” هيلين ” التقاطة ذكية لفكرة استثمار نموذجي يدعم سياحة التعليم ..
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
كتب نادر خطاطبة
مشروع هيلين لسكن الطالبات، التقاطة ذكية لفكرة استثمار نموذجي روعي فيها جوانب السياحة التعليمية، وأخذت بعين الاعتبار القيم الاجتماعية المتصلة بحالة القلق الأسري على الطالبات، إن فرضت ظروف الدراسة غربتهن، سواء محليا بين المحافظات، أو عربيا وعالميا للقادمات من الخارج، وهذا توصيف أو انطباع، يلخص أهمية الاستثمار كداعم للمسيرة التعليمية على صعيد إقليم الشمال، ومحافظة اربد خصوصا.
قبل قرابة نصف قرن، حين انشئت جامعة اليرموك، شكلت اسكانات الطالبات داخل الحرم الجامعي، وباشراف كلي من إداراتها، عاملا كسر عوائق أمام مسيرة الاناث التعليمية لدى الكثير من الاسر، ولاحقا حين تخلت الجامعة عن هذه الخدمة، لاشك برزت مشاريع إسكانية بديلة سعت للقيام بذات الدور، بعضها نجح نسبيا، وغيرها فشل، خصوصا بمراحل الاكتظاظ السكاني الذي وسم مناطق الإحاطة بالجامعة بسلبيات عدة، من بفعل عوامل عديدة، لاشك أن اللجوء السوري أحدها، فبات السكن للطالب الجامعي خاصة الإناث منهم معضلة، ولربما أن مشروع هيلين اخذ بالاعتبار هذه العوامل بنهجه الاستثماري ومقوماته .
المشروع من حيث التكلفة وان لم تعلن رسميا، قيل انها 22 مليون دينار، وباكورته التي تؤسس لمراحل استثمارية توسعية لاحقة، افتتحت أمس بمبنى ضخم، ( ٨ طوابق و٢٥٠ غرفة ومرافق ) وأقل ما يمكن أن يوسم به أنه من فئة الفندقة خماسية النجوم، لكن وفق ما أعلن من إدارته أو جهة الاستثمار أن أسعاره بمتناول الجميع، ومتقاربة مع فئات السكن المنتشرة بالمحافظة، لكن بأفضلية جودة وتنوع وتكاملية الخدمة للطالبات.
مقالات ذات صلة تساؤلات حول القاعدة القانونية ” العقد شريعة المتعاقدين “ 2023/09/06الخدمة وفق مشاهدات جولة نظمتها الإدارة لاعلاميين ومسؤولين ومهتمين لاشك أنها عكست تكاملية، تصب في توفير كل متطلبات العيش النوعي، المفضي لصفاء ذهني يتفرغ للعلم والتعلم ، والوسائل الخدمية الفندقية راعت هذا الجانب إلى أبعد الحدود، فكما الدراسة بمستلزماتها وحاجاتها واجوائها توافرت، فللراحة والاستجمام، وممارسة الأنشطة اللامنهجية أيضا وقت، وحتى تلك الأنشطة ذات الخصوصية بالمرأة عموما .
في الجانب الاقتصادي لاشك أنه المشروع اليتيم منذ ما يزيد عن العقد الذي تشهده محافظة اربد من نواحي الاستثمار، وفر ابتداء قرابة مئة فرصة عمل مباشرة ، ولاشك أنه سيوفر أكثر منها على صعيد غير مباشر، متصلة بديمومة المشروع، وسلاسل التوريد لاحتياجاته، والتوسعات المستقبلية التي يعول عليها .
هي عجالة وانطباعات ولدتها زيارة المشروع، الذي نطمح أن يخلق تنافسية لنظرائه، حتى بمجالات أخرى، في ظل شح الأفكار الاستثمارية والتنافسية، وان كان هيلين رائدا بالفكرة، فلا شك أنه يرحب باي تنافسية من شأنها تعزيز الفرص التنموية وزيادتها، مع الإشارة إلى أن نجاح المشروع وفق ما هو مخطط، سيكون بداية انطلاقة لمشاريع إسكانية متصلة بالقطاعات الطبية، والصناعية في الشمال، منطلقها بيئة استثمارية مدروسة من القطاع الخاص، وبعيدة عن أفكار الوهم الاستثمارية التي اشبعنا الرسمي بها، وما يزال ..
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
سياحة المأكولات رافد اقتصادي لسلطنة عمان
تعتبر سياحة المأكولات نوعا من أنماط السياحة الحديثة لدى غالبية السياح القادمين لوجهةٍ ما والتي تركز على استكشاف وتجربة المكونات الثقافية، بحيث تأتي المأكولات المحلية والشعبية التي تمتاز بها المقاصد السياحية بمختلف أصنافها في مقدمتها. حيث تشير الإحصائيات إلى أن السائح ينفق ٢٥٪ من مجمل مصاريف السفر في الأطعمة والمشروبات وأكثر من ٦٣٪ من سياح جيل الألفية يفضّل الاستمتاع بالمأكولات المحلية عند السفر. كما أن تجربة الأطعمة جزء أساسي من الثقافة المحلية، حيث يساعد الطعام التعرف على تاريخ الشعوب وعاداتها وأساليب حياتها وطقوسها في المناسبات المتعددة، بحيث تقدم تجربة فريدة لدى السياح. هذا بالإضافة إلى أن سياحة الطعام لا تقتصر على تناول الطعام في المطاعم، بل تشمل أيضًا زيارة الأسواق الشعبية، المشاركة في ورش عمل الطهي، أو حضور مهرجانات الطعام والشوارع التي تمتدّ على جنباتها مناضد طهي الأطعمة والمشروبات المتنوعة، بل تجد طوابير من المرتادين والسياح على طول تلك الممرات للاستمتاع بهذه التجربة.
في المقابل فإن المطبخ العماني زاخر بالعديد من المأكولات والمشروبات الشعبية التي يمكن توظيفها في هذا المجال، بدءا من توفير فرص وظيفية للشباب ومصدر دخل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزز المحتوى المحلي، وتساهم في إظهار هذا الثراء في المائدة العمانية للعالم عبر تقديم تجارب جديدة ومبتكرة تسهم في تسويقها للعالمية أسوة ببعض الدول المعروفة ببعض الآكلات التي لا تكتمل زيارتها إلا بعد تجربة المأكولات المحلية المعروفة لديها، حتى وصل ببعض السياح لشراء مكوناتها كتذكار عند العودة إلى بلدانهم.
فقد كان حضور المطبخ العماني في المحافل السياحية العالمية مؤخرا ممثلا بمشاركة وزارة التراث والسياحة في بورصة السفر العالمية ببرلين وسوق السفر العربي في دبي وسوق السفر العالمي بلندن الأثر البالغ في تفاعل زوار هذه المعارض والركن الذي تميزت به سلطنة عمان على وجه الخصوص في تقديم المأكولات العمانية بأنواعها لاستكشاف الثراء الثقافي في المطبخ العماني.
جديرٌ بالذكر أن مسابقة «شيف عمان» لهذا العام في نسختها الخامسة بتنظيم من كلية عمان للسياحة وبدعم من وزارة التراث والسياحة ومجموعة عمران استكمالا لهذه الجهود التي تبذل في إيجاد طرق مبتكرة لتعزيز المطبخ العماني وتقديم مأكولات عمانية بأسلوب عصري وإبداعي يتناسب مع احتياجات السياح. كما أن هذه المسابقة تهدف إلى وضع هذه الأطباق وفق المعايير والمواصفات العالمية التي يمكن تسويقها وتقديمها بنكهات متنوعة وجذابة، الأمر الذي سوف يوفر بدوره فرصا جديدة للشباب في الاستثمار بهذا المجال الواعد.