أكدت المؤسسات الدينية أهمية العمل على الحد من الزيادة السكانية، محذرة من بعض المفاهيم الخاطئة التى يستخدمها البعض مبرراً لزيادة الإنجاب، والتى تقوم على فهم دينى مغلوط.

وقال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن القضية السكانية مسألة أمن قومى، لها تأثير سلبى مادى وبدنى ومعنوى كبير على الأبوين والأولاد فضلاً عن المجتمع، مؤكداً أن الشريعة تهدف إلى مجتمع أفرادُه أقوياء بدنياً وخُلقياً وعلمياً وثقافياً وروحياً، فالإسلام لا يقصد مجرد وجود نسل كثير لا قيمة له ولا وزن، وإنما يُريد نسلاً قوياً، موضحاً أنه «ليس للإسلام غرض فى كثرة النسل إن كان يؤدى إلى الجهل والفقر والمرض وعدم الرعاية، وقال عليه السلام: «تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أو من قِلَّة نحن إذن يا رسول الله؟ قال: بل أنتم حينئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل)».

المفتى: ليس للإسلام غرض فى كثرة النسل إن كان يؤدى إلى الجهل والفقر والمرض

وشدَّد المفتى على أن قضية محاربة الانفجار السكانى تحتاج إلى رفع درجة الوعى والإدراك لدى المصريين، وتعريف المواطن بالعواقب الوخيمة التى تنتج عنها، مشيراً إلى ضرورة تكاتف الجميع لحل تلك الأزمة، والدولة إن قامت بدورها فى سبيل ذلك فإن هذا الدور لا يتم إلا بوعى وعمل طوائف المجتمع أفراداً وجماعات ومؤسسات.

وتابع: «من أهم آليات التصدى للقضية السكانية التوعيةُ بمخاطرها والحث على تنظيم النسل وتوفير الدعم اللازم لاستخدام وسائله ومشاركة مؤسسات الدولة فى تنفيذ خططها الاستراتيجية فى هذا الصدد، واستخدام وسائل تنظيم النسل لمواجهة الزيادة السكانية حلال»، مشدداً على ضرورة الحفاظ على مستقبل الأجيال المقبلة، لأن بعض الأسر لا تعتنى بالأطفال بعد إنجابها، وهذا ظلم حقيقى.

«عواد»: تمثل التحدى الأكبر أمام الدولة ويجب وضع سياسات صارمة لخفض معدلاتها

ومن جانبه، قال الدكتور هانى عواد، مدير عام الجامع الأزهر، إن المشكلة السكانية تكمن فى اختلال التوازن بين عدد السكان من ناحية وحجم الموارد المتاحة من ناحية أخرى، وقضية الزيادة السكانية كانت ولا تزال التحدى الأكبر أمام الدولة والإشكالية التى تقضى على ثمار أية إنجازات لخطط التنمية المستدامة، مشيداً بجهود الدولة لحل ومعالجة القضية، مطالباً بوضع سياسات شاملة وخطط صارمة يتم تطبيقها بحزم وتؤدى إلى خفض معدل الزيادة السكانية فى ظل الجمهورية الجديدة التى تستهدف تغيير واقع المصريين إلى الأفضل.

وثمّن الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى المؤتمر العالمى للصحة والسكان والتنمية للحد من الزيادة السكانية، قائلاً: «كشفت حجم خطورة الزيادة السكانية، وتتفق مع ما أمرنا به الإسلام من الحفاظ على من نعول وتربيتهم تربية حسنة جيدة، ولا نضيعهم».

وأوضح «قابيل» أن هناك مفاهيم مغلوطة فى المجتمع وبين الناس عن النسل، متابعاً: «فيه ناس تقول العيل ييجى برزقه، وناس تانى تقول لازم نزيد النسل علشان سيدنا محمد، يباهى بنا الأمم، وكل هذه الأمور لا تتفق مع الشريعة، فهل يعقل أن تكون رجلاً فقيراً وتنجب 6 أطفال ضعاف لم يتم تربيتهم تربية صحيحة ولا يكون تعليمهم جيداً، ولا توفير الرعاية الصحية لهم، وبالتالى يعيشون فى حياة كلها عسر، بينما الله سبحانه وتعالى يريد بنا اليسر، ومن هنا فإن مقولة العيل ييجى برزقه، غير سليمة، ولا أعلم فى تلك الحالة كيف يباهى سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، الأمم بأمة ضعيفة».

وشدد «قابيل» على أن تنظيم النسل موجود منذ عهد النبى، صلى الله عليه وسلم، وأقره على الصحابة، حيث يَقُول جَابِر بْن عَبْد اَللَّه رَضِى اَللَّه عَنهُ: (كُنَّا نَعزِل، والْعَزْل: أن يَنزِع الرَّجل ذكره إِذَا قَارَب الإنْزال أَثنَاء مُجامعته المرأة، وَينزِل خَارِج الفرج؛ منعاً لِحدوث الحمْل، على عَهد اَلنبِى صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم والقرآن يَنزِل)، وَفِى هذَا إِشارة إِلى إِقْراره صَلى اَللَّه عليْه وَسلَّم لِلْعزْل، وأنَّ اَللَّه لَم يَنزِل فِيه قُرْآناً يحْرمه، وَفِى رِواية مُسْلِم: (فَبلَغ ذَلِك اَلنبِى صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم، فلم يُنْهِنا)، أيْ: لَم ينْههم عن العزْل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المجتمع المدني المؤسسات الدينية الزيادة السكانية الأمن القومي البرلمان الزیادة السکانیة

إقرأ أيضاً:

المكتب الوطني للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية



أكد المكتب الوطني للإعلام على أهمية التزام جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة بالقيم والمبادئ التي تعكس سياسات الدولة ونهجها القائم على الاحترام والتسامح والتعايش. جاء ذلك في بيان رسمي شدد فيه المكتب على ضرورة مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، وضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصاً من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها. وشدد البيان على أن المكتب وبالتعاون مع الجهات المعنية سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يخالف هذه التوجيهات، وفقاً للقوانين المعمول بها في الدولة، والتي تهدف إلى الحفاظ على بيئة رقمية آمنة ومتوازنة تعزز مناخ الاحترام المتبادل. كما أشار البيان إلى أن نشر معلومات مضللة، أو خطاب يحض على الكراهية، أو التشهير بالآخرين، سواء بصريح العبارة أو بالتلميح أو بالإشارة أو ضمنياً، يعتبر من المخالفات التي ستواجه بعقوبات قانونية صارمة. وشدد البيان على أن الجميع مسؤولون عن الحفاظ على السمعة الطيبة لدولة الإمارات، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأبناء الوطن، عندما أشار سموه إلى أنهم سفراء لدولة الإمارات وأن عليهم ترسيخ سمعتها الطيبة وإعطاء صورة إيجابية عن الدولة بعلمهم وتربيتهم الحسنة وحسهم وانتمائهم الوطني، قائلاً سموه: «كل أمر تفعله إيجاباً أو سلباً، يعكس هويّتك الإماراتية، لذا كلنا مسؤولون لخلق سمعة طيبة لهذا البلد، لأنّكم كلكم راع، وكلكم راع للحفاظ على تلك السمعة». ودعا المكتب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمسؤولية في المحتوى الذي يتم نشره أو تداوله عبر مختلف المنصات. وأشار المكتب إلى استمرار التنسيق مع الجهات المختصة لرصد أي مخالفات عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. كما دعا الأفراد إلى الإبلاغ عن أي محتوى مخالف أو مسيء عبر القنوات الرسمية المعتمدة، وذلك في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على بيئة إعلامية رقمية تتسم بالمسؤولية والمصداقية. وحث المكتب الوطني للإعلام، رواد مواقع التواصل الاجتماعي على التخلق بأخلاق قيادتنا الرشيدة التي تضرب المثل في التواضع والأخلاق العالية، منوهاً بأن سلوك أبناء الوطن الفردي يجب أن يتسق مع رؤية القيادة الهادفة للتمسك بعاداتنا وقيمنا الأصيلة. كما دعا المكتب إلى التمسك بالأطر العامة المميزة للشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والمتمثلة في شخصية تمثل صورة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وأخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، ‎شخصية تعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، شخصية تبتعد عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث، شخصية تقدر الكلمة الطيبة.. والصورة الجميلة.. والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، شخصية نافعة للآخرين بالمعلومة وناشرة للأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية التي يزخر بها الوطن.

أخبار ذات صلة عموتة: الأجواء الجماهيرية تحفز الجزيرة في مواجهة الوصل هداف فرنسا يضع «البريميرليج» بديلاً ليوفنتوس

مقالات مشابهة

  • القانونية البرلمانية: لا يوجد توجه سياسي لتعديل قانون الانتخابات - عاجل
  • المكتب الوطني للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية
  • بيان مهم من المكتب الوطني للإعلامي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي
  • عاجل | وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: عدوان يستهدف العاصمة صنعاء
  • عمومية زمالة المعلمين تعتمد زيادة الميزة التأمينية إلى 50 ألف جنيه وصرف المستحقات قريبًا
  • بمشاركة 1500 متدرب.. .برامج توعية متكاملة للأخصائيين بالمدارس حول القضايا الاجتماعية فى المنيا
  • محافظ المنيا: برامج توعية اجتماعية للأخصائيين بالمدارس بمشاركة 1500 متدرب
  • اللواء أركان حرب محمد أبو الفتوح جاب الله يكشف مراحل نشأة وتطور قوات الصاعقة المصرية
  • تحقيق أممي: هجمات "إسرائيل" على مراكز الإنجاب في غزة إبادة جماعية
  • فيه رجالة بتلبس حلقان هل هذا حرام شرعا؟.. علي جمعة: من علامات الشذوذ