نبض السودان:
2024-11-15@06:31:31 GMT

عندك زول في الجوازات – السر القصاص

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

عندك زول في الجوازات – السر القصاص

عتبة أولي ( عندما التحق الناس بالشرطة التحقوا وفق شروطها على أن يعمل الفرد وفق قانون ينظم هذا العمل ويعود عليه بالنفع الحسي والمعنوي المرصود والمعلوم وفق الدرجات والكفاءة والقوانين واللوائح المنظمة ، فهو لم يكن نافلة ، بل عمل مثله مثل أي عمل ، فقط ميزته أنه عمل من أجل تطبيق القانون ) .

منذ أن عادت خدمة استصدار الجوازات في السودان إلا وعادت معها الجبابية وعادت الواسطة والمحسوبية والكسرات والبخرات والشفشفة والغمتات !

نعم عادت الخدمة ولكنها أعادت معها المئات من الذين لا يعملون للمواطن في وجود قلة تتقي الله وتعمل لتحلل أكل عيشها وهي القلة التى تدافع عن شرف البوليس .

إتصالات هاتفية هائلة ورسائل هائلة على الوساط كثيفة وردتني و كلها تسأل سؤال واحد ، يا استاذ عندك زول في الجوازات!
عندك زول في الجوازات ؟
وزد عليها المتعارف عليه ،
في البنك الفلاني؟
في الوزارة الفلانية ؟
في القسم العلاني؟
عندك زول!

عندك زول بتم شغل في الجوازات ، لانه الشغل كله mtn قرايب وحبايب وحتى الدبايب ، تبع الوزير تبع المدير ، جماعة فلان وأحباب علان وأولاد فلان الما بتقال اسمه (لانه الهواء بقسمه)!!!

نخر الفساد والمحسوبية عضم السودان ومؤسساته وأفقر البلاد وتغلغل حتى وصل مراحل متقدمة وأصبح السمة الطاغية .. عندك زول امورك بتمشي ما عندك حاتجرجر لحدي تلجأ لذات الطريق وهو قصير بالمناسبة لكنه يفقد المؤسسات بريقها وحياديتها .

صحيح أن الشرطة مؤسسة عريقة وفاعلة ونشطة وتحظى بإحترام معقول ، لكن بعض الأفراد يغردون خارج السرب وحتي الشرطة نفسها لا تستطيع أن تنفي وجود مثل هذه الحالات في ظل انعدام الرقابة وفاعلية قانون المحاسبة وان كان موجودا إلا أن العمل به ضرب من الرومانسية .

فالمحسوبية يا عزيزي في السودان متجذرة وتكاد تكون سمة لكل مؤسسة .. وفي الأخير نتعايش معها وتتعايش هي بدورها مستثمرة في أزماتنا وكبواتنا كأنها قدرنا الذى أحاط بنا إحاطة السوار بالمعصم.

في الوقود وفي الصناعة والتعليم والمصارف والمعارف الوزارات والمطارات ، وفي كل جوانب الحياة ، توجد الطفيلة هذه ، وتوجد لنفسها مسار خاص ، مسار الانجاز ، أنجز عشان تتخارج ، مشي امورك عشان تلحق باقي امورك والخ من الطلعات الخاصة بهذه البيئة النتنة .

في المرور مثلا حدث ولا حرج ، يتوقف صاحب المركبة ويسرع لإخراج جنيهين ويهرول نحو عربة الشرطة يا سبحان الله ويغمت ويعود ويدعو الله أن تكون هذه اخر نقاط الجبابية غير الشرعية ، لا يقود كيلو مترات بسيطة حتى يعاود ذات الفعل ويعود متكدراً وساخطا حتى يهدأ على انغام ابو القاسم ودوبا (دل دل قطع القلوب دل) .

الغريب أن المواطن صاحب الشكاوي هو من يمد يده ليسمح لهذه الطفيلية بالنمو فالعيب فيه هو ! ولكنه عايز يمشي حاله! يعمل ايه المسكين !

سلطة القانون تحتاج الى رقابة فاعلة ومحاكم صارمة وجهود توعوية ناضجة ، وصفة ليست صعبة ولكن تطبيقها هو الاصعب .

تقوم الشرطة بأدوار كبيرة ومتعددة وملموسة ولكن تحتاج إلى دور أكبر في لجم هذه الطفيلية وبترها حتى تتعافي فلا كبير على القانون إلا القانون نفسه .

نحي كل جهودها ونرجو أن تتعاظم لدرء هذه المجموعات التى لا وزاع لها ولا ضمير مع مراعاة شروط الانتساب وتحديثها بما يراعي عظمتها ولتلبية المامول منها فلا بديل للشرطة الا الشرطة ولكن مع تجوديها بمعرفة نقاط الضعف وتقويتها وطرد كل من لا يلتزم بشروطها ولا يعمل وفق قانونها حتى تمزق قانون الكسرات وتعلو رأيتها فالوطن كثرت جروحه وبح صوت الناصحين .
عتبة ثانية
عندك زول ولا خلص القول !

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الجوازات زول عندك في فی الجوازات

إقرأ أيضاً:

فن – بعثوية – العقول .. !

بقلم : حسين الذكر ..

في يوم ما زرت مؤسسة علمية كبرى .. صادف ان رئيس المؤسسة (صديقي ) وخصص ذلك اليوم من كل شهر ليلتقي اسر العقول العراقية المهاجرة او موفدة او مغتربة خارج العراق بعناوين وأسباب وملفات شتى .. فما ان رآني الرجل بادرني فرحا : ( اهلا وسهلا بك أستاذ الذكر فرصة جيدة للتطلع بنفسك على معاناة الناس – البعثوية – .. )

جلست وسمعت ما اسقط بقية شعيرات صلعتي التي دهسها العمر ومحطات الضيم المؤجند .. تالمت كثيرا لضياع تلك العقول والمليارات التي لا يعود منها الا النزر للوطن .. بعدما يكتشف عبقريتهم الاخر الغربي ويوظفهم لديه بعناوين عدة بعضها – اللجوء الشيطاني – .
سالني احدهم قائلا : ( هل يجوز بعث موهبة عراقية خارجيا باموال الدولة .. دون تامين عودته لخدمة بلده ) .. فقلت : ( هناك حكمة عربية مضمونها : – مجنون من يعير كتاب من مكتبته .. والاجن هو ذلك الذي يعيد الكتاب – فان الموهوب العبقري الذي تتفتق قواه الخارقة في مؤسسات عالمية لا يمكن ان يكون حرا بالعودة الى – محرقة – بلده بعد ان تحيط به المغريات ظاهرها وخفيها ) .
بمائدة غداء ريفي بإحدى المناطق الزراعية باجواء مبسطة سادها الود والاريحية والانتماء .. تحدث جميع الحضور عن مشاكل تخص الاختصاصات الطبية والمعمارية ووووووو … والكثير غيرها ممن يصعب وجودها او بالأحرى بقاؤها في البلد .. بعد ان احالوا البيئة الى محرقة او مقبرة للعقول .. فيما هيأوا لهم جنائن حقيقية ببلدان أخرى يسيل لها لعاب كل ذو لب .. وقد ضربوا عدد من الأمثلة بعراقيين تجنسوا في بلدان غربية وتم تعينيهم بمناصب كبرى يقدمون ذروة ما اجاد العقل الإنساني لتلك البلدان ) .
فقلت : ( ذلك لا يحصر في الدراسة او العلم بل في مجالات الفن والرياضة … ممن افتقدنا فيها الكثير جراء فشل الاحتواء وتهميش تلك الطاقات التي عادت الى البلاد ولم تحز غير القهر والذل وربما التهديد بمن استولى على منصب بغير علم بعد ان وزعت محاصصاتيا او توافقيا ) .
ثم ضربت مثلا : ( في 2005 التقيت المهندس المعماري والحكم الدولي العراقي فرات احمد الذي هرب من العراق في التسعينات تحت وقع الحصار والقهر . فسالته متى ولماذا عدت سيما وقد شاهدناه 2001 يقود تحكيم احدى مباريات البريمرليغ وفرحنا وفخرنا لعراقيته .. فقال : ( لقد زارنا د إبراهيم الجعفري الى لندن بعد 2003 واجتمع مع الكفاءات العراقية بلندن طالبا منهم العودة والمشاركة بإعادة بناء الوطن ومتعهدا بان يساعدهم على الانسجام بالمجتمع وتهيئة سبل العمل بروحية احدث لبناء العراق بعد عقود اقل ما يقال عنها انها – عصيبة – ).. ثم أضاف: ( لبيت النداء وعدت على حسابي الخاص ، لكني وجدت ما سماه – نفس الطاس والحمام – لم يسال عنا احد ولم يعطنا فرصة اطلاقا للعمل .. وسالنا عن الجعفري فلم نجده ولم يسال هو عنا .. فاضطرننا عرض قضايانا على الصحافة والاعلام .. ) ..
بعد مدة سمعنا ان ابن الحكم الدولي فرات احمد قد اختطف .. وقد دفع ما جمع من شقاء العمر كي ينقذفه .. ثم قرر العودة لبلاد الغربة بلا رجعة .. وترك التحكيم وكرة القدم الى الابد .. فيما يعمل الان مهندسا وفنانا معماريا .. في بلاد الغربة التي عرفت كيف تسرق العقول او تحتضنهن .

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • سيدة تايلاندية تبني «زنزانة» في منزلها لحماية نفسها والجيران.. ما السر؟
  • مشردة والمخدرات كلمة السر.. أمن القاهرة يكشف لغز جثة فتاة الأميرية
  • والي ولاية شمال كردفان يشرف تخريج دورة حرب المدن الثانية لمنسوبي شرطة الولاية – صور
  • ما السرّ وراء عدم امتلاك الملك تشارلز للموبايل؟
  • السر في الصحة.. أحمد حسام ميدو يكشف سبب عودته للملاعب بعد 12 عاما من الاعتزال
  • السر في نقص فيتامين سي.. كيف يؤدي ارتجاع المريء إلى الإصابة بالأسقربوط؟
  • فن – بعثوية – العقول .. !
  • بشرى لليمنيين: قرار جديد يسهل الدخول عبر منفذ الوديعة
  • أحمد داش يتصدر تريندات «جوجل» والسوشيال ميديا.. ما السر؟
  • سيدة تبدو في العشرينيات رغم تخطيها الـ50.. السر في قشر البطاطس