هجوم روسي على سوق مدينة شرق أوكرانيا بالتزامن مع زيارة بلينكن
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
أدى هجوم صاروخي روسي على سوق في مدينة شرق أوكرانيا إلى مقتل 16 شخصًا على الأقل يوم الأربعاء، بينما وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى كييف.
وتهدف رحلة بلينكن إلى تقييم الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر، والإشارة إلى استمرار الدعم الأمريكي لجهود كييف لطرد قوات الكرملين، حيث يعرب بعض الحلفاء الغربيين عن مخاوفهم بشأن التقدم بعد 18 شهرًا من الحرب، وفقًا لمسؤولين أمريكيين، بحسب شبكة cbs نيوز.
وشاهد صحفيو وكالة أسوشيتد برس في موقع الهجوم الصاروخي في كوستيانتينيفك، جثثًا مغطاة على الأرض وعمال الطوارئ يقومون بإطفاء الحرائق في أكشاك السوق، مع وجود سيارات مفحمة في مكان قريب.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن 16 شخصا على الأقل قتلوا، وقال وزير الداخلية إيهور كليمينكو إن 28 آخرين أصيبوا.
لا تزال أطقم العمل تبحث بين الأنقاض عن أي مدنيين محاصرين.
زيارة بلينكن الاولى منذ الهجوم المضاد الاوكراني
وقال مراسل شبكة سي بي إس نيوز، امتياز تياب، إن زيارة بلينكن هي الأولى التي يقوم بها مسؤول أمريكي كبير إلى كييف منذ بدء الهجوم المضاد الأوكراني ، وقبل ساعات فقط من هبوطه، استهدفت روسيا أيضًا وابلًا من الصواريخ على كييف للمرة الأولى منذ حوالي عام أسبوع. واعترضت الدفاعات الجوية الأوكرانية تلك الصواريخ، لكن الحطام غمر الأحياء السكنية.
وكان من المتوقع أن تتضمن زيارة بلينكن الإعلان عن مساعدات عسكرية جديدة تتراوح بين 175 مليون دولار إلى 200 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يتم تقديم حزمة مساعدات عسكرية أمريكية أكبر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث يستمر الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا ضد روسيا في تحقيق مكاسب محدودة.
وبينما قال بلينكن يوم الأربعاء إن القوات الأوكرانية حققت "تقدما جيدا"، قال تياب إن الخسائر الأوكرانية آخذة في الارتفاع وسط انتقادات بأن الهجوم المضاد تعثر بسبب التكتيكات السيئة.
المصدر: قناة اليمن اليوم
كلمات دلالية: الهجوم المضاد زیارة بلینکن
إقرأ أيضاً:
من الجمود إلى القصف.. كيف تعيد روسيا صياغة استراتيجيتها في أوكرانيا؟
بعد أسابيع من تعثر الهجوم البري الروسي في أوكرانيا، عادت موسكو لتكثيف قصفها الجوي والصاروخي، مستهدفة البنية التحتية والمدن الأوكرانية. هذا التحول يثير تساؤلات حول ما إذا كان تصعيداً تكتيكياً لتعويض الجمود العسكري، أم مؤشراً على تغيير في الاستراتيجية الروسية باتجاه حرب استنزاف طويلة الأمد.
وقال ستافروس أتلاماز أوغلو، الصحفي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إنه خلال الأسبوع الماضي، شن الجيش الروسي أكبر هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد أوكرانيا في عام 2025. حيث أطلقت القوات الروسية وابلاً من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة الانتحارية، مستهدفة مواقع في أوكرانيا.
Even though the Russian forces lack the necessary sophistication to be considered a true near-peer adversary for the U.S. military and NATO, their “antiquated” attritional strategy gets the work done. https://t.co/EnWk05bl7W
— National Interest (@TheNatlInterest) March 14, 2025وجاء هذا الهجوم غير المبرر في وقت تمتلك فيه روسيا اليد العليا في الحرب، سواء عسكرياً أو دبلوماسياً.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الخميس، استعادة السيطرة على سودجا، أكبر مدينة في مقاطعة كورسك التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، منذ الهجوم المفاجئ الذي شنته عبر الحدود في أغسطس (آب) 2024.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تقترب فيه القوات الروسية، من طرد القوات الأوكرانية من آخر معاقلها في منطقة كورسك.
وزار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مقر القيادة العسكرية في المنطقة، أول أمس الأربعاء، حيث تحدث إلى القادة العسكريين. ووفقا لتقييم استخباراتي حديث لوزارة الدفاع البريطانية، فقد "أطلقت روسيا ما يصل إلى 35 صاروخ كروز جوي من طراز (إيه إس - 23 إيه كودياك)، بالإضافة إلى صواريخ كروز تطلق من سفن أسطول البحر الأسود، وصواريخ باليستية قصيرة المدى، وأكثر من 100 طائرة مسيرة هجومية انتحارية، مما يزيد من تعقيد جهود الدفاع الجوي الأوكراني ويعمل على إنهاكه".
ويستخدم الجيش الروسي مجموعة متنوعة من المنصات لدعم عمليات القصف بعيد المدى ضد أوكرانيا، بما في ذلك القاذفات الاستراتيجية والمقاتلات والغواصات.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية: "تواصل روسيا استهداف مجموعة من المواقع، بما في ذلك قطاع الطاقة الأوكراني، وخصوصاً البنية التحتية للغاز، في محاولة لاستغلال فصل الشتاء لإحباط معنويات السكان المدنيين وإضعاف الاقتصاد الأوكراني".
ويقول أتلاماز إنه "على مدار أكثر من 3 سنوات من القتال، جعلت روسيا من الضربات بعيدة المدى سلاحاً رئيسياً في حربها، حيث أطلقت آلاف الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على المدن الأوكرانية والمرافق الحيوية وقطاع الطاقة".
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن "صاروخ كودياك لا يزال العنصر الأساسي في الهجمات الروسية واسعة النطاق، حيث سمحت سلسلة من الضربات الأقل كثافة هذا العام لروسيا، بأن تقوم ببطء بإعادة ملء مخزونها من الأسلحة الدقيقة المتطورة".
ومنذ فترة، كانت موسكو تحتفظ بالضربات بعيدة المدى ضد جارتها كإجراء انتقامي من نجاحات أوكرانيا، مثل إغراق السفن الحربية الروسية، وتدمير أهداف عسكرية مهمة، وتنفيذ عمليات تخريبية. ومع ذلك، قد يكون شن أكبر هجوم صاروخي ومسير منذ فترة طويلة في هذا التوقيت له تأثير عكسي بالنسبة لروسيا.
فالطرفان كانا قد التقيا مؤخراً في السعودية، لإجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع، ويبدو أن هذا الهجوم الأخير، الذي جاء دون أي استفزاز من أوكرانيا، قد يكلف موسكو أي مكاسب دبلوماسية حققتها مؤخراً، خاصة مع إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة.
ويرى أتلاماز أن هذا لا يعني أن كييف عاجزة عن التصدي للهجمات الروسية الأخيرة. فقد استلم سلاح الجو الأوكراني مؤخراً الدفعة الأولى من مقاتلات "داسو ميراج" الفرنسية، والتي أثبتت فعاليتها بالفعل في ساحة المعركة.
وخلال الهجوم الروسي الأخير بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، تمكنت مقاتلات "داسو ميراج 2000 - 5 إف" الأوكرانية من إسقاط عدة صواريخ كروز روسية من طراز "كي إتش - 101".
واللافت أيضاً هو سرعة تنفيذ عملية النقل. فقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن تزويد أوكرانيا بعدة مقاتلات "داسو ميراج 2000" قبل نحو عام فقط. وخلال أقل من عام، خضع الطيارون والفنيون الأوكرانيون لتدريب على نوع جديد تماماً من الطائرات، وتسلموا المقاتلات، وبدأوا فوراً في إسقاط الأنظمة المعادية.
ويختم أتلاماز تقريره بالقول إنه "عادة ما تستغرق هذه العملية سنوات، لكن متطلبات الحرب واسعة النطاق، أظهرت أنه يمكن تحقيق الكفاءة عندما تكون هناك حاجة ماسة لذلك".