسية رينو على أنه محوري لهذه العملية.
تطوير التقنيات اللازمة لمستقبل السيارات الكهربائية
وصف بيتر ويلز، أستاذ الأعمال والاستدامة في مركز أبحاث صناعة السيارات التابع لكلية إدارة الأعمال بجامعة كارديف، تقارير الاندماج المحتمل بين شركتي نيسان وهوندا بأنه تطور "مهم للغاية".
وأشار لـ CNBC إلى أن هذه الخطوة قد تُساعد الشركتين على توحيد أصولهما، وتوفير التكاليف، وتطوير التقنيات اللازمة لمستقبل السيارات الكهربائية.
وقال ويلز، إن هناك الكثير من التكهنات حول وضع شركة نيسان خلال الأشهر الأثني عشر الماضية. وأوضح أن نيسان تحاول موازنة علاقتها مع شريكتها رينو، لكنها تواجه صعوبات كبيرة.
"تواجه الشركة مشاكل في السوق المحلية والدولية، وليس لديها مجموعة المنتجات المناسبة للمنافسة. هناك الكثير من إشارات التحذير والأعلام الحمراء حول وضع نيسان حالياً، وكان لا بد من اتخاذ خطوة ما. السؤال هو: هل سيكون هذا الاندماج هو الحل؟"
أسهم نيسان عند أعلى مستوياتها في 40 عاماً
رغم أهمية هذا التطور، شدد ويلز على أن نجاح الاندماج لا يزال موضع شك، لا سيما في ظل التحديات التي تواجهها نيسان في مختلف الأسواق.
قفزت أسهم شركة نيسان بنسبة 23.7% يوم الأربعاء، مسجلة أفضل يوم تداول للشركة منذ ما لا يقل عن 40 عاماً، وفقاً لشركة البيانات FactSet، ومع ذلك، لا تزال الأسهم المدرجة في طوكيو منخفضة بنحو 25% منذ بداية العام.
في المقابل، تراجعت أسهم هوندا بنسبة 3.2% في تداولات ما قبل السوق في نيويورك.
فيما يتعلق بمدى إمكانية أن يكون الاندماج بين نيسان وهوندا حلاً لمواجهة المنافسة من مصنعي السيارات الكهربائية الصينيين، وصف بيتر ويلز من كلية إدارة الأعمال بجامعة كارديف هذه الخطوة بأنها "حل تقليدي".
وأشار ويلز إلى أن هناك مخاوف من أن الشركتين ربما تأخرتا في اتخاذ هذه الخطوة، قائلاً:
"مخاوفي هي أنهم ربما تأخروا قليلًا. ليس لديهم التكنولوجيا الحالية أو الترتيبات المناسبة أو المنتج الملائم للتنافس في أسواقهم الرئيسية".
وأضاف: "بالنسبة لنيسان على وجه الخصوص، فهي متأخرة عن مواكبة السوق الأميركية. هذه هي أكبر مشكلاتهم، ولن يتمكنوا من إصلاح ذلك بسرعة".
عقبات أمام اندماج نيسان وهوندا المحتمل
شارك أكيرا كيشيموتو من JPMorgan وجهات نظر مماثلة بشأن العقبات التي قد تعترض اندماج نيسان وهوندا، قائلًا: "العوائق التي يجب التغلب عليها ستكون مرتفعة".
وأضاف في مذكرة بحثية نُشرت يوم الأربعاء: "على أقل تقدير، نعتقد أن نيسان تحتاج إلى توضيح مصير علاقتها الرأسمالية المعقدة للغاية مع رينو، والتي تشمل الحكومة الفرنسية، كما يجب أن تقدم تفاصيل حول اقتراح إعادة الهيكلة الذي أعلنته".
كما أشار كيشيموتو إلى أن هوندا بحاجة إلى تحديد كيفية إدارة استثماراتها الكبيرة في المركبات الكهربائية والبطاريات في كندا.
وأكد البنك أنه ينتظر الآن أي إعلانات ملموسة من أي من الشركتين.