60 عاما على سؤال كنفاني.. لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
36 عاما فقط كان عمر الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني حينما اغتاله الموساد الإسرائيلي بتفجير سيارته في بيروت عام 1972، و60 عاما مرت على روايته الأولى والأكثر شهرة "رجال في الشمس" التي وصف فيها تأثيرات النكبة على الفلسطينيين عبر أربعة نماذج من أجيال مختلفة، حيث قدم كنفاني الفلسطيني اللاجئ الذي حوله لاحقا للفلسطيني الفدائي والثائر بالتزامن مع تحولات القضية.
في الرواية يتعرف القارئ على انتهازية (أبو الخيرزان) كنموذج لقائد يبحث عن مصالحه الشخصية على حساب المجموع، وينتقل القارئ مع الرجال الثلاثة (أبو قيس وأسعد ومروان) في رحلة الموت من المخيم للبصرة وحتى الصحراء الحارقة قبل أن يلقوا حتفهم اختناقا في الخزان ويلقي المهرب بجثثهم في مكب النفايات ويستولي على أموالهم.
مواكبة الحياة الفلسطينيةورغم أن كنفاني كان ميسور الحال -برأي الدكتور عادل الأسطة، أستاذ الأدب في جامعة النجاح بنابلس- وبالتالي لم يعش داخل المخيمات بسوريا، فإنه واكب حياة الفلسطينيين فيها وكتب عن مآسيهم، وبالتالي عاش "البؤس" مرتين بلجوئه وبقربه من طلبته اللاجئين.
وقال الأسطة في حديث سابق للجزيرة نت إن معايشة كنفاني للنكبة وانطلاق الثورة عام 1965، ورؤيته للفلسطينيين المشتتين في سوريا والكويت، انعكستا على كتاباته، التي كانت تؤكد أن اللجوء في المخيمات ليس حلا للشعب الفلسطيني.
في روايته "موت سرير رقم 12" كتب كيف يتحول الغرباء إلى أرقام بالمنافي، ويعيشون حالة الوحدة دون التفكير في حل جماعي بالعودة، "فهم لم يكونوا يشعرون بالانتماء والآخرون لم يشعروهم بأنهم عرب".
وتجلى التوجه إلى أدب المقاومة أيضا لدى كنفاني بإقدامه على دراسة "الأدب الصهيوني" وترجمة روايات مختلفة، ولاحظ مقولة اليهود "إن حل مشكلتهم يكمن في عودتهم لفلسطين"، وهذا جعله يطالب بالموازاة بأن لا حل للفلسطينيين إلا بعودتهم لفلسطين.
وفي روايته "رجال في الشمس" كما هو الحال في رواية "ما تبقى لكم"، يؤكد كنفاني مجددا أن لا حل لعودة الفلسطينيين إلا بالعمل الجماعي، فهو كان مدركا وواعيا لحقيقة أنه لا يمكن الاعتماد على فكرة أن الدول العربية ستحارب لعودة الفلسطينيين، "فهي لم تسمح لهم بتشكيل تنظيمات".
ومقارنة بأدب كنفاني -حسب الأسطة- فإن الأدب المقاوم الحالي شهد تراجعا عقب اتفاق أوسلو عام 1993، حيث كان التفكير يميل نحو التعاطي مع المستجدات الجديدة، وإن كانت الانتفاضة الثانية قد أعطت بريقا لعودة الأدب المقاوم، كما ظهر في ديوان محمود درويش "حالة حصار" وديوان "كزهر اللوز أو أبعد" عام 2005.
ويرى الأسطة أن كنفاني هو أول من عرّف الأمة العربية على شعراء وأدباء المقاومة، ويقول محمود درويش: "حين نعتنا كنفاني بأننا أدباء مقاومة لم نكن نعرف أننا نكتب أدبا مقاوما، وإنما نكتب أدبا نعبر فيه عن واقعنا".
أسئلة ملتاعةويرى الناقد الفلسطيني فخري صالح أنه رغم قصر رحلة كنفاني على الأرض جاءت أسئلته الملتاعة حول مصير الفلسطينين، الذين بدوا في عمله نماذج لتعليق المصير البشري وتأجيله إلى إشعار آخر، على لهب الكتابة الروائية والقصصية والمسرحية، واستطاع في عدد من أعماله المركزية أن يرى في الفلسطيني نموذجا لعذاب الإنسان (مطلق إنسان) وصراعه الدائم، الذي لا يهدأ، لكي يفهم الأسباب التي تجعله مشدودا إلى مصيره المعلق في التاريخ.
ويمكن لقارئ أعمال غسان كنفاني أن يستبدل الشخصيات الفلسطينية في هذه الأعمال بشخصيات من جنسيات وأزمنة أخرى ليكتشف أن غسان حوّل فلسطين إلى تعبير رمزي معقد عن تراجيديا العيش الإنساني على الأرض.
على أرضية هذا الفهم تلتقي روايته "رجال في الشمس" مع مسرحياته "الباب"، "القبعة والنبي"، "جسر إلى الأبد" حيث يسفر الفلسطيني عن وجهه الإنساني ويعيد طرح الأسئلة الوجودية الأساسية على نفسه: أسئلة الولادة والموت، والرحلة والمصير المعلق على جسر الأبد، كما يقول صالح.
وإذا كانت روايات غسان قد اهتمت بتقديم إجابة سردية على الخروج الفلسطيني ومواجهة تهديد الموت، كما في "رجال في الشمس و "ما تبقى لكم" على اختلاف ما في هاتين الروايتين من تجلية لوضع الفلسطيني وشروط استجابته لتهديد الموت، فإن قصصه -التي لم تحظ حتى هذه اللحظة بدراسة تفصيلية تكشف عن فرادتها وتميزها وأفقها الإنساني الرحيب- تقرأ تراجيديا العيش الفلسطيني في حياة شخصيات مغفلة الهوية تعيش ضمن الحدود الدنيا لشروط الهوية.
فإذا نظرنا إلى أعمال غسان كنفاني الروائية الأخرى "أم سعد، عائد إلى حيفا" والروايات غير المكتملة مثل "الأعمى والأطرش، برقوق نيسان" فسوف نجد أن الروائي الفلسطيني الكبير الراحل يواصل تحت ضغط الشرط التاريخي بحث سؤال الوجود الفلسطيني في ضوء الشروط الإبداعية نفسها: وضع فلسطين تحت مجهر الوجود الإنساني المعقد، وعدم الانزلاق إلى التعبير المبسط الشعاري عن قضيتها الكبرى التي تلامس وجدان البشر جميعا، كما يقول صالح.
أجيال فلسطينيةوفي مقاله بالجزيرة نت كتب الأديب الراحل أمجد ناصر قائلا إذا قرأنا "رجال في الشمس" "وما تبقّى لكم" بصفتهما روايتين عن الحدود، فإننا سنفهم أن الأبعاد الرمزية التي تحفل بهما الرواية: أجيال الفلسطينيين الثلاثة، دور السائق، خزان الصهريج، البحث عن الأم، زكريا الخائن الذي استولى على مريم.
ويضيف "كانت خارج العلاقة بالأرض التي صارت إطار هويتها، ليس من أجل رواية الحكاية الفلسطينية، وإنما من أجل اكتشاف استحالة روايتها، من أجل أن يعيد سعيد (رب عائلة فلسطينية لاجئة في الرواية) إلى حيفا، ويقول إن ما تبقّى لنا هو حساب الخسارة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كلمات أغنية برج الثور.. محمد رمضان يُجيب على سؤال الـ 5 ملايين جنيه
أثار الفنان محمد رمضان حالة من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب إعلانه عن مسابقة للجمهور تصل جائزتها إلى 5 ملايين جنيه، لمن يستطيع تخمين اسم أغنيته القادمة.
مسابقة محمد رمضانوكشف الفنان محمد رمضان عن تفاصيل المسابقة التى أعلن عنها خلال الأيام الماضية، عبر حسابه على موقع «فيس بوك» والتى أوعلن من خلالها عن جائزة تصل 5 ملايين جنيه لمن يتمكن من معرفة اسم أغنيته الجديدة.
وقرر رمضان أن يسهل الاسم على جمهوره مؤكدا أنها اسمها مقتبس من أغانيه برج الثور، وأغنية كبير بلد.
محمد رمضان تفاصيل مسابقة محمد رمضانوكتب محمد رمضان عبر حسابه بموقع فيسبوك: «سؤال الخمسة مليون جنيه باقي يومين اسم أغنيتي القادمة موجود في أغنية من الاتنين دول برج الثور وكبير بلد»
كليب برج الثور لـ محمد رمضانوطرح الفنان محمد رمضان، كليبه الجديد الذي يحمل اسم «برج الثور» بالتعاون مع النجم العالمي أفرو بي، عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات يوتيوب، بعد فترة من الترويج له.
أغنية «برج الثور» من كلمات محمد رمضان وأحمد ديزل، وتوزيع إيهاب كلوبيكس، والفيديو كليب من إخراج ليلى غالب، و تأتي بالتعاون بين محمد رمضان والرابر أفرو بي، وهي من إخراج ليلي غالب، ومن كلمات محمد رمضان وأحمد ديزل، وألحان وتوزيع ديزل.
تسلط الأغنية الضوء على شخصية قوية ومستقلة، وتحمل مزيجًا من الإيقاعات الحديثة والكلمات الجريئة، كما تعبّر عن سمات مواليد برج الثور مثل الثبات والإصرار، لكنها تقدمها بأسلوب مرح ومعاصر.
اقرأ أيضاًمحمد رمضان يعلن سبب غياب بيرسي تاو عن تدريبات الأهلي
محمد رمضان يطرح «برج الثور» بالتعاون مع أفرو بي (فيديو)
محمد رمضان يطرح مسابقة للجمهور بجائزة 5 ملايين جنيه.. ما القصة؟