بوابة الوفد:
2024-11-24@09:38:50 GMT

كتاب يجب تدريسه فى مدارسنا

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

تتكرر بين الحين والحين مقولة إحياء الخلافة الإسلامية من خلال طرح خادع ترفعه جماعة الإخوان وباقى تنظيمات الإسلام السياسى، وهو أن الإسلام دين ودولة.

وأتصور أن كتاب الشيخ على عبدالرازق «الإسلام وأصول الحكم» والصادر قبل نحو قرن من الزمن يبقى من أهم الكتب المفصلية التى تصدت لإشكالية خلط الدين بالسياسة بدلائل عقلية، وخطاب هادئ، ونقاش موضوعى عميق.

وفى رأيى، فإن ترسيخ قيم المواطنة فى بلادنا يدفعنا دفعا إلى أن نفكر بجدية فى تدريس هذا الكتاب للطلبة فى المدارس خاصة فى مرحلة التعليم الأساسى، والتى يتشكل فيها وعى الفرد. وهذا الاقتراح ليس قاصرا على مصر وحدها، وإنما يمكن تطبيقه فى باقى الدول العربية، التى عانت ومازالت تعانى من مخاطر عديدة بسبب التطرف الدينى، ومزج للسياسة بالدين.

ومثل هذا الكتاب يقطع الطريق تماما على أطروحات الجماعات الأصولية المتطرفة بمختلف درجاتها، ويمثل ردا مبسطا وقويا على فكرة الخلافة واعتبارها أصلا من أصول الدين الإسلامى.

لقد صدر هذا الكتاب عام 1925 وامتلك صاحبه الجرأة ليعلن للناس أن اعتبار الخلافة أصلا من أصول الدين الإسلامى أساء للإسلام وأساء للسياسة نفسها.

وذكر المؤلف أن الخلافة هى ابتكار دنيوى بحت، وليست فرضا إلهيا، والدليل على ذلك أن مصطلح «خليفة» لم يرد فى القرآن الكريم باعتباره حاكما، وإنما ظهر عقب وفاة النبى (ص) للإِشارة إلى خليفته أبى بكر الصديق. لكن المشكلة  تولدت بعد أن اقتضت مصلحة الخلفاء أنفسهم تصوير الخلافة باعتبارها أمرا دينيا لا دنيويا لتحصين سلطانهم أمام محكوميهم، وللأسف الشديد فقد تحولت الخلافة إلى محور أساسى فى العقائد الإسلامية. 

ويرى على عبدالرازق أن الإسلام برىء من هذا الشطط، والذى تسبب فى استبداد كثير من الحكام وتجبرهم وفسادهم. فالإسلام لم يحدد شكلا محددا للحكم، ومعظم ما دونه الفقهاء من أحكام وتصورات فى هذا الشأن اعتمدت على التاريخ ولم تعتمد على نصوص دينية بعينها. ومن هنا يخلص الرجل إلى أنه لا يوجد فعليا ما يمنع الناس من اتباع النظم المدنية الحديثة للديمقراطية وتداول السلطة واتباع أفضل ما توصلت له العقول البشرية من نظم تتحقق معها التنمية ويسود فى ظلها الاستقرار.

ويقول الكتاب «إنّ الحكم والقضاء ومراكز الدولة هى خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها، ولم ينكرها، ولا أمر بها ولا نهى عنها، وإنما تركها لنا لنرجع فيها إلى إحكام العقل، وتجارب الأمم».

ولقد أثار الكتاب غضب المتاجرين بالدين، فهاجموا صاحبه واتهموه بالضلال، ونشروا عنه الشائعات، لكنه ظل ثابتا وقويا لتثبت الأحداث فيما بعد صحة تصوراته بشأن نشر الفوضى والإرهاب تحت باب دعوات إحياء الخلافة. 

لقد دفع الشيخ على عبدالرازق ثمن عقلانيته وتحضره، وتعرض للمحاكمة والفصل من العمل والتشنيع عليه، وأقل ما يجب تكريما له أن يُقرر كتابه على طلبة المدارس، لإقامة حصن مبدئى ضد أخطر الدعوات الضالة التى تطرحها كل حين الجماعات المتطرفة. 

وسلامٌ على الأمة المصرية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مدارسنا الإسلام السياسي جماعة الاخوان

إقرأ أيضاً:

إعادة كتاب بعد نصف قرن

البلاد ــ وكالات

أعاد أحد الزبائن السابقين لمكتبة بنسون التذكارية في تيتوسفيل، بولاية بنسلفانيا الأمريكية كتابًا بعنوان« لومباردي: الفوز هو الشيء الوحيد»، من تأليف جيري كرامر، وكان من المقرر إرجاعه في 26 يوليو 1973، أي قبل 51 عامًا، ولكنه أعيد مؤخرًا إلى المكتبة.

وقالت المكتبة في منشور لها، عبر وسائل التواصل: إنها ألغت غرامات التأخير منذ عام 2021، إلا أن الشخص الذي أعاد الكتاب، قام بحساب الغرامة المستحقة مع الفائدة، وتبرع بالمبلغ للمكتبة.

من جهتها، أوضحت جيسيكا هيلبورن، المديرة التنفيذية للمكتبة، أن الكتاب لن يعود إلى أرفف المكتبة للاستخدام العام، بل سيُعرض في مكتب المكتبة كذكرى مميزة.

وأضافت جيسيكا هيلبورن:« كان من الرائع أن يعبر الزبون عن تقديره للمكتبة، وأنه لا يزال يتذكرها، ويقدر ما نقدمه من خدمات حتى بعد مرور 51 عامًا. يشار إلى أن مثل هكذا سيناريوهات كثيرًا ما تحدث في الدول الغربية، ومنها رجل مسن أعاد إلى المكتبة العامة في السويد كتابًا تاريخيًا بعد إعارته قبل 40 سنة، واحتفت المكتبة بهذا الحدث.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. «سياحة الشيوخ» تناقش حل مشكلات ميكنة البوابات الإلكترونية للمناطق الأثرية
  • إعادة كتاب بعد نصف قرن
  • كانت مسيحية وعلمت ابنتها الإسلام.. من هي والدة مي عز الدين؟
  • اعتماد تأمين صحي إلزامي على السائحين أمام الشيوخ غدًا
  • ما نعرفه عن يوناني عماد الدين!
  • «شمس الدين» يطوف المحافظات لزراعة «الكتان».. و«النتيجة مبهرة»
  • فى طلب السعادة
  • الصراع حول إعادة تعريف ما يمثله الإسلام في عالم القرن 21.. قراءة في كتاب
  • 5 اتهامات.. "حملة تطهير المجتمع" تكشف العقوبة المتوقعة على هدير عبدالرازق (فيديو)
  • عالم بالأوقاف: قيمة المؤمن ليست بمكانته الاجتماعية وأمواله وإنما بتقوى الله