جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-30@11:11:01 GMT

فلسفة الأبديّة!

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

فلسفة الأبديّة!

 

فاطمة الحارثية

 

إن خرجت عن الدائرة التي أحطَّ نفسك بها، ثم تأملت كل شيء من حولك، وبعدها تأملت قيمتك الحقيقية، كذات ونفس ووجود، دون رأي مرتجى من آخر، فقط قيم نفسك بصدق، فهل ما تفعله لنفسك سواء العلم الذي تتزود به، أو الطعام الذي تستقوي به، أو العلاقات التي تعيش عليها وبها، تقودك إلى السلام؟ جميعنا يبحث عن الفهم والحلول وحتى الابتكار، لكن في الغالب أسباب البحث الحقيقة مُبطنة، ونختار ألا نراها، أو نفسرها بطريقتنا.

فمثلا أنا أعلم أنني أبحث عن الفهم، لازداد استسلامًا ويقينًا بقضاء الله وحكمه، وأعلم أنني أبحث عن الحلول، لأقول لربي يوم الحشر إنني حاولت وسعيت، رغم جهلي بما سوف يأتي أثناء وبعد تطبيق الحلول، ومن نفس الباب تفسيري لكثير من الأمور، وإقدامي أو إحجامي لها أسباب قد لا تتفق معها أو حتى تدرك بُعدها، ولست وحيدة في هذا، لكن يبقى الغرض عند الكثير منَّا مختلفا، كباحث ومفسر لإشباع الغرائز أو الشهوات، أكانت سلطة أو طرق لنيل مراد، أو طموح، وليس ثمة خطأ في ذلك.

في الحياة القصيرة يرى البعض الكثير من الأمور على أنها أبدية، ولن أجادلهم في ذلك، فهم يرونها بمقياس حياتهم المحدودة، ثم يتمتمون، وليكن الله في عون من هم بعدنا، وهنا مكمن التحدي؛ فقياسهم بأبدية الأمور لأنفسهم قد يقود إلى سوء الاستخدام، وكأن حالهم "لأستمتع بكل شيء وأبديتي الدنيوية ومن بعدي لا أكترث فأنا لن أكون حاضرًا".  الصراع المرهق من أجل الاستحواذ، والفهم المغالط من أجل تحقيق مصالح خاصة، وكأننا في صراع رغم أن الأرزاق قد وزعت والحظوظ قد كتبت والحكم قائم، نجد هذا الفكر يأتي بما يشتهي من معتقدات وأحكام وكأنه باق ولن يغادر ولسان الحال يتدبر قول: "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك".

الذات ليست معقدة كما يصفها الكثير من الناس، والعوائق نتائج وليست البدايات، انهكنا أنفسنا في بحث مضنٍ للصغائر، وتركنا عمق المعاني ولذة الحياة وجمالها، راقبنا لنهدم واجتهدنا في التسلق على الغير بدل الإنجاز، تفاخرنا بسرقة جهد الآخرين، ونسبنا لأنفسنا ما لا طاقة لنا به، دون اكتراث لاستدامة الأمور وإعطاء المساحة ومشاركة المستحق حتى يستمر العطاء، فالحكمة ونحن جميعًا نتفق عليها ليست بالوصل؛ بل بالبقاء، والبقاء يتحقق بالشراكة، وبالتالي يجب علينا أن لا نغدر بمن ساهم ومنحنا فرصة الوصول، ولا من عمل معنا لنصل، لأنَّ العاقل يُدرك أن الحاجة مستمرة لنبقى في القمة، وإن خُنا وشوهنا أو استبدلنا لن نجد ذات الجودة أو البصمة، وربما نتعرض لسقوط مدوٍ، فيا طالب الازدياد والحالم بالعلا، تدثر بالحكمة والطموح الجماعي وفكر الشراكة، واترك الأنانية والفتن حتى تبقى وتستمر.

 

فلسفة الأبدية، لم يستطع المؤرخون قيد تاريخها، فحتى آدم عليه السلام، كانت رغبة الخلود خطيئته، وإلى يومنا ما زلنا لا نتعلم من أخطاء من سبقونا، ونحكم على من يُفترض أن يُكملنا على أنه ناقص دون وعي أننا لسنا الكمال، نستثمر في غير محله، ونبحث ونطالب بالمتميزين والمبتكرين وغيرها من المهارات، وعندما نجد التميز والاختلاف بعد جهد مضنٍ من البحث نحاول هدمه، ونجتهد ليشبهنا، بحجة أنه لا يفهم، أو لا يعلم، أو وجوب تأهيله أو تطويره أو إعادة برمجة فكره، كأن تساوي الفهم وتشابه الفكر فريضة، فكيف سوف نتطور؟ فلنتعلم كيف نعامل المهرة والمبدعين، ونقاوم الرغبة في أن يشبهونا حتى نصنع جمالا حقيقيا وعملا مبدعا ومتكاملا وأداء مستداماً.

*****

سمو...

القيمة الحقيقة في أن لا نضيع ولا نناقض؛ بل اليقين بأن الحياة تمتد إلى ما بعد الموت، نُحب لكن لا أحد يستطيع أن يُجزم أن ذات التفاعل يتكرر عند الجميع، لذلك احترام الآخر واجب وإن كان غريبًا أو مختلفًا.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور

قالت دار الإفتاء المصرية أن قراءة القرآن الكريم من الأمور التي تجلب لصاحبها البركة والثواب والأجر من الله عز وجل؛ ومن السور التي ورد في فضل قراءتها عدة أحاديث: سورة "يس".

فضل قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر جواز قراءة سورة يس لرد المسروق؟ أمين الفتوى يحسم الجدل حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور

وتابعت دار الإفتاء المصرية فعن معقل بن يسار رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «و"يس" قَلْبُ الْقُرْآنِ، لَا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الْآخِرَةَ إِلَّا غُفِرَ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» رواه أحمد.

وأضافت الإفتاء أن قراءة سورة "يس" لها فضل كبير، ولقارئها ثواب عظيم من الله عزَّ وجلَّ، وقد قرَّر فريق من العلماء جواز قراءة سورة يس" بنية قضاء الحاجات وتفريج الكربات -كالسَّعة في الرزق وقضاء الدَّين وتيسير الحاجات ونحو ذلك من أمور الخير- وأنَّ مَنْ قرأها متيقنًا بأن الله عزَّ وجلَّ سيقضي حاجته ببركة قراءة القرآن وسورة "يس" حصل له مقصوده بإذن الله

قراءة يس بعد الفجر 

وضحت الغفتاء أنه قد ورد في السنة النبوية المطهرة الحث على ذكر الله تعالى بعد صلاة الفجر؛ ومن ذلك ما رواه الإمام الترمذي في "جامعه" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؛ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّة».

ومن أعظم الذكر قراءة القرآن الكريم، وقد ورد الأمر الشرعي بقراءته مطلقًا، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فامتثاله يحصل بالقراءة فرادى أو جماعات، سرًّا أو جهرًا، ولا يجوز تقييده بهيئة دون هيئة إلا بدليل.

كما ورد الشرع بفضل سورة يس وعِظَمِ ثواب قراءتها؛ في نحو ما أخرجه الدارمي والترمذي -واللفظ له- والبيهقي في "شعب الإيمان" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا، وَقَلْبُ القُرْآنِ يس، وَمَنْ قَرَأَ يس كَتَبَ اللهُ لَهُ بِقِرَاءَتِهَا قِرَاءَةَ القُرْآنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ»، وأخرج الطبراني وابن مردويه من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دَاوَمَ عَلَى قِرَاءَةِ يس كُلَّ لَيْلَةٍ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيدًا».
 

مقالات مشابهة

  • أنشيلوتي: أتليتيكو مدريد لديهم الكثير من الجودة!
  • الجاسر: عمل غويدو يشوبه الكثير من الغموض .. فيديو
  • كتلة الحوار: كلمة الرئيس السيسي اليوم حملت الكثير من رسائل الطمأنة للمواطنين
  • وكيل «تضامن الشيوخ»: يجب وضع فلسفة لتحويل برامج الدعم ومستهدفاتها لنقدي
  • "أنتم الرمز الأبدي".. شيكابالا يوجه رسالة مؤثرة لجماهير الزمالك بعد التتويج بالسوبر الأفريقي
  • شيكابالا لجماهير الزمالك: «أنتم الرمز الأبدي.. والوفاء الذي يُدرّس»
  • عربيد: ندعو لتكليف الجيش تولي زمام الأمور
  • إسرائيل تعلن اغتيال أمين عام حزب الله وتقول مهددة: في جعبتنا الكثير
  • «التنسيقية» تثمن إطلاق الحكومة النقاش العام حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية
  • حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور