في عالم متجدد يجسّر العلاقة بين روح الإبداع وأعماق الإنسانية، يحمل الفن بين أشكاله وألوانه لغة خاصة تجمع الواقع بالخيال، ويعد الفنان يوسف النحوي من الفنانين العمانيين البارزين في عالم الفن الذي انطلق من المدرسة كبداية الكثير من الفنانين إلا أنها لم تكن واضحة كثيرًا، بسبب نشأته في مطرح التي كان أطفالها لديهم هوايات أخرى بعيدة عن عالم الفن والرسم، يشاركهم في لعب كرة القدم والطائرة، ويحتفظ بالفن لنفسه.

من المواقف التي ما زالت باقية في ذاكرته عندما كان دائمًا ما يذهب برفقة والده إلى الحلاق في سوق مطرح، الذي كان بجانبه محل يجلس فيه رسام لإحدى الجرائد، ففي وقت الانتظار كان يوسف يشاهد الفنان من أمام المحل عندما كان يرسم باستخدام أقلام الرصاص والحبر والألوان المائية، حتى سمح له الفنان إحدى المرات بالدخول إلى المحل ليشاهد أعماله عن قرب، ويتعرف على شخصيته الفنية أكثر، فلا تزال تلك الذكرى باقية في ذهنه، والتي قد تكون أحد الأشياء التي كونت شخصيته الفنية.

يقول الفنان يوسف النحوي: «من الأشياء الجميلة، كان لوالدي محل لبيع البهارات والمواد الغذائية، ففي وقت الفراغ عندما يكون المكان فارغًا أو أقل ازدحامًا كنت أرسم الأشياء حولي من السوق، فقضية الرسم في عالمي الفني هو شيء لا يتجزأ، ومن الأساسيات التي أعيشها كفنان».

ويقول «النحوي» إنه شارك في مرحلة الإعدادية والثانوية في العديد من المعارض المدرسية، وبعد انتهائه من الثانوية العامة التقى بالدكتور محمد العامري، الذي وجهه إلى مرسم الشباب، فالتحق به في سنة ١٩٩٥ لمدة ثمانية أشهر في الفترة التي كان يدرس فيها اللغة الإنجليزية في المعهد البريطاني، وبعد هذه المرحلة سافر للدراسة إلى الهند ودرس علوم الحاسوب بدلا من الفنون التشكيلية، إلا أن هذه الفترة كانت مرحلة أخرى مهمة في مسيرته الفنية ومرحلة دخول الألوان الزيتية واستكشاف العالم أكثر، فقد كانت تلك الفترة مليئة بالإنجازات، التي أقام فيها أول معرض فني خاص به يضم ٣٤ عملا مع الاحتفال بالعيد الوطني عام ١٩٩٩.

التحق يوسف النحوي في عام ٢٠٠٥ بجمعية الفنون التشكيلية، التي كانت حينها لا تقبل في عضويتها إلا الأشخاص الذين يمتلكون مستويات عالية في الفن، فقد كانت تلك المرحلة مهمة في حياته، فقد شارك في المعارض السنوية التي كانت تقيمها الجمعية، وحصل على عدة مراكز، وفي عام ٢٠٠٧ تم ترشيحه لإقامة معرض مع زملائه الفنانين في النمسا، فكانت تلك أول رحلة دولية فنية له، التي انخرط فيها مع المجتمع هناك، وزار فيها أحد المتاحف الفنية التي شاهد فيها أعمالا بمختلف المستويات، هذا ما زاد شغفه ودافعه نحو الفن عند عودته إلى الوطن، وقد يكون السبب الرئيسي الذي شجعه لإنجاز أعمال فنية كبيرة بعد ذلك.

وقد تطور مع الفنان يوسف النحوي هذا الهاجس، حيث شارك في مسابقات عدة، وكانت أبرزها مسابقة رسم جلالة السلطان قابوس -طيب الله ثراه- عام ٢٠٠٩ على مستوى سلطنة عمان من الفنانين العمانيين وغير العمانيين في جمعية الفنون التشكيلية في مسقط وصلالة، فتم اختيار عمله ضمن ٢٠ عملا من بين أكثر من ٣٠٠ عمل للنهاية، وكانت هذه نقطة تحول كبيرة زادت الشغف والقوة لقيامه بأعمال أخرى مختلفة للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، وفي عام ٢٠١٠ ذهب «النحوي» إلى ألمانيا وحصل على عضوية الفنانين الأوروبيين في ألمانيا التي لا يزال عضوًا فيها حتى اليوم، ومن أبرز الإنجازات التي حققها هو تسجيل اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية لعمل فني قام به للسلطان الراحل في عام ٢٠١٠، وتوالت بعدها الإنجازات.

ويستخدم يوسف النحوي تقنيات مختلفة في أعماله منها تقنية الإكريلك وتقنيات مواد البناء والألوان الزيتية والمائية وغيرها، وما يميزه عن غيره هو اعتماده على الإحساس الذي يجعله يعطي الشيء أكثر، فالإحساس يجعل الفنان متمكنا في رسمه، وهذا ما يأتي تلقائيًا بالخبرة والممارسة.

وحول الرسالة التي يود إيصالها للمجتمع يقول الفنان يوسف النحوي: «الفن عالم جميل نعيشه مع بعض، وعلى الفنان أن يظهر كل ما هو جميل ويسعد الناس، فإسعاد الناس يعني أن يسعد الفنان نفسه، كما نحاول قدر الإمكان أن نرتقي بذائقة الفن وذائقة المجتمع مع المحافظة بالأسلوب الفني».

يقول «النحوي» عن أبرز التحديات التي قد تواجه الفنان أنها تكمن في نفسه ومجتمعه وبيئته، وللتغلب عليها يجب أن يركز على نفسه حتى يستطيع أن يبحر بفنه، ويعطي ويستمر ويكون صادقا بعمله؛ وهذا ما يجعله يتطور وينجح، كما أكد على أهمية الاستمرارية مع ضرورة الاستمتاع، فهي ضمن الأسباب التي تجعل الفنان يبدع أكثر، وعدم الخوف من الوقوع في الخطأ، فهو ما يعلم الشخص ويطوره، كما أشار في ختام حديثه إلى أهمية التغذية البصرية والعامل البصري من خلال حضور المعارض، التي بدورها تغير من فكر الفنان وتطوره.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی کان فی عام

إقرأ أيضاً:

الجماز: جمع الديربيات في جولة واحدة قرار غريبا نحاول فك طلاسمه .. فيديو

ماجد محمد

قال الناقد الرياضي، عبد الرحمن الجماز، أن قرار رابطة دورى روشن للمحترفين بجمع الديربيات فى جولة واحدة قرار يبدو غريب نحاول فك طلاسم.

وأضاف الجماز، فى مداخلة له مع برنامج ملاعب مع فيصل الجفن: ” أنت بحاجة إلى زخم مستمر لكنك جمعت كل الديربيات فى جولة واحدة، لماذا؟”.

وتابع متسائلا: ” لماذا لا توزع تلك الديربيات على اسابيع غير متداخلة، الفكرة تبدو غريبة، فنحن نفسك طلاسم وكانه يراد لنا الا نفهم”.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/09/ssstwitter.com_1727705462868.mp4

مقالات مشابهة

  • خالد الصاوي: الفن أنقذني من الإدمان والالحاد
  • وزير الثقافة يتفقد معرض "حكاية النور" للفنان أحمد فريد ويشيد بأعماله الفنية
  • الشئون المعنوية تستعين بنجوم الفن في بروموهات حرب أكتوبر (فيديو)
  • نجوم الفن والإعلام يقدمون واجب العزاء في زوجة إسماعيل فرغلي
  • نجوم الفن يؤدون العزاء في زوجة إسماعيل فرغلي.. فيديو وصور
  • الجماز: جمع الديربيات في جولة واحدة قرار غريبا نحاول فك طلاسمه .. فيديو
  • يوسف الشريف يبدأ ديربي الموت بلقطة من نهائي كأس السوبر الإفريقي
  • رشوان توفيق: القوة الناعمة ناقل حقيقي للواقع ولها سلطان قوي على الجمهور
  • يوسف الشريف يظهر في مباراة الأهلي والزمالك.. ما علاقة فيلمه الجديد؟
  • «شرشر» في «برغم القانون».. «رأفت الهجان» طريق محمد محمود عبدالعزيز لدخول الفن