الجزيرة:
2024-09-30@19:10:40 GMT

60 عاما على سؤال كنفاني.. لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

60 عاما على سؤال كنفاني.. لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟

36 عاما فقط كان عمر الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني حينما اغتاله الموساد الإسرائيلي بتفجير سيارته في بيروت عام 1972، و60 عاما مرت على روايته الأولى والأكثر شهرة "رجال في الشمس" التي وصف فيها تأثيرات النكبة على الفلسطينيين عبر أربعة نماذج من أجيال مختلفة، حيث قدم كنفاني الفلسطيني اللاجئ الذي حوله لاحقا للفلسطيني الفدائي والثائر بالتزامن مع تحولات القضية.

في الرواية يتعرف القارئ على انتهازية (أبو الخيرزان) كنموذج لقائد يبحث عن مصالحه الشخصية على حساب المجموع، وينتقل القارئ مع الرجال الثلاثة (أبو قيس وأسعد ومروان) في رحلة الموت من المخيم للبصرة وحتى الصحراء الحارقة قبل أن يلقوا حتفهم اختناقا في الخزان ويلقي المهرب بجثثهم في مكب النفايات ويستولي على أموالهم.

مواكبة الحياة الفلسطينية

ورغم أن كنفاني كان ميسور الحال -برأي الدكتور عادل الأسطة، أستاذ الأدب في جامعة النجاح بنابلس- وبالتالي لم يعش داخل المخيمات بسوريا، فإنه واكب حياة الفلسطينيين فيها وكتب عن مآسيهم، وبالتالي عاش "البؤس" مرتين بلجوئه وبقربه من طلبته اللاجئين.

وقال الأسطة في حديث سابق للجزيرة نت إن معايشة كنفاني للنكبة وانطلاق الثورة عام 1965، ورؤيته للفلسطينيين المشتتين في سوريا والكويت، انعكستا على كتاباته، التي كانت تؤكد أن اللجوء في المخيمات ليس حلا للشعب الفلسطيني.


في روايته "موت سرير رقم 12" كتب كيف يتحول الغرباء إلى أرقام بالمنافي، ويعيشون حالة الوحدة دون التفكير في حل جماعي بالعودة، "فهم لم يكونوا يشعرون بالانتماء والآخرون لم يشعروهم بأنهم عرب".

وتجلى التوجه إلى أدب المقاومة أيضا لدى كنفاني بإقدامه على دراسة "الأدب الصهيوني" وترجمة روايات مختلفة، ولاحظ مقولة اليهود "إن حل مشكلتهم يكمن في عودتهم لفلسطين"، وهذا جعله يطالب بالموازاة بأن لا حل للفلسطينيين إلا بعودتهم لفلسطين.

وفي روايته "رجال في الشمس" كما هو الحال في رواية "ما تبقى لكم"، يؤكد كنفاني مجددا أن لا حل لعودة الفلسطينيين إلا بالعمل الجماعي، فهو كان مدركا وواعيا لحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد على فكرة أن الدول العربية ستحارب لعودة الفلسطينيين، "فهي لم تسمح لهم بتشكيل تنظيمات".

ومقارنة بأدب كنفاني -حسب الأسطة- فإن الأدب المقاوم الحالي شهد تراجعا عقب اتفاق أوسلو عام 1993، حيث كان التفكير يميل نحو التعاطي مع المستجدات الجديدة، وإن كانت الانتفاضة الثانية قد أعطت بريقا لعودة الأدب المقاوم، كما ظهر في ديوان محمود درويش "حالة حصار" وديوان "كزهر اللوز أو أبعد" عام 2005.

ويرى الأسطة أن كنفاني هو أول من عرّف الأمة العربية على شعراء وأدباء المقاومة، ويقول محمود درويش: "حين نعتنا كنفاني بأننا أدباء مقاومة لم نكن نعرف أننا نكتب أدبا مقاوما، وإنما نكتب أدبا نعبر فيه عن واقعنا".

أسئلة ملتاعة

ويرى الناقد الفلسطيني فخري صالح أنه رغم قصر رحلة كنفاني على الأرض جاءت أسئلته الملتاعة حول مصير الفلسطينين، الذين بدوا في عمله نماذج لتعليق المصير البشري وتأجيله إلى إشعار آخر، على لهب الكتابة الروائية والقصصية والمسرحية، واستطاع في عدد من أعماله المركزية أن يرى في الفلسطيني نموذجا لعذاب الإنسان (مطلق إنسان) وصراعه الدائم، الذي لا يهدأ، لكي يفهم الأسباب التي تجعله مشدودا إلى مصيره المعلق في التاريخ.

ويمكن لقارئ أعمال غسان كنفاني أن يستبدل الشخصيات الفلسطينية في هذه الأعمال بشخصيات من جنسيات وأزمنة أخرى ليكتشف أن غسان حوّل فلسطين إلى تعبير رمزي معقد عن تراجيديا العيش الإنساني على الأرض.

على أرضية هذا الفهم تلتقي روايته "رجال في الشمس" مع مسرحياته "الباب"، "القبعة والنبي"، "جسر إلى الأبد" حيث يسفر الفلسطيني عن وجهه الإنساني ويعيد طرح الأسئلة الوجودية الأساسية على نفسه: أسئلة الولادة والموت، والرحلة والمصير المعلق على جسر الأبد، كما يقول صالح.


وإذا كانت روايات غسان قد اهتمت بتقديم إجابة سردية على الخروج الفلسطيني ومواجهة تهديد الموت، كما في "رجال في الشمس و "ما تبقى لكم" على اختلاف ما في هاتين الروايتين من تجلية لوضع الفلسطيني وشروط استجابته لتهديد الموت، فإن قصصه -التي لم تحظ حتى هذه اللحظة بدراسة تفصيلية تكشف عن فرادتها وتميزها وأفقها الإنساني الرحيب- تقرأ تراجيديا العيش الفلسطيني في حياة شخصيات مغفلة الهوية تعيش ضمن الحدود الدنيا لشروط الهوية.

فإذا نظرنا إلى أعمال غسان كنفاني الروائية الأخرى "أم سعد، عائد إلى حيفا" والروايات غير المكتملة مثل "الأعمى والأطرش، برقوق نيسان" فسوف نجد أن الروائي الفلسطيني الكبير الراحل يواصل تحت ضغط الشرط التاريخي بحث سؤال الوجود الفلسطيني في ضوء الشروط الإبداعية نفسها: وضع فلسطين تحت مجهر الوجود الإنساني المعقد، وعدم الانزلاق إلى التعبير المبسط الشعاري عن قضيتها الكبرى التي تلامس وجدان البشر جميعا، كما يقول صالح.

أجيال فلسطينية

وفي مقاله بالجزيرة نت كتب الأديب الراحل أمجد ناصر قائلا إذا قرأنا "رجال في الشمس" "وما تبقّى لكم" بصفتهما روايتين عن الحدود، فإننا سنفهم أن الأبعاد الرمزية التي تحفل بهما الرواية: أجيال الفلسطينيين الثلاثة، دور السائق، خزان الصهريج، البحث عن الأم، زكريا الخائن الذي استولى على مريم.

ويضيف "كانت خارج العلاقة بالأرض التي صارت إطار هويتها، ليس من أجل رواية الحكاية الفلسطينية، وإنما من أجل اكتشاف استحالة روايتها، من أجل أن يعيد سعيد (رب عائلة فلسطينية لاجئة في الرواية) إلى حيفا، ويقول إن ما تبقّى لنا هو حساب الخسارة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تركيا.. محاكمة طالبات الثانوية العامة تدخل يومها الرابع

أنقرة (زمان التركية) – تشهد تركيا محاكمة 41 شخصاً، بينهم 19 طالبة في المرحلة الثانوية، بتهمة الانتماء لحركة الخدمة.

في نطاق التحقيق بالقضية رقم 2023/276683، الذي باشرته النيابة العامة في إسطنبول في 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، نفذت عملية من قبل مديرية فرع الأحداث في شرطة إسطنبول في 7 مايو/أيار 2024، وتم اعتقال 53 شخصا، من بينهم 14 فتاة تتراوح أعمارهن بين 12 و17 عاما.

وفي 23 من سبتمبر الجاري، انطلقت محاكمة طالبات الثانوية العامة، والتي تضمنت أحداثا وصفها الكثيرون بأنها غير طبيعية، حيث تم إختلاق أدلة إدانة ضد الفتيات الصغيرات، كما تم توجيه أسئلة غير منطقية بالنسبة لقاصرات مثلهن.

في جلسة الاستماع الرابعة التي كانت أول أمس الخميس، تم سؤال الطالبة “م.أ” البالغة 16 عاما، حول أن كان لديها حساب في بنك آسيا في العام 2013-2014 أي عندما كان عمرها 5-6 سنوات.

كما تم سؤال الطالبة، ما إذا كان اسمها ذكر في تحقيقات الإرهاب، وإن كان ليدها علاقة بأشخاص يتم التحقيق معهم بخصوص الانتماء لحركة الخدمة.

وأيضا تم توجيه أسئلة للطالبة، حول عضويتها في الجمعيات والنقابات وغيرها التي تم إغلاقها بموجب مراسيم القانون، وإن كانت استخدمت من قبل تطبيق بيلوك، فضلا عن إن كان اسمها قد ورد في أقوال الشهود السريين.

وخلال جلسة الاستماع في 25 سبتمبر، قالت إحدى الطالبات المتهمات، إنه تم توجيه إليها تهمة بسبب آداء الصلاة، قائلة: “لم أكن أعتقد أن الصلوات التي أديتها ستعرض أمامي في يوم من الأيام كجريمة إرهابية”.

وبحسب ما نشرت المحامية التركية، خديجة يلديز، التي تدافع عن بعض الفتيات، فإنه خلال جلسة الاستماع الثالثة للفتيات، كانت الكلمات الأكثر استخداما في الاتهامات الموجهة للفتيات “القرآن، الصلاة”، وكان من بين الاتهامات الغريبة هو أن أحد المتهمين أوصى الآخر بمشاهدة مقاطع فيديو فتح الله جولن.

 

Tags: أردوغانتركياحركة الخدمةغولنمحاكمة طالبات الثانوية

مقالات مشابهة

  • «الثقافة» تصدر كتاب «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الثقافة تصدر «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» بهيئة الكتاب
  • الإبداع العربي| «دم النار.. توقيعات على جدران غزة» إصدار جديد بهيئة الكتاب
  • الهلال الأحمر الكويتي يوقع مع نظيره الفلسطيني اتفاقيتين لتمويل علاج المصابين الفلسطينيين
  • سؤال في النواب لمواجهة السوق السوداء بأدوية السرطان والحقن المجهري
  • بايدن يدعو إلى وقف إطلاق النار في لبنان
  • 24 عاما على “انتفاضة الأقصى”.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • 24 عاما على انتفاضة الأقصى.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • رد قوي من مصطفى محمود على سؤال ملحد.. لماذا لا يوقف الله الحروب؟
  • تركيا.. محاكمة طالبات الثانوية العامة تدخل يومها الرابع