بعد اليمن لبنان.. سعي إيراني حثيث لتحسين علاقة أذرعها في المنطقة مع السعودية
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أفادت معلومات وصفت مصادرها بـ"جهات وثيقة الاطلاع" بأن هناك سعياً إيرانياً حثيثاً لتحسين العلاقة بين المملكة العربية السعودية وحزب الله اللبناني، وذلك بعد أن سعت طهران لتحسين علاقة المملكة بمليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن.
وكتب المحلل السياسي اللبناني طارق ترشيشي، الثلاثاء، أن الملف الرئاسي اللبناني "يقترب جديا من الإنجاز" على خلفية تطور مرتقب للعلاقة بين ذراع إيران في لبنان- حزب الله وبين السعودية، واصفاً التطور بالإيجابي على صعيد الملف اليمني.
وقال ترشيشي، إن نقاشاً بدأ يدور في بعض الغرف المغلقة يربط بين الملفين اللبناني واليمني، على خلفية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الأخيرة للسعودية واجتماعه تحديداً مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، حيث قيل انّ ملف لبنان كان بين مواضيع البحث بينهما إلى جانب الملف اليمني. وتوقع ترشيشي أن يكون عبد اللهيان نقل إلى بيروت وتحديدا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصرالله، معطيات معينة، وأن من وصفهما ب"الثنائي الشيعي" سوف يتصرفان على أساس هذه المعطيات في التعامل مع الشأن الرئاسي في لبنان وكذلك على مستوى العلاقة مع السعودية وبما يشمل الملف اليمني.
وأكد الكاتب المختص بالشؤون السياسية أن بعض الأوساط والمعلومات ترجح إمكانية حصول انفتاح وتواصل قريب بين "الثنائي الشيعي"، وتحديداً "حزب الله"، وبين الجانب السعودي، وأن هذا الأمر قد يبدأ بالظهور إلى العلن خلال سبتمبر الجاري. وقال إن بعض مصادر هذه المعلومات لم يستبعد أن تظهر بعض المؤشرات قبيل الحوار الذي دعا إليه بري، مشفوعة بمؤشرات على اقتراب تبلور نتائج الحوار الجاري بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، حيث يرى البعض انّ الجانبين بدأا يقتربان من الاتفاق على الرغم من بعض الإشارات والمواقف التي توحي بعكس ذلك.
ونقل ترشيشي على لسان متابعين للشأن السياسي في المنطقة العربية أنّ الاولوية عند المملكة العربية السعودية منذ توقيع "اتفاق بكين" في العاشر من مارس الماضي بينها وبين إيران، كانت ولا تزال قضية اليمن، وانّ كل تعاون إيراني ومن جهة الثنائي الشيعي على معالجتها، سيقابله تعاون سعودي إزاء بعض ملفات المنطقة وفي مقدّمها الملفان اللبناني والعراقي. ولذلك فإنّ المتوقع ان تكون المرحلة باتت محكومة بمعادلة "سين-ألف" أي «السعودية ـ إيران»، وطبيعي إنّ لبنان سيكون في صلب اهتمامات هذه المعادلة، كونه يشكّل ساحة مشتركة لها، سواءً توسعت لاحقاً لتصبح «سين-سين- ألف»، أي "السعودية- سوريا- إيران" أم لا.
ومطلع الأسبوع الجاري زار وزير الخارجية الإيراني بيروت قادماً من سوريا بعد جولة خليجية بدأها من الرياض. وتزامنت زيارة عبد اللهيان لبيروت مع زيارة للمبعوث الأمريكي إلى لبنان التقى خلالها مسؤولين كبارا في الجيش اللبناني والقطاع المصرفي.
ومن خلال هذه الجولة لوزير الخارجية الإيراني في المنطقة العربية يبدو واضحاً أن إيران تكثف مساعيها لتحسين علاقة أذرعها في المنطقة مع المملكة العربية السعودية في ما يبدو كاشتراطات على المملكة لاستمرار تقاربها مع إيران.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی المنطقة حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد تهديد إسرائيلي.. إيران تمنع طائرتين من إعادة رعايا لبنانيين لبلادهم
يمن مونيتور/ وكالات
منعت طهران طائرتين من إعادة عشرات الرعايا اللبنانيين من إيران اليوم الجمعة، بعدما منع لبنان طائرة مدنية إيرانية من الهبوط في أحد مطاراته في أعقاب ما قالت طهران إنه تهديد إسرائيلي بمهاجمتها.
وقالت إيران إنها لن تسمح بهبوط الطائرتين اللبنانيتين إلا إذا سمح لبنان بهبوط طائراتها في بيروت.
وبسبب هذه المواجهة تقطعت السبل بعشرات المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤدون شعائر دينية في إيران. وكان من المقرر أن يعودوا إلى بيروت على متن طائرة تابعة لشركة “ماهان” للطيران الإيرانية قبل أن يمنع لبنان الطائرة من الهبوط.
واتهمت إيران -الجمعة- إسرائيل بالتسبب باضطرابات في الرحلات الجوية بين طهران وبيروت.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي إن “إسرائيل” هددت طائرة ركاب تقل مواطنين لبنانيين من طهران، “مما تسبب في تعطيل الرحلات الجوية العادية للبلاد إلى مطار بيروت”. وندد بالتهديد الإسرائيلي المزعوم باعتباره انتهاكا للقانون الدولي.
وأدان بقائي “انتهاكات (إسرائيل) الجسيمة والمتواصلة لمبادئ وقواعد القانون الدولي والانتهاكات لسيادة لبنان الوطنية”.
ودعا منظمة الطيران المدني الدولي وهيئات عالمية أخرى إلى “وضع حد لسلوك “إسرائيل” الخطير ضد سلامة وأمن الطيران المدني”.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي -على إكس- إن “فيلق القدس الإيراني وحزب الله استغلا رحلات مدنية إلى مطار بيروت لتهريب الأموال”.
وأضاف أدرعي “جيش الدفاع لن يسمح بتسلح حزب الله، وسيعمل من خلال جميع الوسائل الموجودة لديه لفرض تطبيق تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار وذلك لضمان أمن مواطني دولة إسرائيل”.
ونفى مسؤولون لبنانيون ومن حزب الله الاتهامات الإسرائيلية بشأن استخدام مطار رفيق الحريري الدولي لتسليح الحزب.
رفض إيراني
وبعد منع الرحلة الإيرانية، أرسل لبنان طائرتين -اليوم الجمعة- من شركة طيران الشرق الأوسط الوطنية لإعادة اللبنانيين العالقين من إيران، لكن إيران رفضت السماح للطائرتين بالهبوط على أراضيها.
وقال السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني للتلفزيون الرسمي الإيراني إن إيران لن تسمح للطائرات بالهبوط إلا إذا سُمح للرحلات الجوية الإيرانية بالطيران إلى بيروت.
وأوضح “من المؤكد أن طلب الحكومة اللبنانية سيقبل، ولكن بشرط ألا يُعطلوا الرحلات الجوية الإيرانية”.
وقال وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي لقناة الجديد اللبنانية إن الوزارة تعمل على حل القضية مع نظيرتها الإيرانية.
ودعا النائب عن حزب الله إبراهيم الموسوي -أمس الخميس- الحكومة اللبنانية إلى “اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سيادة لبنان على جميع مرافقه العامة وأهمها المطار”.
وقطع العشرات من أنصار حزب الله الطرق حول مطار بيروت في وقت متأخر من أمس الخميس في احتجاجات.
يُذكر أنه في الثالث من يناير/كانون الثاني الماضي، أخضعت سلطات مطار بيروت طائرة إيرانية تقل وفدا دبلوماسيا لتفتيش دقيق، مما أثار غضب أنصار حزب الله، حيث نظم عشرات منهم اعتصاما في محيط مطار رفيق الحريري احتجاجا على هذا الإجراء.
وفي سبتمبر/أيلول، منعت وزارة النقل اللبنانية طائرة إيرانية من دخول المجال الجوي بعد أن حذرت إسرائيل سلطات مراقبة الحركة الجوية في مطار بيروت من أنها ستستخدم “القوة” إذا هبطت الطائرة.