واشنطن تفرض عقوبات على شقيق «حميدتي» لانتهاكات حقوق الإنسان
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
واشنطن قالت إن فرض عقوبات على قائد ثاني قوات الدعم السريع، يظهر التزامها بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والواسعة النطاق في السودان.
التغيير: وكالات
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، عن فرض عقوبات على قائد ثاني قوات الدعم السريع في السودان عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق قائدها محمد حمدان دقلو «حميدتي» الذي يخوض حرباً ضد الجيش النظامي في البلاد، بسبب ارتكاب قواته أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك استهداف المدنيين والقتل العرقي واستخدام العنف الجنسي.
وتدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى منذ 15 ابريل الماضي، في محاولة للسيطرة على السلطة، أدت لسقوط آلاف القتلى من المدنيين، وتشريد الملايين داخل وخارج السودان.
أعمال عنف وانتهاكاتوقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان، اليوم الأربعاء، إنه ومنذ بداية الصراع بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في 15 أبريل 2023، فشل الجانبان في تنفيذ وقف إطلاق النار، واتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور وأماكن أخرى.
وأضافت أن العقوبات استهدفت عبد الرحيم لقيادته قوات الدعم السريع، التي وصفتها بأنها كيان شارك أعضاؤه في أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك مذبحة بحق المدنيين وعمليات القتل العرقي واستخدام العنف الجنسي.
وأكد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون- بحسب البيان- أن هذه العقوبات تظهر التزام واشنطن بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والواسعة النطاق في السودان.
وقال إن الولايات المتحدة تحث طرفي الصراع على وقف الأعمال القتالية وأعمال العنف التي تؤدي إلى استمرار الأزمة الإنسانية في السودان.
حظر الممتلكات والمؤسساتوأوضحت الوزارة أنه نتيجة للإجراء المتخذ اليوم، سيتم حظر وصول عبد الرحيم دقلو إلى جميع الممتلكات والمصالح المدرجة تحت اسمه في الولايات المتحدة، أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أمريكيين، ويجب إبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عنها.
وأضاف أنه سيتم أيضاً حظر أي كيانات مملوكة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل فردي أو إجمالي، بنسبة 50% أو أكثر من قبل شخص واحد أو أكثر من الأشخاص المحظورين.
وأكد البيان أن المؤسسات المالية والأشخاص الآخرين الذين يشاركون في معاملات أو أنشطة معينة مع الكيانات والأفراد الخاضعين للعقوبات قد يعرضون أنفسهم للعقوبات، أو يخضعون لإجراءات إنفاذ.
ويشمل الحظر تقديم أي مساهمة أو توفير أموال أو سلع أو خدمات من قبل أي شخص محدد أو إليه أو لصالحه، أو تلقي أي مساهمة أو توفير أموال أو سلع أو خدمات من أي شخص من هذا القبيل.
وبرز اسم عبد الرحيم “شقيق حميدتي”، بعدما تم تعيينه قائداً ثانياً لقوات الدعم السريع عقب ثورة ديسمبر 2018م، كما أثار تعيينه عضواً في مجلس شركاء الفترة الانتقالية كثيراً من الجدل.
وقبل اندلاع الحرب كثف من تحركاته الداخلية والخارجية والتصريحات ضد قيادة الجيش السوداني، وبعد اندلاع حرب 15 ابريل واختفاء شقيقه “حميدتي” ظهر في صورة القائد الأول للدعم السريع.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان حرب 15 ابريل دارفور عبد الرحيم حمدان دقلو عقوبات مجلس شركاء الفترة الانتقالية محمد حمدان دقلو (حميدتي) وزارة الخزانة الامريكيةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان حرب 15 ابريل دارفور عقوبات محمد حمدان دقلو حميدتي وزارة الخزانة الامريكية قوات الدعم السریع وزارة الخزانة فی السودان عبد الرحیم حمدان دقلو
إقرأ أيضاً:
هزائم الدعم السريع
يبدو أن الجيش السوداني يسير وفق خطة استراتيجية محكمة لاستعادة جميع المدن من قوات الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فبعد تمكن الجيش في عملية خاطفة من استعادة جبال موية الاستراتيجية، عاد السبت الماضي لبسط سيطرته على مدينة سنجة الاستراتيجية، عاصمة ولاية سنار.
في هذا الإطار، أكد الجيش السوداني عبر موقعه الرسمي، سيطرته على قيادة الفرقة 17 مشاة، ومداخل ومخارج ووسط المدينة، وهو ما يعكس إصراره على استعادة المدن، والمناطق الرئيسية من قوات التمرد.
وجاءت هذه الخطوة بعد معارك عنيفة اعتمدت فيها القوات على استخدام الطائرات المسيّرة والقصف المدفعي. وقد تقدم الجيش تدريجيًا من مناطق عدة، مثل الدندر والسوكي، حتى أحكم قبضته على سنجة، مشيرًا إلى نيته مواصلة التقدم نحو المناطق المجاورة مثل الدالي والمزموم وأبو حجار لاستكمال العملية العسكرية.
الانتصار العسكري في سنجة كان له صدى واسع بين السكان المحليين، حيث نظمت احتفالات في المدينة، لتحية الجيش ودعمه، كما شهدت مدينة الحواتة بولاية القضارف، التي لجأ إليها سكان سنار، احتفالات مماثلة، مما يعكس التفاف الشعب السوداني حول جيشه، وتوحد الجميع على هدف تحرير البلاد في حرب الكرامة.
إحباط تهريب الأسلحة وتأمين الحدود
ويبدو أن الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه ينتظرهما جهد كبير لتحض قوات الدعم السريع المتمردة، التي تمتاز بسرعة العمل والحركة في المناطق الحدودية، إضافة إلى نجاحها في عقد تحالفات إقليمية ودولية لإمدادها بالأسلحة الحديثة بشكل مستمر، حيث كشفت تلك الحركات الخميس الماضي عن نجاحها في إحباط عملية كبرى، لتهريب الأسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر الحدود الليبية- التشادية- السودانية.
وأوضح بيان لحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن العملية تمت بالتنسيق بين الحركات المسلحة، والجيش السوداني لحماية حدود البلاد، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا الاتجاه، وتطور على مستوى التنسيق العسكري والاستخباري بين الطرفين.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع "كورنيت"، وهو سلاح مضاد للدروع.
وتظهر نوعية الأسلحة مدى التحدي الذي يواجهه الجيش السوداني في تحقيق أهدافه الخاصة بطرد التمرد من داخل المدن، وتأمين حدوده المتسعة مع سبع دول جوار.
مسيرات الدعم
وفي اتجاه موازٍ، لا تزال هجمات الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع تشكل تحديات تقنية وعسكرية للجيش السوداني، حيث نفذت قوات التمرد هجمات موسعة ومنسقة بالمسيرات على مطار عطبرة الدولي بولاية نهر النيل، ورغم تصدي دفاعات الجيش للهجوم، إلا أن تكرار هذه يبرز حجم الدعم والإصرار الإقليمي والدولي على إمداد التمرد بتلك التقنيات الحديثة، ومحاولة حصار الجيش وحرمانه من الحصول على الأسلحة.
وكانت أجهزة الأمن السودانية قد كشفت كميات كبيرة من الأسلحة المهربة للتمرد في شاحنات المواد الإغاثية للنازحين واللاجئين السودانيين، وهو ما يظهر أيضًا تورط منظمات الإغاثة الدولية في دعم التمرد، وإشعال الحرب بغرض تقسيم السودان وخاصة فصل ولايات دارفور الخمسة عن السودان، حيث يسيطر الدعم على أربعة منها، ويحاصر ما تبقى من ولاية شمال دارفور، وعاصمتها الفاشر.
ويتبقى أمام الجيش السوداني فرصة تاريخية لاستعادة أراضيه والحفاظ على وحدة بلاده مستغلاً انشغال التحالف الاستعماري الجديد في الحرب مع روسيا من ناحية، وحتى انتهاء مرحلة البطة العرجاء في أمريكا والتي تنتهي في العشرين من يناير المقبل.