لغط يحيط بالربط السككي مع إيران.. ما مستقبل الموانئ العراقية؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
شفق نيوز/ أثارت خطوة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وضع حجر الأساس لأول مشروع ربط سككي بين العراق وإيران، تساؤلات عن وضع الموانئ العراقية بعد انجاز المشروع.
وأثناء وضع حجر الأساس لمشروع الربط السككي بين منطقة شلمجة الإيرانية ومدينة البصرة العراقية، السبت الماضي، (2 أيلول 2023)، تحدث السوداني بحضور نائب الرئيس الإيراني، محمد مخبر، عن أهمية المشروع في نقل المسافرين وزائري العتبات المقدسة من إيران وبلدان وسط آسيا، فضلاً عن أهميته في تعزيز البنى التحتية لاقتصاد العراق.
ورغم اتفاقهما على أهمية المشروع وتأثيره في تعزيز العلاقات الثنائية، فإن المسؤول الإيراني قال إنه سوف يؤدي إلى تحقيق "قفزة هائلة في التبادل التجاري مع العراق"، بينما يرى الأخير أن غايته لا تتجاوز نقل المسافرين بين البلدين.
وفي هذا السياق، اعتبر وزير النقل العراقي السابق، النائب الحالي في البرلمان، عامر عبدالجبار ادعاء (الجانب العراقي) مجرد "أكذوبة" لأن اتفاقية إقامة الخط لا تحصر هذا الهدف، ولأن الحمولة المحورية لتحميلات الخط تبلغ نحو ضعف الحمولة المحورية لو كان الخط مكرّساً لنقل المسافرين فقط.
وأضاف عبدالجبار في مقطع فيديو نشره في صفحته الرسمية على موقع "X" (تويتر سابقاً) السبت الماضي، (2 أيلول 2023) أن "وضع حجر الأساس أثناء انشغال المواطنين في الزيارة الأربعينية مقصود"، واصفاً الربط السككي بين العراق وإيران بأنه "رصاصة الرحمة على ميناء الفاو".
دعوة لمكاشفة الشعب
يشير الباحث والمتخصص بشؤون الأنهار والمياه والحدود الدولية، د.غازي الربيعي، إلى أن "الربط السككي إذا كان للأشخاص فهذا لن يؤثر على موانئ العراق، إلّا أن الجانب الإيراني ذكر أن المشروع يرتبط بالبحر الأبيض المتوسط، وبنمو التجارة مع العراق، وهذا قاتل لموانئ العراق خاصة ميناء الفاو الكبير الذي لم يكتمل لحد الآن".
ويدعو الربيعي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، "الحكومة العراقية إلى نشر الاتفاقية لتوضيح هدف المشروع ومكاشفة الشعب، فإذا كان لنقل الزوّار فهو هدف سامي، أما إذا كان لغرض التجارة، فهذا سوف يقتل الموانئ العراقية ويجب إعادة النظر فيه".
أهداف المشروع
الربط السككي هو "مشروع وطني يدعم الاقتصاد العراقي ورفاهية المواطنين والزائرين في الانتقال إلى الأماكن المقدسة في (بغداد وكربلاء وسامراء والنجف)، بعيداً عن الشوارع العامة وقطع الطرقات، وحفاظاً على الأرواح التي تزهق جرّاء حوادث المرور"، وفق ما قاله مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل، د.ناصر صالح الأسدي.
وفيما يتعلق بتأثير الربط السككي على الموانئ العراقية، يؤكد الأسدي لوكالة شفق نيوز، أن "الربط السككي الآن هو لنقل المسافرين فقط وليس للنقل التجاري، لذلك لن يؤثر نهائياً على الموانئ العراقية، لأن هناك سياسات سعرية ستقوم الجهات المختصة بوضعها على طبيعة استخدام المنافذ سواء كانت برية أو جوية أو بحرية".
وتابع، "أما ميناءي الفاو وأم قصر، فهما للنقل التجاري فقط، وليسا لنقل المسافرين، لذلك هناك اختلاف كبير في عملية استخدام المنفذين، وحتى لو تم النقل التجاري فإن الأسعار لن تكون ذاتها الموجودة في الموانئ، إذ أن امتيازات الموانئ لن يستطيع الربط السككي تحقيقها، لذلك هذا المشروع يختلف تماماً عن ما موجود في ميناء الفاو".
فوائد المشروع
تعود فكرة العمل بمشروع الربط السككي بين الشلامجة والبصرة إلى عام 2009، بحسب رئيسة لجنة النقل والاتصالات في البرلمان العراقي، زهرة البجاري، متفقة مع ما ذكره ناصر صالح الأسدي بأن المشروع هو "لغرض نقل المسافرين فقط وليس لنقل البضائع، وليس له تأثير على ميناءي الفاو وأم قصر البحريين المختصين بنقل البضائع دون المسافرين".
وتوضح البجاري لوكالة شفق نيوز، أن "المشروع فيه مردودات اقتصادية، إذ سوف يقلل من استخدم الحافلات وفي الوقت نفسه ينقل أعدادً هائلة من الركاب، لذلك سوف يُساهم في تقليل الازدحامات التي تحصل في المنافذ الحدودية أيام الزيارات الدينية خاصة من الشلامجة".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق ايران الربط السككي الربط السککی شفق نیوز
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: العراق أمام "تداعيات معقدة" بعد سقوط الأسد وتراجع إيران
يشكل انهيار نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات سياسية وأمنية كبيرة على العراق المجاور، ومن بين المخاوف المباشرة الفراغ الأمني في سوريا، والذي قد يخلق تأثيرات جانبية عبر الحدود تذكرنا بعام 2014، عندما فرض تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته على أراضٍ في كلا البلدين، بحسب تقرير لمؤسسة بروكينغز الأمريكية.
ولفت التقرير إلى أنه "على المدى الأبعد، تشكل الأحداث في سوريا سبباً ونتيجة لتراجع القوة الإيرانية في المنطقة، وخاصة بعد الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان، وسيتعين على صناع السياسات العراقيين، الذين اعتادوا الوقوع بين الضغوط الأمريكية والإيرانية المعاكسة، إعادة معايرة علاقتهم بإيران الضعيفة، وعلاوة على ذلك، سيتعين عليهم القيام بذلك في حوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي من المرجح أن يجدد حملته القصوى للضغط على إيران".
هل يستطيع العراق لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة؟ - موقع 24لا يجد العراق نفسه بمنأى عن تأثيرات أي صِدام محتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فإلى جانب الحدود الطويلة التي تجمع بين البلدين، فإن إيران تتحكم بمختلف مفاصل الدولة العراقية السياسية والعسكرية من جهة، كما أن للولايات المتحدة تواجد عسكري كبير داخل الأراضي العراقية من جهة أخرى، ما يضع بغداد ... علاقة معقدةوأشار التقرير إلى أن "هذا سيتجلى بشكل أكثر وضوحاً في قطاع الأمن، حيث من المرجح أن تعيد العراق والولايات المتحدة النظر في الاتفاقية الأمنية التي أعلناها في سبتمبر (أيلول) 2024، والتي حددت الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية من القواعد في العراق بحلول عام 2026. وبعيداً عن الأمن، سيواجه العراق ضغوطاً لإبعاد نفسه سياسياً واقتصادياً عن إيران، بما في ذلك من خلال خفض أو إلغاء مشترياته من الغاز الإيراني".
وأضافت المؤسسة الأمريكية في تقريرها: "ينبغي لصناع السياسات في بغداد أن ينظروا إلى هذا كفرصة لممارسة الاستقلال بعناية عن طهران، ولكن من الأهمية بمكان ألا تضغط واشنطن على بغداد إلى حد كبير. إن العلاقات بين إيران والعراق معقدة، وتمتد إلى جهات فاعلة متعددة، وهناك أيضاً مؤشرات على أن طهران مستعدة لمضاعفة جهودها في العراق مع تزايد عزلتها في المنطقة. لكن العراق الآمن والمستقر أكثر حصانة ضد إيران من العراق الضعيف".
وقالت مؤسسة بروكينغز: "تواجه بغداد ضغوطاً إضافية من طهران وحلفائها السياسيين في العراق لإنهاء المهمة. وخلف هذه الواجهة، هناك التزام جاد من جانب صناع القرار السياسي العراقيين بالحفاظ على ترتيب عسكري قوي حيث تساعد الولايات المتحدة العراق في الحفاظ على أمنه، ولكن في إطار مختلف يحترم سيادته".
وتابعت: "لقد استغرق الأمر من العراقيين والأمريكيين ما يقرب من عام للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء مهمة قوة المهام المشتركة، ولكن سقوط نظام الأسد قد غيّر الظروف على الأرض. فالعراق يحتاج إلى دعم أمريكي مستمر للحفاظ على أمنه. وعلى مر السنين، كان العراق والولايات المتحدة على علاقة أمنية متعددة، لم توفر الأمن فحسب، بل عملت أيضاً كثقل موازن لإيران".
واستطردت المؤسسة الأمريكية في تقريرها بالقول: "على الرغم من أن إيران ليس لها وجود عسكري رسمي في العراق، إلا أنها تحتفظ بالسيطرة على فصائل مسلحة في العراق، وكلها منظمات إرهابية عالمية مصنفة بشكل خاص، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية. هذه الجماعات ليست أقوى الجهات المسلحة في العراق، ولكنها الأكثر صعوبة على الحكومة العراقية، إلا إن الفراغ الأمني في سوريا قد يعني أن بغداد ليس لديها أي رغبة في حل أي هيكل أمني، بما في ذلك الحشد الشعبي".
وأضافت: "لم تتمكن إيران من تكرار نموذج حزب الله في العراق. حاولت القيام بذلك مع منظمة بدر، لكنها لم تتمكن من الهيمنة على العراق سياسياً وعسكرياً. وتعمل بدر اليوم كجزء من تحالف أكبر من الأحزاب وواحدة من العديد من الميليشيات شبه العسكرية التي تعمل داخل الحشد الشعبي".
وأشارت في تقريرها إلى أنه "رداً على ذلك، يجب على العراق أن يتجنب أن يصبح أحدث جبهة لحرب لا تنوي إيران خوضها بنفسها. يتقاسم العديد من صناع السياسات العراقيين هذا الرأي، وخاصة بعد وقف إطلاق النار المعلن في غزة. كما إن العراقيين، الذي سئموا الحرب، غير مهتمين بمعاداة الولايات المتحدة من أجل شريك إقليمي يرون أنه تخلى عن لبنان".