التعقيد لا يبني وطنًا!!
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
د. صالح الفهدي
جلس أمامي أربعة مدراء طلب منهم مسؤولهم أن يجلسوا إلي لأمرٍ من الأمور، فلما انتهوا من حديثهم، سألتهم: بعد أنْ رفض الطلب من يعوض ما دفعناه لأجل دراسة الجدوى باللغتين العربية والإنجليزية؟ فسكتوا ولم يجيبوا، فقلت لهم: آما كان أفضل لو أنكم زرتم الموقع قبل أن تقدموا قائمةً طويلةً من الشروط، وبعد تلبيتها، وزيارتكم للموقع، ترفضون الطلب بحجة أنه غير مناسب؟! قالوا: نعم، كلامك صحيح، لم نفكر في هذا! قلت: هناك ملحوظة أخرى وهي إن كنتم تبتسمون، ووجوهكم بشوشةً، فإن موظفيكم على عكسكم تمامًا فهم كالحو الوجوه، مقطبو القسمات!، وملحوظة ثالثة وهي أن مفتشيكم يظنون أن صاحب المصلحة ذليل، ليس لوقته قيمة، فيربطونه بموعدٍ باكرٍ في الصباح ليقضي نهار يومه في انتظارهم دون فعل شيءٍ حتى يأتوه آخر الظهيرة حتى لا يعودوا إلى مكاتبهم بعد الموعد!.
يبدو أن داء التعقيد قد ضرب بجذوره في كثيرٍ من المؤسسات الحكومية، والخاصة أيضًا، والسبب هو الثقافة السائدة التي لا تريد اقتلاع جذور التعقيد المتأصلة في أعماقها كجذور شجرة الدمس (الكويتي) التي يصعب اجتثاثها بعد تركها تتعمق وتتفشى وتتلوى!
أقول إن السبب في التعقيد يعود إلى الثقافة السائدة لأنها هي التي تصنع الجو العام، وتحدد السلوك، وتوجه الأداء، ويقف وراء الثقافة السائدة رئيس الوحدة، فإذا كان الرئيس داعمًا لتبسيط إجراءات العمل، ومسهِّلًا لقضاء المصالح، لأنه يمتلك رؤية بعيدة، ونظرةً شاملة أساسها تسريع وتيرة التنمية، وجذب الإستثمار، ونماء الوطن. أما إن كان الرئيس ينحو إلى التعقيد، والبيروقراطية في قضاء المصالح، وعدم التفويض، فذلك يدل على أنه يمتلك نظرة ضيقةً، وقلقًا على المنصب، وعدم ثقةٍ في قدراته، وهذا أبعد ما يكون عن القيادة.
ولنا أن نستغرب ونحن في عام الذكاء الإصطناعي كيف يمكن أن تتعطل أنظمة لأيامٍ طويلة، تتراكم فيها معاملات، وتتأخر فيها مصالح، فالذي يتأخر ليس فردًا، ولا إجراءً إنما يتأخر وطن بأكمله، فلو أننا قيمنا تلك التعطيلات ماديًا لخرجنا بمبلغٍ ضخمٍ يتكبده الوطن، ولو أننا حسبنا المدد الزمنية لمجموع تلك التأخيرات لخرجنا بمدى زمني شاسع يدفع الوطن قيمته الباهظة، لهذا فإنه لا مسوغ لأي عطل ولا لأي تأخيرٍ.
في إحدى البلدان الخليجية توقف التيار الكهربائي في أحد المستشفيات لمدة (10) ثوانٍ، فاشتغل المولد الإحتياطي تلقائيًا، لكن تم استدعاء المدير العام والمستشار في الديوان الملكي (وهو راوي القصة) في اليوم التالي إلى الديوان الملكي وقيل لهم: "لقد علمنا بتوقف التيار الكهربائي عن المستشفى لـ(10) ثوانٍ بالأمس، قالوا نعم وعمل المولد الكهربائي، فقيل لهم: تم استدعاؤكم حتى لا يحدث العطل مرةً أخرى ولتتفادوا أي عطل في المستقبل".
كان الهدف في اعتقادي هو إيصال رسالةٍ للمسؤولين عن المستشفى والطاقة بأن هناك من يراقب، ويسائل؛ فالعشر ثوانٍ يمكن أن تكون عشر ساعات، والعشر الساعات يمكن أن تكون عشرة أيام، إن لم يتم إيقاف الخطأ في حينه، وتفعيل المساءلة عن التقصير على الفور.
لنا أن نستغرب كيف يمكن أن تتوقف معاملة بسبب إجازة موظف، ونحن في عصر التقنيات التي لا تترك عذرًا لأحدٍ في تعطيلٍ، ولا تأخيرٍ، ولا تسويف.
لنا أن نستغرب كيف يمكن أن يخالف كل متأخرٍ عن تجديد ترخيصٍ أو تصريحٍ، أو عقدٍ دون تردد ولا شفقة، في حين تتأخر تلك الجهات التي تخالفه عن قضاء المعاملات أشهرًا وسنوات دون أن تساءل عن أسبابٍ تأخيرها، وتعطيلها!
إذا كانت النباتات الطفيلية كالحامول والهالوك تعيق الأشجار النافعة من نموها الطبيعي، فإن التعقيد المتمثل في ازدواجية الإجراءات، وكثرة الشروط، وجمود العقول، وعسر القوانين، والتأجيل والتسويف والتأخير تعيق نماء وطنٍ بحاله، ولا يمكن أن يتحرر منه إلا بإرادة نافذةٍ، وقرارٍ حازمٍ، وأدوات حديثةٍ، ومتابعةٍ مستمرة ذات همة لا تقعدها الوهن والتقاعس.
أعلم أنني تحدثت كثيرًا عن التعقيد ولكني أدرك أن الوطن هو ضحية هذا التعقيد، فكم من مشاريع توقفت، ومستثمرين غادروا، ورواد أعمال تركوا الأعمال لغير رجعة، وأدرك في المقابل أن حل كل ذلك سهل ويسير وقد أسلفت الإشارة إليه ليعييه أصحاب العقول الوازنة، والإرادات الحكيمة.
رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل يمكن لهواتف 5G تحسين أداء الألعاب المحمولة؟
يتواصل نمو ألعاب الهواتف المحمولة، ويطالب اللاعبون بتجارب أسرع وأكثر سلاسة وغمرًا. الفرق بين الفوز والتأخير غالبًا ما يتوقف على السرعة والاستقرار. هنا تتألق تقنية 5G. ولكن 5G وحدها ليست كافية، فالجهاز يحتاج إلى أن يكون محسّنًا للأداء والاستجابة والراحة. أحد الهواتف الذكية التي تحقق كل متطلبات لاعبي الهواتف المحمولة هو الهاتف HONOR X7c 5G الإمارات، حيث يمزج بين سرعة 5G والأجهزة المصممة للألعاب ذات الأداء العالي دون انقطاع.
كيف ترفع تقنية الجيل الخامس من مستوى الألعاب المحمولة؟ تقليل التأخير للحصول على استجابات أسرعتتطلب الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت استجابات سريعة. حتى التأخيرات الطفيفة يمكن أن تكلفك المباراة. يقلل الجيل الخامس بشكل كبير من زمن الوصول، مما يعني أن مدخلاتك تصل إلى خوادم اللعبة بشكل أسرع وبعدد أقل من المشاكل. أنت ترد بصورة أسرع، تطلق النار بشكل أسرع، وتتحرك بشكل أكثر سلاسة. تم تصميم HONOR X7c 5G للاستفادة من هذه المزايا. يجمع بين شريحة 4 نانومتر وتقنية HONOR RAM Turbo لتوفير تجربة لعب سلسة. مع ذاكرة وصول عشوائي بسعة 8 جيجابايت بالإضافة إلى 8 جيجابايت من الذاكرة الممتدة، يتمتع المستخدمون بتجربة سلسة بمستوى 16 جيجابايت، مما يسمح بتحميل الألعاب بسرعة وتشغيلها بثبات even خلال جلسات اللعب الطويلة أو أثناء القيام بمهام متعددة في الخلفية.
تنزيلات أسرع.. تحديثات ألعاب أسرعيزيد عرض النطاق الترددي العالي لشبكة الجيل الخامس من إمكانية تنزيل ملفات الألعاب الكبيرة والتحديثات بسرعة. بدلاً من الانتظار دقائق (أو أكثر)، يمكن للاعبين الغوص في العمل في غضون ثوانٍ. سواء كنت تقوم بتثبيت عنوان جديد تمامًا أو تنزيل تحديث رئيسي، فإن الجيل الخامس يقلل من وقت التوقف بشكل كبير. اقترن ذلك مع سعة التخزين 256 جيجابايت على جهاز HONOR X7c 5G، ويمكنك تخزين العشرات من الألعاب عالية الجودة والحفاظ على جميع الوسائط الخاصة بك دون حذف الملفات القديمة. إنها ميزة كبيرة للاعبين الذين يريدون التنوع والراحة.
اتصال مستمر في الشبكات المزدحمةاللعب أثناء التنقل يعني غالبًا التنافس على الإشارة في الأماكن المزدحمة. يتعامل 5G مع هذه البيئات ذات الازدحام الكثيف بشكل أفضل من 4G. تحصل على اتصال أكثر استقرارًا واتساقًا، مما يقلل من التأخير المفاجئ وانقطاع المباريات أثناء ساعات الذروة أو أثناء السفر. يكمل HONOR X7c 5G هذا من خلال تحسين الشبكة المتقدمة ووضع الهوائي الذكي، مما يساعد في ضمان عدم تجميد لعبتك عندما تصبح الأمور مكثفة.
الشاشة والصوت مهمانالألعاب هي تجربة بصرية وصوتية. شاشة HONOR X7c 5G بقياس 6.8 بوصة ومعدل تحديث 120 هرتز تجعل الحركة سلسة للغاية، وهو أمر أساسي للألعاب السريعة الوتيرة. سواء كنت تتسابق، أو تصوب، أو تستكشف العوالم المفتوحة، تبدو كل حركة وإجراء واضحة ومستجيبة. لن يعاني اللاعبون في الهواء الطلق من الوهج أيضًا. تصل سطوع الشاشة إلى 850 نت كحد أقصى، مما يجعلها مرئية بوضوح حتى تحت ضوء الشمس. ليلاً، ينخفض السطوع تلقائيًا إلى 2 نت فقط، مما يوفر أوضاع راحة وحماية للعين تقلل من إجهاد العين خلال الجلسات الممتدة. بالنسبة للصوت، توفر مكبرات الصوت الاستريو المزدوجة في HONOR X7c 5G مجالًا صوتيًا غامرًا. يضمن وضع الصوت العالي أنك لن تفوت إشارات الصوت مثل خطوات الأعداء أو تعليمات اللعبة، حتى في البيئات الصاخبة.
بيئة اللعب الذكيةهاتف HONOR X7c 5G ليس مجرد جهاز قوي فقط، إنه يتعلق براحة المستخدم. تقنية Magic Capsule تجمع الإشعارات الرئيسية، مثل المكالمات والتنبيهات، في عرض واحد يمكنك الوصول إليه بسهولة، لتتمكن من إدارة الإنقطاعات دون مغادرة لعبتك. مع خاصية الوصول بلمسة واحدة، تكون الأدوات الأساسية مثل المدفوعات وماسح الرموز الثنائية دائمًا في متناول يدك. ومع الإيماءة المتمثلة في السحب بثلاثة أصابع للأسفل، يمكنك حفظ الإرشادات أو المراجع أثناء اللعب، مما يسهم في تبسيط المهام المتعددة دون تفويت أي شيء.
خاتمةتحسن تقنية 5G الألعاب المحمولة، ولكن فقط عند اقترانها بالمعدات المناسبة. يجلب هاتف HONOR X7c 5G الحزمة الكاملة. فهو يمزج بين انخفاض زمن الانتقال، وسرعات البيانات العالية، والبرمجيات الذكية مع بطارية تدوم طويلاً، ومتانة قوية، وذاكرة عالية الأداء. من اللعب السلس والمرئيات الزاهية إلى الجلسات المتواصلة وأدوات تعدد المهام الذكية، تم تصميم هاتف HONOR X7c 5G لمنح اللاعبين كل ميزة ممكنة، سواء كنت تلعب للمتعة أو لتسلق قوائم المتصدرين. إنه أكثر من مجرد هاتف. إنه محطة ألعاب محمولة قوية.