خام عُمان يتخطى حاجز 90 دولارا مسجلا أعلى مستوى في 2023
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
علي الريامي: سيناريوهات متفائلة لوصول سعر البرميل لـ 100 دولار بنهاية العام ولكن المتغيرات الاقتصادية غير مضمونة -
«أوابك»: توجه الصين نحو تعزيز اقتصادها المتعثر محرك رئيسي لارتفاع مستوى الطلب العالمي -
د. أنس الحجي: استمرار موجة الارتفاع غير مرجحة بسبب سحب الصين من المخزونات والركود الاقتصادي في عدد من الدول الأوروبية وارتفاع الدولار -
بلغ سعر نفط عُمان الرسمي أمس الأربعاء تسليم شهر نوفمبر القادم 90.
وارتفعت أسعار الخام العالمية في بداية جلسة أمس الأربعاء لأكثر من واحد بالمائة، لتغير مسارها بعد ذلك وتتجه للهبوط، إذ تجاهل المستثمرون الاضطرابات التي نجمت عن خفض الإمدادات من السعودية وروسيا، كما حد ارتفاع الدولار من الاتجاه الصعودي. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسعة سنتات إلى 89.95 دولار للبرميل. في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسعة سنتات أيضا إلى 86.60 دولار للبرميل.
وتضغط قوة الدولار على الطلب على النفط إذ تجعله أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، حيث سجل مؤشر الدولار أمس 104.69 بما لا يبتعد كثيرا عن أعلى مستوى في ستة أشهر والبالغ 104.90 الذي لامسه خلال الليل.
منحنى تصاعدي
وفي تصريحات لـ «عمان»، أوضح علي بن عبدالله الريامي، خبير وأخصائي تسويق في مجال الطاقة والنفط أن قرار المملكة العربية السعودية بالتخفيض الطوعي كان مفاجئًا للسوق، حيث كان من المتوقع أن يكون تخفيض الإنتاج لشهر واحد فقط، وتجديد المدة بعد النظر لمتغيرات السوق والمتغيرات الاقتصادية، إلا أن إقرار تمديده لنهاية العام صدم السوق وأدى لارتفاع الأسعار بالشكل الذي نراه اليوم، رغم أن المحادثات السعودية الروسية حول التخفيض كانت قد أدت لارتفاع منحنى الأسعار بشكل تصاعدي منذ أسابيع.
وأشار الريامي إلى وجود سيناريوهات متفائلة للأسعار، مع توقع بعض المحللين وصول سعر البرميل إلى 100 دولار بنهاية العام الجاري. وقال: سيناريو الارتفاع مطروح ووارد، إلا أن علينا النظر إلى أوضاع السوق المتقلبة، والمتغيرات كالنمو الاقتصادي في الصين، وانخفاض المخزونات الأمريكية، والخوف من تراجع نسب النمو الاقتصادي في أوروبا، وهي العوامل ذاتها التي شجعت المملكة العربية السعودية للتخفيض في المقام الأول.
ارتفاع مؤقت
ومن جانبه قال الدكتور أنس الحجي خبير في أسواق الطاقة: رغم أن ارتفاع الأسعار كان متوقعا، إلا أن هناك شكوكا في بقاء أسعار خام برنت فوق ٩٠ دولارا للبرميل بسبب سحب الصين من المخزونات، والركود الاقتصادي في عدد من الدول الأوروبية، وارتفاع الدولار الأمريكي، حيث إن النفط يسعر بالدولار. كما أن الحصص الإنتاجية لأوبك+ والاتفاق السعودي الروسي يركز على الإنتاج وليس الصادرات، ونهاية فصل الصيف تعني انخفاض استهلاك النفط في الدول النفطية والذي يمكنها من زيادة الصادرات دون أي تغيير للإنتاج.
تخفيض الإنتاج الطوعي
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت الثلاثاء عن مسؤول بوزارة الطاقة أن السعودية ستمدد خفض إنتاجها الطوعي بمليون برميل يوميا ثلاثة أشهر أخرى حتى نهاية ديسمبر 2023. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بيان الثلاثاء: إن روسيا مددت قرارها الطوعي بخفض صادراتها النفطية 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري.
وتأتي التخفيضات الطوعية السعودية والروسية علاوة على خفض أبريل الذي اتفق عليه عدد من منتجي أوبك+، والذي يمتد حتى نهاية عام 2024.
وقالت وكالة الأنباء السعودية ونوفاك: إن البلدين سيراجعان قرارات التخفيض شهريا لدراسة زيادة حجم التخفيضات أو زيادة الإنتاج اعتمادا على أوضاع السوق.
وأفادت الخدمة الصحفية للكرملين بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى محادثة هاتفية مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان آل سعود، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، الأربعاء.
وذكر البيان أن الطرفين ناقشا مجموعة من القضايا التي تتعلق بعضوية «بريكس» والاتفاقيات المتعلقة بخفض إنتاج النفط وضمان استقرار السوق العالمية.
وعبّر الجانبان عن تقييمهما العالي لتفاعل البلدين في صيغة «أوبك+»، وأثناء المحادثة، تمت الإشارة أيضا إلى أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن خفض إنتاج النفط، إلى جانب الالتزامات الطوعية للحد من إمدادات المواد الخام، تجعل من الممكن ضمان الاستقرار في سوق الطاقة العالمية.
عوامل إيجابية
وكانت أسعار النفط الخام الآجلة قد سجلت مكاسب أسبوعية بلغت 4.8 بالمائة لخام برنت و7.2 بالمائة لخام غرب تكساس، لتصل بذلك إلى أعلى مستوياتها منذ شهر يناير 2023.
وأفادت منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط «أوابك» أن انخفاض مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بشكل أكبر من المتوقع كان عاملا مهمًا في ارتفاع الأسعار بعد مخاوف نقص الإمدادات على خلفية تمديد المملكة العربية السعودية للخفض الإضافي الطوعي لإنتاجها، حيث بلغ انخفاض المخزونات حوالي 10.6 مليون برميل، لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال العام الحالي، تزامنًا مع ارتفاع الصادرات.
كما ساهم انخفاض مخزونات الغازولين الأمريكية في صعود الأسعار، وذلك في ظل ارتفاع الطلب المحلي عليه للأسبوع الثالث على التوالي ليصل إلى حوالي 9.1 مليون برميل قبل نهاية موسم القيادة الصيفي.
وأدت مجموعة من العوامل الثانوية لارتفاع الأسعار خلال الأسبوع المنصرم، كان أبرزها: مخاوف تأثر إمدادات النفط الخام في الولايات المتحدة بالعاصفة الاستوائية «آيداليا» التي تحولت لإعصار قبالة ساحل الخليج الأمريكي، إضافة إلى مخاوف تتعلق بالتوترات الجيوسياسية في الجابون، ومخاوف تتعلق بالإمدادات منها، وتوجه الصين نحو تكثيف الجهود لتعزيز اقتصادها المتعثر، وهو محرك رئيسي لارتفاع مستوى الطلب العالمي على النفط.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ارتفاع الأسعار الاقتصادی فی نهایة العام حتى نهایة
إقرأ أيضاً:
المخاوف بشأن مقدار الطلب وتحسن الدولار تدفع إلى خفض أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال عام 2025 خاصة في الصين أكبر مستورد للخام، مما يقرب الخامين القياسيين العالميين من إنهاء الأسبوع على تراجع بنحو ثلاثة بالمئة.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت 41 سنتا، أو 0.56 بالمئة، إلى 72.47 دولار للبرميل، بينما وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 39 سنتا، أو 0.56 بالمئة، إلى 68.99 دولار للبرميل، وذلك بحلول الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش.
وأكدت شركة "سينوبك" الصينية للتكرير المملوكة للدولة في توقعاتها السنوية للطاقة، أن واردات الصين قد تبلغ ذروتها في عام 2025 وإن استهلاك البلاد من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027 مع ضعف الطلب على الديزل والبنزين، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
وقال الباحث في مجموعة بورصات لندن، إمريل جميل: إن "أسعار النفط الخام القياسية تمر بمرحلة استقرار طويلة وسط ضبابية بشأن نمو الطلب مع قرب نهاية العام".
وأضاف أن "أوبك+" سيحتاج لضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلب السوق جراء المراجعات المستمرة لتوقعاتها لنمو الطلب.
وخفضت دول منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك وحلفاؤها، المعروفة بتحالف أوبك+، مؤخرا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي.
وأثر ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في عامين على أسعار النفط، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) إلى أنه سيكون حذرا بشأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل.
ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة قد تضعف النمو الاقتصادي وتقلص الطلب على الخام.
وتوقع بنك "جي.بي. مورجان" أن سوق النفط ستنتقل من التوازن في عام 2024 إلى تحقيق فائض قدره 1.2 مليون برميل يوميا في عام 2025، كما يتوقع البنك زيادة النمو خارج تحالف أوبك+ بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في عام 2025، وبقاء إنتاج أوبك عند مستوياته الحالية.
وفي خطوة قد تؤدي إلى تقليص العرض، ذكرت بلومبرج أمس الخميس أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف الأسعار.