قصائد محلّقة بفضاءات الحنين في «بيت الشعر»
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلة سفارة الدولة في أثينا تدعو مواطني الدولة إلى ضرورة توخي الحذر بسبب إعصار"دانيال" عادل صقر يكتب التاريخ بـ «المحطة 13» في ملاعب الإماراتضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 5 سبتمبر 2023، حضرها جمهور حاشد، وشارك فيها الشعراء: يوسف الحمود، ودانة أبو محمود، وسعيد المنصوري، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير بيت الشعر.
وقدم الأمسية الشاعر رجب السيد الذي تحدث عن تجربة بيت الشعر في تحقيق إنجازات ملموسة في المشهد الثقافي كونه إحدى الوسائل في الاختيارات الناجحة للأسماء الشعرية المجنّحة، فقد أصبح البيت منجماً خلاقاً لاستقطاب نماذج عالية من المبدعين، فأمسياته تؤكد أن الشعر لا يمكن أن يموت في ظل حفاوة جمهور الشعر الذين يتناموْن بغزارة في كل أمسية، فضلاً عن الحضور الكثيف لنقاد الشعر والأدب والعديد من المثقفين والأساتذة الأكاديميين، في ظل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي كرست مبادراته الثقافية لاستصفاء التجارب الشعرية والاحتفاء بنماذجها المتفردة في الحياة الإبداعية.
وقدم الشعراء خلال الأمسية قصائد محلقة في الحب والعتاب والحنين بإيقاعات متدفقة، ومشاهد متجسدة تلتقط بعفوية مشاعر الفقد والحنين وفلسفة الحياة وتذكر الماضي وتكريس الحاضر بصور لافتة، فالتحمت كلماتهم بذائقة الجمهور. وقد استحضر الشعراء قدراتهم الإبداعية في تغذية وجدان المتلقي بتنوع ثقافاتهم واتساع مستويات اللغة الشعرية لديهم.
وافتتح الأمسية الشاعر يوسف الحمود الذي قرأ قصيدة «أوكسجين الشعر» التي تعبر عن معاناته في عالمه الشعري وهو يغترف من منبعه الصافي كلمات تنتزع من داخله شعوره الذي يرسمه على وهج القصيدة ببهاء.
ثم ألقى نصاً آخر بعنوان «عن سفور القصيدة» يسفر فيه عن أحلامه بطريقة دلالية، فهو يحيك صورة فلسفية لما يتبدى في القلب من رؤى، وللأحلام التي تزهر معه في صباح الأمنيات:
الحييّاتُ من بنات خيالي
الغنيّاتُ عن حُلىً ولآلي
هُنَّ أودعنني سكينة روحي
وبهنَّ استنار ليل ابتهالي
صديَ القلب والمشارب شتى
قال: لا تلتمس دوام الحال
وافتتحت الشاعرة دانة أبومحمود قراءاتها بأبياتٍ تجلت فيها محبتها للوطن، ومناجاتها له بحرفٍ يقطر عطر شوق ووفاء، وبإلقاء جسّد هذا الحب، فقرأت قصيدة حملت عنوان «تقاسيم على كمنجةِ الفقدان» توظف فيها لغتها بطريقة دقيقة في وصف مشاعر الحزن بتلقائية، وتمثيل قوي لمعاناتها الذاتية وهي تكاشف النفس بالأسى والأسف، فتقول:
هل ينفعُ الوصفُ حُزناً ليس يتّصفُ؟!
يا غصّةَ «الياءِ» خانتْ عهدَها «الألفُ»
مالي وللحَرْفِ.. ما قوَّمْتُ منطقَهُ
إلّا تساءلَ سرّاً.. كيف ينحرفُ؟
صمتٌ تعوذُ به الآلامُ أجمعُها
من أن تُكاشِفَ بي ما ليس ينكشفُ
واختتم الأمسية الشاعر سعيد المنصوري بقصيدة حملت عنوان «في مدح القائد» وعطر بها أجواء المشهد الشعري، حيث ذكر فيها بعذوبة وجمال شمائل صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ووصفه بأسلوب بليغ تعبيراً عن المحبة لسموّه، الذي يدين له الشعراء بالفضل.
ثم قرأ من قصيدة «فَاتَ الأَوَان» التي تبرز تركيزه على كشف مساره المتغير وهو يخاطب أنثى بحقيقة مرة، تمثل له الواقع بكل اعترافاته الذاتية التي لا مواربة فيها:
فَاتَ الأَوَانُ فَلَوْ سَمَحْتِ تَقَبَّلِي
طَعْمَ الصَّرَاحَةِ مَرَّةً... فَاتَ الأَوَانْ
عَيْنَاكِ غَائِمَتَانِ يَهْطِلُ مِنْهُمَا
مَطَرٌ يُبَشِّرُ بِالسَّلامِ وَبِالأَمَانْ
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بيت الشعر الشارقة الإمارات منتدى الثلاثاء بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
الاحتفاء بلغة الضاد في حفل «قصائد مغناة» بمؤسسة العويس
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مهرجان للكتاب واحتفاء بالتراث.. يسقي الظفرة ويرويها فرشاة «جيروم بوش».. تجاوز حدود الخيالعلى امتداد تسعين دقيقة، صدحت مساء الجمعة 13 ديسمبر، في أرجاء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، أصوات شبابية غنت قصائد عربية مشهورة من التراث الموسيقي العربي، وسط حضور طغى عليه العنصر الشاب، حيث رددوا مع فرقة «رحالة» كلمات الأغنيات التي يعرفونها جيداً وتعيش في وجدانهم. حمل الحفل اسم «قصائد مغناة» احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الـ18 ديسمبر من كل عام، قدمها كل من: حلا طراد ورند نداف وليث أتاسي وعلي الشيخ، ورافقهم موسيقياً العازفون (حسان نادر ونارام راشد ومحمد قبلاوي على الكمان، وباسم الجابر/ كونترباص، ومحمد صادق/ تشيلو، والهادي جبريل/ بيانو، وعلي العبد الله/ قانون، ووسام العلي/ عود، وأمجد جرماني/ ناي، وإسكندر بدر وعفيف دهبر/ إيقاع).
واستعادت الفرقة الشابة نخبة من القصائد العربية لكبار الشعراء تعيش في الذاكرة، وأعادت إلى الأذهان أغاني مشهورة، مثل: أغداً ألقاك، وهذه ليلتي لأم كثوم، وجارة الوادي ومضناك لمحمد عبدالوهاب، وزهرة المدائن وأعطني الناي لفيروز، فضلاً عن موشحات وأندلسيات وأغنيات عالقة في الذاكرة.
وفي ختام الحفل، قدمت الدكتورة فاطمة الصايغ، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، درع العويس التذكارية لفرقة «رحالة» وشكرتهم على مثابرتهم لإحياء لغة الضاد، وتعزيز الهوية الثقافية، وجعل الفن وسيلة لإبراز التراث، وتمنت لهم التوفيق والمزيد من النجاح.