عاشت أفريقيا تحت الاستعمار الفرنسى منذ عام 1800 وحتى 1960 تعرضت فيها دول القارة إلى تدمير شامل فى كل شيء.. 160 عامًا مارست فيها فرنسا سياسات طمس الهوية والاستيلاء على الأوطان واستعباد الشعوب ونهب الثروات.
وقعت أفريقيا فريسة للغزو الفرنسى وتمكنت دولة مثل فرنسا من أن تسرق قارة بأكملها.. والغريب أن هذه السرقة كانت تجرى نهارًا جهارًا بلا أى رتوش.
والأغرب أن عملية السطو والسرقة هذه لم تتوقف عند العام 1960 وهو التاريخ الذى تحررت فيه القارة ظاهريًا، بل استمر الإجرام الفرنسى فى حق الدول والشعوب إلى يومنا هذا من خلال وكلاء وعملاء وضعتهم على رأس السلطة ليبقى الحال كما هو عليه، والمتغير الوحيد الذى حدث هو زيادة أعمال النهب والسرقة بعد دخول الجالسين على رأس السلطة ليكونوا طرفا فى اقتسام الغنائم.
تحولت القارة إلى مضخة للأموال التى تنعش الخزانة الفرنسية، وجرت عمليات السرقة المنظمة لخيرات البلاد من مشتقات النفط والمعادن والثروات الطبيعية دون وازع من ضمير سواء من جانب القائمين على حكم فرنسا أو وكلائهم الجالسين على رأس السلطة.
تاريخ فرنسا فى أفريقيا هو تاريخ أسود، فقد مارست دور «البلطجى» أو «الفتوة» وارتكبت أبشع جرائم القمع لوأد أى محاولة للتحرر.. فقد دمرت غينيا انتقاما من الرئيس أحمد سيكوتورى الذى أعلن استقلال بلاده عن فرنسا عام 1958، دمر جنود الاحتلال الفرنسى كل شيء وحولوا البلاد إلى أطلال حتى تكون عبرة لكل من يحاول اللحاق بها على طريق الاستقلال والحرية.
دمر الفرنسيون المدارس والمستشفيات وأحرقوا الكتب والمكتبات والمحاصيل فى الحقول والسلع التموينية فى المخازن.. ودفع الرئيس سيكوتورى ثمن مقولته الشهيرة «نفضل الحرية فى الفقر على الثراء فى العبودية».
ليس هذا فحسب، بل وصل الأمر إلى قيام رقيب فى الجيش الفرنسى بقتل سيلفانوس أوليمبيو أول رئيس منتخب فى التوجو بعد ثلاثة أيام من إعلانه سك عملة خاصة ببلاده بدلا من العملة الاستعمارية الفرنسية.. هكذا فعلت فرنسا التى ترفع شعار الإخاء والحرية والمساواة بالقارة السمراء المغلوبة على أمرها حينا من الدهر.
لفت انتباهى المصطلح الذى تحدثت عنه صحيفة «الشرق الأوسط» فى تقرير لها حول الإطاحة بالنظام الحاكم فى الجابون.. قالت الصحيفة إن الرئيس الجابونى عمر بونجو كان بمثابة العمود الفقرى لما يسمى بـ«أفريقيا الفرنسية»، وفى اعتقادى أن هذا الوصف يوضح مدى الضربة القاصمة التى تلقتها فرنسا على يد العسكريين فى الجابون الذين أنهوا 55 عامًا من حكم عائلة بونغو الفاسدة.
وإذا ما وضعنا ما حدث فى الجابون جنبا إلى جنب لما حدث فى النيجر ومالى وبوركينا فاسو سنجد أننا أمام انتفاضة أفريقية لإسقاط «أفريقيا الفرنسية» واستبدالها بـ«أفريقيا الحرة» أفريقيا جديدة ترفع شعار يسقط الاستعمار وأذنابه.. إنها مرحلة جديدة تنهى حقبة بغيضة من الذل والهوان.. مرحلة تكتب نهاية لقيام دولة بسرقة قارة لأكثر من قرنين من الزمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سقوط أفريقيا الفرنسية رسالة حب الاستعمار الفرنسي السرقة
إقرأ أيضاً:
على بابا حرامى!!
كلنا يعرف حكاية على بابا والأربعين حرامى، فهى حكاية نسجها العديد من الرواة على مر العصور، وتتلخص فى رجل اسمه على بابا وزوجته مرجانة اللذان فجأة يتغير حالهما من حياة يملأها ضيق الحياة إلى حياة رغدة مليئة بالسعادة، وهذه الحكاية عبرت الحدود والزمان والمكان وأصبحت إصطلاح يُطلق على هؤلاء الذين استطاعوا إغتنام الفرص، ولا يقولوا ما قاله على بابا عندما دخل المغارة: «وجدت الكنز.. ذهب.. مرجان.. ياقوت.. أحمدك يا رب» معتقدًا كما يعتقد على بابا هذا الزمان بأنه لم يسرق الأموال المستولى عليها إنما عثر عليها داخل المغارة فأخذ وصرف واستفاد وتمتع بالسفر والرحلات هو ومرجانة وترك خزينة المغارة خاوية عليها ديون تقترب من مليار جنيه تقريبًا فهو الذى انتهز تلك الفرصة التى حُملت إليه دون مؤهلات له، فهو لا لون له أو طعم، من جاؤوا به تركوه يسترزق بمعاونة هؤلاء الشياطين المنتشرين فى المغارة ففتحوا له كل الأبواب للصرف والاستيلاء والإستفادة، وهو مخالف للوائح والقوانين، ويُسولون له أنه صاحب الأمر والنهى ولا يملك أحد مراجعته، والحقيقة أن ميعاد الحساب قد جاء واللجان تعمل الأن على مراجعة أموال وقرارات وعقود على بابا ومن الذى استفاد منها.
لم نقصد أحدًا!!