بعد بدء تنسيقها مع انقلابيي النيجر.. هل رفعت فرنسا الراية البيضاء في أفريقيا؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
تتجه فرنسا يوما بعد آخر نحو الاعتراف بالأمر الواقع الجديد في النيجر وأفريقيا عموما بعد سلسلة الانقلابات العسكرية التي شهدتها القارة السمراء، وهو ما يراه مراقبون ومحللون تراجعا واضحا ورفعا للراية البيضاء.
ويأتي هذا التطور بعدما كشف مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية للجزيرة عن وجود تنسيق وظيفي بين الجيش الفرنسي وقادة الانقلاب في النيجر لسحب معدات حساسة والطواقم المشغلة لها من القاعدة العسكرية الفرنسية في نيامي، ولكن من دون سحب القوات العسكرية العاملة هناك.
ويرى الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس أن المأزق الفرنسي متزايد ولا خيار لباريس سوى التعامل مع الأمر الواقع، وأنها بدأت تعول على مبادرات لحفظ ماء الوجه وحضورها في النيجر.
وفي محاولة منه لرسم المشهد في ما يتعلق بأزمة النيجر أكد أن هناك وعيا أكثر في باريس بأن صفحة ما طويت، وأنه على الإليزيه بلورة سياسة جديدة مع حلفائه في القارة وخارجها، كما أن على فرنسا إعادة النظر بأخطاء الماضي أو غياب حضورها في أفريقيا.
وأبرز ماجد في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" في حلقة (2023/9/6) تناقض التصريحات الفرنسية بعد قول باريس إن العلاقات مع انقلابيي النيجر ستكون لحفظ أمن الجنود وسحب المعدات ونقلها إلى معسكرات أميركية بالنيجر أو تشاد، قبل أن يتبين أن هناك نية لفتح علاقات مباشرة مع قادة المجلس العسكري بالنيجر تحضيرا لانسحاب تدريجي مثلما حدث في مالي وبوركينا فاسو أو لترتيب العلاقات.
وبينما رأى أن مزاعم فرنسا بأن محادثاتها مع قادة الانقلاب في النيجر عسكرية ولوجستية لا سياسية "أمر لا يستقيم" أشار ماجد إلى أن باريس فقدت علاقاتها مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وعلاقتها مع الجزائر لا تتيح للأخيرة القيام بوساطة ناجعة، علاوة على تراجع دول أفريقية عن التدخل عسكريا، مما وضعها في مواجهة مباشرة مع انقلابيي النيجر.
واتفق مدير مركز جنيف للأمن والدراسات الإستراتيجية في أفريقيا ديفيد أوتو أندلي مع ما ذهب إليه ماجد، وشدد على أن الفرنسيين بدؤوا في الحديث عن تنسيق بعدما رأوا شعب النيجر يدعم الانقلابيين، مؤكدا أنه ليس أمام الإليزيه سوى الاعتراف والعمل مع عسكريي النيجر.
وبشأن دلالات وجود هذا التنسيق، يقول الضيف الأفريقي إن فرنسا بدأت تنتبه للشعور المعادي لها في القارة السمراء، إلى جانب التقدم الذي تحرزه الولايات المتحدة وبريطانيا في بعض المستعمرات الأفريقية، علاوة على موقف واشنطن المحايد.
واستدل أندلي بتصريحات ماكرون بأن بلاده لن تستمع لانقلابيي النيجر، وأنه يتحدث يوميا مع الرئيس المعزول بازوم، وقارنها بالتطورات الأخيرة ليخلص بأن باريس بدأت بمراجعة موقفها وتبذل جهدا لفتح نافذة مع الانقلابيين أملا بالتوصل إلى حل وسط.
ويعتقد أن فرنسا تراجع سياساتها في أفريقيا، حيث تفقد حضورها عسكريا بالنظر إلى المنافسة مع الصين، كما أن روسيا تعوض القوات الفرنسية بشكل مباشر أو غير مباشر، وشدد على أن الموقف خطير ويخسر فيه الفرنسيون الكثير، لذلك يحاولون تفادي هذا الوضع واستعادة بعض النفوذ مع رغبة الأجيال الجديدة في أفريقيا برؤية بلادهم أكثر استقلالا.
خريطة النفوذ بأفريقياأما في ما يخص التحالفات فكشف ماجد أن فرنسا كانت تمني النفس بموقف أوروبي موحد مما جرى ولم تحصل عليه، وباتت سياستها محكومة بعلاقات ثنائية، نافيا وجود تحالف أوروبي واضح في أفريقيا.
وبينما رأى أن مالي وبوركينا فاسو والنيجر لديها عناصر متشابهة برفض الحضور الفرنسي أكد أن دولا أخرى في أفريقيا لديها مواقف أكثر حدة من أميركا أو بريطانيا، إضافة إلى العامل الصيني والمسألة الروسية المرتبطة بتوظيف قوات فاغنر لكنها لا تملك مقومات الحضور السياسي هناك.
وفي الجهة المقابلة، يرى أندلي أن التنسيق بين مالي وغينيا والنيجر وبوركينا فاسو قائم لاعتقادها بأن فرنسا تدفع دولا أفريقية للتدخل العسكري، وهو ما يرى أنه أمر بالغ الصعوبة للفرنسيين لكي يجدوا حلا وسطا.
وعاد للتأكيد أن على الفرنسيين القبول بالواقع الجديد في ظل النفوذ المتزايد للولايات المتحدة والصين وروسيا والمملكة المتحدة، ورأى أن هذه الدول تقدم بدائل اقتصادية، وعلى باريس التأقلم مع الواقع الجديد أو فقدان النفوذ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: وبورکینا فاسو فی أفریقیا فی النیجر
إقرأ أيضاً:
المؤبد للمتهمين بقتل تاجر ملابس وسرقة مبلغ مالي
قضت محكمة جنايات الزقازيق معاقبة 5 متهمين بقتل تاجر ملابس وسرقة مبلغ مالي وذلك بدائرة مركز شرطة الزقازيق بمحافظة الشرقية بالسجن المؤبد.
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبد الغفار عبد الرازق، وعضوية المستشارين أحمد سويلم محمد، ومحمد حسين عامر، ومجدى حسين العجاتى.
تعود أحداث القضية ليوم ٢٨/ ٦ / ۲۰۲٤ بدائرة مركز الزقازيق، عندما قررت النيابة العامة إحالة المتهمين عبد الرحمن.ا.م.ع، صبرى.ا.ف.ع، عبد الرحمن. ع. ع، محمد.ر.ف، مقيمين بدائرة مركز شرطة الزقازيق، للمحاكمة الجنائية بمحكمة جنايات الزقازيق، لاتهامهم بقتل المجنى عليه( محمد سعيد حسني محمدي) 20 عاما، ويعمل تاجر ملابس، مقيم بقرية انشاص البصل، وذلك بطريق كفر أباظه - أنشاص البصل(بالقرب من كوبري انشاص بمدخل عزبة الست) بدائرة مركز شرطة الزقازيق.
وأسند أمر الإحالة قيام المتهمين بقتل المجنى عليه عمدا مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتله، واعدوا لذلك مخططاً إجرامياً، بأن اتفق المتهم الأول مع المتهم الثانى على إحضار باقى المتهمين من الثالث إلى الخامس، وتوجهوا للمكان الذي أيقنوا سلفاً مروره به، وكمنوا به، عقب أن اعدوا لمقصدهم أسلحة نارية (فرد خرطوش وذخيرة)، وأسلحة بيضاء ( مطواه وشوم) وما أن ظفروا به حتى أطلق المتهم الأول عياراً ناريا صوبه، إستقر بمنطقة البطن فأحدث إصابته والتى أودت بحياته، قاصدين من ذلك قتله، حال تواجد باقى المتهمين على مسرح الجريمة للشد من أزره.
وقد اقترنت تلك الجناية بجنحة، وهو أنه في ذات المكان و في رابطة زمنية واحدة سرقوا مبلغ مالي قدره (8) آلاف جنيه وهاتف محمول مملوكين لشقيق المجني عليه أحمد، كرها عنه، بأن استوقفه المتهمين مشهرين فى وجهه الأسلحة النارية والبيضاء التى بحوزتهم، مهددين إياه، مما القى فى نفسه الرعب، وتمكنوا بتلك الوسيلة القسرية من شل مقاومه وإعدام إرادته، وسرقة المنقولات خاصته.
وكشفت التحقيقات بأنه عقب عودة المجنى عليه وشقيقه من العمل ليلا واستقلالهما دراجة نارية بالطريق العام، إستوقفهما المتهمين مشهرين فى وجههما أسلحة نارية وبيضاء حتى تمكنوا من الإستياء على مبلغ مالي وهاتف، وحال تعرف المجني عليه المتوفى( إلى رحمه مولاه) على المتهم الأول لوجود خلافات مالية سابقة فيما بينهما، حتي قام الأخير بإطلاق عيار نارى صوبه محدثا إصابته التي أودت بحياته قاصداً من ذلك إزهاق روحه.
وعقب تقنين الإجراءات ونفاذاً لإذن النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين وتحرر المحضر الازم وبالعرض على النيابة العامة قررت إحالتهم إلى محكمة جنايات الزقازيق التى أصدرت حكمها المتقدم.