الهند أم بهارات؟ سؤال بات يتردد خلال اليومين الماضيين، واحتل صدارة مواقع التواصل الاجتماعي وتريند جوجل، فما هي قصة اسم الهند أولا، ولماذا تريد السلطات الهندية العودة إلى القديم؟ تابع التفاصيل.

الهندتغيير اسم الهند إلى بهارات.. ما القصة

جدل كبير اشتعل في الهند ومعظم أنحاء العالم بعد أن استخدمت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي مصطلح "بهارات" في دعوة رسمية لحضور قمة مجموعة العشرين تم إرسالها نيابة عن الرئيسة.

ووصفت دعوة العشاء التي أُرسلت إلى الزعماء الأجانب الذين حضروا القمة رئيسة البلاد بأنها "رئيسة دولة بهارات".

"بهارات" هو اسم الهند باللغة الهندية

رحب العديد من الوزراء من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بهذه الخطوة، لكن زعماء المعارضة شككوا في غرضها.

وأعلنت وسائل ومواقع إعلامية خبر يفيد إعادة تسمية دولة الهند لتصبح معروفة بمسمى مختلف وهو بهارات، وبخصوص صحة هذا الخبر، فقد أفاد موقع «إنديا توداي» الهندي أن الأمر بالفعل قابل للطرح خلال الجلسة الخاصة المقبلة للبرلمان الهندي المقرر عقدها في الفترة من 18 وحتى 22 سبتمبر الجاري 2023.

الهند

لكن على الجانب الآخر، تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي جدل تغيير إسم الهند إلى بهارات من منظور آخر، حيث اعتبرها البعض عودة للعنصرية ضد المسلمين، حسبما كتب أحد الحسابات على موقع «x» تويتر سابقا

حيث قال صاحب الحساب، إن تغيير إسم " الهند " الى " بهارات " فيه دلالة على العودة بقوة إلى زمن الهندوسية، هذا إن لم يكن يحمل في طياته زيادة بلاء العنصرية ضد المسلمين والإسلام الذين ارتبط وجودهم في الهند في سلسلة معارك في بلاد «السند» شمال الهند ومنها ظهر تداول اسم الهند بعد هذا الاحتكاك بالمسلمين، فلا بأس منه ولكن الأمور قد تتعدى ممارسة تغيير اسم الى زيادة "شرعية" البطش بكل ما هو إرث هندي إسلامي.. ! بحسب قول صاحب الحساب

وفي تعليق آخر، اعتبر عبد الله الشايجي وهو بروفيسور حسب ما جاء في تعريفه على x إعتبر أن رئيس وزراء الهند تجاوز بتبديل اسم الهند إلى بهاراتيا، حيث إن الاسم القديم بهارات، هو الاسم السنسكريتي الهندوسي، فهو حسب قوله، يهمش الأقليات ويعمق التطرف الهندوسي، وهذه نهاية مفاخرة الهند، أنها أكبر ديمقراطية.

ومن خلال البحث عن الواقع السياسي الهندي، نكتشف لماذا تريد الهند العودة إلى اسم بهارات؟، فالاسم «بهارات» له جذور في اللغة السنسكريتية وهو أيضاً اسم ملك هذه المنطقة الشهير في العصور الوسطى.

وتشير الهند إلى منطقة السند، وهي حوض نهر السند العظيم، الذي يمتد على جزء كبير من باكستان الحديثة.

وخلال الحقبة الاستعمارية البريطانية، اعترض الكثير على اعتماد الهند البريطانية لكلمة "الهند" كاسم للدولة المستقلة حديثاً واقترح بدلاً من ذلك هندوستان أو بهارات.

ولطالما كره اليمين الهندي اسم "الهند"وفي الآونة الأخيرة، وصف أحد قادة حزب بهاراتيا جاناتا ذلك بأنه "إساءة" للبلاد.

ضغوط من أجل تغيير اسم الهند إلى بهارات

هذه التسمية الجديدة للقارة الهندية «بهارات » تدعمها عدة شخصيات بارزة في دولة الهند، وذلك مثل:

_ موهان بهاجوات وهو زعيم منظمة راشتريا سوايامسيفاك سانغ، والذي سبق وأن حث الشعب على استخدام مصطلح «بهارات» بدلًا من «الهند»، مؤكدًا أن البلد عُرفت ببهارات منذ قرون، كما عبر عدد من قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند عن دعمهم تغيير اسم الهند الى بهارات.

كذلك كانت حكومة ناريندرا مودي «رئيس وزراء الهند»، قد عبرت مرارًا في الماضي عن رغبتها في تغيير اسم الهند إلى بهارات، وخلال الاحتفال في عام 2022 بيوم استقلال الهند، طلب (ناريندرا مودي) من مواطنيه أن يتعهدوا بعدة أمور عدة منها محو بقايا العبودية.

الهندلماذا الرغبة في بهارات اسم الهند

بحسب الموقع الهندي «إنديا توداي»، فخلال جلسة البرلمان الهندي التي اختتمت مؤخرًا، طالب عدد من النواب بإزالة كلمة «الهند» من الدستور، وذلك بحجة أنها ترمز إلى العبودية الاستعمارية الذي تعرضت له البلاد، داعين لتعديل دستوري يستبدل مسمى الهند بكلمة بهارات.

الهندخطوات تغيير اسم الهند إلى بهارات

ولتغيير اسم الهند إلى بهارات لابد من عدة خطوات فعلية، فتشير تكهنات بأنه قد يتم القيام بتقديم مشروع قانون تعديل دستور الوطن من أجل إحداث التغيير المنشود، وبحسب هذه التكهنات، فإن ذلك سيتم مع بدء الجلسة الخاصة للبرلمان الهندي في 18 سبتمبر الجاري.

للعلم، فإن جدول أعمال الجلسة لم ينشر حتى الآن، لكنه بحسب البعض لا يمكن استبعاد إمكانية صدور هذا القانون الذي سوف يؤدي إلى تغيير اسم الهند الى بهارات.

بالإضافة لما سبق، فقد أفادت وكالات الأنباء أمس الثلاثاء 05/ 09/ 2023 بأن حكومة رئيس الوزراء، قد قررت استبدال الهند باسم بهارات في دعوات العشاء المرسلة للضيوف الذين سيحضرون قمة مجموعة العشرين (G20) في هذا الأسبوع.

كما تمت الإشارة إلى الرئيسة الهندية على أنها «رئيسة بهارات» بدلًا من «رئيسة الهند» في الدعوة المرسلة للحاضرين في مجموعة العشرين، وتعكس هذه الخطوة بحسب المحللين جهود حزب رئيس الوزراء القومي الهندوسي لإزالة ما يعتبرها الأسماء التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، فبحسبهم قام المستعمر البريطاني بتغيير بهارات إلى الهند.

الهندجذور قديمة لتغير اسم الهند

ومن الجدير ذكره أن أصل كلمة بهارات تحمل جذورًا قديمة أي أنه الإسم القديم للبلاد، وقد تم استخدامها بالكتب المقدسة الهندية _أي التي يٌقدسها الهندوس بالهند_إشارة لشبه القارة الهندية، كما ارتبط هذا المسمى بالإمبراطور الأسطوري لديهم بهاراتا والذي ذُكر في الملاحم الهندوسية، وهذا وفقًا لموقع «تايمز أو إنديا».

كما تُعرف دولة India التي يتجاوز عدد سكانها الحالي 1.4 مليار نسمة رسميًا بموجب دستورها باسمين هما:

_الهند.

_بهارات.

لكن اسم الهند كما هو معروف هو الأكثر استخدامًا على الصعيدين المحلي والدولي.

الهند

ومن المتعارف عليه، أنه تم حكم المسلمين الهنود لقرون طويلة وظلو في تسامح مع الهندوس، إلا من بعض الأحداث التي حدثت، لكن هناك محاولات مكثفة من الحزب الهندوسي الحاكم للبلاد بمحو تاريخ المسلمين في البلاد بأي طريقة، ويُشكل المسلمون في البلاد 15% بحسب الإحصاء الرسمي، لكن عدة تقارير أخرى تقول أن النسبة أكبر من ذلك.

يٌذكر أن الحكومة الهندية أيضًا أزالت أسماء الأماكن الإسلامية التي فُرضت أثناء إمبراطورية المغول (حكامها مسلمين) والتي سبقت الحكم البريطاني، وهي خطوة بحسب منتقديها ترمز للرغبة في تأكيد سيادة الديانة الهندوسية ذات الغالبية بالهند.

اقرأ أيضاً«بهارات» الهند ليست الأولى.. دول غيرت أسماءها في كل القارات

بعد توقعات بتغيير اسم دولة الهند.. ماذا تعني كلمة بهارات وأصلها التاريخي؟

من الهند إلى بهارات.. القضاء في ورطة بسبب تعديل اسم الدولة في الدستور

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدستور الهند رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بهارات الهندوس الحقبة الاستعمارية البرلمان الهندي حزب بهاراتيا جاناتا تغییر اسم الهند إلى بهارات

إقرأ أيضاً:

استثمار أم صراع نفوذ؟.. الصين تضخ 440 مليار دولار في أفريقيا بحلول 2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جهود الصين في القارة لم تتخذ شكل التعاون الاقتصادي، أو الحصول على المواد الأولية فحسب، بل ردت الصين على الانتقادات الغربية لها ببناء 15 برلمانا في أفريقيا، كما شاركت في ترميم العديد من البرلمانات الأفريقية، وحسب دراسة "فريدريش ناومان" المؤسسة الألمانية، فإن ذلك دعم التواجد الصيني في القارة، كما عمق التواصل بينها وبين المؤسسات السياسية في أفريقيا، وهو تأكيد بأن الغرب يعمل على المنفعة من جانب واحد، بينما تعمل الصين على المنفعة من الجانبين، ولكن الأمر يكشف أن الصين تقوم بتكوين رأسمال سياسي، ومراعاة لمصالحها وتحقيق الأهداف التي تسعى إليها، وحسب الخبيرة الصينية مارينا رودياك التي ذكرت في الدراسة أن الدول الأفريقية تمتلك الكثير من الخبرات التي تجعلها تفرق بين الدور الصيني والغربي، فالصين تبني الطرق لهم وتساعدهم في البنية التحتية، بينما يقدم الغرب السلع التموينية للقارة.

نجحت الصين في العقود الماضية في التواجد الأفريقى من خلال الاستثمارات التي قدمتها لدول القارة، وانتشار الشركات الصينية، التي عملت على تحسين الحياة المعيشية للشعوب الأفريقية، وتحقيق النمو الاقتصادي للقارة.

وبحسب ما ذكرته جيهان عبدالسلام في دراسة بعنوان "العلاقات الاقتصادية الصينية الأفريقية" فإن التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا في تزايد مستمر، فرغم الصعوبات التي واجهت العالم في ظل أزمة كورونا وصلت قيمة التجارة لـ 187 مليار دولار عام 2020، وأكدت الصين أنه أفضل شريك تجاري للقارة على مدار 12 سنة متتالية، بينما قدمت المساعدات التنموية الضخمة، والقروض التي أُغرقت فيها كثيرا من دول القارة، وتواجد الصين في المشروعات العملاقة مثل مناجم الحديد، ووجود منتدى التعاون الصيني الأفريقي، وتدشين مجمعات صينية بالإضافة لمبادرة الحزام والطريق وتسعى الصين أن تصل بتجارتها إلى 440 مليار دولار وذلك بحلول عام 2025.

 

مقالات مشابهة

  • لافروف: روسيا مستعدة لإيجاد توازن في المصالح لحل الأزمة الأوكرانية
  • الخارجية الهندية تستدعي سفير أوكرانيا بعد تصريحات زيلينسكي
  • إسرائيل تعتقل 3 مواطنين للاشتباه بقيامهم بأنشطة أمنية لصالح إيران
  • صادرات روسيا إلى الهند تبلغ مستوى تاريخيا ودولة عربية من كبار مشتري البضائع الهندية
  • مركز بحثي: إيران تهدد المصالح الإسرائيلية في قارة أفريقيا
  • شباب يد الصالات يتخطى عقبة الهند في كأس آسيا بالأردن
  • كيف وثق مصور فوتوغرافي هندي دبي منذ عام 1965؟
  • استثمار أم صراع نفوذ؟.. الصين تضخ 440 مليار دولار في أفريقيا بحلول 2025
  • الجيش الهندي يقتل ثلاثة متمردين في كشمير
  • وزير الخارجية: نعمل على تعزيز شراكات مصر الاقتصادية والتجارية في القارة الآسيوية