صراحة نيوز:
2025-02-19@21:21:01 GMT

‏كيف انفجرت “فُقّاعات”الفساد؟

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

‏كيف انفجرت “فُقّاعات”الفساد؟

صراحة نيوز-  حسين الرواشدة

‏منذ سنوات ، تراجعت الاصوات الشعبية التي تطالب بمكافحة الفساد ، للتذكير فإن أغلبية الأردنيين الذين خرجوا للشارع ، او ركبوا موجة المطالبة بالإصلاح ، أعتقدوا -آنذاك- أن الفساد (أمّ) مشكلاتنا ، وسر خيباتنا، وأن مكافحته وحدها كفيلة بتحريرنا مما نحن فيه ، ابتداءا بإطلاق مشروع الإصلاح ، وصولا لإعادة الدولة إلى سكتها الصحيحة، وإعادة ثقة الأردنيين بها أيضا.

‏لا أدري إذا كان هذا “الاختزال” صحيحا أم لا، ما اعرفه هو أن موضوع الفساد تحوّل إلى رمز لإدانة سلوك إدارات الدولة المتعاقبة ، وتجريحها أحيانا، ثم إلى بالون كبير ، نفخ فيه البعض لتسويق مطالباتهم وشعاراتهم، من خلال دغدغة مزاج الأردنيين ومشاعرهم، فيما النتيجة التي نكتشفها، الآن ، تشير إلى تشخيصات أخرى مختلفة تماما.

‏آخر قضية فساد أشغلت الرأي العام ،في بلدنا، كانت قضية الدخان (2018 ) ، بعدها لم نشهد قضايا فساد كبرى مماثلة، هيئة مكافحة الفساد تتولى مهمة متابعة ملف الفساد، وتطالعنا الأخبار بين الفينة والأخرى بقضايا فساد قيد التحقيق ، أو أخرى أُحيلت إلى المحاكم ، تتوزع بين القطاع العام والقطاع الخاص ، هذا الأخير ،ربما ، يتفوق على الأول من حيث عدد القضايا وحجمها .

لا يعني أبدا أن الفساد انتهى ،وان العدالة انتصبت موازينها ، لاستئصال الفاسدين، لكن يمكن الاطمئنان إلى أن الهيئة تقوم بواجبها ، وأن انطباعات الأردنيين حول تمدد الفساد ،المالي تحديدا، وحجمه، لم تعد كما كانت، هل كانت مجرد فقاعات انفجرت ؟ إن صح هذا التقدير، فهو مؤشر إيجابي ، يسجل لمؤسسات الدولة، والمواطنين أيضا.

‏ما أريد أن أقوله هو أن المعارضة لدينا ، سواء اكانت أحزابا او نخبا، اخذت الأردنيين إلى زوايا حرجة، وحشرتهم فيها ، على اعتبار أنها أولويات ملحة، الأمر الذي استنزف من الجميع الوقت والجهد ، في تبادل الاتهامات والشكوك، وادارة الصراع على السياسة، لنكتشف ،الان ، أننا أهدرنا ذلك في لزوم ما لا يلزم، وأنه لو انشغلنا في قضايا أخرى اهم، لأنجزنا و تمكنا من مواجهة مشكلاتنا بصورة افضل .

الشاهد هو ان ما جرى من نقاشات حول ملفات الفساد ،خلال السنوات المنصرفة، كان مثالا لما أشرت إليه ، كما ان ما يحدث ،الآن، في قضايا أخرى سياسية ،واقتصادية ،واجتماعية، يتعمد البعض اختصارها في ملف “التدخلات ” ، أو غياب الإرادة السياسية، أو إشاعة الانحلال الاجتماعي ، وغير ذلك من الأنطباعات العامة ، و إطلاق التعميمات التي لا تستند إلى معلومات ، يشكل ،أيضا ، أمثلة أخرى لممارسات بعض النخب ، التي تستهدف إغراق الأردنيين في مستنقع الفشل وانعدام الفرص ، لهدف واحد ، وهو ابقاء الوضع القائم على ما هو عليه.

‏من الملاحظات الهامة ان تعميم ظواهر الفساد العام، وكذلك الإحباط واليأس ،وترسيخ غياب الثقة ،وإشاعة صور نمطية عن الأردنيين كقاصرين، وعن إدارات الدولة كجزر معزولة وعاجزة،، مسألة مشغول عليها ، وتتم بقصد من فاعلين، وليست صدفة أبدا ، الدليل على ذلك أن معظم الذين يروجون لسطوة الفساد ،وتمدده ،وأنه غير قابل للحصار القانوني أو السياسي أو الاجتماعي ،،هم كبارُ الفاسدين .

هؤلاء وجدوا أن إظهار البلد كمستنقع للفساد ، وإقناع الأردنيين بذلك ،هو اقصر طريق للحفاظ على فسادهم وحمايته، خاصة أن مكافحة الفساد تحولت إلى مباريات لشتم الفاسدين وشيطنتهم، فيما استخدموا مدرجاتها ، بمهارة، كمظلة رعاية لهم، و بمثابة “منطقة خضراء ” محصنة ، لا يدخلها غيرهم.

‏لا يخطر ببالي ،أبدا ،التهوين من خطر الفساد ،سواء أكان ماليا أو إداريا، والأخير أخطر ،أو إنكار وجود الفاسدين ، ما أقصده هو الانتباه للمصائد والفخاخ التي يتم نصبها لاصطيادنا ، وذلك من خلال المبالغة وإصدار الأحكام بناءا على الانطباعات ، وتهييج المشاعر، بموازاة تغييب الحقائق والاولويات التي يفترض ان ننشغل بها كأردنيين.

هنا من واجب الأحزاب ،في هذه المرحلة ،وكذلك النخب التي تتولى توجيه الرأي العام ، أن ” تعقلن” الخطاب الشعبي ، وان تخدمة لا أن تستخدمه من اجل مصالحها السياسية ، ما يعني أن وضع أولويات الخروج بالبلد من أزماته، يحتاج إلى عناوين واقعية مدروسة ، تتناسب مع حالة الدولة وحاجات الناس ؛ الإنتاج والعمل ،ومواجهة الفقر والبطالة، ودفع عجلة السياسة نحو الحوكمة والدمقرطة، يمكن أن تكون أفضل من حقن الناس بأحلام القضاء على الفساد، وأوهام الرفاه بمزيد من الاستهلاك ،والقروض ،والوظائف الجاهزة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

الصحة تعزز التعاون مع “روش” السويسرية لتوفير حلول صحية متكاملة للمرضى العراقيين

فبراير 19, 2025آخر تحديث: فبراير 19, 2025

المستقلة/-أعلنت وزارة الصحة العراقية وشركة “روش” السويسرية، تعزيز شراكتهما من خلال مبادرات فعالة يستمر الطرفان في تنفيذها، مؤكدة أنها خطوة تعكس التزامهما المشترك بتطوير القطاع الصحي العراقي وتجسيد للعلاقات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص.

وقالت الوزارة في بيان، إن “هذا التعاون امتداداً لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الجانبين قبل عامين، والتي تم تجديدها العام الماضي لتشمل عدّة محاور رئيسية منها: التحول الرقمي في القطاع الصحي، وتعزيز نهج اتخاذ القرار القائم على القيمة، وتحسين البحوث السريرية في العراق مع العديد من المحاور الطبيّة الأخرى”، موضحة أن “(روش) تسعى إلى تقديم خبراتها العالمية لدعم جهود الوزارة في العراق في تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية وتعزيز الوصول إلى العلاجات المتقدمة”.

وفي هذا الإطار، أكد وزير الصحة صالح الحسناوي أهمية هذا التعاون بقوله، “نحن ملتزمون بتطوير منظومة الرعاية الصحية في العراق وفق أحدث المعايير العالمية، والشراكة مع (روش) وتعزز قدراتنا على تحقيق هذا الهدف من خلال تبني الابتكار الرقمي وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين”.

من جهته، قام السفير السويسري في العراق، دانييل هون، بزيارة رسمية إلى وزارة الصحة العراقية، برفقة وفد من شركة “روش” على رأسهم ألفت برّو.

وأوضحت برّو، حسب البيان، أن “هذه الزيارة تؤكد أهمية التعاون بين الجانبين لدعم مبادرات تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كما جاءت احتفاءً بالإنجازات المشتركة التي تحققت حتى الآن مع بحث آفاق التعاون المستقبلي لتوفير حلول صحية متكاملة للمرضى العراقيين”.

وقالت، “علينا مواصلة العمل على تعزيز بيئة الاستثمار في القطاع الصحّي العراقي مع احترام الملكية الفكرية مما سيسهم في استمرارية الشراكة بين القطاع العام والخاص”.

بدوره، أكد السفير السويسري دانييل هون، أن “الجهود  المبذولة في سبيل النهوض بالقطاع الصحي العراقي وخدمة المواطنين العراقيين، حتماً ستؤدي إلى أن يكون هذا القطاع قريباً مثالاً يحتذى في التطور وجودة الخدمة، وستنعكس على جودة الرعاية الطبية  في العراق عموماً”.

وتعد شركة “روش” من الشركات الرائدة عالمياً في قطاع الأدوية والتشخيص، حيث تعمل في أكثر من 100 دولة، وتواصل التزامها بتطوير العلاجات المبتكرة والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية، من خلال شراكات استراتيجية تسهم في تحسين حياة المرضى وتعزيز الأنظمة الصحية حول العالم.

مقالات مشابهة

  • الصحة تعزز التعاون مع “روش” السويسرية لتوفير حلول صحية متكاملة للمرضى العراقيين
  • بوتين: المحادثات الروسية الأمريكية التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض كانت “إيجابية”.. ويسعدني لقاء ترامب
  • شاركة الحلو بتنسف القضيّة كلّها، حيث جات بدعوة من عبد الرحيم دقلو، زعيم “عرب جنيد”
  • حبس 9 متهمين بتهريب مادة “بريجابالين” المخدرة على ذمة التحقيق
  • أموال بلا أثر.. كيف يدير “اقتصاد الظل” المليارات بعيدًا عن أعين الدولة؟
  • الاطار التنسيقي يوضح حول “الضغوط الإيرانية” لتمرير قانون العفو العام
  • رئيس الدولة يزور معرض “آيدكس 2025”
  • حكومة “حميدتي” وإجهاض الدولة الوطنية
  • ائتلاف المالكي:دعوة الشرع لحضور القمة العربية في بغداد من باب “التقية”
  • هيئة المنافذ تؤكد على تعظيم إيرادات الدولة من خلال ضبط المنافذ ومنع الفساد