يشهد العالم طفرة سكانية وزيادة مستمرة فى معدلات النمو السكانى، لا سيما فى الدول النامية التى تجاهد حكوماتها لتدبير وإدارة الموارد المتاحة لديها لسد احتياجات مواطنيها من الغذاء والمسكن وخلق فرص العمل وتقليل معدلات الفقر والبطالة وتحسين مستويات المعيشة والخدمات العامة، وفى خِضم هذا التحدى برزت نماذج لبعض الدول التى تحاول استغلال الموارد البشرية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعد تجربة الصين من أبرز تجارب الدول الناجحة فى مواجهة الزيادة السكانية، حيث أجرت بكين أول تعداد سكانى عام 1953، ورأت أن الزيادة أصبحت مشكلة أمام أى محاولة للتقدم الاقتصادى، نظراً للنمو السريع لعدد السكان مقارنة بالنمو الاقتصادى، ومن هنا تأكد لها أن التنمية الاقتصادية وحدها لن تكفى لتحقيق التقدم وأن حل المشكلة السكانية أمرٌ لا بد منه.

بدأت الصين تجربتها بإصدار الحكومة تعليمات لوزير الصحة، تدعوه إلى مساعدة الشعب بشأن تحديد النسل، لتكثيف حملات الدعاية لوسائل منع الحمل، ومثّل العام 1956 نقطة تحول فارقة فى مستقبل الجمهورية، إذ أعلن الاتحاد الديمقراطى للنساء الصينيات إطلاق حملة واسعة لتحديد النسل.

وطبّقت هذه السياسة بصورة تجريبية فى الريف الصينى، الذى يضم 900 مليون من السكان، حيث يؤمن أهله بمفهوم «تربية الأولاد لرعاية المسنين»، وفى بداية تطبيق سياسة تنظيم الأسرة، كان أكبر عائق هو امتعاض الفلاحين، ما دفع بعض وحدات تنظيم الأسرة إلى تطبيق الغرامة على الأسر التى تخالف سياسة تنظيم الأسرة، ونجحت الصين فى تلك الخطة ولم تعد الظاهرة موجودة اليوم، حيث تغيرت مفاهيم الإنجاب لدى سكان الريف بعد احتكاكهم بحياة قاطنى المدن، ومع ارتفاع مستوى التحول الحضرى للأرياف، كما بدأ المزارعون يدركون العبء الكبير الناجم عن تكاليف تعليم الأبناء، ولهذا قرر المزيد من شباب الفلاحين إنجاب طفل واحد اختيارياً.

حديد النسل خلق نهضة اقتصادية فى «بكين» وقضى على البطالة فى «كوالالمبور»

وفى ماليزيا، لم تختلف التجربة كثيراً عن الصين، حيث عملت الحكومة على عدة محاور للتوعية بخطورة الزيادة السكانية، كان أهمها توجيه الإعلام وشنّ الحملات للتوعية أحيانا والترهيب أحياناً، كما وضعت قانوناً صارماً وملزماً للحد من النمو السكانى، ووفرت الرعاية الصحية للأم والطفل للوصول إلى صحة جنسية وإنجابية، كما قضت على الفقر والبطالة باستخدام سياسة الدمج الاجتماعى. وفى سنغافورة، وجدت الدولة نفسها بعد خروجها من الاتحاد الماليزى، غارقة فى مشكلات اجتماعية واقتصادية كثيرة، علاوة على البطالة وتدنى مستوى التعليم والإسكان غير اللائق، وانعدام الموارد الطبيعية وصغر المساحة، فعمدت إلى تطبيق برنامج وطنى لتغيير سلوك الشعب ومن ضمنه قوانين تحديد النسل.

وخلال ستينات القرن الماضى، طبقت حكومة فيتنام سياسة صارمة للنمو السكانى مشددة على ضرورة الحدّ من الإنجاب ليقتصر على طفل أو طفلين فقط، ويتم إدارة برامج تحديد النسل فى فيتنام تحت إشراف المكتب العام للسكان وتنظيم الأسرة، وفى عام 2008 شددت عقوبات التهاون فى تنظيم الأسرة بحرمان موظفى الحكومة الذين ينجبون طفلاً ثالثاً من زيادة الراتب والترقى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المجتمع المدني المؤسسات الدينية الزيادة السكانية الأمن القومي البرلمان تنظیم الأسرة

إقرأ أيضاً:

عراقجي لترامب: ليس لأميركا الحق في إملاء سياسة إيران الخارجية

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "الولايات المتحدة ليس لديها أي سلطة في إملاء السياسة الخارجية الإيرانية وإن ذلك العصر انتهى منذ عام 1979".

وجاء ذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران إلى وقف دعم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن "فورا".

وكتب عراقجي على منصة إكس "الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".

وأضاف عراقجي أن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن انخدع العام الماضي بتسليم مبلغ 23 مليار دولار لنظام إبادة جماعية قتل أكثر من 60 ألف فلسطيني في قطاع غزة، والعالم يحمّل أميركا المسؤولية الكاملة.

وطالب الوزير الإيراني الولايات المتحدة بوقف دعمها للإبادة الجماعية والإرهاب الإسرائيلي ووقف قتل الشعب اليمني، حسب تعبيره.

هجوم أميركي

وقبل ساعات، شن الجيش الأميركي بأمر من ترامب، ضربات في اليمن تستهدف الحوثيين المدعومين من طهران، والذين يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد بينها صنعاء. وأسفرت الضربات عن مقتل 31 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وقال ترامب إن "واشنطن أطلقت عملا عسكريا حاسما وقويا ضد الحوثيين"، متوعدا باستخدام "القوة المميتة الساحقة حتى تحقق هدفنا". كما طالب إيران بأن "توقف فورا" دعمها "للإرهابيين الحوثيين".

إعلان

ومساء الأربعاء الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استئناف عملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن لحظر حركة الملاحة الإسرائيلية بسبب عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

و"تضامنا مع غزة" بمواجهة هذه حرب الإبادة الإسرائيلية، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات.

كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن توقفها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، أعاد ترامب العمل بسياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها حيال إيران خلال ولايته الأولى، لكنه تحدث في الوقت ذاته عن السعي لاتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بدلا من اتفاق 2015 الذي سحب بلاده منه بشكل أحادي في 2018.

وأكد مسؤولون إيرانيون أن طهران لن تفاوض واشنطن في ظل "الضغوط القصوى".

مقالات مشابهة

  • اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا في خفافيش البرازيل
  • عراقجي لترامب: ليس لأميركا الحق في إملاء سياسة إيران الخارجية
  • أمير طعيمة: موكب المومياوات من أهم تجارب حياتي والحفل كان عالميا
  • دراسة: الحنين إلى الماضي مهم للصحة النفسية
  • إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي
  • سياسة ترامب.. مفترق طرق بين سقوط أميركا أو سقوطه
  • مفاجأة بعد 5 سنوات.. هذه الدول لم تعلن الحظر خلال كورونا وحققت تجارب ناجحة
  • طارق محروس: المباريات الودية مجرد تجارب إعداد للمنتخبات
  • "البطاقة الذهبية" الأميركية.. خطوة جريئة في سياسة الهجرة
  • إسرائيل تواصل سياسة التجويع ومقترح أمريكي محدث بشأن المفاوضات