أحمد المحيسني.. الشاب الذي جعل حادث السير مفتاحًا لتأسيس “مجموعة المحيسني القابضة”.. وخدمة أكثر من ٥ مليون عميل !
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
من رحم المعاناة يولد الأمل ، ومن قلب المأساة يولد الإبداع ، ولربما يحدث للإنسان ما يكره ، ليجده في المستقبل قد كان خيرًا ساقهُ الله إليه ، مصداقًا للآية الكريمة “فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرا”.. لم يكن يتوقع رجل الأعمال الناجح “أحمد المحيسني” في سن الخامسة عشر، وهو ذاهبٌ بوالدته للمدينة المنورة، أنّ حادث سيرٍ عارض سيفتح له باب النجاح على مصراعيه ؛ وأن تلف السيارة سيؤسس فيما بعد لمجموعةٍ قابضة باتت مضرب المثل في التوسع والتنوع والنجاح.
العصامية سلوكٌ منذ الصغر
تبدأ الحكاية عندما فاقت تكاليف إصلاح السيارة قدرات طالب الثانوي المادية، ليعقد المحيسني في سن الخامسة عشرة، اتفاقًا مع صاحب ورشة الصيانة بالعمل لديهم مدة شهر مقابل خفض التكاليف، وهذا ماحدث .. لتبدأ عينه في التأمل، وعقلهُ في التعلم، ما دعى صاحب الورشة لطلب تمديد العمل لديه ثلاثة أشهر أخرى، قسّمها المحيسني بين الدراسة والعمل، ليكتسب من الورشة مهاراتٍ عديدة ويدرس احتياجات العملاء والسوق ، وتلمع في الذهن فكرته الأولى: امتلاك “ورشة صيانة سيارات” كان تمويلها الأساسي بيع سيارته .
“بداية رحلة النجاح”
اهتم المحيسني بتطوير ورشته الخاصة بعد اكتشافه حاجة السوق إليها، فجعلها من أهم مراكز صيانة السيارات ومشروعًا رائدًا بإدرارٍ ربحي مستمر، وذلك بفضل إدارة نوعية وقوية متخصصة، ليتوسع المشروع حتى وصل لأكثر من ٤٢ فرعًا خلال ١٨ عام في مختلف مدن المملكة تحت مسمى “دوكس لصيانة السيارات” .. نجاحٌ أغراه في تكريس كل وقته للعمل على حساب الدراسة، لكن وقفة ونصيحة التربويّ مدير مدرسته كانت ثمينة: “سنمنحك ساعات مرنة ونكون من عملائك لكن إياك والتوقف عن التعليم” .. وهذا ما حدث ؛ ليتواصل النجاح العملي والإيرادات والتوسع ، ويتواصل النجاح العلمي بدورات تدريبية في مجالات المال والأعمال، وإتقان اللغة الانجليزية بتعلمها في أمريكا وبريطانيا، والتخصص الجامعي في إدارة الأعمال .
” العقار فكرةٌ ثانية وشغفٌ أوّل “
رغم النجاح القوي لمشروعه الأول الذي اكتشفه مصادفةً بعد حادث السير في صباه، ظل رائد الأعمال المحيسني يتوق لشغفه الحقيقي وهو إدارة الأملاك العقارية وتسويقها، لم يكن سوق العقار حينها يُدار باحترافية، وظلت الذهنية التقليدية مسيطرة، وتلمّس الحسيني بحصافته ودراسته للمجال والإحتياج نواقص كثيرة في الخدمات كالتعاقد مع المستأجرين والتحصيل وصيانة العقار وإدارة الأملاك باحترافية.. لتبدأ في ٢٠٠٩ قصة نجاحٍ جديدة تكوّن رأس المال فيها من نجاح الشركة الأولى، مؤسسًا شركته العقارية في الرياض ثم في القصيم، حتى بات لها ٦ فروع أخرى على مستوى المملكة .
“ازهلها ، نجاحٌ آخر “
اقرأ أيضاًالمجتمعجامعة الملك سعود توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أكواباور
نجاح في قطاعات متعددة، ومشاريع متنوعة، لم يكن الانتقال بينها عشوائيًا بل عن تخطيط مستفيض ودراسة لاحتياج السوق المحلي، والتأكد من الثبات ماديًا ومهنيًا.. وعملًا بحكمة ” لا تضع البيض كله في سلة واحدة”، بات شغف رائد الأعمال الناجح المحيسني يدفعه للتنوع في مجالات مختلفة، ليؤسس تطبيق “ازهلها” عام ٢٠١٦ الذي حقق انتشارًا واسعًا محليًا، وصل لأربعة ملايين مستخدم وأكثر من ثمانية ملايين طلب، والذي تتمحور فكرته في ثلاث خدمات هي التوصيل والصيانة وبيع/شراء السيارات
” القابضة ، حلمٌ تحقق “
نجاحٌ يتلوه نجاح ومشروعٌ يعقبه آخر، حتى تكونت مجموعة شركات أحمد المحيسني القابضة، التي توزعت ما بين قطاعات الصيانة، والتسويق، والبرمجة، والأغذية، والعقارات، ولديها عقود متنوعة مع جهات حكومية ، بحيث تستقل كل شركة بفريق عملها وإدارتها وموظفيها . مستقطبةً المجموعة كفاءات متميزة طورت تأهيلها وتدريبها، فأخرجت أكثر من 27 شابًا وشابة يعملون حاليًا في مناصب جيدة وقيادية في مؤسسات حكومية وداخل القطاع الخاص ، مساهمين في نهضة وبناء هذا الوطن العزيز .
“تكريمٌ و تحفيز”
بعد كل هذه التجارب والنجاحات والقصص الرائدة، حاز المحيسني باستحقاق جائزة “عصاميون” عام ٢٠١٩، سبقها جائزة “الشاب العصامي” وغيرها الكثير من شهادات التكريم والتقدير، ومثلت تجربته الريادية نموذجًا ملهماً وأثراً يُحتذى في الإصرار والعصامية والكفاح، مقدمًا رائد الأعمال المحيسني نصيحة ذهبية لكل شاب وشابة ، أن يتأكدوا من اختيار الاستثمار المناسب ، والأساسي ، بعيدًا عن العشوائية والكماليات ، قائلًا: «دائمًا أذهب للاستثمار الذي نحن بحاجة إليه، ويعدّ أساسيًا وليس من الكماليات، لذا لن تجد تحت مظلة المجموعة أي من الاستثمارات الكمالية، فجميعها سواء التكنولوجية، أو العقارية، أو الغذائية، أو الصيانة من المتطلبات الأساسية لاستمرار الحياة … مملكتنا مقبلة على نهضة تاريخية في مجال ريادة الأعمال، حيث إن ما تقدمه الدولة لهذا القطاع كثير ومهم.. من لم يغتنم الفرصة اليوم لتأسيس مشروعه الخاص سيصعب عليه الانطلاق بعد ذلك”
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية رائد ا
إقرأ أيضاً:
بماذا ردت صنعاء على العرض الأممي الجديد للسلام الذي حمله “غروندبرغ”؟
تقرير/ الوحدة نيوز:
قررت القيادة السياسية، إنهاء مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، غداة وصوله إلى العاصمة صنعاء ضمن جولة إقليمية بدأها من العاصمة العمانية مسقط، على خلفية رفض اليمن لمحاولات واشنطن المستميتة لمقايضة ملف غزة بملفات إنسانية واقتصادية وسياسية في اليمن.
عرقلة خارطة الطريق
وقال حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “زيارة غروندبرغ بمثابة محاولة للتغطية على تنصل الأطراف الأخرى عن خارطة الطريق وتبييض صفحاتها المليئة بالأعمال العدائية عسكرياً واستخباراتياً”؛ في إشارة ضمنية إلى تزامن الزيارة مع ضبط خلايا استخباراتية تابعة للسعودية وبريطانيا.
وجدد العزي تأكيده استمرار الولايات المتحدة بعرقلة تنفيذ خارطة الطريق في اليمن عبر ربطها بما وصفها بمشكلة “إسرائيل”.
وقلل العزي من محاولة غروندبرغ تصوير الأمر وكأن الكرة في ملعب صنعاء، واصفا ذلك بـ”المؤسف وغير المقبول”.
يأتي ذلك وسط استمرار القوات المسلحة بمهاجمة البوارج الامريكية والمدن المحتلة بفلسطين؛ في خطوة اعتبرها مراقبون بمثابة رد على العرض الذي حمله غروندبرغ إلى صنعاء.
تحركات غير جادة
ولم تقتصر ردود الفعل على العزي بل شارك فيها قيادات بحزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء؛ حيث قال حسين حازب، عضو اللجنة العامة للحزب في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “المخطط السعودي مع بريطانيا والذي كشفته الاستخبارات اليمنية يؤكد أن السعودية غير صادقة بالصلح مهما أظهرت من رغبة”؛ في إشارة إلى عدم جدية أي تحركات بشأن إحلال السلام في اليمن.
واعتبر حازب أن “الرياض تحاول اقتناص الفرص للإضرار باليمن وإضعافه”.
ضغوط عسكرية
والإثنين الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إلى العاصمة صنعاء، في سياق تحركات أممية لاستئناف المفاوضات بين صنعاء والرياض والبدء بتنفيذ خارطة طريق، في أعقاب إقرار أمريكي بصعوبة ممارسة الضغوط على صنعاء عسكرياً، وفشل عرض واشنطن لصنعاء، بوقف العمليات المساندة لغزة، مقابل السير لإبرام اتفاق سلام شامل في البلاد، وسط تقارير إعلامية عن مساعي غربية تقودها فرنسا لتوقيع اتفاق جديد باليمن.
وأفاد مكتب المبعوث الأممي في بيان نشره على حسابه بموقع “تويتر”، تابعته “الوحدة”، زيارته إلى صنعاء، تأتي في إطار جهوده المستمرة لاتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.
ويخطط غروندبرغ لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها.
ولم يحدد البيان مدة زيارة المبعوث الأممي، التي تعد الأولى له إلى صنعاء منذ أكثر من عام ونصف.
مقترحات جديدة
وتشير تقارير إلى أن المبعوث الأممي سينقل خلال هذه الزيارة، التي ستشهد لقاءات له مع قيادات سياسية في صنعاء، مقترحات وأفكاراً جديدة بشأن الدفع بملف الحل السياسي، وفي مقدمتها ما يتعلق باستئناف تصدير النفط، وتبادل الأسرى.
كما تأتي الزيارة في مرحلة أكثر تعقيداً يمر بها ملف السلام في اليمن، وسط تقارير إضافية تتحدث عن استعدادات لحرب شاملة تستهدف اليمن بذريعة إيقاف الهجمات البحرية والأخرى التي تستهدف العمق الإسرائيلي، وهو ما فشلت فيه ضربات وغارات التحالف الأمريكي البريطاني لمدة عام، الأمر الذي ارتفعت معه نبرة التهديدات الإسرائيلية باستهداف مدمر؛ ما يضع هذه الزيارة في زاوية ضيقة، عما يمكن أن تحققه في ظل هذا الوضع المعقد.
وقَدِم الدبلوماسي الاممي من العاصمة العمانية مسقط، عقب مباحثات أجراها مع وكيل وزارة الخارجية العمانية خليفة الحارثي، وعدد من كبار مسؤولي الدولة الخليجية، والوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، في إطار تظافر الجهود لتعزيز السلام باليمن.
وشدد المبعوث الأممي على “أهمية خفض التصعيد واتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية شاملة”.
في حين ذكرت وزارة الخارجية العُمانية في تغريدة على حسابها بموقع “إكس” أن “اللقاء استعرض التطورات في المنطقة، ومستجدات القضية اليمنية، والجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي لها”.
قضايا جوهرية
وطوال العام 2024 لم يحرز ملف السلام في اليمن أي تقدم، بل ظهرت تعقيدات جديدة مع ارتفاع نبرة الخطاب الإعلامي والسياسي باتجاه التصعيد، وسط مساعٍ إقليمية ودولية مكثفة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء في أبريل العام الماضي.
وبالرغم من إعلان غروندبرغ عن توافق الأطراف اليمنية على خارطة طريق لإحلال السلام، إلا أن العدوان الإسرائيلي على غزة، دفع القوات المسلحة اليمنية إلى الإعلان عن عملية طوفان الأقصى، إسناداً لغزة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر 2023م، وبدأت خلالها باستهداف السفن المتجهة إلى اسرائيل في البحر الأحمر وشن ضربات صاروخية في العمق الإسرائيلي، ما دفع واشنطن لإعاقة ترتيبات التوقيع على الخارطة، مطالبة أولاً بإيقاف الهجمات البحرية.
وسبق أن أعلن غروندبرغ في ديسمبر 2023، التزام الأطراف اليمنية بحزمة تدابير ضمن “خارطة طريق” تشمل وقفاً شاملا لإطلاق النار، وتحسين الظروف المعيشة للمواطنين، وحتى اليوم لم يتم تنفيذ خارطة الطريق، وسط اتهامات متبادلة.
وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل التدابير الاقتصادية، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وبدء عملية سياسية شاملة.