«مخاطر الغلو في الدين» محاضرة جديدة لخريجي الأزهر بالملتقى الثقافي بالمحلة الكبرى
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر فرع الغربية بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة محاضرة جديدة بالمحور الثالث لبرتوكول التعاون، نحو إرساء الفهم الوسطى للإسلام حول مخاطر الغلو في الدين، في إطار المنهجية الوسطية للأزهر الشريف، وما تناوله كتاب فضيلة الإمام الأكبر (القول الطيب) والذي يسعى إلى تحقيق الوسطية في الفكر والحياة والتعامل الحياتي بين الناس لأعنف ولا غلو وفق المبدأ القرآني العظيم "كنتم خير أمة أخرجت للناس".
ويأتي الملتقى برعاية الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية، والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية الشريعة بالمحلة والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز، والمهندس إبراهيم الجندي رئيس القطاع الدعوى وحاضر فيها الدكتور مجدي عبد الغفار حبيب أستاذا ورئيس قسم الدعوة بكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر الشريف، بحضور محمد عبد الرحمن المدير التنفيذي للجمعية، منصور مبارك منسق الجمعية الشرعية المتلقي الثقافي
وأكد "د.مجدي حبيب" أن الإسلام دين التوسٌّط والاعتدال، فهو يحارب الغلو بشتى وسائله، فالإسلام يأمر المسلم بالعدل والاستقامة، والأمر بالشيء نهي عن ضده، فالأمر بالعدل نهي عن الظلم والجور، والأمر بالاستقامة نهي عن الميل والإنحراف قال تعالى -: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر.. .) وقال سبحانه -: (اعدلوا هو أقرب للتقوى) ونهي عن الغلو في قوله تعالى: (يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)، و حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بقوله:"إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم".
كما أن الإسلام يحذِّر المسلمين من التعدِّي على حدود الله في أوامره ونواهيه، كما جاء في قوله - تعالى -: (تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) فالواجب على كل مسلم أن يكون وقَّافاً عند حدود الله بلا زيادة ولا نقصان، ، فهو دين السماحة واليسر والسهولة، ورسولنا محمد - صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت بالحنيفية السمحة) " فالله قد رفع الحرج عن هذه الأمة (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وقال - جل شأنه -: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، وقد قال - صلى الله عليه وسلم-: (إن هذا الدين يسر ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه) "، وما خيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وفي جانب الدعوة إلى الله يتجلَّى مبدأ اليسر والسماحة، كما قال - تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الغربية المحلة الكبرى خريجي الأزهر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الملتقى الثقافي صلى الله علیه وسلم حدود الله
إقرأ أيضاً:
حكم صبر الإنسان عند الإبتلاء بالفقر أو الغنى
الغنى والفقر.. أوضحت دار الإفتاء المصرية أن المكلف إذا التمس أسباب الرزق، فإمَّا أن يحصل له الغنى أو يُقدَّر له الفقر، فإن أصابه الغنى استوجب ذلك الشكر؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].
حكم الغنى والفقريقول الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (19/ 67، ط. دار إحياء التراث العربي): [الاستقراء دلَّ على أنَّ من كان اشتغاله بشكر نعم الله أكثر، كان وصول نعم الله إليه أكثر، وبالجملة فالشكر إنَّما حَسُن موقعه؛ لأنَّه اشتغال بمعرفة المعبود، وكل مقام حرَّك العبد من عالم الغرور إلى عالم القدس؛ فهو المقام الشريف العالي الذي يوجب السعادة في الدين والدنيا] اهـ.
وقال تعالى مثنيًا على نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: 121].
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فقال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» أخرجه أبو داود في "سننه".
الغنى والفقر
وقالت الإفتاء إنْ طلب المكلَّف أسباب الرزق والغنى فقدَّر الله له الفقر؛ صار الصبر له مطلوبًا، والرضا بقضاء الله فيه عين العبادة، فقد قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155].
قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 185، ط. دار ابن كثير): [عن ابن عباس في قوله: ﴿ولنبلونكم﴾ الآية، قال: أخبر الله المؤمنين أنَّ الدنيا دار بلاء وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر وبشرَّهم، فقال: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، وأخبر أنَّ المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة؛ كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى] اهـ.
وعن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» أخرجه مسلم.
فالفقر والغنى ابتلاءان، أحدهما: ابتلاء بقلة النعمة، والآخر: ابتلاء بكثرتها؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]. والفقر يستوجب الصبر، والغنى يستوجب الشكر.
يقول الإمام الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" (18/ 439، ط. مؤسسة الرسالة): [ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة والعافية؛ فنفتنكم به] اهـ.
كما أن الله تعالى قد أوضح هذه الحقيقة جلية في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: 15-20].