شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في كمية الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، خاصة فيما يتعلق منها بالموضوعات المثيرة للجدل.

وساهم ظهور الذكاء الاصطناعي في تعزيز هذه الظاهرة، إذ بات من السهل جدا إنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة، مما يجعل المتلقين يعتقدون أن الأخبار المزيفة تبدو حقيقية.

وبشكل عام، تنقسم الأخبار المزيفة إلى فئتين، الأولى قصص غير دقيقة متعمدة، أي أن الأشخاص الذين ينشرونها يعرفون أنها كاذبة ولكنهم ينشرونها على أي حال، بهدف التلاعب بالرأي العام أو لزيادة أعداد الزائرين والمتابعين بغرض زيادة إيرادات الإعلانات.

أما الفئة الثانية فتتعلق بالقصص التي تحتوي على بعض العناصر الحقيقية ولكنها بالمجمل غير دقيقة، لإن الناشر لم يتحقق من جميع الحقائق، أو بالغ في جوانب معينة.

ظاهرة انتشار المعلومات المضللة ليست جديدة، فقد تم استخدام مصطلح "الأخبار المزيفة" بالفعل في القرن التاسع عشر، ولكن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في انتشارها. 

وقبل ظهور الإنترنت، كان الناس يميلون إلى تلقي أخبارهم من مصادر إعلامية موثوقة، وكان الصحفيون مطالبين باتباع قواعد سلوك صارمة. 

لكن شبكة الإنترنت أتاحت طرقا جديدة وسريعة جدا لنشر الأخبار والمعلومات ومشاركتها، مع الغياب النسبي للمعايير التنظيمية أو التحريرية. 

وتؤكد دراسات حديثة أن مستخدمي التواصل الاجتماعي يميلون إلى الثقة بما يرونه في حال كان المنشور يحظى بالكثير من المشاركات والإعجابات وبالتالي يقوم معظمهم بمشاركته والضغط على زر الإعجاب، دون إلقاء نظرة فاحصة على المحتوى.

" Macron recyclage" en traversant la rue de l' #Elysee à la #Concorde .
Merci à #midjourney
et à l'auteur de la photo . https://t.co/8gGPjxLTLN#ReformeDesRetraites pic.twitter.com/Bq1oWQdNlW

— Stonaφr338713????????Nupes✊????VIe République-Retraite60 (@stonair33) March 19, 2023

وغالبا ما تصل الأخبار المزيفة إلى المستخدمين عبر منشورات على منصات مثل فيسبوك وإنستغرام و أكس (تويتر سابقا)، وفي بعض الأحيان قد يكون من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، ولكن في أحيان أخرى، يكون من السهل التعرف عليها بمجرد اتباع بعض الخطوات البسيطة.

وفيما يتعلق بمعرفة الأخبار المزيفة ينصح الخبراء بما يلي:

الخطوة الأولى، والمهمة، هي التحقق من مصدر الخبر وما إذا كان موثوقا ورصينا أم أنه يعمد كثيرا لنشر الأخبار المثيرة للجدل بهدف تحقيق الإثارة.

على سبيل المثال: تأكد من ناشر الخبر، هل هو حقيقي يتمتع بسمعة طيبة؟ أم مجرد حساب وهمي؟ أم شخص لديه أجندة معينة؟

ثانيا: تحقق من مصادر أخرى ذات سمعة طيبة، وعادة ما تكون وكالات الأنباء العالمية المحترفة، أو إعمل بحثا سريعا على غوغل من خلال كتابة كلمات مفتاح مثل "كوفيد- انتشار- اسم البلد" وحدد تاريخ نشر الخبر في "آخر 24 ساعة".

ستظهر لك نتائج بحث متعددة، إذ يمكن النقر على الأخبار المنشورة في هذه الفترة، وإذا لم يظهر لك أي شيء فهذا يعني أن الخبر المنشور غير دقيق.

ثالثا: اقرأ التعليقات على المنشور و لاتكتفي فقط  بقراءة العنوان، ففي كثير من الأحيان يرد أشخاص على المنشورات المضللة، مثل "حصول انفجار في مكان معين"، بنفي الحادث أو القول إنه قديم. 

ومع ذلك لا يجب الاعتماد بشكل كامل على التعليقات، بل يجب القيام بالتحقق من الخبر بنفسك ومن مصادر موثوقة.

رابعا: في كثير من الأحيان يتم استخدام خلفيات اعتمدتها وسائل إعلام رصينة من أجل نشر معلومات مضللة عبر إضافة تعديلات عليها.

وعند مشاهدة منشور بهذا الشكل، فليس عليكم سوى الذهاب لموقع المصدر الأصلي على الإنترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي للتأكد من أن المحتوى منشور بالفعل.

الصور والفيديو

يخشى الخبراء أن تؤدي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتزايد الاعتماد عليها في إنشاء الصور ومقاطع فيديو والتلاعب بها، إلى احتمال أن يصدق الناس كل شيء يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي

وفي السابق كانت هناك مقولة شهيرة مفادها أن "ليس كل ما نقرأه على الإنترنت صحيحا"، واليوم ينصح الخبراء والمختصون بضرورة تحولها إلى "ليس كل ما نراه أو نسمعه على الإنترنت صحيحا".

ومنذ زاد استخدامها مع نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام، شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورات متسارعة جعلت من الصور التي تنتجها تبدو واقعية إلى حد ما.

The boys in Brooklyn could only hope for this level of drip pic.twitter.com/MiqkcLQ8Bd

— Nikita S (@singareddynm) March 25, 2023

ومع ذلك هناك ثغرات يمكن من خلالها معرفة ما إذا كانت الصورة أو مقطع الفيديو أصليا أم جرى التلاعب به.

فيما يتعلق بالصور، ينصح الخبراء بالبحث عنها  بأعلى دقة ممكنة ثم القيام بتكبيرها للكشف عن التناقضات والأخطاء التي ربما لم يتم اكتشافها للوهلة الأولى.

والكثير من هذه الصور التي ينتجها الذكاء الاصطناعي تحتوي على تشوهات وعيوب وخاصة على مستوى مستوى اليدين والأصابع، حيث تظهر اليدين مشوهتان أو أنهما تحتويان على أربع أو ست أصابع أو تكون اليد صغيرة قياسا إلى حجم الجسم.

وغالبا ما يخلق الذكاء الاصطناعي صورا لأشخاص بعيون لها نظرة بلا روح أو ميتة أو تظهر اختلافات واضحة بين العينين.

كما قد يظهر الظل في أماكن غير طبيعية، وعلاوة على ذلك، قد يبدو لون البشرة غير متساوٍ.

كذلك يمكن التحقق من الخلفية داخل الصورة، إذ غالبا ما ينتج الذكاء الاصطناعي صورا بخلفيات مشوهة، لا تحتوي الكثير من التفاصيل، أو وجوه لأشخاص من دون ملامح.

بالنسبة لمقاطع الفيديو المزيفة، النقطة الأهم التي يجب التدقيق بشأنها تتعلق بتطابق حركة الشفاه وتعبيرات الوجه مع كلام الشخص الظاهر في الفيديو.

وتبقى الخطوة الأكثر نفعا، وفقا للخبراء، هي التأكد من مصدر الفيديو أو الصورة، سواء من خلال إجراء بحث عليها في غوغل، أو عبر التحقق من صحة ما ورد فيها من وكالات إخبارية ومواقع موثوقة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی على الإنترنت

إقرأ أيضاً:

هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟

كشف مسح أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أن ما يقارب من نصف الشركات الأميركية التي تطبق الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) منذ أوائل عام 2022 تفعل ذلك بهدف تقليل تكاليف التوظيف والعمالة.

وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري في وقت سابق من هذا الشهر ونقلته بلومبيرغ، أن 45% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في منطقة ريتشموند بالولايات المتحدة تعمل على أتمتة المهام التي كان يؤديها الموظفون سابقا لخفض النفقات.

زيادة الإنتاجية وتغيرات القطاع

وأبرز الاستطلاع الذي أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أيضا أن جميع الشركات التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقريبا تهدف إلى تعزيز إنتاجها.

الاستطلاع وجد أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات (الجزيرة)

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ريتشموند، توماس باركين، في خطاب ألقاه أمس الجمعة "ربما نشهد أيضا ارتفاعا في الإنتاجية، مدفوعا ربما بالأتمتة أو حتى الذكاء الاصطناعي".

ويشير هذا -وفقا لبلومبيرغ- إلى التركيز المزدوج على خفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية بين الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي.

ووجد الاستطلاع أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات. وعلى وجه التحديد، أفادت 53% من شركات التصنيع بأنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، في حين أن 43% فقط من شركات قطاع الخدمات فعلت الشيء نفسه، وفق ما نقلته الوكالة.

وبشكل عام، قامت 46% من جميع الشركات التي شملتها الدراسة بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ يناير/كانون الثاني 2022.

وعلى النقيض من النتائج التي تم التوصل إليها في منطقة ريتشموند، أظهرت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أنه من بين ما يقارب من 40% من شركات تكساس التي تستخدم حاليا الذكاء الاصطناعي، كان التأثير على التوظيف ضئيلا للغاية.

وهو ما يشير إلى أنه على الرغم من استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، فإنه لم يؤد بعد إلى إزاحة الوظائف على نطاق واسع في جميع المناطق.

مقالات مشابهة

  • صور مفبركة من الذكاء الاصطناعي تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت
  • «الهاربة من المتحف».. الذكاء الاصطناعي يصور سوسن بدر بزي ملكات الفراعنة
  • محركات البحث البشرية: كيف كنا نحصل على الإجابات قبل عصر الذكاء الاصطناعي؟
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟
  • رئيس الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت يعتقد أنه من المقبول سرقة المحتوى إذا كان موجودا على الإنترنت
  • «إقامة دبي» تدرّب كوادرها الإدارية على الذكاء الاصطناعي