معهد الابتكار التكنولوجي يطلق «فالكون 180 بي»
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة حقق معهد الابتكار التكنولوجي في دولة الإمارات العربية المتحدة، إنجازاً جديداً في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بإطلاقه نموذج فالكون 180 بي - النسخة الأحدث من النموذج اللغوي الكبير فالكون الذي أطلقه المعهد مسبقاً.
وفي ضوء النجاح الباهر الذي حققه فالكون 40 بي، النموذج المفتوح الذي تربع على رأس قائمة منصة «Hugging Face» للنماذج اللغوية الكبيرة في مايو 2023، واصل معهد الابتكار التكنولوجي، ذراع الأبحاث التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وكان إطلاق نموذج فالكون 40 بي من أولى المرات التي يتم فيها توفير نموذج مفتوح المصدر للاستخدامات البحثية والتجارية على مستوى العالم، ما يعتبر نقلة نوعية في المجال. ومن جانبه، أكد فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أهمية نموذج فالكون وتأثيره الإيجابي على مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، قائلاً: نسعى لبناء مستقبل تتوافر فيه القوة التحولية للذكاء الاصطناعي للجميع ولتكون في متناول أيديهم، كما نؤكد التزامنا على توسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة على نطاق واسع، إذ لا يصح أن تتحكم جهات قليلة ببيانات وخصوصية الأفراد وبالأثر الكبير الملموس لهذه التقنيات. وبالرغم من أننا ما زلنا لا نمتلك جميع الحلول والأجوبة في هذا المجال الواعد، إلا أن عزيمتنا راسخة لتعزيز أطر التعاون المشترك، والمساهمة في تعزيز مجتمع المصادر المفتوحة وضمان توفير فائدة الذكاء الاصطناعي للجميع.
وطُور النموذج الجديد من خلال توظيف 180 مليار عامل متغير، وتم تدريبه على 3.5 تريليون رمز توكين، ما ساهم في تربعه على رأس قائمة منصة «Hugging Face» للنماذج اللغوية الكبيرة المدربة مسبقاً، علماً أنه قد تفوق على نماذج أخرى بارزة مثل نموذج «LLaMA 2» من شركة ميتا وفقاً لمعايير مختلفة مثل اختبارات الاستنتاج والبرمجة والكفاءة والمعرفة.
وعند مقارنته مع النماذج مغلقة المصدر، احتل فالكون 180 بي مرتبة مرتفعة ضمن القائمة بحيث أتى بعد نموذج «GPT 4» من شركة «OpenAI»، في حين تساوى أداؤه مع نموذج «PaLM 2 Large» من جوجل، وهو النموذج الذي يستند إليه نظام «Bard»، علماً بأن فالكون 180 بي يبلغ حجمه نصف هذا النموذج فقط ولكن بإمكانيات أكبر. ويذكر أن ترخيص النموذج يستند إلى «رخصة فالكون 180 بي معهد الابتكار التكنولوجي» المبنية على رخصة أباتشي 2.0.
النموذج يتوافق مع لغات عدة
نموذج فالكون 180 بي يتوافق مع لغات رئيسة عدة حول العالم، وهي الإنجليزية والألمانية والإسبانية والفرنسية، كما يمتلك قدرات محدودة في الإيطالية والبرتغالية والبولندية والهولندية والرومانية والتشيكية والسويدية.
عجلة التطور
قالت الدكتورة ابتسام المزروعي، المدير التنفيذي، كبير الباحثين بالإنابة لدى وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لمعهد الابتكار التكنولوجي: «يجسد إطلاق نموذج فالكون 180 بي الجهود المبذولة تجاه دفع عجلة التطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ونفخر بمشاركة إمكانياته الواسعة مع العالم. يمهد فالكون 180 بي لحقبة جديدة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية سيتم فيها تسخير القدرات العلمية المتقدمة للجميع للمساهمة في تطوير ابتكارات المستقبل. وفي ضوء سعينا المتواصل وجهودنا الملموسة في مجالات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، تمتد رؤيتنا لما هو أبعد من الابتكار ونحو بناء علاقات وثيقة تساهم في مواجهة التحديات العالمية من خلال التعاون في حلها».
وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي حظي به الإصدار الأول من نموذج فالكون ووصول عدد مستخدميه إلى أكثر من 12 مليون على مستوى العالم خلال أشهر من إطلاقه، من المتوقع أن تحظى فالكون 180 بي باهتمام واسع في مختلف المجالات والاستخدامات المتعددة مثل روبوتات الدردشة وصياغة البرمجيات، وغيرها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معهد الابتكار التكنولوجي الإمارات الذكاء الاصطناعي فالكون تقنیات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف تمكنت ديب سيك من بناء الذكاء الاصطناعي الخاص بها بأموال أقل؟
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يسلط الضوء على كيفية نجاح شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة في بناء أحد أقوى أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم باستخدام عدد أقل بكثير من الرقائق الحاسوبية مقارنة بالشركات الكبرى.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن شركات الذكاء الاصطناعي عادة ما تقوم بتدريب روبوتات الدردشة الآلية الخاصة بها باستخدام أجهزة كمبيوتر عملاقة مزودة بـ16,000 شريحة متخصصة أو أكثر، لكن شركة "ديب سيك" قالت إنها تحتاج إلى حوالي 2,000 شريحة فقط.
وأوضح مهندسو الشركة بالتفصيل في ورقة بحثية؛ فقد استخدمت الشركة الناشئة العديد من الحيل التكنولوجية لتقليل تكلفة بناء نظامها؛ حيث احتاج مهندسوها إلى حوالي 6 ملايين دولار فقط من قوة الحوسبة الخام، أي ما يعادل عُشر ما أنفقته شركة ميتا في بناء أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كيف يتم بناء تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
وأوضحت الصحيفة أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة تعتمد على ما يسمى بالشبكات العصبية، وهي أنظمة رياضية تتعلم مهاراتها من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات.
وتقضي أقوى الأنظمة شهورًا في تحليل جميع النصوص الإنجليزية على الإنترنت، بالإضافة إلى العديد من الصور والأصوات والوسائط المتعددة الأخرى، مما يتطلب كميات هائلة من القدرة الحاسوبية.
وقد أدرك باحثو الذكاء الاصطناعي منذ حوالي 15 سنة أن رقائق الكمبيوتر المتخصصة التي تسمى وحدات معالجة الرسومات تعد وسيلة فعالة للقيام بهذا النوع من تحليل البيانات، وقد صممت شركات مثل شركة إنفيديا هذه الرقائق لعرض رسومات ألعاب الفيديو على الكمبيوتر في الأصل، ولكن وحدات معالجة الرسومات كانت لديها القدرة أيضًا على تشغيل العمليات الحسابية التي تدعم الشبكات العصبية.
ومع قيام الشركات بتعبئة المزيد من وحدات معالجة الرسومات في مراكز بيانات الحواسيب الخاصة بها، أصبح بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل المزيد من البيانات.
ولكن أفضل وحدات معالجة الرسومات تكلف حوالي 40,000 دولار، وتحتاج إلى كميات هائلة من الكهرباء.
كيف تمكنت "ديب سيك" من خفض التكاليف؟
أشارت الصحيفة إلى أن أبرز ما فعلته الشركة هو اعتمادها على طريقة تسمى "خليط الخبراء".
وقد كانت الشركات سابقًا تنشئ شبكة عصبية واحدة تتعلم جميع الأنماط في جميع البيانات الموجودة على الإنترنت، وكان ذلك مكلفا لأنه يتطلب كميات هائلة من البيانات للتنقل بين رقاقات وحدة معالجة الرسومات.
ومن خلال طريقة "خليط الخبراء"، حاول الباحثون حل هذه المشكلة عن طريق تقسيم النظام إلى العديد من الشبكات العصبية، وهكذا يكون هناك 100 من هذه الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا، ويمكن لكل منها التركيز على مجاله الخاص.
لقد عانت العديد من الشركات لتنفيذ هذه الطريقة، لكن شركة "ديب سيك" تمكنت من القيام بذلك بشكل جيد؛ حيث قامت بإقران تلك الأنظمة "الخبيرة" الأصغر حجمًا مع نظام "عام".
فقد كانت الأنظمة الخبيرة لا تزال بحاجة إلى تبادل بعض المعلومات مع بعضها البعض، وكان بإمكان النظام "العام" المساعدة في تنسيق هذه التفاعلات بينها.
وأضافت الصحيفة أن هذا ليس الشيء الوحيد الذي قامت به "ديب سيك"؛ حيث أتقنت أيضًا خدعة بسيطة تتضمن الكسور العشرية التي يمكن لأي شخص يتذكر درس الرياضيات في المدرسة الابتدائية أن يفهمها.
واستخدمت الشركة طريقة تبسيط الأرقام التي يستخدمها دارسو الرياضيات عند التعامل مع الأرقام التي لا تنتهي مثل رمز باي، والذي يُشار إليه أيضًا بـ π، وهو عدد لا ينتهي أبدًا: 3.14159265358979…
يمكن استخدام باي لإجراء عمليات حسابية مفيدة، ولكن عند إجراء هذه الحسابات، يمكنك اختصار باي إلى بضعة أعداد عشرية فقط: 3.14.
وقد قامت "ديب سيك" بشيء مماثل - ولكن على نطاق أوسع بكثير - في تدريب تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وبيّنت الصحيفة أن العمليات الحسابية التي تسمح للشبكة العصبية بتحديد الأنماط في النص هي في الحقيقة مجرد عمليات ضرب، الكثير والكثير من عمليات الضرب.
وعادة ما تقوم الرقائق بضرب الأرقام التي تتناسب مع 16 بت من الذاكرة، لكن "ديب سيك" ضغطت كل رقم في 8 بتات فقط من الذاكرة، أي أنها اقتطعت عدة كسور عشرية من كل رقم.
وهذا يعني أن كل عملية حسابية كانت أقل دقة، لكن ذلك لم يكن مهمًا لأن العمليات الحسابية كانت دقيقة بما فيه الكفاية لإنتاج شبكة عصبية قوية جدًا.
وتابعت الصحيفة بأن الشركة أضافت خدعة أخرى؛ حيث اتخذ مهندسوها مسارًا مختلفًا عند ضرب الأرقام معًا بعد ضغطها، فعند تحديد إجابة كل مسألة ضرب، كانوا يقومون بتمديد الإجابة عبر 32 بت من الذاكرة، أي أنهم احتفظوا بالعديد من الكسور العشرية، مما جعل الإجابة أكثر دقة.
لقد أظهر مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية أنهم كانوا بارعين جدًا في كتابة التعليمات البرمجية الحاسوبية المعقدة للغاية التي تخبر وحدات معالجة الرسومات بما يجب القيام به، وكانوا على مقدرة من جعل هذه الرقائق المزيدة أكثر كفاءة.
ورغم أن قليلًا من الناس يملكون هذا النوع من المهارة، لكن مختبرات الذكاء الاصطناعي الجادة لديها المهندسين الموهوبين اللازمين لمضاهاة ما قامت به "ديب سيك"، وربما يستخدم بعضهم الحيل نفسها بالفعل.
لكن من الواضح أن الكثيرين فوجئوا بعمل "ديب سيك"، وهذا لأن ما قامت به الشركة الناشئة ليس بالأمر السهل؛ فالتجارب اللازمة للتوصل إلى إنجاز كهذا تكلف ملايين الدولارات - إن لم يكن المليارات - من الطاقة الكهربائية.
وقد أشار العديد من النقاد إلى أن مبلغ الـ 6 ملايين دولار الذي أنفقته الشركة لم يغط سوى تدريب النسخة النهائية من النظام، وقال مهندسو "ديب سيك" في ورقتهم البحثية إنهم أنفقوا أموالاً إضافية على الأبحاث والتجارب قبل إجراء التدريب النهائي، ولكن الأمر نفسه ينطبق على أي مشروع متطور للذكاء الاصطناعي.
وختمت الصحيفة بأن شركة "ديب سيك" خاطرت مخاطرة أتت بثمارها، ومع مشاركة الشركة الصينية الناشئة لأساليبها مع باحثين آخرين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن حيلها التكنولوجية ستقلل تكلفة بناء الذكاء الاصطناعي بشكل كبير.