خبراء: مخصصات الخدمات تضاعفت عشرات المرات منذ 2014 لمواجهة آثار الزيادة السكانية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكد عدد من خبراء الاقتصاد أن الزيادة السكانية تمثل عبئاً كبيراً على الدولة، وتثقل الموازنة العامة، كما تثقل كاهل المواطن، وتمثل عبئاً على التنمية، لافتين إلى أن التعداد السكانى زاد نحو 25 مليون نسمة فى آخر 10 سنوات، وهذا الرقم يمثل ضغطاً شديداً على موارد الدولة ويحد من جهودها للتنمية.
وقال الدكتور عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن الزيادة السكانية تؤثر بشكل مباشر على نفقات الدولة فى الخدمات مثل الصحة والتعليم، وتؤدى إلى انتشار ظاهرة البطالة، وعلى دخل المواطنين، فكلما زاد السكان قلت متوسطات الدخل، كما أنها تحد من شعور الناس بآثار التنمية الاقتصادية، وتؤدى إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات والوحدات السكنية.
وأضاف «السيد» فى تصريحات لـ«الوطن»: «الزيادة السكانية تلتهم متوسطات الدخل، والموارد كما تلتهم ثمار عملية التنمية، وتخلق فجوة كبيرة بين الطلب على خدمات الصحة والتعليم والتشغيل، والمتاح منها، ونفس الأمر بالنسبة للطلب على الغذاء والمياه، ما يجعل الدولة مضطرة لاستيراد كميات هائلة من الموارد الغذائية الأساسية كالقمح واللحوم والزيوت بسبب الكثافة السكانية، رغم جهود استصلاح الأراضى وتطوير الزراعة والرى».
وأشار «السيد» إلى أنه وفقاً لوزارة التخطيط، فقد بلغ إنفاق الدولة على الاستثمارات بالتعليم فى آخر 10 سنوات التى شهدت ميلاد 25 مليون نسمة، 9 أضعاف ما كانت تنفقه فى 2014- 2015، فى صورة إنشاء فصول ومدارس جديدة، وبنية تحتية معلوماتية وتدريب وتطوير لمنظومة التعليم، ومع ذلك لم تنته مشكلة الكثافة العالية فى الفصول الدراسية التى وصلت إلى 48 طفلاً فى الفصل، وتم إنفاق 15 مليار جنيه للحفاظ على متوسط كثافتها عند هذا الحد، وكما تضاعف الإنفاق على التعليم، تضاعف الإنفاق على الصحة 13 ضعفاً خلال الـ10 سنوات.
وأوضح «السيد» أن الزيادة السكانية تزيد من معدلات البطالة والفقر، لا سيما أن الدولة لا تستطيع توفير فرص العمل المطلوبة والمتزايدة سنوياًّ، حيث إن سوق العمل فى مصر يدخل إليه سنوياً من 750 ألفاً إلى 800 ألف من الأيدى العاملة فى سن العمل. وتوفير فرصة العمل الواحدة يحتاج لـ200 ألف جنيه، فهذا يعنى أن الدولة تحتاج لاستثمارات محلية أو أجنبية تزيد على 160 مليار جنيه سنوياً، كما أن زيادة السكان تمثل وسيلة للضغط على خدمات الدولة التعليم والصحة ووسائل المواصلات وبالتالى تتفشى ظاهرة تكدس الفصول الدراسية وعدم تقديم خدمات صحية جيدة خاصة مع نقص إمكانيات الدولة.
من جانبه، قال حسام عيد، الخبير الاقتصادى، إنّ الزيادة السكانية من أهم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة باعتبارها من أخطر العوامل التى تؤثر سلباً على مؤشرات الاقتصاد القومى وعمليات التنمية، فكلما ارتفع معدل الزيادة السكانية زادت التحديات الاقتصادية والتهمت التنمية وأصبح الاقتصاد القومى فى حاجة إلى تحقيق معدلات نمو أسرع وأكبر من المعدلات الطبيعية، ويجب التحكم فى معدلات النمو السكانى، حتى تتحسن حياة المواطن المصرى بشكل عام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجتمع المدني المؤسسات الدينية الزيادة السكانية الأمن القومي البرلمان
إقرأ أيضاً:
العلمانية والتضليل باسم الدين
الرأي اليوم
العلمانية والتضليل باسم الدين
صلاح جلال
(١)
أريد أن أقول شهادة صادقة مع نفسى وبنى وطنى حول جدل الدين والعلمانية الذى ترفعه مجموعات كقميص عثمان من أجل السلطة وسلاح للتعبئة ومواجهة الخصوم السياسيين ، أنا أعيش فى بلد علمانية منذ ما يقارب الربع قرن من الزمان أعتقد أن النظام العلمانى القائم فيها أكثر عدالة وكرامة وشفافية وأخلاقية فى الحكم النزيه ومحاربة الفساد ، من كل الدول الإسلامية التى أعرفها وعشت فيها .
(٢)
نظام علمانى لاقيود فيه على حرية الإعتقاد ولا حرية العبادة وطلاقة كاملة فى الحريات العامة والحقوق المدنية وحكم دولة القانون وتساوى الفرص ، يمكنك مقاضاة أى شخص داخل الدولة مهما كان منصبه أو موقعه أو حجم ثروته .
(٣)
من تجربتى الشخصية المذكورة فى ظل نظام دولة علمانية أشهد أن نظام الدولة العلمانية القائم حيث أعيش أقرب لمصالح العباد من أى خيار آخر
البعض سيأتى للمتاجرة بالدين والإستعراض المضلل للقرآن الكريم
الذى يستدلون به فى الحدود وغيرها من الأحكام المحدودة فى القران ، ويغفلون المعاملات كلها فهى أساس الدين والتدين التى تقوم على العدالة والمساواة وحكم القانون وتجريم الفساد ومحاربة المفسدين .
(٤)
القانون فى الدولة العلمانية لايقوم من فراغ إنما يقوم على تراث وتقاليد وقيم المجتمع من خلال برلمان منتخب يعبر عن إرادة الناس ورغبتهم وأعرافهم وتقاليدهم
نحن لانريد دولة لرجال الدين يحتكرون السلطة لننتظر نحن الفتوى فى قضايا لايفقهونها كما قال الرئيس الماليزى مهاتير محمد ، ولانريد دولة لتقنين العربدة والمجون والإنفلات عن القيم العامة والأخلاق السوية للإنسان ، نتطلع لتأسيس دولة للعلماء فى الزراعة والهندسة والإقتصاد والكمبيوتر وغيرها من العلوم المدنية والمعارف الإنسانية ، نتطلع لدولة مدنية لا يتوقف الحكم عليها بعنوان دستورها إسلامى أو علماني.
دولة تقوم على دستور وظيفى مهمته الرئيسية مكافحة الجهل والفقر والمرض وتحقيق النهضة والحياة الإنسانية لتوفير العمل الحلال وتساوى الفرص وتحقيق التعليم للجميع والسكن اللائق ولقمة العيش الضرورية والمشافى للعلاج ، كل هذه الحقوق على قدم المساواة بين مواطنيها لايحرمهم من حق دينهم أو عرقهم أو جهتهم ، لابد من وقف المزايدة بإسم الدين التى إنطلقت من منتصف الستينات إلى اليوم لا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت بل صار الدين من أدوات الهيمنة والصراع حول السلطة والثروة يرفع للمخاتلة المصحف الشريف ، حتى أصبح حوار الدين والدولة حوار ملغوم قابل للإنفجار بين التكفير والتقديس .
(٥)
ختامه
أصحاب المصلحة فى تغبيش الوعى وتزييف الدين سيشرعون كافة أدواتهم الصدئة ويتحسسون مدافع المنجنيق تحت شعار من يحادون الله ورسولة ، نقول لهم نحن نعتز بأننا مسلمون نصوم ونصلى ونؤدى الزكاة ونحج ما إستطعنا إليه سبيلا ونشهد أن الله واحد ومحمد خاتم الأنبياء ولكننا نرى مناقشة شئون الدنيا تحت مدفعية التدين الزائف مكيدة للهيمنة وليست إعلاء لشأن الدين من طرف المتطرفين وتجار الدين ، يسعون لإستغلال مشاعر البسطاء ومحدودية معرفتهم بالدين وجهلهم بالدولة لتعبئتهم بالشعارات لتحويلهم لقنابل موقوته ضد الحياة والمستقبل وإقناعهم بأن الدولة هى وسيلتهم لدخول الجنة والتعبد بها، وهم من تجاربهم يستغلونها لمصالحهم الخاصة لنهبهم ، كما قال أحد القساوسة الأفارقة ومعهم الرهبان يرفعون الإنجيل فتنصرنا وأدخلونا الكنائس وتفرغوا لنهب خيراتنا ، لا نريد ان يتكرر هذا المشهد بإسم الإسلام.
الوسومالدين السودان العلمانية