سودانايل:
2025-04-24@08:43:13 GMT

في تذكر النوبي هيرمان بيل (١٩٣٣ – ٢٠٢٣)

تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT

التقينا لأول مرة في أحد أيام الصيف الحارة في الخرطوم، حينما تقدم إلى مجموعة دال لنشر مجموعة صور نادرة، و لا تقدر بثمن، التقطها مع زوجته آن، للطبيعة والحياة في بلاد النوبة خلال سنوات أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين ، قبل "هجرة" ١٩٦٤، عندما اضطر سكان وادي حلفا والقرى المجاورة إلى الهجرة إلى منطقة "خشم القربة" بشرق السودان ، بعد أن غمرت مياه خزان السد العالي ، الذي شيدته الحكومة المصرية ، أرضهم التاريخية، وغطت مواقعها الأثرية التي لم تشملها حملة "انقاذ آثار النوبة".



عندما التقيت هيرمان شعرت، لأول وهلة، وكأنني أعرفه منذ زمان بعيد! كان يتمتع بشخصية ساحرة، مقترنة بطريقة فريدة جداً في التواصل، تجذب اليه الناس. وباعتباري سودانياً أذهلتني معرفته العميقة بالثقافة المحلية وباللغتين النوبية والعربية، وقبل كل ذلك شدتني اليه روح الدعابة التي يتمتع بها الخواجة العجوز! تواصلت علاقة هيرمان بالسودان بعد زيارته الأولى لأكثر من سبعة عقود، عاش خلالها ودرّس في الخرطوم لسنوات عديدة، وظل يزورها بشكل متكرر بعد عودته النهائية لإنجلترا.

لخص اختيار هيرمان اسم "الفردوس المفقود" لكتابه التوثيقي للحياة في بلاد النوبة، عمق علاقته وحبه الحقيقي للمكان وأهله وثقافته. كان اختيار الصور، التعليقات التوضيحية، النص المصاحب، ومجمل تصميم الكتاب دليلاً واضحاً على مدى ارتباطه بذلك الجزء من العالم الذي كون فيه صداقات دائمة وواصل الترويج لثقافته و لغته وتاريخه حتى أيامه الأخيرة.

كانت تجربة العمل مع هيرمان في انتاج كتابه القيم " الفردوس المفقود: النوبة قبل هجرة ١٩٦٤" بمثابة منحنى تعليمي مهم في مسيرتي المهنية في مجال نشر الكتب، وكذلك في رحلتي لاكتشاف جواهر تاريخنا و ثقافتنا النوبية بكل زخمها. لقد كنت محظوظاً بأن اتيحت لي فرص عديدة للقاء هيرمان خلال العقدين الماضيين، في السودان، في منزله في أوكسفورد ، وفي مؤتمر الدراسات النوبية في سويسرا، و كانت ذروة سنام لقاءاتنا حينما أمضينا معاً عدة أيام في وادي حلفا عندما جاء للمشاركة في "المهرجان الثقافي النوبي" الذي نظمه منتدى دال الثقافي في عام ٢٠١٢م

لم يكن بروفيسور هيرمان بيل لغوياً متمرساً فحسب، بل كان أيضاً من القلائل الذين انتبهوا لأهمية اتباع نهج متعدد التخصصات لدراسة اللغات و الثقافة والتاريخ، وهذا ما أدى لثراء مساهماته في مجال الدراسات النوبية ، بدءاً من دراسة الأسماء الجغرافية وصولاً إلي الموسيقى.

إن خسارة أمثال هيرمان بيل ستترك فجوة كبيرة فيما لا يزال يتعين القيام به في دراسة الآثار والتاريخ والثقافة في منطقة النوبة وفي السودان على نطاق أوسع. و نحن، كعائلة ، سنفتقد رسائل التهنئة عند حلول رمضان والأعياد ، وتعازيه الحارة عندما نفقد شخصاً عزيزاً، وكذلك سنفتقد كرمه الفياض في كل مناسبة.

moafathi60@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«نظارة» تُغرم تشيكوني في «دراجات الألب»!

 
روما (رويترز)

أخبار ذات صلة اجتماع في روما لترتيب جنازة البابا فرنسيس الدوري الإيطالي يؤجل مبارياته بعد وفاة البابا فرنسيس


حقق المتسابق الإيطالي جوليو تشيكوني أول فوز له بمرحلة منذ عامين تقريباً، وذلك في سباق الألب للدراجات، لكنه ربما يفكر في تغيير طريقة احتفاله المتميزة بعد تلقيه غرامة مالية بسبب رمي نظارته الشمسية على الجماهير.
وحقق تشيكوني متسابق فريق ليدل-تريك الفوز في المرحلة الافتتاحية يوم الاثنين، ليطيح بنظارته الشمسية وهو في قمة السعادة بفوزه الأول منذ عام 2023، عندما عبر خط النهاية في سان لورينزو دورسينو.
وسبق له أن احتفل بطريقة مماثلة عند فوزه بمراحل سابقة، بما في ذلك في سباق إيطاليا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعاقب فيها بموجب القاعدة التي تم إدخالها في عام 2021 بشأن التخلص من الأشياء بطريقة مهملة أو خطيرة.
وقال تشيكوني للصحفيين قبل المرحلة الثانية «بالنسبة لي كان شيئاً، لا أريد أن أقول سخيفاً، لكنني أقبل الغرامة في نهاية المطاف».
وأضاف «في النهاية من الصعب أن أقول شيئاً لأن القوانين تتغير دائماً كل عام، لذا كان من الخطأ عدم دراسة القوانين والآن أنا أعرف ذلك».
وكلف الحماس تشيكوني 250 فرنكاً سويسرياً (307 دولارات) و15 نقطة في تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات، لكنه لم يكن مقتنعاً تماماً بتغيير أسلوبه عندما سُئل عما إذا كان يستخدم نفس الاحتفال إذا فاز بالمرحلة الثانية.
وقال تشيكوني «من الصعب حقاً أن أقول ذلك لأنه من الغريب دوما أن تتلقى غرامة مالية عندما تفوز بسباق».
وأضاف «لا أوافق بصراحة (على ما حدث) لكن الأمر هكذا، لا يمكننا فعل شيء».
وفي النهاية، انهى تشيكوني في المركز الخامس بالمرحلة الثانية واحتل المركز الثالث في الترتيب العام. ويُختتم السباق المكون من خمس مراحل يوم الجمعة المقبل.
كما تأثرت احتفالات سباقات الدراجات أيضاً بتشديد الاتحاد الدولي للدراجات لقواعده الخاصة بمناطق السباقات في وقت سابق من هذا العام، حيث حظر احتفال المتسابقين ضمن المجموعة الرئيسة عندما يفوز زميل لهم في سباق السرعة.

مقالات مشابهة

  • يستغلون شعارات الهامش ولا يعرفون الهامش واهل الهامش (8)
  • "شات جي بي تي".. بين التسهيل والاعتماد المفرط
  • تقنية الشات جي بي تي بين التسهيل والاعتماد المفرط
  • «نظارة» تُغرم تشيكوني في «دراجات الألب»!
  • وزير قطاع الأعمال: ننفذ مشروعات عديدة لتوطين التكنولوجيا الصناعية بالشركات التابعة
  • قلبك في خطر وأنت لا تدري.. مفاجأة مدوية عن متى ولماذا تضرب النوبة القلبية
  • وفاء عامر تعلن تبرع متابع بـ صدقة جارية لـ سليمان عيد: ماذا بينك وبين الله
  • فينيسيوس كان قريباً من برشلونة!
  • أطيب خلق الله.. مصطفى عماد يرثي الراحل سليمان عيد
  • صناعة الجوع: إرهاب مجتمعي صارخ