رغم أننا بعد ثورة 30 يونيو 2013 وخطة الدولة الإستراتيجية فى القضاء على العشوائيات إلا أن أفة العشوائيات أصابت مجتمع المحروسة ومازالت تنحر في جسد الأمة دون رحمة ودون أمل في مواجهتها أو مقاومتها ولا أقصد بعشوائياتنا في الأحياء خارج المخطط العمراني للمدن مثل " الدويقة ومنشية ناصر وبولاق الدكرور والمغربلين واليكنية وسوق السلاح والداودية " وكلها أسماء لأحياء في القاهرة عشوائية من الدرجة الأولى ولست قاصدًا منطقة المقابر التي يعيش فيها فوق الأربعة ملايين مصري ولكن العشوائيات رحلت إلى الإدارة والنظم التي ننتهجها في حياتنا من مرور ومرافق وطرق وتموين ومواصلات.

.. إلخ..

واستمرت هذه العشوائيات في النمو منذ ستينيات القرن الماضي حتى اليوم والمصيبة الأكبر ما يضر الأمة  أن العشوائية إنتقلت من "القدم إلى الركبة" إلى الجسد ووصلت إلى رأس الأمة والمقصود بالرأس هنا التعليم الجامعي وما بعده في مراحل الدراسات العليا والبحث العلمي أصبحت سمة العشوائية في كل ما تتناوله رأس الأمة من بحوث علمية غير ذي قيمة أو ذي فائدة على المجتمع وترجع خطورة إنتقال هذه السمة إلى هذا الجزء من جسد الأمة إلى

 

المثل القائل بأن " السمكة تفسد من رأسها " والخوف كل الخوف بأن ما يتم وما نأمل فيه من إصلاح سياسي وإقتصادي يقابله إستهتار إجتماعي شديد الضراوة والشراسة وتزداد سمة العشوائية ترسيخًا في وجدان هذه الأمة، مما يجعلني استصرخ الناس والقادة والمسئولين عن ثقافة هذه الأمة بأن العشوائيات ستكون سببًا في إنهيارنا ماذا لو أغلقنا كل الأبواب المزايدة على مصالح ضيقة وخلافات حزبية، ووهم ديني متعصب أعمى في المجتمع، وواجهنا جميعًا، إدارة وشعبًا ما وصلنا إليه من هذا المرض العضال وهو "العشوائية في مصر" وما السبيل إلى الإستشفاء حتى ولو كان ذلك بتدخل جراحي، وإن استدعى الأمر استجلاب أطباء غير مصريين لإنقاذ جسد الأمة من الإنهيار إذا كنا قد فقدنا الثقة في أطباء وعقلاء هذا الوطن، وهذا من قبيل التعجب حينما نستجلب لاعبين أجانب لتقوية الفرق الرياضية المصرية ونستجلب مدربين أجانب بغية الوصول إلى كأس أمم أو كأس عالم فما بالنا ونحن نتحدث عن مستقبل وطن وعن عشوائيات في حياتنا وسلوك خاطئ في الشارع المصري ولا يوجد بارقة أمل حيث القانون في أجازة، وسيظل كذلك ما دام ثقافة الأمة في حوزة " أقدامنا " وليست في رؤوسنا !!

أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الفنان التشكيلي زكي يافعي يكتب: قصتي مع رجل من تعز

كان مكان تلك القصة الرائعة في أحد فنادق عدن" فندق أرجان"، الذي شعرت فيه وكأنني في داري ووسط الأهل من خلال مستوى الخدمة والتعامل والأشياء الجميلة فيه.

 

كنت عائدًا في الساعة 12 ليلاً إلى الفندق، ومررت على البوفيه الذي في ركن الفندق، وطلبت من الكاشير أن يرسل معي شخصًا أعطيه ثلاجة الشاي التي في الغرفة، فأرسل معي شاب يافع من أبناء تعز الكرام، يعمل لديهم في البوفيه، ومشينا إلى المكان المخصص للمصعد وكان المصعد في الدور السادس، ونحن ننتظر المصعد، نظرت إلى وجه بشير محمد سعيد الذي بصحبتي، فوجدته أسمر من الحرارة المرتفعة ويُبان عليه الجهد والشقاء والكفاح في عمله، فسألته سؤالًا عفويًا كان هو سبب كتابتي للمنشور، سألته من أين !؟

 

حينها رأيت نظرات خوف وتلعثم بالكلام، ثم تجرأ مكرهًا وتمتم بصوت خافت: "أنا من تعز".

 

شعرت ساعتها بذلك الخوف الذي بدا واضحًا على وجهه.

 

فرددت بحماس عليه: "الله ما أروعكم يا أبناء تعز، أنتم نموذج للكفاح والعمل والعلم والمعرفة".

 

وفي ثوانٍ تغيرت نظراته إليّ من مكان يخاف منه إلى ملاذ آمن يحكي لي قصته ويفتخر بما ينجزه ويشق به طريقه.

 

قال: "يا عم، أنا أعمل وأدرس وأصرف على أمي وإخوتي في تعز".

 

في خلال أقل من دقيقة كبر هذا الشبل اليافع إلى حد أني أراه رجلًا، واعتززت أن أمد يدي في يده وأسلم عليه.

 

فهممت أن أعطيه كل ما في جيبي من باب التكريم وليس من باب الشفقة.

 

وإذا به يرفض رفضًا قاطعًا.

 

وقال: "لا يا عم، أنا لا أريد شيئًا، الحمد لله أنا أكسب من عملي وأرسل لأهلي ما أستطيع".

 

قلت له: "يا بني، أنا لم أعطك من باب الشفقة أو لا سمح الله أنظر إليك وكأنك متسول. يا بني، من يكافح ويتعب أكيد يملك عزة النفس ما يكفيه، ولكن أنا أكرمك بما أقدر، هو تكريم من رجل لرجل".

 

وانتهى الحوار بيننا.

 

وفي اليوم الثاني، عندما لمحني وكأنه رأى أحدًا من أهله وأقاربه، بل ويريد أن يعزمني على الفطور، ويمكن ثمن فطوري هو بقيمة أجر يومين له من عمله.

 

عرفت ساعتها أن كلمة "رجل" التي قلتها له سوف تجعله فخورًا بنفسه، بل وسوف تعزز فيه قصة كفاحه وعصاميته.

 

هنا سأقول شهادة أتمنى أن تصل للجميع، لم أجد أحدًا من أبناء منطقتي أو عنصريًا أو جهويًا في كل من عرفت في عدن، وبالعكس وجدت أن أغلب المصالح والمحلات التجارية في عدن لأبناء الشمال نصيب الأسد فيها بالنسبة للأيدي العاملة، وجلست إلى العديد من رجال أعمال يافع، فوجدت محلاتهم وشركاتهم مليئة بالأيدي العاملة من أبناء المحافظات الشمالية وإلى درجة أنهم أصحاب قرار في تلك الشركات، لأنهم مكافحون وعمليون ويحفرون في الصخر لكي يكسبوا لقمة العيش بكرامة.

 

الرسالة الأخرى إلى الحسابات المستعارة والقلة القليلة من مختلف مناطق اليمن، الذين يثيرون الفكر المناطقي المقيت ويهتكوا ما تبقى من نسيج اجتماعي، كفوا أيديكم عن الناس، ولا تدمروا الشيء الجميل المتبقي في العلاقات الاجتماعية، فالسياسة تتغير بتغير المصالح، ولكن القيم والمشاعر الأصيلة والنبيلة إن ذهبت لن تعود.

 

أتمنى ممن يعلق أن يستوعب نبل رسالتي التي أقولها صادقًا وغير متزلف، ونسهم جميعًا في إرساء قواعد المحبة وقيم التسامح والترفع والسمو فيما نكتب، والله من وراء القصد.

 

*المقال نقلا عن صفحة الفنان في فيسبوك


مقالات مشابهة

  • د. عبدالله الغذامي يكتب: هناك أرض تكفي للجميع
  • د.حماد عبدالله يكتب: الغراب والقوة الشيطانية
  • موقع التحقق من صورة اللوتري الأمريكي greencardphotocheck اختبار وفحص الصورة لتقديم الهجرة العشوائية لأمريكا
  • اليمن يثبت حضوره في معركة تحرير فلسطين: طوفان الأقصى يكتب التاريخ
  • اللوتري الأميركي.. أبرز 35 سؤالا عن قرعة الهجرة العشوائية
  • الفنان التشكيلي زكي يافعي يكتب: قصتي مع رجل من تعز
  • خطوة بخطوة.. التقديم في الهجرة العشوائية لأمريكا 2024-2025 «صور»
  • الوزير لفتيت يدخل على خط المطبات العشوائية بشوارع المملكة
  • د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!
  • “وزارة الخارجية الأمريكية” تعلن عن رابط تقديم اللوتري الامريكي 2024 للهجرة العشوائية