أحمد شعبان (القاهرة)
أكدت الإمارات خطورة آفة الإرهاب والتطرف على الأمن الإقليمي والعالمي، داعيةً إلى بذل الجهود والتنسيق المشترك للقضاء على هذه الآفة ومحاربة تداعياتها الخطيرة.
وشاركت الدولة في أعمال الدورة الثالثة للحوار السياسي العربي - الياباني التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية من الجانبين العربي والياباني، وترأس معالي أحمد علي الصايغ، وزير دولة، وفد دولة الإمارات المشارك.

 
وأكد الاجتماع الذي عقد بمشاركة العديد من الوزراء العرب إلى جانب معالي يوشيماسا هاياشي، وزير خارجية اليابان، وحضور معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أهمية العلاقات العربية اليابانية والحرص على تفعيل آليات التعاون المشترك، وعلى ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يخدم تطلعات الدول العربية واليابان والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار معالي الصايغ في كلمة دولة الإمارات إلى أن الاجتماع ينعقد في إطار الرغبة المشتركة في تعزيز وتطوير العلاقات بين الدول العربية واليابان والدفع بها إلى آفاق أرحب، وأن مُشاركة دولة الإمارات في هذه الدورة تأتي من «حرصها على تفعيل آليات التعاون مع اليابان والتي تُعد شريكاً استراتيجياً هاماً لدولنا العربية على كافة المستويات والأصعدة، وبالرغم من مستوى العلاقات المتطورة بين الجانبين إلا أننا نرى أن هناك المزيد من الفرص التي يمكن الاستفادة منها لتعزيز وتطوير علاقات الصداقة والشراكة القائمة».

أخبار ذات صلة «الوزاري العربي» يرحب بانضمام الإمارات والسعودية ومصر لـ«بريكس» مريم المهيري: دعم انتقال أفريقيا إلى نظم غذائية مستدامة

وأعرب معاليه عن اعتزاز دولة الإمارات بمستوى الشراكة الاستراتيجية التي وصلت إليها العلاقات بين دولة الإمارات واليابان، وقال إنّ ازدهار العلاقات التجارية والاستثمارية شكّل حافزاً لتعزيز تعاوننا في القطاعات الرئيسية، وتوسيع آفاق العمل المشترك ضمن المجالات الرائدة وفي مقدمتها الطاقة المتجددة، والفضاء، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي. 
كما أشاد معالي الصايغ بالزيارة الأخيرة التي قام بها معالي فوميدو كيشيدا، رئيس وزراء اليابان، إلى المنطقة ولقائه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، في 17 يوليو 2023 وما توصلت إليه الزيارة من توقيع العديد من مذكرات التفاهم المشتركة في العديد من المجالات. 
وقال معاليه: إن دولة الإمارات العربية المتحدة ستستضيف مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي «COP28» في نوفمبر 2023 والذي يتزامن انعقاده هذا العام مع إعلان دولة الإمارات العام 2023 «عاماً للاستدامة». 
وفي هذا السياق، أوضح أن الإمارات بذلت جهوداً كبيرة للإعداد والتحضير للمؤتمر من خلال التنسيق المشترك مع كافة الدول وفي مقدمتها اليابان التي نقدر دعمها وتأييدها لاستضافة دولة الإمارات هذا المؤتمر ونتطلع إلى إسهامات ومشاركة فاعلة من اليابان على ضوء الإمكانات الكبيرة المتاحة، ودورها الريادي في تطوير التكنولوجيا النظيفة، وقدرتها الكبيرة على تعزيز النمو الاقتصادي المستدام، بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة، ويدعم جهود التغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة. 
كما أكد معالي الصايغ على إيمان دولة الإمارات بأن تفعيل الحوار السياسي العربي الياباني ساهم في إثراء العلاقات العربية اليابانية بما فيها تنسيق المواقف، قائلاً: «ومن هذا المنطلق، فإن دولة الإمارات تؤكد على أهمية العمل العربي الياباني المُشترك وتنسيق المواقف وتوحيدها للدفع نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والتأكيد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول واستقلالها، ودعم تحقيق التسوية السلمية في مناطق النزاعات والتوترات، واستخدام الحوار والمفاوضات كأداة لا غنى عنها لمعالجة الصراعات القائمة إقليمياً ودولياً، مضيفاً أنّ دولة الإمارات تتطلع إلى خلق المزيد من الفرص لتعزيز العلاقات العربية اليابانية وتنميتها في كافة المجالات بما يحقق آمال وتطلعات شعوبنا». 
وشدّد معالي الصايغ في الكلمة أيضاً على خطورة آفة الإرهاب والتطرف على أمننا الإقليمي والعالمي الأمر الذي يُحتم علينا بذل المزيد من الجهود والتنسيق المشترك للقضاء على هذه الآفة ومحاربة تداعياتها الخطيرة، مشيراً إلى أهمية العمل المشترك لتأمين حركة الملاحة والتجارة الدولية والممرات المائية وإمدادات الطاقة والإسهام في حفظ السلام والأمن الدوليين. 
وأكد معاليه على مواصلة دولة الإمارات التنسيق المشترك مع اليابان حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية بما يدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنّ التعاون القائم بين البلدين الصديقين في اجتماعات مجلس الأمن الدولي في ظل العضوية غير الدائمة لدولة الإمارات في المجلس للفترة 2022 - 2023 يعدّ خير دليل على ذلك، حيث اتخذ المجلس خلال العام الجاري قرارين بالإجماع بشأن الوضع في أفغانستان قدمهما البلدان بصفتهما حاملتي القلم المشارك لملف أفغانستان في المجلس. 
وفي الختام، أعرب معالي الصايغ عن تطلع دولة الإمارات إلى استمرار الجهود المبذولة لدعم سبل استدامة التعاون بين الدول العربية واليابان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القضاء على الإرهاب مكافحة الإرهاب الإمارات جامعة الدول العربية الجامعة العربية الدول العربیة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

هل ستختلف الدول العربية حول عيد الأضحى مثل حالة عيد الفطر؟

شهد العالم العربي هذا العام اختلافا في موعد عيد الفطر المبارك، حيث أعلنت دول مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين والسودان ولبنان وفلسطين أن غرة شهر شوال، وبالتبعية أول أيام عيد الفطر، يوم الأحد 30 مارس/آذار.

على الجانب الآخر، أتمت كل من مصر والأردن والعراق وسوريا وسلطنة عُمان والجزائر والمغرب وتونس وليبيا شهر رمضان 30 يوما، وبالتبعية بدأت عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس/آذار.

تسبب ذلك في جدل اشتد في بعض من دول العالم العربي، وفي أثناء ذلك تناثرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة حول موعد عيد الأضحى، خاصة وأنه يتعلق بشعيرة الحج، فهل حقا ستختلف دول العالم العربي حول موعد عيد الأضحى مثلما فعلت مع عيد الفطر؟

مسار القمر يظهر في تغير أطواره ومواقعه في سماء الليل حيث تتجدد ملامحه يوما بعد يوم (شترستوك) قمر واحد.. مطالع مختلفة

لفهم الأمر بوضوح، دعنا نتعرف إلى دورة القمر، وهو ذلك المسار الذي يتخذه القمر حول الشمس كل حوالي 28 يومًا، ويفعل ذلك بشكل متكرر منذ ملايين السنوات.

على الأرض، يمكن لنا مراقبة هذا المسار، حيث يظهر في تغير أطوار القمر ومواقعه في سماء الليل، حيث تتجدد ملامحه يوما بعد يوم، من هلال إلى بدر، ثم يذبل عائدًا إلى محاقه.

ويمكن أن تخرج في أي من الشهور القادمة لتلاحظه، لكن لو قررت خلال الأيام التالية لهذا اليوم أن تحسب الفترة التي يقضيها القمر في السماء بعد غروب الشمس، ستلاحظ أنها تزيد يومًا بعد يوم بمقدار حوالي 50 دقيقة.

إعلان

يحدث ذلك بسبب أن القمر يدور حول الأرض، فيبدو لنا وكأنه يتحرك في السماء مبتعدًا عن الشمس يومًا بعد يوم.

لكن ماذا لو قررنا، نظريًا لغرض الفهم، أن نعيد الزمن للوراء يومًا بعد آخر؟ هنا سيقترب القمر من الشمس حتى يقف إلى جوارها في السماء.

تسمى تلك بلحظة الاقتران، وتكون هي أول الشهر القمري، لا يمكن لنا أن نرى القمر خلالها بالطبع، لكن الفقهاء والفلكيين يستخدمونها للتنبؤ ببداية الشهر الهجري.

فإذا كانت لحظة الاقتران قد حدثت بوقت كاف قبل خروج المختصين من الهيئات الشرعية لرصد الهلال ليلة الرؤية يوم 29 من الشهر الهجري، فإن ذلك يرجح بشكل كبير أن يتمكنوا من رصد الهلال ويعلن اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري.

الدول التي لم تتم رمضان ستتم شوال حتما (رويترز) البحث عن ذي القعدة

الآن دعنا نقسم الدول بالأعلى إلى فريقين لتسهيل الفهم، وليكن الفريق الأول هو من بدأ عيده الأحد، والثاني هو من بدأ عيده يوم الاثنين.

في نهاية شهر شوال، ستكون لحظة الاقتران في تمام الساعة 22:31 بتوقيت مكة المكرمة يوم 27 أبريل/نيسان، وهذا هو يوم الرؤية بالنسبة للفريق الأول، وكما تلاحظ فإن ذلك يعني أن الاقتران سيحدث أصلا بعد الغروب، مما يعني أنهم لن يرونه بشكل مؤكد، الأمر الذي يعني بالتبعية أن دول الفريق الأول ستعلن اليوم التالي متمما لشهر شوال، وتكون بداية ذي القعدة يوم 29 أبريل/نيسان.

على الجانب الآخر، فإن دول الفريق الثاني ستخرج للبحث عن الهلال يوم 28 أبريل/نيسان (لأنها تأخرت يوما عن الفريق الأول)، وهنا سيكون قد مر على ولادة الهلال عند الغروب أكثر من 20 ساعة، وهي فترة كافية جدا ليبتعد الهلال عن الشمس ويرى بسهولة، بعينين مجردتين.

بالتالي فإن هذه الدول لن تتم شوال، وستعلن اليوم التالي غرة شهر ذي القعدة، وهو الموافق 29 أبريل/نيسان.

اتفاق محتمل جدا

وبذلك تتفق الدول العربية، بشكل شبه مؤكد على موعد غرة ذي القعدة، لكن الأمر لم ينته بعد، فلا تزال هناك حاجة لرصد هلال شهر ذي الحجة، الذي يحدد بالتبعية موعد عيد الأضحى.

إعلان

في هذه الحالة، يبدو أن التوفيق سيكون حليفا للدول العربية، حيث إن لحظة الاقتران فجر يوم 27 مايو/أيار، في تمام الساعة 6:02 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، ويترك ذلك فترة كافية للكثير من الدول العربية أن ترى الهلال، ليس بالعين المجردة هذه المرة، لكن على الأقل عبر التلسكوب، وبالتالي يعلن اليوم التالي غرة ذي الحجة.

ويرجح ذلك أن تتفق الدول العربية هذا العام على غرة ذي الحجة، التي ستكون يوم 28 مايو/أيار المقبل، وبالتبعية يبدأ عيد الأضحى يوم 6 يونيو/حزيران القادم.

مقالات مشابهة

  • القضاء على جميع أشكال العنصرية
  • «جودو الإمارات» يستعد لـ «التحدي الآسيوي» في اليابان
  • تعرف إلى واردات اليابان النفطية من الإمارات
  • هل ستختلف الدول العربية حول عيد الأضحى مثل حالة عيد الفطر؟
  • الإمارات تواصل تقدمها في سباق التنافسية العالمية خلال 2025
  • الإمارات تواصل حصد المراكز المتقدمة في سباق التنافسية العالمية 2025
  • الإمارات الأولى عالمياً في ريادة الأعمال والأمان ومؤشرات الهوية الوطنية
  • كأس آسيا تحت 17 عامًا بجدة والطائف: فوز اليابان واليمن على الإمارات وأفغانستان
  • على هامش الناتو.. اليابان والسويد تؤكدان أهمية التنسيق المشترك بشأن أوكرانيا ونزع السلاح النووي
  • قطر: لم ندفع الأموال للتقليل من جهود مصر في ملف غزة