الأسبوع:
2025-03-04@05:37:10 GMT

وفاة حفيد الشيخ الأمام أبو الوفاء الشرقاوي

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

وفاة حفيد الشيخ الأمام أبو الوفاء الشرقاوي

توفي اليوم الأربعاء، الدكتور الطبيب محمد على أبوالوفاء الشرقاوي، حفيد حجة الإسلام الإمام أبوالوفاء الشرقاوي القطب الرباني و العالم الجليل والمناضل الجسور، عن عمر يناهز الـ 67 عاما، وقد نعت الأسرة الشرقاوية على لسان رائدها فضيلة الشيخ يحيي الشرقاوي قائلا: "رحم الله الدكتور محمد علي أبوالوفا الشرقاوي، وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب، فإنه كان ودودا واصلا لرحمه محبا للجميع أقام بجوار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مايقرب من ثلاثين عاما، عاملا بمهنة الطب، فاللهم اجعله ينعم بشفاعته، واغفر له ووسع مدخله وأنزله منازل الأولياء والصالحين، واسقه من عين آنية، اللهم صبرنا فإنه يعز علينا أن ننعيه ولكن هذه إرادة الله نسأل الله له الرحمة والمغفرة".

وكان الدكتور محمد علي أبوالوفاء الشرقاوي قد عمل بمهنة الطب، ثم اختار الإقامة والعمل فى المملكة العربية السعودية بالمستشفى الخاص بالمسجد النبوي الشريف لفترة تزيد عن الثلاثين عاما، وقد اعتاد على زيارة أهله وأحبابه في مصر باستمرا بمدينة نجع حمادي، بساحتهم المباركة العامرة بالعلم والكرم.

نبذة عن الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي

وقد وصف مجمل شخصية الشيخ أبي الوفاء الشرقاوي إمامان جليلان هما:فضيلة الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف الذى جمعته بالشيخ أبى الوفاء صلة وثيقة، وعلاقة وطيدة دامت ما يناهز نصف قرن، وهو صاحب الفضل فى طبع ونشر تراث الشيخ أبى الوفاء، وتراث والده الشيخ أبى المعارف رضي الله عنه وأرضاه، والثانى هو فضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدنى عميد كلية الشريعة الأسبق، وأحد القامات الفقهية والفكرية الشامخة فى القرن العشرين.

قال الشيخ حسنين محمد مخلوف تغمده الله برحمته ورضوانه فى مقدمته التى صدّر بها شرحه لمدحة الشيخ أبى الوفاء النبوية المسماة(لمعة الأسرار فى مدح الحبيب المختار) كان رضى الله عنه دائم التفكير فيما يهم المسلمين، كثير الصمت، قليل الكلام، خافض الصوت إذا تحدث، عميق الفكر، ثاقب الرأى، بعيد النظر، كثير الاطلاع على القديم والحديث من المؤلفات. ملما بشئون الدنيا وتطورات الزمن، وعلاقات الدول بنا وأخبار الأمم، قوى الفراسة، قوى النفْس، قوى العزم، بعيد الهمة، جوادا كريما، عطوفا رحيما، وديعا متواضعا، لا يتحدث عن نفسه لا كثيرا ولا قليلا، ينزل الناس منازلهم، ويولى قاصديه من قلبه كل عطف ورعايه، وحنان وكرامه. وكم أوى إلى ساحته غرباء، وسعد فى كنفه بؤساء، واستظل بظله فقراء. وكان محبا للخلوة فى أيام وأشهر من سنين لا يسمح فيها لأحد بلقائه مهما قرب أو عظم، يطالع فيها ويتعبد، ويقرأ القرآن بتدبر وتمعن. ومما يؤْثَر عنه قوله:لكل من العزلة والاجتماع موطن يحسُن فيه ويُحمد.وكان القرآن إمامه، والسنة دليله، والرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه أسوته وحبيبه. وبالجملة قد كان رضى الله عنه أمة من الناس وحده، فى هذا العصر الذى لا عاصم فيه من أمر الله إلا من رحم.

وقال الشيخ محمد محمد المدنى لقد كان الشيخ أبو الوفاء قطبا ربانيا من أقطاب الدعوة إلى الله بالقدوة الصالحة والمثل العملى، ومفكرا من كبار ذوى العقول الثاقبة، والبصائر النيرة، والعلم الغزير الذى لم تفسده الفروض السقيمه، ولا المجادلات العقيمه، وإنما جلته الفطرة السليمة، والسليقة المستقيمة.

ذلكم هو الرجل البار التقى النقى، السيد أبوالوفا الشرقاوى، طيب الله ثراه، ورضى عنه وأرضاه.

عزف هذا الرجل الكبير عن الدنيا عزوف الزاهد فيها لا العاجز عنها، فقد كان يستطيع أن يكون من أعظم رجال المادة لو أراد، ولكنه آثر ما اختاره الله له:أن يكون روحا هاديا، قبل أن يكون جسما رائحا وغاديا، فعاش ما عاش معتكفا متفكرا، يرسل شعاعه إلى الناس من خلال وصاياه ونصائحه ودعوته، وما كان يبدو إلا فى الحين بعد الحين ليفعل خيرا، أو ينشر برا، أو يأمر بإصلاح بين الناس.

فكان الناس إذا رأوه استبشروا بطلعته، وتسابقوا إلى حضرته، واجتمعوا على حديثه يتلقفونه تلقفا، ويتزاحمون عليه تزاحما، كأن كل امرئ مهم يريده لنفسه فقط، حتى إذا عاد إلى معتكفه راحت الألسن تروى عنه، والعقول تتفهم مقالاته، وتزن كلماته، وتدرس إشاراته.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

وقفات مع شهر رمضان المحرم

(اللهم سلِّمنا لرمضان وسلِّم رمضان لنا وتسلَّمه منا متقبلا) وهلَّ علينا شهر الخير والبركات والمشاعر الجميلة، ليس منا من أحد، إلا وهذا الشهر الفضيل، يسكن فؤاده بذكرياته، وطاعاته، وطقوسه، التي ألفتها بيوت المسلمين في جميع أنحاء العالم، لكنني هنا سأتوقف عند البيوت السعودية، وكيف كانت تستقبل رمضان شوقاً، وتعيشه سروراً، وحين يرحل، تبكيه حباً، وتمنّي ألا يرحل!! رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، وهو من الأشهر المعظَّمة الحُرم، قال عنه الله عزَّ وجلَّ: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). شهر عظَّمه الله، وأنزل فيه القرآن على خير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وخصَّه الله بليلة مباركة خير من ألف شهر، هي ليلة القدر، ما قامها عبد مسلم إيماناً واحتساباً، إلا واستجاب الله دعاءه، وأعطاه ما يتمنَّى لدينه ودنياه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وحلت بركتها عليه، وقيل سميت بليلة القدر، لأن الآجال والأرزاق تُقدر فيها، وقيل أيضاً أنها سميت بذلك، لأن الملائكة تتنزّل فيها بالرحمة والمغفرة والبركة، هي ليلة ضمن عشر ليال، وفي الوتر منها، فهل يخسر أحد تحرِّيها، والاجتهاد في عشر ليال لنيلها، قال أحدهم: (لو كانت ليلة القدر بالسنة ليلة واحدة، لقمت السنة كاملة حتى أدركها )، لكنها من كرم الله وفسحته لنا، أنها في عشر ليال فقط ، علماً بأن رمضان شهر ذو نسمات لطيفة، وساعات خفيفة، وليالٍ مشرقة أنيسة، يخسر كثيراً من تهاون فيه، وجعل أيامه ولياليه تمرّ دون عناية واهتمام، ودون أن يبذل قصارى جهده في العبادة بلا كلل أو ملل.
اللهم وفقنا وأبنائنا وبناتنا والمسلمين أجمعين لحسن قيامه وصيامه، قال الرسول عليه الصلاة والسلام عن رمضان: ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم).
ومنذ عرفت نفسي، ورمضان شهر تميزه البيوت السعودية بلمّاتها العائلية، فإن لم يكونوا يجتمعون في سائر الأيام إلا رمضان تلتقي فيه العائلة على مائدة الإفطار، ويتبادل الجيران أنواع الطعام، وتتزَّين الحارات بالإضاءات، وبسفرة الإفطار في الطرقات لأهلها وللمارين وعابري السبيل، ويشارك الصغار في توزيع بعض المشروبات والأطعمة الرمضانية، وتضجّ المساجد بالمصلين، ومن أجمل الصور في تلك الأيام (المسحراتي)، والذي كان بصوت مميّز، وقرع على الطبل لازال في مسامعي، وهو ينادي للسحور، لأنه في تلك الأيام كان أقصى وقت للسهر لا يتعدى العاشرة مساءً، وكان الناس بحاجة لمن يوقظهم للسحور قبل موعد الفجر. ولم تكن تخلو البيوت من أمهات أو عمات أو سيدات البيت مسؤولات عن تجهيز السحور، والقيام بمهمة إيقاظ أفراد الأسرة كباراً وصغاراً، أتذكر في بيتنا كانت الجلسة على سفرة السحور من أمتع الجلسات مع الوالد والوالدة رحمهما الله وإخوتي وأخواتي حفظ الله الأحياء ورحم من مات، أتذكر صوت أمي وهي تنادي للسحور، أتذكر كيف كنا في رمضان نداوم حين كنا ندرس وحين لحقنا العمل لم يكن العمل أو الدراسة في رمضان صعبة عند الناس كما هي اليوم، ذلك لأن برنامج الناس كل الناس مع السهر، يكاد يكون معدوماً، إلا في مناسبات موسمية، كما المغريات التي تستنزف الأوقات معدومة، في رمضان كان الناس يتبادلون التهاني بحيوية، وكانت أجهزة الهاتف الأرضي، لاتقف بسماع صوت الأهل والأحباب والجيران، تهاني كلها حياة. اليوم للأسف معظم الناس لا وقت لديهم لاتصالات، أو رسائل بعبارات يكتبونها، أو صوتيات يسجلونها، لجأوا للملصقات وللنسخ واللصق، أجد ذلك لا يجدي مع المقربين لأنهم يستحقون أكثر فهي مناسبات محدودة .
مّا يثلج الصدر -ولله الحمد-، أن الناس بدأت تتغير نظرتهم للتعامل مع الشهر الكريم، فصار الغالبية يستغلونه للعبادة، ويبذلون جهداً لنيل بركته، والحرص على قيمته الدينية الكبيرة، وينهون كل احتياجاتهم قبل رمضان، ليتفرغوا للعبادة، لكن ومع هذا، لا زلنا بحاجة لوعي أكثر، يقضي على التزاحم الشديد، واللا معقول، في الأسواق ليلة رمضان، من أجل (مقاضي رمضان)، وكأن البيوت تخلو من كل شيء، وكأن الأسواق ستغلق أبوابها! مع أن رمضان شهر عبادات، وليس للموائد والولائم.
تقبلوا تهنئتي لكم أن يجعله رمضاناً متقبلاً مباركاً سعيداً على السعودية وقيادتها وأهلها، وعلى جميع المسلمين. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • مسلسل حكيم باشا الحلقة 3.. عين زوجة واصل الذهبي تتسبب في وفاة حفيد نوح
  • محمد بن راشد يعزي في وفاة عبد الله بن ضاحي العميمي
  • وفاة والد الجارحي.. ملخص أحداث مسلسل سيد الناس الحلقة الثانية
  • لماذا يصعق الناس من الشيخ عندما يضل الطريق؟!
  • سيد الناس الحلقة 3.. وفاة خالد الصاوي ووصية غريبة له
  • وقفات مع شهر رمضان المحرم
  • آراؤها المتشددة.. إلهام شاهين تكشف عن سبب خلافها مع الفنانة عبير الشرقاوي
  • الملك يعزي في وفاة محمد بنعيسى
  • حميد بن راشد يتقبل التعازي في وفاة الشيخ سعيد بن راشد النعيمي
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت