جِمال سائبة تزهق الأرواح
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
حوادث مُميتة ومصائب جلل على أهل الضحايا وأرواح تذهب سدى على قارعة الطريق هذا ما أفرزته الحيوانات السائبة وهي تتخطى الشوارع الحيوية والرئيسية في السلطنة بلا رقيب عليها، رغم وجود قوانين منظمة، ولكن بلا مُتابعة لما تُحدثه هذه الحيوانات السائبة من حوادث خطيرة وخاصة الجمال؛ حيث كان آخر ضحياها يوم الأربعاء، وفي كل يوم نسمع عن مصيبة سببها تلك الحيوانات السائبة حفظ الله الجميع.
جهود كبيرة من الجهات المعنية تحتاج إلى متابعة ووجود فرق ميدانية ترصد تلك الحيوانات وتنفذ القرارات المتعلقة بهذا الشأن، خاصةً بعد أن عادت الحيوانات السائبة للعلن من خلال ما نسمعه ونشاهده من حوادث راح ضحيتها شباب في زهرة عمرهم وخسر الوطن أبناءه في تلك الحوادث وتيتمت الأسرة بموت عائلها بسبب تلك الحيوانات الخطرة، وخاصة الجِمال رغم المناشدات المتكررة منذ سنين لهذه المشكلة والظاهرة الخطيرة، إلّا أن المشهد عاد ليتكرر من جديد في طرقاتنا كل يوم بلا حسيب ولا رقيب يردع تلك الحيوانات ويردع أصحابها قبل أن تقع الفأس على الرأس.
اليوم.. ومع تزايد حوادث دهس الجمال والحيوانات السائبة وتعريض الآمنين مرتادي الطرق من أبنائنا إلى إصابات خطرة ومميتة، فقد لزم علينا مواصلة التنبيه بخطورة الأمر وعظمته من خلال هذا المقال والذي يجب أن توجد فيه الحلول ويتكاتف حوله المجتمع. ونقترح ما يلي:
أولًا: تفعيل جميع القوانين والعقوبات المتعلقة بالحيوانات السائبة.
ثانيًا: وجود فرق متابعة ميدانية من الجهات والمؤسسات المعنية خاصة على الطرق الرئيسة بين ولايات ومحافظات المنطقة.
ثالثًا: إبعاد أماكن تربية الحيوانات من جمال وأبقار وماعز عن الأماكن العامة خاصة الطرق الرئيسة.
رابعًا: عدم تسريح الحيوانات إلّا بمرافقة صاحبها وإعادتها إلى حظائرها قبل غروب الشمس.
خامسًا: إيجاد وسائل معينة كالألوان الفسفورية العاكسة على جسد الحيوانات خاصة الجمال لتمييزها ليلًا.
خامسًا: تشديد العقوبات الرادعة على أصحاب الجمال والماعز السائبة في حال تقصيرهم وحجز حيواناتهم ومصادرتها من قبل الجهات المعنية.
حفظ الله جميع شبابنا وشاباتنا وهم يرتادون طرق وشوارع الوطن؛ "فالوقاية خير من العلاج" حكمة ننشد من خلالها في هذا المقال ضرورة إبعاد الحيوانات السائبة عن شوارعنا وطرقنا الرئيسية بوجود قوانين تحمي مرتادي الطريق وتحفظهم من خطر الحيوانات السائبة فأرواح أبناء الوطن غالية ونفيسة يجب المحافظة عليها.
ختامًا.. أسأل الله أن يحفظ الجميع من خطر الحيوانات السائبة وأن يعودوا إلى أهلهم سالمين غانمين مكللين بتاج الصحة والعافية.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وجعلها واحة للخير والأمان ومع تكاتف كل الجهات المعنية لاختفاء هذه الظاهرة الخطيرة على أرواح أبناء الوطن والمقيمين فيه.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فيل ترامب وحمار هاريس.. لماذا تتخذ الأحزاب الأمريكية الحيوانات شعارا لها؟
يترقب العالم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مواجهة نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
ومع كل انتخابات رئاسية أمريكية يثار سؤال حول الشعار الانتخابي لكل الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة حيث يتخذ الحزب الجمهوري الفيل شعارا له بينما، الحمار هو شعار الديمقراطيين، وتمثلهم هاريس.
ويسيطر الشعاران على المشهد السياسي في الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر وتستخدمهما وسائل الإعلام الأمريكية برسم يكتسى باللون الأحمر للفيل والأزرق للحمار.
وفيما يتعلق بشعار الحزب الديقراطي "الحمار"، هو رمز يعبر عن القوى والفخر واستخدم لأول مرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عندما ترشح أندريو جاكسون مستهدفا كسر هيمنة الحزب الجمهوري على الحكم، مما أثار سخرية منافسه الجمهورى في الانتخابات، ونعته بأنه "حمار " في إشارة تعبيرية عن الغباء والكسل والبلادة، لكن جاكسون الذي فاز في تلك الانتخابات حول وصف منافسه بأنه “حمار” بشكل إيجابى، واعتمده شعارًا لحملته الانتخابية، مؤكدا أنه يمثل الحزب الشعبوي الأقرب من الناس وهمومها.
وفيما يتصل بشعار الفيل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، استخدم لأول مرة في منشورات الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكولن الرئيس الأسبق لأمريكا، التي أصدرتها صحيفة “فاذر أبراهام” الموالية له.
وفي عام 1870 أصبح الحمار الشعار الرسمي للحزب الديمقراطي الأمريكي، عندما نشر رسام الكاريكاتير السياسي المشهور توماس ناست كاريكاتيرا حول السباق الانتخابي يظهر فيه الحمار أسود اللون يتبارز مع الفيل الجمهوري الخائف، وبعد سنوات من هذه الانتخابات وتلك، وتحديدا في عام 1874 استخدم نفس الرسام (ناست) الفيل كرمز للحزب الجمهورى ونشره في صحيفة هاربر الأسبوعية، وبعد ذلك تكرر استخدامه في الصحف الأمريكية على يد رسامين آخرين عندما يريدون الإشارة إلى الجمهوريين.
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تحول الحمار الديمقراطى والفيل الجمهورى إلى أمر واقع، وشعار ثابت لقرون، ومعتمد رسميا من الأحزاب، ومع اقتراب كل انتخابات رئاسية، يطلان برأسهما (الحمار الأزرق والفيل الأحمر) متناطحين وفى خلفيتهما العلم الأمريكى.