أفادت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بأن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين رفيعي المستوى توجهوا إلى الرياض لإجراء محادثات بشأن قضية إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن الفلسطينيين جاءوا إلى الرياض لمناقشة موقفهم من الملف مع المملكة قبل التوصل إلى أي اتفاق.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، للصحفيين، الثلاثاء، إن الوفد الأميركي سيجري محادثات مع الفلسطينيين، وسيناقش قضايا إقليمية أخرى مع السعوديين، مثل الهدنة في اليمن.

ويترأس الوفد الأميركي مستشار الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ومساعدة وزيرة الخارجية، باربرا ليف.

"ليس وشيكا"

وقال مسؤول فلسطيني للصحيفة إن السلطة تريد دعما أميركيا للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بدلا من صفة "مراقب"، من بين أمور أخرى. وذكر أن "الهدف من (المحادثات) شرح الموقف الفلسطيني بشكل عام".

وقال مسؤول فلسطيني آخر: "يربط الناس ذلك (المحادثات) بالتطبيع ولكن في رأيي لا أعتقد أنه وشيك".

وقال المسؤول: "لقد عدنا إلى المسار الصحيح، هناك خط اتصال بيننا وبين السعوديين على مستوى عالٍ للغاية، وهو أمر مهم.. لدينا ثقة كاملة في المملكة العربية السعودية".

وأكد أشخاص مطلعون على الموقف السعودي أن على القيادة الفلسطينية أن تخفف مطالبها، إذا كانت تتوقع أي تنازلات من إسرائيل، بالنظر إلى وجود أحزاب يمينية متطرفة في السلطة ترفض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين. وسبق أن استبعد مسؤول إسرائيلي تحدث لصحيفة فاينانشيال تايمز تقديم تنازلات أو تجميد المستوطنات.

واكتسبت المحادثات بشأن توقيع اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية زخما في الآونة الأخيرة، لكنها لا تزال تواجه تحديات، من أهما عدم رغبة الائتلاف اليمني الحاكم في إسرائيل تقديم تنازلات، والمطالب السعودية من الولايات المتحدة بتأمين تحالف دفاعي، والسماح لها بتخصيب اليورانيوم لإنشاء محطة للطاقة النووية.

والأسبوع الماضي، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس، جو بايدن، قالت لإسرائيل إن "عليها تقديم تنازلات للفلسطينيين، من أجل ضمان نجاح مشروع تطبيع مع السعودية".

وأوضح أن السلطة الفلسطينية قدمت "قائمة طلبات" للسعودية، كجزء من أي صفقة تطبيع محتملة. وبحسب 6 مصادر أميركية وإسرائيلية مطلعة على هذه القضية، فإن هذه الطلبات تشمل "منح السلطة الفلسطينية المزيد من السيطرة على مناطق معينة في الضفة الغربية، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس، وفتح الرياض قنصلية لها بالمدينة ذاتها".

وذكر الموقع أن "وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، زار واشنطن خلال وقت سابق من أغسطس الجاري، لإجراء محادثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، حول اتفاق التطبيع مع السعودية".

قبل تطبيع السعودية وإسرائيل المحتمل.. "قائمة طلبات فلسطينية" أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن السلطة الفلسطينية قدمت "قائمة طلبات" للسعودية كجزء من أي صفقة تطبيع محتملة بين المملكة الخليجية وإسرائيل بوساطة أميركية.

وقالت فاينانشال تايمز إن السعودية تخشى التوصل إلى اتفاق سلام دون مشاركة أو موافقة الفلسطينيين. 

وعينت الرياض سفيرا لها غير مقيم في الأراضي الفلسطينية، سيتولى أيضا منصب القنصل العام بمدينة القدس، وهو منصب جديد تم إعلانه في خضم الحديث المتزايد عن التطبيع.

وتأتي المفاوضات في المملكة قبل اجتماع محتمل بين بايدن، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على هامش قمة "مجموعة العشرين" في نهاية هذا الأسبوع.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟

منذ ما قبل بدء معركة "طوفان الأقصى" حصلت عدّة تطورات في المشهد السياسي الداخلي والإقليمي، كان لها تأثير على المسار العام للعلاقات بين الدول.ولعل التطور الأول هو التقارب الفعلي بين دول الخليج والدولة السورية، وقد يكون التقارب بين دمشق وابو ظبي هو الأكثر وضوحاً، لكن العلاقة الودية مع السعودية لها الدور الاكبر في تعديل المشهد والتوازنات. اما التطور الثاني فكان الاتفاق السعودي الإيراني الذي رعته الصين والذي أثبت بعد محطات عدّة انه ثابت ومستمر ومبني على قناعة ثنائية بين البلدين.

هذه التطورات لها خلفية اساسية هي مسار السعودية الاقتصادي ورؤية الامير محمد بن سلمان التي تفرض على الرياض تصفير مشاكلها مع القوى والدول الاقليمية، لذا تحول الامر الى توجه استراتيجي أدى الى توقف حرب اليمن والى تعديل طريقة التعامل السعودية مع لبنان وفيه بعد سنوات عديدة من اللامبالاة الكاملة من قبل الرياض تحديداً ودول الخليج عموماً تجاه الملف اللبناني الذي بات بنداً عاشراً على سلم الأولويات السعودية، مما ساهم في عرقلة الكثير من الاستحقاقات التي تحتاج لموقف سعودي واضح.

منذ إنتهاء عهد الرئيس ميشال عون، عدلت المملكة سلوكها تجاه لبنان، اذ وبالرغم من استمرارها بالتعامل بحذر مع الملفات الا أنها باتت تناقش بعض الإستحقاقات وتعطي رأياً فيها من دون ان تتدخل بالتفاصيل والزواريب السياسية الداخلية، وباتت حركة السفير السعودي في بيروت وليد البخاري أكثر وضوحاً مع اعطاء اشارات توحي بأن التعامل مع مختلف القوى الداخلية اصبح ممكناً ولم يعد هناك موقف معادي لأي طرف داخلي مع الحفاظ على هوامش الخلاف والاختلاف الذي له جذور تمتد لسنوات.

بحسب مصادر مطلعة فإن جزءا من عدم إتمام الملف الرئاسي اللبناني هو عدم وجود موقف سعودي واضح من المرشحين، فهذا الموقف لا يؤثر فقط على كتلة واسعة من النواب في المجلس النيابي، بل يؤثر أيضاً على موقف القوى الاقليمية والدولية، وقد سعت سابقاً كل من فرنسا وقطر للحصول على موقف واضح من الرياض تجاه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وغيره من المرشحين من دون نتيجة. هكذا يصبح الحضور السياسي السعودي في لبنان بالغ الأهمية ويؤثر على مسار البلد من اكثر من زاوية.

وترى المصادر أن الإنفتاح العربي على لبنان سيستكمل وقد يترافق مع التسوية المتوقعة بعد الحرب الحاصلة في جنوب لبنان وقطاع غزة، اذ ان الرياض ترغب في تحسين علاقاتها مع مختلف الاطراف في المنطقة وفي الداخل اللبناني وقد يكون "حزب الله" احد هذه الاطراف، اذ ان التواصل مع حكومة صنعاء ومع ايران من قبل السعوديين لن يكون اسهل من فتح ابواب الاتصال مع حارة حريك. أمام كل ما تقدم ستكون دول عربية كبيرة مستعدة للقيام بدور مشابه للدور السعودي في اللحظة التي ترفع فيها المملكة الفيتو المبدئي.

وتلفت المصادر إلى أن الانفتاح العربي الكامل تجاه لبنان سيكون استكمالا للتسوية الشاملة التي ستطال لبنان ودولا اخرى والتي تهدف، وفق مصلحة الجميع، للاستقرار الطويل الأمد بعد الحرب الجنونية التي طالت أكثر من دولة في المنطقة. اذا ستكون عودة العرب الى لبنان مرتبطة بعودتهم الى سوريا ايضا وبمصالحتهم ايران، وعليه يصبح المشهد في المنطقة عبارة عن سلسلة متكاملة من المصالحات والتسويات.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: التطبيع العربي مع إسرائيل لا يمكن أن يكون مجانيًا
  • أوكيناوا.. احتجاجات بسبب جرائم جنسية ارتكبها جنود أميركيون
  • هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟
  • طقس السعودية.. تنبيه من أتربة على الرياض
  • السعودية: ندعم نشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية
  • لن أذهب إلى أي مكان.. بايدن يؤكد المضي في السباق الرئاسي
  • السعودية تدعو لنشر قوة دولية في غزة بقرار أممي لدعم السلطة الفلسطينية
  • بايدن ونتنياهو يبحثان جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • حملة ترامب تخطط لمهاجمة كاملا هاريس البديل المحتمل لبايدن ضد ترامب
  • مؤسسة شيخة آل ثاني تنظم ندوة للأطفال لمناقشة القضية الفلسطينية