الهند.. سر العودة إلى «بهارات» والعنصرية ضد مسلمي القارة الهندية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
الهند أم بهارات؟ سؤال بات يتردد خلال اليومين الماضيين، واحتل صدارة مواقع التواصل الاجتماعي وتريند جوجل، فما هي قصة اسم الهند أولا، ولماذا تريد السلطات الهندية العودة إلى القديم؟ تابع التفاصيل.
الهندتغيير اسم الهند إلى بهارات.. ما القصةجدل كبير اشتعل في الهند ومعظم أنحاء العالم بعد أن استخدمت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي مصطلح "بهارات" في دعوة رسمية لحضور قمة مجموعة العشرين تم إرسالها نيابة عن الرئيسة.
ووصفت دعوة العشاء التي أُرسلت إلى الزعماء الأجانب الذين حضروا القمة رئيسة البلاد بأنها "رئيسة دولة بهارات".
"بهارات" هو اسم الهند باللغة الهندية
رحب العديد من الوزراء من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بهذه الخطوة، لكن زعماء المعارضة شككوا في غرضها.
وأعلنت وسائل ومواقع إعلامية خبر يفيد إعادة تسمية دولة الهند لتصبح معروفة بمسمى مختلف وهو بهارات، وبخصوص صحة هذا الخبر، فقد أفاد موقع «إنديا توداي» الهندي أن الأمر بالفعل قابل للطرح خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان الهندي المقرر عقدها في الفترة من 18 وحتى 22 سبتمبر الجاري 2023.
الهندلكن على الجانب الآخر، تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي جدل تغيير إسم الهند إلى بهارات من منظور آخر، حيث اعتبرها البعض عودة للعنصرية ضد المسلمين، حسبما كتب أحد الحسابات على موقع «x» تويتر سابقا
حيث قال صاحب الحساب، إن تغيير إسم " الهند " الى " بهارات " فيه دلالة على العودة بقوة إلى زمن الهندوسية، هذا إن لم يكن يحمل في طياته زيادة بلاء العنصرية ضد المسلمين والإسلام الذين ارتبط وجودهم في الهند في سلسلة معارك في بلاد «السند» شمال الهند ومنها ظهر تداول اسم الهند بعد هذا الاحتكاك بالمسلمين، فلا بأس منه ولكن الأمور قد تتعدى ممارسة تغيير اسم الى زيادة "شرعية" البطش بكل ما هو إرث هندي إسلامي.. ! بحسب قول صاحب الحساب
وفي تعليق آخر، اعتبر عبد الله الشايجي وهو بروفيسور حسب ما جاء في تعريفه على x إعتبر أن رئيس وزراء الهند تجاوز بتبديل اسم الهند إلى بهاراتيا، حيث إن الاسم القديم بهارات، هو الاسم السنسكريتي الهندوسي، فهو حسب قوله، يهمش الأقليات ويعمق التطرف الهندوسي، وهذه نهاية مفاخرة الهند، أنها أكبر ديمقراطية.
ومن خلال البحث عن الواقع السياسي الهندي، نكتشف لماذا تريد الهند العودة إلى اسم بهارات؟، فالاسم «بهارات» له جذور في اللغة السنسكريتية وهو أيضاً اسم ملك هذه المنطقة الشهير في العصور الوسطى.
وتشير الهند إلى منطقة السند، وهي حوض نهر السند العظيم، الذي يمتد على جزء كبير من باكستان الحديثة.
وخلال الحقبة الاستعمارية البريطانية، اعترض الكثير على اعتماد الهند البريطانية لكلمة "الهند" كاسم للدولة المستقلة حديثاً واقترح بدلاً من ذلك هندوستان أو بهارات.
ولطالما كره اليمين الهندي اسم "الهند"وفي الآونة الأخيرة، وصف أحد قادة حزب بهاراتيا جاناتا ذلك بأنه "إساءة" للبلاد.
ضغوط من أجل تغيير اسم الهند إلى بهاراتهذه التسمية الجديدة للقارة الهندية «بهارات » تدعمها عدة شخصيات بارزة في دولة الهند، وذلك مثل:
_ موهان بهاجوات وهو زعيم منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ، والذي سبق وأن حث الشعب على استخدام مصطلح «بهارات» بدلًا من «الهند»، مؤكدًا أن البلد عُرفت ببهارات منذ قرون، كما عبر عدد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند عن دعمهم تغيير اسم الهند الى بهارات.
كذلك كانت حكومة ناريندرا مودي «رئيس وزراء الهند»، قد عبرت مرارًا في الماضي عن رغبتها في تغيير اسم الهند إلى بهارات، وخلال الاحتفال في عام 2022 بيوم استقلال الهند، طلب (ناريندرا مودي) من مواطنيه أن يتعهدوا بعدة أمور عدة منها محو بقايا العبودية.
الهندلماذا الرغبة في بهارات اسم الهندبحسب الموقع الهندي «إنديا توداي»، فخلال جلسة البرلمان الهندي التي اختتمت مؤخرًا، طالب عدد من النواب بإزالة كلمة «الهند» من الدستور، وذلك بحجة أنها ترمز إلى العبودية الاستعمارية الذي تعرضت له البلاد، داعين لتعديل دستوري يستبدل مسمى الهند بكلمة بهارات.
الهندخطوات تغيير اسم الهند إلى بهاراتولتغيير اسم الهند إلى بهارات لابد من عدة خطوات فعلية، فتشير تكهنات بأنه قد يتم القيام بتقديم مشروع قانون تعديل دستور الوطن من أجل إحداث التغيير المنشود، وبحسب هذه التكهنات، فإن ذلك سيتم مع بدء الجلسة الخاصة للبرلمان الهندي في 18 سبتمبر الجاري.
للعلم، فإن جدول أعمال الجلسة لم ينشر حتى الآن، لكنه بحسب البعض لا يمكن استبعاد إمكانية صدور هذا القانون الذي سوف يؤدي إلى تغيير اسم الهند الى بهارات.
بالإضافة لما سبق، فقد أفادت وكالات الأنباء أمس الثلاثاء 05/ 09/ 2023 بأن حكومة رئيس الوزراء، قد قررت استبدال الهند باسم بهارات في دعوات العشاء المرسلة للضيوف الذين سيحضرون قمة مجموعة العشرين (G20) في هذا الأسبوع.
كما تمت الإشارة إلى الرئيسة الهندية على أنها «رئيسة بهارات» بدلًا من «رئيسة الهند» في الدعوة المرسلة للحاضرين في مجموعة العشرين، وتعكس هذه الخطوة بحسب المحللين جهود حزب رئيس الوزراء القومي الهندوسي لإزالة ما يعتبرها الأسماء التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، فبحسبهم قام المستعمر البريطاني بتغيير بهارات إلى الهند.
الهندجذور قديمة لتغير اسم الهندومن الجدير ذكره أن أصل كلمة بهارات تحمل جذورًا قديمة أي أنه الإسم القديم للبلاد، وقد تم استخدامها بالكتب المقدسة الهندية _أي التي يٌقدسها الهندوس بالهند_إشارة لشبه القارة الهندية، كما ارتبط هذا المسمى بالإمبراطور الأسطوري لديهم بهاراتا والذي ذُكر في الملاحم الهندوسية، وهذا وفقًا لموقع «تايمز أو إنديا».
كما تُعرف دولة India التي يتجاوز عدد سكانها الحالي 1.4 مليار نسمة رسميًا بموجب دستورها باسمين هما:
_الهند.
_بهارات.
لكن اسم الهند كما هو معروف هو الأكثر استخدامًا على الصعيدين المحلي والدولي.
الهندومن المتعارف عليه، أنه تم حكم المسلمين الهنود لقرون طويلة وظلو في تسامح مع الهندوس، إلا من بعض الأحداث التي حدثت، لكن هناك محاولات مكثفة من الحزب الهندوسي الحاكم للبلاد بمحو تاريخ المسلمين في البلاد بأي طريقة، ويُشكل المسلمون في البلاد 15% بحسب الإحصاء الرسمي، لكن عدة تقارير أخرى تقول أن النسبة أكبر من ذلك.
يٌذكر أن الحكومة الهندية أيضًا أزالت أسماء الأماكن الإسلامية التي فُرضت أثناء إمبراطورية المغول (حكامها مسلمين) والتي سبقت الحكم البريطاني، وهي خطوة بحسب منتقديها ترمز للرغبة في تأكيد سيادة الديانة الهندوسية ذات الغالبية بالهند.
اقرأ أيضاً«بهارات» الهند ليست الأولى.. دول غيرت أسماءها في كل القارات
بعد توقعات بتغيير اسم دولة الهند.. ماذا تعني كلمة بهارات وأصلها التاريخي؟
من الهند إلى بهارات.. القضاء في ورطة بسبب تعديل اسم الدولة في الدستور
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدستور الهند رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بهارات الهندوس الحقبة الاستعمارية البرلمان الهندي حزب بهاراتيا جاناتا تغییر اسم الهند إلى بهارات
إقرأ أيضاً:
تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
ليبيا – تقرير: أزمة الهجرة غير الشرعية ترتبط بالصراعات في إفريقيا وضعف الاستقرار الليبي
تناول تقرير تحليلي نشره موقع “مودرن ديبلوماسي” الإخباري الدولي تنامي أزمة الهجرة غير الشرعية وارتباطها بمأساة القارة الإفريقية المنسية والصراعات المستمرة في دول جنوب الصحراء الكبرى.
الهجرة من دول الصراع
أكد التقرير أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين يأتون من دول تعاني من الصراعات وانعدام الأمن، مثل جنوب السودان، النيجر، تشاد، الصومال، السودان، إثيوبيا، إريتريا، إفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية. هؤلاء يسلكون طريقهم عبر ليبيا إلى أوروبا، حيث تُعد البلاد بوابة عبور رئيسية.
وأشار التقرير إلى أن الهجرة لا تقتصر على إفريقيا فقط، بل تشمل مهاجرين من دول مثل اليمن، العراق، سوريا، وفلسطين الذين يعبرون الطريق الشرقي وصولاً إلى الأراضي الليبية أملاً في حياة أكثر أمانًا واستقرارًا في أوروبا.
ليبيا: بوابة الهجرة وأزمة الاستقرار
أوضح التقرير أن قرب ليبيا من دول مثل مصر، النيجر، وتشاد يجعلها نقطة جذب للهجرة غير الشرعية. وأشار إلى أن معالجة الوضع المتأزم في ليبيا، واستعادة الاستقرار فيها، يعد أمرًا جوهريًا لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تغذيها هشاشة البلاد وانقساماتها الداخلية.
دعوة لدور إفريقي أكبر
دعا التقرير الاتحاد الإفريقي وحكومات القارة إلى لعب دور فعال في إيجاد حل دائم للصراع الليبي، بدلًا من الاكتفاء بدور المتفرج، مؤكدًا أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة القارة بأكملها.
الاتجار بالبشر: ترتيب عالمي مقلق
بيّن التقرير أن ليبيا تحتل مراتب متقدمة عالميًا في مؤشر الجريمة المنظمة، حيث سجلت 8.5 من 10 نقاط في الاتجار بالبشر، متجاوزة دولًا مثل أفغانستان وإريتريا واليمن. ويعكس هذا الوضع ضعف التمكين المؤسسي في ليبيا لمواجهة الجريمة المنظمة ومعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية.
ترجمة المرصد – خاص