حلال لها حرام على غيرها.. أمريكا ترعب العالم بتجربة فتاكة للبشرية (فيديو)
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
في الوقت الذي تحذر فيه الولايات المتحدة الأمريكية كوريا الشمالية والصين وباقي دول العالم من التجارب الصاروخية والنووية، تختبر صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات يمكنه حمل رأس نووي يدمر البشرية.
ووفقًا لقيادة القصف الجماعي للقوات الجوية الأمريكية، اختبرت القوات الجوية الأمريكية يوم الأربعاء صاروخًا بعيد المدى غير مسلح قادرًا على حمل رأس حربي نووي.
وتم إطلاق صاروخ مينيتمان Minuteman III الثالث الباليستي العابر للقارات غير المسلح، والمجهز بـ 3 مركبات إعادة دخول (جزء من مركبة فضائية مصممة للغلاف الجوي للأرض)، من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا وسافر 4200 ميل إلى كواجالين أتول في جزر مارشال.
وقالت القوات الجوية الأمريكية في بيان "توفر عمليات الإطلاق التجريبية هذه بيانات قيمة للتحقق من دقة وموثوقية أنظمة الأسلحة الصاروخية العابرة للقارات وضمان استمرار الردع النووي الآمن والفعال".
وأضاف سلاح الجو الأمريكي في بيان: "هذا الإطلاق التجريبي هو جزء من نشاط منتظم ومنتظم يهدف إلى إثبات أن الردع النووي الأمريكي آمن وموثوق وفعال لردع تهديدات القرن 21".
رسالة ردع واضحةوأضاف: "لقد تم إجراء مثل هذه الاختبارات أكثر من 300 مرة من قبل ، وهذا الاختبار ليس نتيجة الحدث العالمي الحالي".
وقال العقيد كريس كروز، قائد السرب التجريبي رقم 377 ، إن “المنشأة النووية الأمريكية هي حجر الزاوية للأمن من أجل حرية الشعب الأمريكي وحلفائنا في جميع أنحاء العالم “، مضيفاً أن “هذا الإطلاق التجريبي يرسل رسالة واضحة بشأن الردع نيابة عن قواتنا المشتركة وشركائنا العالميين، ويرحب بالطيارين والطاقم الذين شاركوا في هذه المهمة”، مردفًا: ”لا يمكنني إلا أن أكون أكثر فخرا باحتراف الجنود”.
وأبلغت الولايات المتحدة روسيا بالتجربة مسبقًا، وفقًا للبنتاغون، كما قال الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء."وفقًا للإجراء المعتمد، أرسلت الولايات المتحدة إخطارات ما قبل الإطلاق وفقًا لمدونة لاهاي لقواعد السلوك وأبلغت الحكومة الروسية مسبقًا بموجب الالتزامات الثنائية الحالية.
شاهد فيديو الإطلاق..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كوريا الشمالية التجارب الصاروخية صاروخا باليستيا صاروخ ا باليستي ا عابر ا للقارات رأس نووية كوريا الشمالية والصين
إقرأ أيضاً:
معضلات «إعادة أمريكا عظيمة» عالمياً
حاول مقال مهم نُشر قبل أيام قليلة في الدورية الأمريكية الأشهر «فورين أفيرز»، وكتبه دانييل دبليو دريزنر أستاذ السياسة الدولية بجامعة تافتس، مناقشة مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، في ظل ولاية الحكم الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي ستبدأ في 20 يناير المقبل.
وحمل المقال عنواناً دالاً، وهو «نهاية الاستثنائية الأمريكية: إعادة انتخاب ترامب ستعيد تعريف قوة الولايات المتحدة»، وانطلق من رصد ثلاثة اختلافات كبيرة، ستكون بين سياسات ترامب الخارجية في ولايته السابقة والقادمة: أولها، أنه سيدير منصبه بفريق أمن قومي أكثر تجانساً مما كان عليه في عام 2017، وثانيها، أن حالة العالم في عام 2025، تبدو مختلفة تماماً عما كانت عليه في عام 2017، وثالثها، أنه سيكون لدى الجهات الأجنبية الفاعلة والمهتمة، قراءة أفضل بكثير لسياسات ترامب الخارجية.ولخص الكاتب رؤيته المتوقعة لمسار السياسة الخارجية لأمريكا في سنوات الرئيس ترامب الأربع القادمة في ملمحين، الأول، أنها ستتوقف عن الترويج للمُثُل الأمريكية الراسخة، من قبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان، والثاني، أن ممارسات السياسة الخارجية الفاسدة، ستشهد ارتفاعاً غير مسبوق، وسيؤدي هذان الأمران إلى عنوان المقال: إفقاد الولايات المتحدة قوتها الاستثنائية عالمياً.
وبعيداً عن رؤية الكاتب وتوقعاته للسياسة الخارجية الأمريكية في عهد ترامب القادم، فالمعضلة الحقيقية أمام سياسة الرئيس الجديد – القديم، تأتي من شعار حملته الانتخابية الرئاسية المستمر خلال حملاته الانتخابية الثلاث، أعوام 2016 و2020 و2024، وهو «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
فلكي تعود أمريكا عظيمة مرة أخرى، وهي كانت كذلك في السياسة العالمية منذ الحرب العالمية الأولى، فإن هذا لا يعتمد فقط على قدراتها ومواردها الداخلية الاقتصادية والطبيعية والبشرية. فليس هناك أدنى شك في أنها وفقاً لهذه القدرات والموارد، فهي تشغل حالياً المركز الأول في أقوى اقتصادات العالم، وفي كثير من محاوره الفرعية، بدءاً من الطاقة وانتهاءً بكل أشكال وصور التكنولوجيا.
ولكن أيضاً ليس هناك أدنى شك في أن «عظمة» ومكانة الولايات المتحدة، كأقوى دولة في العالم على كل المحاور، لم تتأتِ فقط على أوضاعها الداخلية، ولكنها ارتبطت دوماً بأمرين خارجيين، أولهما هو الدور السياسي – العسكري لها دولياً، والثاني هو تفاعلاتها الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية مع هذا العالم.
ولقد برز دور الولايات المتحدة وتصاعد على الصعيد السياسي – العسكري، بدءاً من خروجها من عزلتها في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مع المبادئ الأربعة عشر التي أعلنها رئيسها حينئذ، وودرو نيلسون، ثم أتت الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من مراحل حتى اليوم، لتجعل منها القوة العسكرية الأكبر في العالم، والأكثر انتشاراً في أرجائه، وكذلك القوة السياسية الأشد تأثيراً في العلاقات الدولية.
وأما الدور الاقتصادي الأمريكي المتنامي داخلياً، والمتصاعد ضمن الاقتصاد العالمي، فهو لم يكن ليتم إلا بتزايد كبير في معدلات التبادل الاقتصادي والتجاري بين دول العالم، وشغل الاقتصاد الأمريكي الأكبر فيه المكانة الأولى في الترتيب، وفي التبادل بين الدول والمؤسسات.
وما يعنيه كل ما سبق، هو أن تحقيق شعار الرئيس القديم – الجديد في ولايته الثانية، وهو «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى»، لن يمكن له التحقق بدون تطور داخلي هائل في الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، بما يتضمنه من صناعة وتكنولوجيا، يستطيع أن يتغلب على المنافسة الصينية الشرسة على المركز الاقتصادي الأول عالمياً.
ولن يتأتى لهذا التطور أن يحقق الشعار، بدون انخراط أمريكي نشيط للغاية في المعاملات والتبادلات الدولية الاقتصادية، بما يتجاوز إمكانات الدول المنافسة، ويحقق العدالة والتوازن المطلوبين في النظام الاقتصادي العالمي. وكذلك، فلن «تعود أمريكا عظيمة» بدون دور خارجي نشيط وقادر على حل الأزمات، وليس خلقها، وهو ما قد يتطلب زيادة كبيرة في الدور السياسي، وتراجع ضروري في الأدوار العسكرية.
الخلاصة البسيطة، هي أن إدارة الرئيس ترامب الجديدة، لن تستطيع تحقيق شعارها الانتخابي بالانعزال عن العالم، والانكباب على أوضاعها الداخلية، فلقد أصبحت أمريكا جزءاً رئيساً من العالم، وأصبح العالم أحد مكونات وجود أمريكا بداخل حدودها وخارجها.
وأيضاً، فإن تحقيق الشعار على الصعيد العالمي، والذي هو أحد مكوناته، لن يتحقق بدون إعادة تعريف الوجود الأمريكي على الصعيد العالمي وأدواته ووسائله.
فهل سيستطيع الرئيس ترامب وحكمه الجديد إدارة كل هذه الملفات المعقدة والمتناقضة في كثير من جوانبها؟ سؤال لن يجيب عنه سوى الواقع القادم.