أستاذ اجتماع: الدراما لها نصيب في التوعية ونحتاج لمناقشة القضية السكانية بخطاب بسيط (حوار)
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية - جامعة عين شمس، أن الزيادة السكانية أزمة ممتدة فى تاريخ مصر الطويل، لا سيما مع وجود عادات وتقاليد وموروثات قديمة ما زالت شريحة كبيرة تؤمن بها، متعلقة بـ«العزوة والسند»، ما أسهم بشكل كبير فى زيادة معدلات الإنجاب، التى أثرت بالضرورة على مسار التنمية، منوهةً بأهمية دور الدراما وبرامج المرأة فى الإعلام بإنتاج مسلسلات تناقش أزمة الزيادة السكانية، معتمدة على سيناريو وحوار مدروسين، واعتماد لغة بسيطة فى مخاطبة الجمهور.
وشددت «سامية»، فى حوارها لـ«الوطن»، على ضرورة توجيه حملات لتوعية الأمهات والسيدات بمخاطر الزيادة السكانية، وخطورة كثرة الإنجاب على صحة الأم، مشيرة إلى أن الاهتمام بدور وحدات طب الأسرة خطوة مهمة جداً لتوفير وسائل تنظيم الأسرة، وكذلك اختيار الرائدات الريفيات القادرات على الإقناع، وإعدادهن بتدريبات جيدة حتى يستطعن مخاطبة السيدات بالمنطق والعقل، لافتة إلى إمكانية الاستعانة بالتجارب الناجحة للدول الأخرى، لكن فى حدود تجربتنا الأساسية، ومراعاة كل الجوانب اقتصادياً واجتماعياً وتاريخياً.
نريد وصفاً واضحاً لماهية أزمة الزيادة السكانية فى مصر وارتفاع معدلات الإنجاب.
- الزيادة السكانية أزمة ممتدة لعقود طويلة فى مصر، وترتبط بثقافة وموروث قديم يشجع على كثرة الإنجاب ليحصل الوالدان على العزوة أو السند كما يقال، وكل ذلك تسبب فى تضخم أعداد السكان، الذى يؤثر بدوره على مسار التنمية فى أى دولة وليس مصر فقط، فهذه العادات والتقاليد المتوارثة من الأجيال القديمة ما زالت شريحة كبيرة تحرص على تطبيقها، وبعض النساء يعتقدن أنها تضمن استمرارية زواجها بكثرة الأطفال كما يقال فى الأمثال الشعبية «اربطيه بالعيال»، والآخرون يعتقدون أن كثرة الأبناء تضمن لهم السند فى الكبر مع تقدم العمر، وهذا خطأ كبير.
فى رأيك.. إلى ماذا نحتاج للتخلص من هذه الظاهرة؟
- لا بد من مخاطبة العقل والعاطفة معاً، فمخاطبة العقل بالحملات الدعائية فقط لا يكفى، ومخاطبة العاطفة فقط أيضاً لا تكفى، فعلينا أن نستخدم الأسلوبين معاً من خلال توعية الأمهات والسيدات بمخاطر الزيادة السكانية، وخطورة كثرة الإنجاب على صحة الأم، وأيضاً نلجأ للعاطفة لاستمالة عقولهن من خلال الحملات الإعلانية التى تخاطب العاطفة.
هل الدراما أيضاً لها دور فى مواجهة الزيادة السكانية؟
- بالتأكيد، الدراما لها نصيب كبير فى التوعية وإلقاء الضوء الحقيقى والمجسّد أمام الشعب، وذلك يكون من خلال إنتاج مسلسلات تناقش أزمة الزيادة السكانية، معتمدة على سيناريو وحوار مدروسين جيداً، حتى تكون قادرة على إقناع الناس من خلال نماذج واقعية، حتى تجسد الواقع، فالدراما المصرية خلال الفترات الماضية ناقشت أزمة الزيادة السكانية وكثرة الإنجاب على جهود التنميةوعلى مستقبل الأسر وفى تاريخ الدراما علامات مضيئة واجهات هذه الظاهرة مثل «أفواه وأرانب» وفيلم «عالم عيال عيال»، ومطالب منها الفترة المقبلة زيادة الأعمال الدرامية التى تناقش قضايا تمس المجتمع المصرى وعلى رأسها زيادة معدلات الإنجاب.
هل ينعكس الأمر أيضاً على برامج المرأة فى الإعلام؟
- بالطبع، على برامج المرأة فى مختلف القنوات تبنى حملات تناقش أزمة الزيادة السكانية من خلال خطاب بسيط موجّه إلى عامة الشعب، والطبقات السائدة، وكلما اختار الإعلام نماذج بسيطة وقريبة للناس ولغة حوار بسيطة ستصل المعلومة بشكل أكثر إقناعاً وقبولاً لدى السيدات.
برأيك.. ما الدور الواجب على الرائدات الريفيات المتعاونات مع المجلس القومى للمرأة أن يقمن به؟
- وجودهن مهم جداً، ولكن يجب أن نختار الرائدات الريفيات القادرات على الإقناع فى المقام الأول، فليس الجميع يملكون مَلكة الإقناع، ويجب أن نعطيهن تدريبات جيدة حتى يستطعن مخاطبة السيدات بالمنطق والعقل.
دور وحدات طب الأسرةالاهتمام بدور وحدات طب الأسرة خطوة مهمة جداً، فهم الآن يقومون بدور توعوى مهم ويوفرون وسائل تنظيم الأسرة للسيدات، ويجب بجانب هذا المجهود تدشين حملات توعية مهمتها مخاطبة العقل والعاطفة. والناس ليسوا فى حاجة إلى الشدة والعنف، لكن ممكن أن نضع تشريعات تكون رحيمة بهم، والأهم هو آلية التنفيذ، فالعبرة هى ضمان تنفيذها وليس إطلاق التشريع.
ويمكن بالفعل الاستعانة بالتجارب الناجحة للدول الأخرى، لكن فى النهاية يجب تطبيق تجربتنا الخاصة، لأن كل دولة مختلفة عن الأخرى اقتصادياً واجتماعياً وتاريخياً، وكلها مؤثرات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجتمع المدني المؤسسات الدينية الزيادة السكانية الأمن القومي البرلمان أزمة الزیادة السکانیة من خلال
إقرأ أيضاً:
«الباعور» يُؤكد على مشاركة دولة ليبيا في منتدى حوار المتوسط
أكد وزير الخارجية بالإنابة بحكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور على مشاركته وتمثيل الوفد الليبي في “منتدى حوار المتوسط لبلدان البحر المتوسط” والذي سيعقد في العاصمة الإيطالية روما على المستوى الوزاري نهاية نوفمبر الجاري.
جاء ذلك خلال استقباله، الخميس، بديوان الوزارة في طرابلس، سفير جمهورية إيطاليا لدى دولة ليبيا جيانلوكا ألبريني.
وبحسب ما نقل المكتب الإعلامي بالخارجية الليبية، فقد أكد الجانبان على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين.
من جانبه أشاد السفير بمخرجات منتدى الأعمال الليبي الإيطالي، الذي عُقد في طرابلس أكتوبر الماضي، حيث نقل خلال اللقاء امتنان وتقدير رئيس الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني لنجاح هذا المنتدى.