بوابة الوفد:
2025-04-14@11:08:46 GMT

سقوط «أفريقيا الفرنسية»

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

عاشت أفريقيا تحت الاستعمار الفرنسى منذ عام 1800 وحتى 1960 تعرضت فيها دول القارة إلى تدمير شامل فى كل شيء.. 160 عامًا مارست فيها فرنسا سياسات طمس الهوية والاستيلاء على الأوطان واستعباد الشعوب ونهب الثروات.

وقعت أفريقيا فريسة للغزو الفرنسى وتمكنت دولة مثل فرنسا من أن تسرق قارة بأكملها.. والغريب أن هذه السرقة كانت تجرى نهارًا جهارًا بلا أى رتوش.

والأغرب أن عملية السطو والسرقة هذه لم تتوقف عند العام 1960 وهو التاريخ الذى تحررت فيه القارة ظاهريًا، بل استمر الإجرام الفرنسى فى حق الدول والشعوب إلى يومنا هذا من خلال وكلاء وعملاء وضعتهم على رأس السلطة ليبقى الحال كما هو عليه، والمتغير الوحيد الذى حدث هو زيادة أعمال النهب والسرقة بعد دخول الجالسين على رأس السلطة ليكونوا طرفا فى اقتسام الغنائم.

تحولت القارة إلى مضخة للأموال التى تنعش الخزانة الفرنسية، وجرت عمليات السرقة المنظمة لخيرات البلاد من مشتقات النفط والمعادن والثروات الطبيعية دون وازع من ضمير سواء من جانب القائمين على حكم فرنسا أو وكلائهم الجالسين على رأس السلطة.

تاريخ فرنسا فى أفريقيا هو تاريخ أسود، فقد مارست دور «البلطجى» أو «الفتوة» وارتكبت أبشع جرائم القمع لوأد أى محاولة للتحرر.. فقد دمرت غينيا انتقاما من الرئيس أحمد سيكوتورى الذى أعلن استقلال بلاده عن فرنسا عام 1958، دمر جنود الاحتلال الفرنسى كل شيء وحولوا البلاد إلى أطلال حتى تكون عبرة لكل من يحاول اللحاق بها على طريق الاستقلال والحرية.

دمر الفرنسيون المدارس والمستشفيات وأحرقوا الكتب والمكتبات والمحاصيل فى الحقول والسلع التموينية فى المخازن.. ودفع الرئيس سيكوتورى ثمن مقولته الشهيرة «نفضل الحرية فى الفقر على الثراء فى العبودية».

ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى قيام رقيب فى الجيش الفرنسى بقتل سيلفانوس أوليمبيو أول رئيس منتخب فى التوجو بعد ثلاثة أيام من إعلانه سك عملة خاصة ببلاده بدلا من العملة الاستعمارية الفرنسية.. هكذا فعلت فرنسا التى ترفع شعار الإخاء والحرية والمساواة بالقارة السمراء المغلوبة على أمرها حينا من الدهر.

لفت انتباهى المصطلح الذى تحدثت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» فى تقرير لها حول الإطاحة بالنظام الحاكم فى الجابون.. قالت الصحيفة إن الرئيس الجابونى عمر بونجو كان بمثابة العمود الفقرى لما يسمى بـ«أفريقيا الفرنسية»، وفى اعتقادى أن هذا الوصف يوضح مدى الضربة القاصمة التى تلقتها فرنسا على يد العسكريين فى الجابون الذين أنهوا 55 عامًا من حكم عائلة بونغو الفاسدة.

وإذا ما وضعنا ما حدث فى الجابون جنبا إلى جنب لما حدث فى النيجر ومالى وبوركينا فاسو سنجد أننا أمام انتفاضة أفريقية لإسقاط «أفريقيا الفرنسية» واستبدالها بـ«أفريقيا الحرة» أفريقيا جديدة ترفع شعار يسقط الاستعمار وأذنابه.. إنها مرحلة جديدة تنهى حقبة بغيضة من الذل والهوان.. مرحلة تكتب نهاية لقيام دولة بسرقة قارة لأكثر من قرنين من الزمان.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سقوط أفريقيا الفرنسية رسالة حب الاستعمار الفرنسي السرقة

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!

فى واحدة من روائع الأديب الروسى " أنطون تشيخوف " يتساءل البطل ويسأل ويوجه سؤاله الى الخالق ويقول له " كل نهار تشرق شمسه أسألك لماذا أطلت فى عمرى مع علمك ويقينك أننى ظالم ، وايضا لن اكون صالحا أبدًا؛ ويستكمل حواره مع خالق الكون ويقول " تراك تعذبنى باطالة عمرى أم أنك تريد لى الخير والعودة الى طريق الصواب والحق والعدل !!" .. 
هذه الجملة الفريدة المعبرة تشرح لنا حال من أصبح على بصرة غشاوة وعمى قلبه وصار يواصل ظلمه وايذاء الاخرين الظالم هو مخلوق فاسد ولايترك أحدًا الا وأذاقه من الظلم صاع . لو طبقنا هذا الكلام على الظالمون سنجدهم كثر وهم آفة الحياة وسلاح الشيطان الذى يفتك به فى الارض ويزيد من مريديه وأحبابه.

الظالمون يريدون لأنفسهم العلو وللاخرين الألم والتعاسة ، الظلم له ادوات وأشخاص فقد يكون الظالم اخيك الذى يستحل لنفسه كل ماهو لك ويتبارى فى ذلك بكل الطرق التى يقنع بها نفسه انها صحيحة وحقيقية بل وقد كتبها الله له ، الظالم قد يكون زوجا سرق ثمرة عمر رفيقته وعندما كبرت أقنع نفسه بأنه له الحق بأن يفعل الحلال ويجعلها تمضى بقية عمرها حزينة تندهش مما ألم بها من أقرب الناس اليها وعليها ، الظالم قد يكون ابنك العاق الذى نفض يده من ابويه وحقهما عليه وبرر لنفسه ذلك العقوق بأن والديه لم يكونا علىّ قدر مسئوليتهما تجاهه . 

الظالم قد يكون زوجة غير صالحة تزيد لنفسها السلطة المطلقة والغنى الفاحش على حساب بيتها وزوجها ، الظالم قد يكون عما او خالا أو جدا او جدة او خالة او عمة ، الظالم المحزن هو من يكون منك ومن اقرب الناس اليك لانهم يضربك فى مقتل ويأكل لحمك وانت على قيد الحياة بنهم ورغبة متناهية .. الظالم القريب يأتى بعده الظالم فى العمل على شكل مدير متاسف فاجرفى ممارسة مهامه بغير عدل ولا خوفا من الله سبحانه ، وقد يكون زميل عمل عظامى وصولى يفعل كل شىء وأى شىء من اجل نفسه فقط والوصول الى اصحاب الشأن لكى يعلو شأنه وحجمه على حساب زملاءه واصدقاءه . 

الظلم متنوع ومنتشر فى الشارع والمدرسة والجامعة والعمل بل وللاسف قد يكون فى دور العبادة فى ظل وجود من لايراعون الله ريتخذوا من مكانتهم اداة ووسيلة للفتاوى المضللة والاستفادة المادية من جهل الاخرين الذين يرون فى رجل الدين شفيعا لهم فى دنياهم واخرتهم .

 هناك نوع سائد من الظلم وهو ظلم الدول العظمى او مايعرف بالامبراطوريات لانها لاتهاب احدا وتستنزف كل ماتراه يخدم مصالحها واهدافها ، التاريخ خير شاهد على ذلك من ظلم زال معه امبراطوريات وامم وطويت صحف وتواريخ ودول وعوالم ، ابن الفرس ؟ ابن الروم ؟ ابن الفراعنة وثمود وعاد وقوم لوط وغيرهم ممن تربعوا عرش الزمن والتاريخ !! الظلم السائد حاليا هو الظلم الامريكصهيونى الذى يقتل بدم بارد وبعنجهية مفرطة كل فلسطينى وكل عربى ان لم يكن كل مسلم ، الظلم الحالى استباح سوريا ولبنان واليمن ناهيك عما أحدثه فى قطاع غزة من دمار نهائى ومحاولات مستأصلة لابادة الفلسطينيين وماتبقى منهم يهجر مكرها او طواعية !!

 الظلم الحديث طال كل من يقول الحق ويتمسك بتراب وطنه ، وتمادى ليهدد بالمزيد والمزيد من القهر والاذلال والعبودية امن لايأمن على ماتقوم به أمنا الغولة الولايات المتحدة الامريكية وابنتها اسرائيل من فتك وتدمير وهلاك واهلاك للبشر والحجر والشجر . الظلم الحديث ابطاله ليس لهم إله يخشونه ويطلبون منه ان يعيدهم الى الصواب لانهم ببساطة لايعترفون بظلمهم بل انهم يروا انهم اصحاب مبادىء ورسالات يسعون لاقامتها على ارض الواقع طوعا أو كرها . الظالمون الجدد ان صح الوصف يرون انهم مخلصين هذا العصر وتلك المنطقة المنكوبة والتى تسمى الشرق الاوسط . 

الظالمون الان لايخفون وجوههم ولا يرتدون عباءة النساك والوعاظ بل بالعكس هم يظهرون بوجههم الحقيقى ويطلقون تصريحاتهم المستبدة بكل سلاسة ورحب وسعة . 

الظالمون الجدد لن يموتوا وينتهوا بنهاية عمرهم الافتراضي لانهم ببساطة تطول اعمارهم بصمت المحيطين بهم الخائفون من مواجهتهم حفاظا على حياتهم ورغبة فى الحياة حتى لو عاشوها مذلولين جبناء . الظالم عند تشيخوف كان لديه رغبة حقيقية فى معرفة الى متى سيعطيه الله العمر وهو على ظلمه بينما الظالمون الجدد غير معنيين بالعمر مادام لهم مريدين سيكملوا مسيرتهم ومادام هناك الجبناء الذين لايواجهون الظلم ولو حتى بأضعف الايمان وهو الدعاء .. الظالمون الجدد ممتدون مفسدون قاتلون يؤازرهم الشيطان بينما الاخرون منتظرون الحجر والشجر ينادى عليهم ويخبرهم بأن خلف الحجر والشجر ظالم مختبىء تعالى اقتله !!!!!

مقالات مشابهة

  • الجزائر تطرد (12) موظفاً من السفارة الفرنسية
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • انتخاب زعيم الانقلاب في الجابون أوليجي نجيما رئيسُا بنسبة 90%
  • نتنياهو يهاجم الرئيس الفرنسي: الترويج لدولة فلسطينية خطأ فادح
  • كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
  • استثمار المآسي !
  • الرئيس الانتقالي في الجابون أوليجي انجيما يتصدر النتائج الجزئية للانتخابات
  • محمد عبد المنعم يغيب عن قائمة نيس لمواجهة ستراسبورج بالدوري الفرنسى
  • الناخبون في الجابون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع
  • الانتخابات الرئاسية في الجابون: مراكز الاقتراع مفتوحة أمام 920 ألف ناخب