علي الريامي: سيناريوهات متفائلة لوصول سعر البرميل لـ 100 دولار بنهاية العام ولكن المتغيرات الاقتصادية غير مضمونة -

«أوابك»: توجه الصين نحو تعزيز اقتصادها المتعثر محرك رئيسي لارتفاع مستوى الطلب العالمي -

د. أنس الحجي: استمرار موجة الارتفاع غير مرجحة بسبب سحب الصين من المخزونات والركود الاقتصادي في عدد من الدول الأوروبية وارتفاع الدولار -

بلغ سعر نفط عُمان الرسمي أمس الأربعاء تسليم شهر نوفمبر القادم 90.

41 دولار أمريكي، مسجلًا بذلك أعلى مستوى له هذا العام، وذلك وسط قلق الأسواق من نقص في المعروض بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضاتهما الطوعية في الإمدادات حتى نهاية العام.

وارتفعت أسعار الخام العالمية في بداية جلسة أمس الأربعاء لأكثر من واحد بالمائة، لتغير مسارها بعد ذلك وتتجه للهبوط، إذ تجاهل المستثمرون الاضطرابات التي نجمت عن خفض الإمدادات من السعودية وروسيا، كما حد ارتفاع الدولار من الاتجاه الصعودي. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات إلى 89.95 دولار للبرميل. في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسعة سنتات أيضا إلى 86.60 دولار للبرميل.

وتضغط قوة الدولار على الطلب على النفط إذ تجعله أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، حيث سجل مؤشر الدولار أمس 104.69 بما لا يبتعد كثيرا عن أعلى مستوى في ستة أشهر والبالغ 104.90 الذي لامسه خلال الليل.

منحنى تصاعدي

وفي تصريحات لـ «عمان»، أوضح علي بن عبدالله الريامي، خبير وأخصائي تسويق في مجال الطاقة والنفط أن قرار المملكة العربية السعودية بالتخفيض الطوعي كان مفاجئًا للسوق، حيث كان من المتوقع أن يكون تخفيض الإنتاج لشهر واحد فقط، وتجديد المدة بعد النظر لمتغيرات السوق والمتغيرات الاقتصادية، إلا أن إقرار تمديده لنهاية العام صدم السوق وأدى لارتفاع الأسعار بالشكل الذي نراه اليوم، رغم أن المحادثات السعودية الروسية حول التخفيض كانت قد أدت لارتفاع منحنى الأسعار بشكل تصاعدي منذ أسابيع.

وأشار الريامي إلى وجود سيناريوهات متفائلة للأسعار، مع توقع بعض المحللين وصول سعر البرميل إلى 100 دولار بنهاية العام الجاري. وقال: سيناريو الارتفاع مطروح ووارد، إلا أن علينا النظر إلى أوضاع السوق المتقلبة، والمتغيرات كالنمو الاقتصادي في الصين، وانخفاض المخزونات الأمريكية، والخوف من تراجع نسب النمو الاقتصادي في أوروبا، وهي العوامل ذاتها التي شجعت المملكة العربية السعودية للتخفيض في المقام الأول.

ارتفاع مؤقت

ومن جانبه قال الدكتور أنس الحجي خبير في أسواق الطاقة: رغم أن ارتفاع الأسعار كان متوقعا، إلا أن هناك شكوكا في بقاء أسعار خام برنت فوق ٩٠ دولارا للبرميل بسبب سحب الصين من المخزونات، والركود الاقتصادي في عدد من الدول الأوروبية، وارتفاع الدولار الأمريكي، حيث إن النفط يسعر بالدولار. كما أن الحصص الإنتاجية لأوبك+ والاتفاق السعودي الروسي يركز على الإنتاج وليس الصادرات، ونهاية فصل الصيف تعني انخفاض استهلاك النفط في الدول النفطية والذي يمكنها من زيادة الصادرات دون أي تغيير للإنتاج.

تخفيض الإنتاج الطوعي

وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت الثلاثاء عن مسؤول بوزارة الطاقة أن السعودية ستمدد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا ثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر 2023. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بيان الثلاثاء: إن روسيا مددت قرارها الطوعي بخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.

وتأتي التخفيضات الطوعية السعودية والروسية علاوة على خفض أبريل الذي اتفق عليه عدد من منتجي أوبك+، والذي يمتد حتى نهاية عام 2024.

وقالت وكالة الأنباء السعودية ونوفاك: إن البلدين سيراجعان قرارات التخفيض شهريا لدراسة زيادة حجم التخفيضات أو زيادة الإنتاج اعتمادا على أوضاع السوق.

وأفادت الخدمة الصحفية للكرملين بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى محادثة هاتفية مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، الأربعاء.

وذكر البيان أن الطرفين ناقشا مجموعة من القضايا التي تتعلق بعضوية «بريكس» والاتفاقيات المتعلقة بخفض إنتاج النفط وضمان استقرار السوق العالمية.

وعبّر الجانبان عن تقييمهما العالي لتفاعل البلدين في صيغة «أوبك+»، وأثناء المحادثة، تمت الإشارة أيضا إلى أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن خفض إنتاج النفط، إلى جانب الالتزامات الطوعية للحد من إمدادات المواد الخام، تجعل من الممكن ضمان الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.

عوامل إيجابية

وكانت أسعار النفط الخام الآجلة قد سجلت مكاسب أسبوعية بلغت 4.8 بالمائة لخام برنت و7.2 بالمائة لخام غرب تكساس، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها منذ شهر يناير 2023.

وأفادت منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط «أوابك» أن انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بشكل أكبر من المتوقع كان عاملا مهمًا في ارتفاع الأسعار بعد مخاوف نقص الإمدادات على خلفية تمديد المملكة العربية السعودية للخفض الإضافي الطوعي لإنتاجها، حيث بلغ انخفاض المخزونات حوالي 10.6 مليون برميل، لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال العام الحالي، تزامنًا مع ارتفاع الصادرات.

كما ساهم انخفاض مخزونات الغازولين الأمريكية في صعود الأسعار، وذلك في ظل ارتفاع الطلب المحلي عليه للأسبوع الثالث على التوالي ليصل إلى حوالي 9.1 مليون برميل قبل نهاية موسم القيادة الصيفي.

وأدت مجموعة من العوامل الثانوية لارتفاع الأسعار خلال الأسبوع المنصرم، كان أبرزها: مخاوف تأثر إمدادات النفط الخام في الولايات المتحدة بالعاصفة الاستوائية «آيداليا» التي تحولت لإعصار قبالة ساحل الخليج الأمريكي، إضافة إلى مخاوف تتعلق بالتوترات الجيوسياسية في الجابون، ومخاوف تتعلق بالإمدادات منها، وتوجه الصين نحو تكثيف الجهود لتعزيز اقتصادها المتعثر، وهو محرك رئيسي لارتفاع مستوى الطلب العالمي على النفط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار الاقتصادی فی نهایة العام حتى نهایة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تضغط على بغداد.. إما السماح باستئناف تصدير نفط كردستان أو العقوبات

تضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بغداد للسماح باستئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق أو مواجهة عقوبات إلى جانب إيران.

واستئناف صادرات إقليم كردستان العراق شبه المستقل قد يساعد في تعويض الانخفاض المحتمل في صادرات النفط الإيرانية التي تعهدت واشنطن بخفضها إلى الصفر في إطار سياسة "أقصى الضغوط" التي تنتهجها مع طهران.

وقالت ثمانية مصادر مطلعة لرويترز إن الضغوط المتزايدة من الإدارة الأمريكية الجديدة كانت السبب الرئيسي وراء إعلان العراق يوم الاثنين استئناف تصدير النفط من الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي.

وأفادت أربعة مصادر من الثمانية أن العراق تسرع في الإعلان عن استئناف التصدير دون تفاصيل حول كيفية معالجة الأمور الفنية العالقة.

كانت الحكومة الأمريكية قد قالت إنها تريد عزل إيران عن الاقتصاد العالمي والقضاء على إيراداتها من صادرات النفط لإبطاء خطتها لتطوير سلاح نووي.

وأعلن وزير النفط العراقي بشكل مفاجئ الاثنين استئناف الصادرات من كردستان الأسبوع المقبل في خطوة من شأنها أن تنهي نزاعا دام قرابة عامين أدى إلى انقطاع إمدادات بأكثر من 300 ألف برميل يوميا تدخل الأسواق العالمية عبر تركيا.


وتنظر طهران إلى جارها وحليفها العراق كعنصر رئيسي في الحفاظ على اقتصادها في ظل العقوبات. لكن المصادر قالت إن بغداد، شريكة الولايات المتحدة أيضا، تخشى من الوقوع في مرمى نيران سياسات ترامب الهادفة للضغط على إيران.

ويرغب ترامب في أن يقطع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع إيران. وذكرت رويترز الأسبوع الماضي أن البنك المركزي العراقي منع خمسة بنوك خاصة إضافية من الحصول على الدولار بعد طلب من وزارة الخزانة الأمريكية.

ولدى إيران نفوذ عسكري وسياسي واقتصادي كبير في العراق تمارسه عبر جماعات مسلحة شيعية وأحزاب سياسية مدعومة منها. لكن الضغوط الأمريكية المتزايدة تأتي في وقت تراجعت فيه قوة إيران بسبب هجمات "إسرائيل" على الجماعات المسلحة المدعومة منها أو المتحالفة معها في المنطقة.

وازداد تهريب النفط من إقليم كردستان العراق إلى إيران في شاحنات بعد إغلاق خط الأنابيب الذي كان ينقل الخام إلى ميناء جيهان التركي في 2023. وقال ستة من المصادر إن الولايات المتحدة تحث بغداد على الحد من ذلك التهريب.

وأفادت رويترز في تموز/ يوليو بأن شاحنات تتولى تهريب ما يقدر بنحو 200 ألف برميل يوميا من الخام منخفض السعر من كردستان العراق إلى إيران، وبدرجة أقل إلى تركيا. وقالت المصادر إن الصادرات ظلت عند ذلك المستوى تقريبا.

وقال مسؤول عراقي في قطاع النفط ومطلع على شحنات الخام التي تعبر إلى إيران "تضغط واشنطن على بغداد لضمان تصدير الخام الكردي إلى الأسواق العالمية عبر تركيا بدلا من بيعه بثمن منخفض إلى إيران".

وبخلاف زيادة التهريب عبر إيران بعد إغلاق خط الأنابيب، أشارت رويترز في العام الماضي إلى ازدهار شبكة أكبر يقدر بعض الخبراء أنها تجمع مليار دولار سنويا على الأقل لإيران والجماعات المتحالفة معها في العراق منذ تولى السوداني منصبه في 2022.

وأكد مسؤولان في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة العراقية استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان. وقال أحدهما إن الخطوة ستساعد في تخفيف الضغوط التي تؤدي إلى زيادة أسعار النفط.


وردا على سؤال عن ضغوط الإدارة على العراق قال مسؤول في البيت الأبيض "ليس من المهم للأمن الإقليمي فقط أن يُسمح لشركائنا الأكراد بتصدير نفطهم، بل وأيضا للمساعدة في الحفاظ على انخفاض سعر الوقود".

وكان هناك تعاون عسكري وطيد بين السلطات في إقليم كردستان والولايات المتحدة خلال الحرب على تنظيم الدولة.

واستأنف ترامب حملة "أقصى الضغوط" على إيران بعد أيام من عودته للبيت الأبيض في يناير كانون الثاني. وإضافة إلى الجهود الرامية إلى خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، أمر ترامب وزير الخزانة الأمريكي بضمان عدم قدرة إيران على استخدام النظام المالي العراقي.

ووعد ترامب مع عودته إلى البيت الأبيض بخفض تكاليف الطاقة للأمريكيين. ومن الممكن أن يؤدي الانخفاض الحاد في صادرات النفط من إيران إلى ارتفاع أسعار الخام، مما سيؤدي إلى زيادة أسعار البنزين في جميع أنحاء العالم.

واستئناف الصادرات من كردستان سيساعد في تعويض بعض الخسارة التي قد تلحق بالإمدادات العالمية بسبب انخفاض الصادرات الإيرانية، لكنه لن يعوض سوى حصة ضئيلة من أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط الخام والوقود الذي تشحنه إيران.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع القروض في البنوك القطرية إلى أعلى مستوى في كانون الثاني
  • النفط العراقي يتخطى حاجز الـ79 دولارا للبرميل بختام تعاملات الأسبوع
  • النفط ينهي الأسبوع بخسائر مع تراجع مخاطر الشرق الأوسط
  • واشنطن تضغط على بغداد.. إما السماح باستئناف تصدير نفط كردستان أو العقوبات
  • الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي
  • الدولار قرب أدنى مستوى في عام والذهب يحقق مزيدا من المكاسب
  • الدولار يتجه لخسارة أسبوعية ثالثة
  • الدولار يلامس أدنى مستوياته منذ بداية العام وسط مخاوف تجارية
  • «التعبئة والإحصاء»: ارتفاع الصادرات المصرية إلى السعودية خلال 2024 بنسبة 26%
  • أسعار النفط الخام العالمي ترتفع بشكل طفيف