وفاة حفيد الشيخ الأمام أبو الوفاء الشرقاوي
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
توفي اليوم الأربعاء، الدكتور الطبيب محمد على أبوالوفاء الشرقاوي، حفيد حجة الإسلام الإمام أبوالوفاء الشرقاوي القطب الرباني و العالم الجليل والمناضل الجسور، عن عمر يناهز الـ 67 عاما، وقد نعت الأسرة الشرقاوية على لسان رائدها فضيلة الشيخ يحيي الشرقاوي قائلا: "رحم الله الدكتور محمد علي أبوالوفا الشرقاوي، وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب، فإنه كان ودودا واصلا لرحمه محبا للجميع أقام بجوار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مايقرب من ثلاثين عاما، عاملا بمهنة الطب، فاللهم اجعله ينعم بشفاعته، واغفر له ووسع مدخله وأنزله منازل الأولياء والصالحين، واسقه من عين آنية، اللهم صبرنا فإنه يعز علينا أن ننعيه ولكن هذه إرادة الله نسأل الله له الرحمة والمغفرة".
وكان الدكتور محمد علي أبوالوفاء الشرقاوي قد عمل بمهنة الطب، ثم اختار الإقامة والعمل فى المملكة العربية السعودية بالمستشفى الخاص بالمسجد النبوي الشريف لفترة تزيد عن الثلاثين عاما، وقد اعتاد على زيارة أهله وأحبابه في مصر باستمرا بمدينة نجع حمادي، بساحتهم المباركة العامرة بالعلم والكرم.
نبذة عن الشيخ أبو الوفاء الشرقاوي
وقد وصف مجمل شخصية الشيخ أبي الوفاء الشرقاوي إمامان جليلان هما:فضيلة الأستاذ الشيخ حسنين محمد مخلوف الذى جمعته بالشيخ أبى الوفاء صلة وثيقة، وعلاقة وطيدة دامت ما يناهز نصف قرن، وهو صاحب الفضل فى طبع ونشر تراث الشيخ أبى الوفاء، وتراث والده الشيخ أبى المعارف رضي الله عنه وأرضاه، والثانى هو فضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدنى عميد كلية الشريعة الأسبق، وأحد القامات الفقهية والفكرية الشامخة فى القرن العشرين.
قال الشيخ حسنين محمد مخلوف تغمده الله برحمته ورضوانه فى مقدمته التى صدّر بها شرحه لمدحة الشيخ أبى الوفاء النبوية المسماة(لمعة الأسرار فى مدح الحبيب المختار) كان رضى الله عنه دائم التفكير فيما يهم المسلمين، كثير الصمت، قليل الكلام، خافض الصوت إذا تحدث، عميق الفكر، ثاقب الرأى، بعيد النظر، كثير الاطلاع على القديم والحديث من المؤلفات. ملما بشئون الدنيا وتطورات الزمن، وعلاقات الدول بنا وأخبار الأمم، قوى الفراسة، قوى النفْس، قوى العزم، بعيد الهمة، جوادا كريما، عطوفا رحيما، وديعا متواضعا، لا يتحدث عن نفسه لا كثيرا ولا قليلا، ينزل الناس منازلهم، ويولى قاصديه من قلبه كل عطف ورعايه، وحنان وكرامه. وكم أوى إلى ساحته غرباء، وسعد فى كنفه بؤساء، واستظل بظله فقراء. وكان محبا للخلوة فى أيام وأشهر من سنين لا يسمح فيها لأحد بلقائه مهما قرب أو عظم، يطالع فيها ويتعبد، ويقرأ القرآن بتدبر وتمعن. ومما يؤْثَر عنه قوله:لكل من العزلة والاجتماع موطن يحسُن فيه ويُحمد.وكان القرآن إمامه، والسنة دليله، والرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه أسوته وحبيبه. وبالجملة قد كان رضى الله عنه أمة من الناس وحده، فى هذا العصر الذى لا عاصم فيه من أمر الله إلا من رحم.
وقال الشيخ محمد محمد المدنى لقد كان الشيخ أبو الوفاء قطبا ربانيا من أقطاب الدعوة إلى الله بالقدوة الصالحة والمثل العملى، ومفكرا من كبار ذوى العقول الثاقبة، والبصائر النيرة، والعلم الغزير الذى لم تفسده الفروض السقيمه، ولا المجادلات العقيمه، وإنما جلته الفطرة السليمة، والسليقة المستقيمة.
ذلكم هو الرجل البار التقى النقى، السيد أبوالوفا الشرقاوى، طيب الله ثراه، ورضى عنه وأرضاه.
عزف هذا الرجل الكبير عن الدنيا عزوف الزاهد فيها لا العاجز عنها، فقد كان يستطيع أن يكون من أعظم رجال المادة لو أراد، ولكنه آثر ما اختاره الله له:أن يكون روحا هاديا، قبل أن يكون جسما رائحا وغاديا، فعاش ما عاش معتكفا متفكرا، يرسل شعاعه إلى الناس من خلال وصاياه ونصائحه ودعوته، وما كان يبدو إلا فى الحين بعد الحين ليفعل خيرا، أو ينشر برا، أو يأمر بإصلاح بين الناس.
فكان الناس إذا رأوه استبشروا بطلعته، وتسابقوا إلى حضرته، واجتمعوا على حديثه يتلقفونه تلقفا، ويتزاحمون عليه تزاحما، كأن كل امرئ مهم يريده لنفسه فقط، حتى إذا عاد إلى معتكفه راحت الألسن تروى عنه، والعقول تتفهم مقالاته، وتزن كلماته، وتدرس إشاراته.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أستاذ بـ«الأزهر»: الأمانة من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الأمانة من أعظم القيم في الدين الإسلامي وأساسًا من أسس بناء المجتمع المسلم، موضحًا أن الهدف الأساسي من الدين الحنيف هو تحسين الأخلاق وتقويم سلوك الأفراد، استنادًا إلى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقيةوأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «مع الناس» المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»، مشيرًا إلى أنّ المسلم يجب أن يتحلى بأعلى درجات الأمانة في التعامل مع الآخرين، حتى وإن كان الشخص الآخر قد خان المسلم.
وأكد «تمام» أنّ الخيانة لها آثار سلبية كبيرة على الفرد والمجتمع والأمة ككل، مشيرًا إلى أنّ التحلي بالأمانة من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها المسلم ليبتعد عن الخيانة التي تضر بالمجتمع.
وأضاف أن الخيانة تترك آثارًا خطيرة على الجميع، ويجب على المسلمين تجنب الانخراط في هذه الممارسات بأي شكل من الأشكال.
خيانة الأمانةوتطرق «تمام» إلى ظاهرة خطيرة تنتشر في المجتمعات الحديثة، وهي خيانة الأمانة أو حتى «تخوين» الأشخاص الأمناء، مؤكدًا أن بعض الأفراد قد يستخفون بثقة الناس ويخونون الأمانة التي وُضعت فيهم: «نحن الآن نشهد للأسف انتقالًا من خيانة الأمانة إلى تخوين الأمناء».
كما ذكر حديثًا مهمًا للنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الظاهرة، إذ قال: «تأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين»، مشيرًا إلى الفساد الذي ينتج عن غياب الأمانة في المجتمع.
وناشد تمام جميع المشاهدين بضرورة تحري الدقة والبحث عن أهل الثقة والأمانة في كل المجالات، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات أو التشكيك في الثوابت دون دليل أو تبيين.