تحذيرات بلهجة شديدة.. الوجود الأمريكي في اليمن يواجه بتحذير يمني
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
يمانيون – متابعات
تشهد الساحة اليمنية في الآونة الأخيرة تحركات مكثفة من قبل القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، في محاولة منها لفرض سيطرتها ونفوذها على مستقبل اليمن وثرواته، فبعد سنوات من الحرب المدمرة على اليمن، ما زالت أمريكا وحلفاؤها يواصلون سياسة الضغوط والتدخلات بهدف تحقيق مصالحهم وأطماعهم في هذا البلد الحيوي جيوسياسياً واستراتيجياً.
وتأتي هذه التحركات الأمريكية البريطانية وسط تقارير عن نشر قوات أمريكية وبريطانية في عدد من المناطق، في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية ومحاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض تخدم أجندة وأهداف تلك القوى، إن هذه التحركات المشبوهة والأطماع الاستعمارية تستدعي اليقظة والحذر من مغبة ما تخطط له أمريكا وحلفاؤها لليمن وشعبها، وضرورة كشف نواياهم السيئة والتصدي لمخططاتهم بكل السبل المتاحة.
في السياق نفسه إن التحركات الامريكية البريطانية ليست وليدة اللحظة حيث إن هناك العديد من التقارير التي تشير إلى وجود نشاط وتحشيد عسكري متزايد للقوات الأمريكية والبريطانية في عدد من المناطق اليمنية، فمن التقارير التي أكدت وجود تحركات ونشر لقوات أمريكية وبريطانية في أراضي اليمن، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن قوات أمريكية وبريطانية نزلت في مطارات شبوة والغيضة في محافظة حضرموت ونشر موقع “دي برس” تقريراً عن وجود جنود أمريكيين في مدرسة الظاهرية بمدينة المكلا، في السياق نفسه أفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مسؤولين يمنيين بأن هناك وجوداً عسكرياً أمريكياً في مطاري عدن والمكلا، الصحفي الأمريكي جاك دورسي كشف ايضاً عن وثائق تؤكد إنشاء قاعدة أمريكية سرية في مطار الغيضة بحضرموت.
كانت هذه أهم التقارير التي أشارت إلى وجود نشاط وتحشيد عسكري متزايد للقوات الأمريكية والبريطانية في عدد من المناطق اليمنية بما فيها حضرموت.
التحركات الأمريكية البريطانية تواجه بتحذير قوي
شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيداً ملحوظاً في النشاط العسكري الأمريكي والبريطاني داخل الأراضي اليمنية، ما أثار حفيظة حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء ودفعها للتحذير من مغبة استمرار مثل هذه التحركات المشبوهة، وجاءت هذه التحركات في الوقت الذي تشهد فيه الساحة اليمنية تطورات متسارعة على الصعيدين السياسي والميداني، ما يعكس رغبة أمريكية وبريطانية في التأثير على مسار الأحداث وفق مصالحهما، وقد أثارت التقارير عن نشر القوات الأجنبية في عدد من المطارات والمدن اليمنية استنكاراً واسعاً، إذ اعتبرتها صنعاء انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن ومحاولة لتمرير أجندات خارجية، فما هي الأهداف الحقيقية وراء هذه التحركات؟ وكيف ستتعامل صنعاء مع هذه التطورات الخطيرة؟.
في هذا الصدد أدان مجلس الشورى في حكومة صنعاء التحركات العسكرية البريطانية الأمريكية المشبوهة في المحافظات الشرقية والجنوبية، ودخول جنود أمريكيين إلى عدد من مدارس محافظة حضرموت شرق البلاد، كما أدان المجلس بشدّة التحركات العسكرية الأمريكية المشبوهة في المحافظات الشرقية والجنوبية، ودخول جنود إلى عدد من مدارس محافظة حضرموت شرق البلاد.
وأضاف إنّ المخططات الأمريكية البريطانية الاستعمارية وتحركاتهما المشبوهة باتت مكشوفة للشعب اليمني ما يجعل وجودهما المستفز هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني الحُر.
وأوضح المجلس، في بيان صادر عنه ، أنّ التحركات العدوانية لأمريكا، بالتزامن مع وصول عدد من القطع البحرية الأمريكية البريطانية إلى البحر الأحمر، تؤكد مساعيهما الاستعمارية الرامية إلى سد آفاق السلام في اليمن، وإدامة العدوان والحصار، خدمة لأجنداتهما في المنطقة على حساب مصالح الشعب اليمني.
وأشار البيان إلى أن التحركات الأمريكية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنّ واشنطن تسعى لإخضاع كل أوراق الملف اليمني، لتحقيق أهدافها من أجل إزاحة أي مطالب عادلة للشعب اليمني واستبدالها بصفقات وإملاءات تخدم مطامعها الاستعمارية، وتسهل نهب الثروات اليمنية، وشدد البيان على أنّ وجود وظهور الجنود الأمريكيين بشكلٍ علني في عدد من المرافق التعليمية في محافظة حضرموت انتهاكاً صارخاً للسيادة اليمنية.
الوجود الأمريكي في اليمن.. تصعيد عسكري وتآمر مستمر
إنّ الوجود الأمريكي في اليمن يُعَدُّ مؤشرًا خطيرًا ينم عن مسلسل لا نهاية له من العدوان والحصار والمؤامرة المستمرة على الشعب اليمني المعذب، ويُشير هذا الوجود الأمريكي إلى نوايا مبيتة ومحاولات للتحضير لمرحلة مقبلة من التصعيد العسكري، تزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يعيش في ظروف إنسانية صعبة بالفعل.
هذا الوجود الأمريكي ليس سوى ضمن خطة أكبر للاستيلاء على ثروات اليمن النفطية والتأثير في مسار الأحداث بصالح المصالح الأمريكية، فهو يدفع باتجاه تصعيد العنف وتدمير البنية التحتية اليمنية، ما يزيد من تعقيد الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد. لا يمكن للشعب اليمني أن يقبل بهذا الوجود الأمريكي السافر الذي يزيد من تضييق الخناق على اليمنيين ويعرضهم للمزيد من القتل والتشريد والجوع، إنها فعلة تخدم أجندات الأطراف الأجنبية على حساب السلام والاستقرار في المنطقة.
من الواضح أن الولايات المتحدة تتجاهل تمامًا الآثار الإنسانية الكارثية لتدخلها في اليمن، لا يكفيها استمرار إراقة دماء الشعب اليمني، بل تسعى أيضًا لتحقيق مصالحها الاقتصادية الضيقة على حساب الأبرياء، إن وجودها هنا ليس للحفاظ على الأمن والسلام، بل هو لصالح التوسع الاقتصادي والتأثير السياسي في المنطقة.
إذاً، يجب أن يكون للمجتمع العالمي دورٌ فعّالٌ في وقف هذا التصعيد العسكري وإجبار الولايات المتحدة على سحب قواتها الموجودة في اليمن، يجب علينا جميعًا أن نوقف هذه المؤامرة المستمرة وانتهاك حقوق الإنسان في اليمن، ونعمل على تحقيق العدالة والسلام لهذا الشعب المعذب الذي يشعر باليأس والعجز تحت وطأة الحروب المستمرة.
كيف سيُجابه اليمن التحديات الخارجية المعقدة: الوجود الأمريكي والبريطاني؟
في البداية لقد واجه اليمن تحديات في ضوء الوجود الأمريكي والبريطاني في البلاد، لقد واجهت اليمن تدخلًا خارجيًا مستمرًا ومعقدًا من قِبَل هاتين القوتين العالميتين، ما أثّر بشكل كبير على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في هذا البلد المنكوب.
أحد التحديات الأساسية التي واجهت اليمن هي التدخل العسكري الأمريكي البريطاني، هذا التدخل تزامن مع ما يسمى التحالف السعودي الإماراتي، حيث قامت القوات الأمريكية والبريطانية بشن عمليات عسكرية في محاولة للحد من تهديد الإرهاب والدعم للحكومة المستقيلة والهاربة في الرياض، ومع ذلك، لم تكن هذه العمليات دون عواقب سلبية، حيث تسببت في خسائر بشرية كبيرة ودمار هائل في البنية التحتية للبلاد.
إضافة إلى ذلك، يُعَدُّ الوجود الأمريكي والبريطاني في اليمن مصدرًا للاضطرابات السياسية، فالتدخل الخارجي غالبًا ما يؤدي إلى تعقيد العلاقات بين القوى السياسية اليمنية المختلفة، ما يزيد من حدة الصراعات الداخلية والتوترات، وهو ما يعطِّل جهود البلاد في تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي، ما يؤثر على حياة المدنيين اليمنيين ويزيد من قسوة الحرب.
لا يمكن إنكار أن التدخل الأمريكي والبريطاني له أيضا تأثير على الوضع الاقتصادي في اليمن، فعلى الرغم من الدعم الذي تقدمه هاتين القوتين العالميتين للحكومة اليمنية، إلا أنه لم يتمكن البلد من التعافي بشكل كامل من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها، بل تسبب التدخل الأمريكي والبريطاني في تفاقم الفقر والبطالة وارتفاع معدلات التضخم، ما أزم الأوضاع المعيشية للشعب اليمني.
في الختام إن التحديات الخارجية المعقدة التي تواجه اليمن بسبب التدخل الأمريكي والبريطاني، ولكن رغم كل هذه التحديات، يظل الشعب اليمني مقاتلاً ومتحديًا، ونأمل أن يتمكن من تخطي هذه الصعاب وبناء مستقبل أفضل في بلدهم.
المصدر : الوقت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکیة البریطانیة أمریکیة وبریطانیة الوجود الأمریکی محافظة حضرموت هذه التحرکات للشعب الیمنی الشعب الیمنی فی عدد من فی الیمن
إقرأ أيضاً:
اليمن يثبّت مفاعيل “زمن هروب حاملات الطائرات الأمريكية”
يمانيون – متابعات
في كلمته الأخيرة، أكّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تثبيت اليمن لمعادلات زمن هروب حاملات الطائرات الأمريكية بما تشكله من رمزية رئيسية لهيمنة ونفوذ الولايات المتحدة في المنطقة والعالم.
ففي الوقت الذي حاولت الولايات المتحدة التكتم على عملية الاستهداف النوعية الجديدة التي طالت حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” في البحر العربي، خصص القائد جزءاً من خطابه لتسليط الضوء على ظروف عملية الاستهداف ودلالاتها، ووجه رسائل تحد جديدة بشأن المضي في هذا المسار التاريخي وغير المسبوق؛ الأمر الذي يعيد وضع الولايات المتحدة وإدارتها الجديدة في مواجهة الواقع الجديد الذي صنعه اليمن والذي لا مفر منه.
القائد كشف أن عملية استهداف حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” ومدمرتين أمريكيتين أحبط “أكبر هجوم جوي” كان العدو يخطط لتنفيذه ضد اليمن منذ بدء العدوان الأمريكي البريطاني، وهو ما يمثل صفعة إضافية تكرس حقيقة الهزيمة التاريخية للولايات المتحدة أمام اليمن، بما في ذلك على المستوى العملياتي، فهذا على الأرجح هو أول هجوم استباقي يستهدف حاملة طائرات أمريكية وينجح في منعها عن تنفيذ عملية عسكرية كبيرة؛ الأمر الذي يمثل تفوقاً عملياتياً مهيناً للبحرية الأمريكية، التي عانت طيلة عام كامل من فشل ذريع في تحقيق أي إنجاز في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية لغزة.
وتوجه هذه العملية الاستباقية صفعة خاصة للإدارة الأمريكية الجديدة وشركائها الذين يسعون للتهويل على صنعاء بخطوات تصعيدية جديدة خلال المرحلة المقبلة، حيث توضح العملية أن اليمن هو من يمتلك زمام المبادرة وأن سقف التصعيد الأمريكي لن يكون أعلى من سقف النجاح اليمني العملياتي الراسخ والذي يستند إلى إنجازات تراكمية صلبة ومنظمة وغير عشوائية.
وبالتالي فإن الهجوم يعيد وضع القادة الأمريكيين وبشكل صادم أمام الحقائق التي حاولوا الهروب منها وتغييرها أو التغطية عليها في الحد الأدنى، وأبرزها حقيقة أن فاعلية أسطول البحرية الأمريكية بأدواته وتكتيكاته قد تم تجاوزها بشكل تأريخي حاسم، وأن هناك الآن زمناً جديداً فرضه اليمن وثبته في ميدان الحرب البحرية.
وبالنسبة لأمريكا فإن عنوان هذا الزمن هو “زمن هروب حاملات الطائرات” وهي النقطة التي حرص القائد على تسليط الضوء عليها بشكل خاص، حيثُ كشف أن الحاملة “لينكولن” ابتعدت مئات الأميال بعد استهدافها، وهو أمر له دلالة كبيرة بالنظر إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تلجأ فيها حاملات الطائرات الأمريكية إلى الفرار من الضربات اليمنية، بعد الهروب الكبير لـ”أيزنهاور” من البحر الأحمر منتصف هذا العام.
وبحسب معلومات متتبعي حركة حاملة الطائرات فإن “لينكولن” استهدفت بعد حوالي يوم من اقترابها من منطقة العمليات اليمنية في البحر العربي، وهو ما يصدّق على ما أكده السيد القائد في كلمته بشأن التوجيه باستهداف الحاملة فور رصد اقترابها، وهو تأكيد أشفعه القائد بتحد جديد أوضح فيه أنه لو فكر الجيش الأمريكي بإيصال حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فإنه سيتم استهدافها بشكل أكبر وأدق، وأن على الأمريكيين أن يجربوا ذلك إن أرادوا؛ الأمر الذي يضاعف صدى الصفعة التاريخية المهينة الموجهة للولايات المتحدة ويؤكد أن المسألة ليست مسألة إنجاز عملياتي محدود، بل هي مسألة واقع جديد مفروض بالقوة، تنتهي فيه عربدة حاملة الطائرات الأمريكية وما تمثله من رمزية لهيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، فبينما وجهت عملية الاستهداف صفعة ميدانية للبحرية الأمريكية، فإن التحدي يوجه صفعة لصناع القرار والسياسات التي تتحرك على ضوئها حاملات الطائرات، وهو ما يصنع مشهداً متكاملاً لواقع جديد وثابت.
وقد حرص القائد على توضيح ذلك من خلال تسليط الضوء على انفراد اليمن على مستوى العالم كله بالقدرة على اتخاذ قرار استهداف ومطاردة حاملات الطائرات الأمريكية وتنفيذ ذلك القرار عمليًّا وبتحد معلن.
ولا شك أن هذه الاعتبارات على رأس الأسباب التي ألجأت البنتاغون إلى محاولة التكتم على استهداف حاملة الطائرات والاعتراف باستهداف المدمرتين فقط، خصوصاً بعد ما أحدثته عمليات استهداف حاملة الطائرات “أيزنهاور” من أصداء مدوية دفعت وسائل إعلام أمريكية إلى الحديث عن انتهاء زمن هذه القطع البحرية “الأسطورية” والحديث بشكل صريح عن هزيمة أمريكا.
وفي هذا السياق أيضاً تجدر الإشارة إلى أن تكتم الجيش الأمريكي على استهداف الحاملة “لينكولن” أصبح الآن أقل فائدة، بعد أن كسر حقائق استهداف الحاملة السابقة حاجز التكتم، على لسان القائد السابق لمجموعة “أيزنهاور” وأيضاً في تقارير لاحقة تحدثت عن وصول الصواريخ اليمنية إلى الحاملة، واقتراب أحدها لمسافة 200 متر فقط منها، وهو ما يعني فشل كلّ أنظمتها الدفاعية الصاروخية والجوية في اكتشاف الهجوم والتصدي له، وبالتالي فإن إنكار استهداف الحاملة “لينكولن” لن يذكر إلا بمحاولات الإنكار السابقة التي انكشف زيفها لاحقاً.
——————————–
المسيرة – ضرار الطيب