ما يميز الشعوب ثقافتها وحضارتها التى تترجمها أخلاقهم وتعاملاتهم، والمجتمع المصرى على مدار التاريخ له شخصيته الفريدة بحضارته وقيمه المستمدة من هذا الرصيد الحضارى، ورغم ما هو معروف عن قدرة الشخصية المصرية فى التأثير على الآخرين وترك بصمتها عليهم، لكن خلال العقود الماضية حدث تغير جوهرى فى هذه الشخصية بفعل عوامل عدة أبرزها وأخطرها الانفتاح الإجبارى الذى صنعته السوشيال ميديا والفضاء المفتوح بما يحمله من ثقافات وقيم غريبة علينا، وطغيان الجانب المادى وتراجع القدوة والقيمة فى الثقافة المصرية، ولهذا نعايش الآن جيلا مختلفا، ليس فقط متشبعا بثقافات غربية وغريبة عنا، بل متمردا ورافضا للثقافة والقيم المصرية، وهذا هو الخطر الأكبر، الذى لا يجب أن نكتفى بالحديث عنه والتحذير منه، وإنما لابد أن نتحرك بشكل إيجابى لمواجهته، ومع اقتراب بدء العام الدراسى الجديد يتعين أن يكون جزء من استراتيجية هذا العام هو استعادة الهوية المصرية داخل المدارس، وأن تخصص مساحة من الساعات الدراسية الأسبوعية لهذا الهدف، والحديث عن القيم المصرية والقدوة التى تستحق أن تقدم لأبنائنا والثقافة التى يجب أن نربيهم عليها،
وإذا كان المعلم له الدور الأكبر تاريخيا فى صناعة شخصية الطالب وتكوين أفكاره، إلا أن هذا التأثير تراجع مع سيادة وتغول السوشيال ميديا بكل أمراضها السرطانية، وعلينا أن نعيد من جديد دور المعلم ليس كملقن للمنهج وإنما كمربٍ ومثقف، ولن يتم ذلك إلا بتأهيل المعلم لهذا الدور ومنحه المساحة الكافية لممارسته.
أيضا الآباء يجب أن يراجعوا أنفسهم ليقدموا قدوة حية لأبنائهم فى تربيتهم وتوجيههم نحو الطرق الصحيحة للتفاعل مع الآخرين واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى بشكل آمن، فالأب فى هذا الزمن مسئوليته كبيرة ومضاعفة لأنه مطلوب منه أن يقدم لأبنائه صورة القدوة الجاذبة والملهمة، وأن يقترب أكثر من أبنائه ويتحاور معهم ليكون مع المعلم حائط صد منيعا ضد ثقافة السوشيال ميديا المدمرة، فوسائل التواصل أصبحت هى الآن صديق السوء الذى يقود الشباب إلى طريق التمرد والرفض لكل ما هو مصرى باعتباره غير عصرى، ويجره إلى بؤر المخدرات والانحراف الأخلاقى والفكرى، ويجب علينا أن نواجه هذا الصديق المدمر لأنه يشكل تهديدًا خطيرًا لتطور النشء وسلامتهم النفسية والاجتماعية وما يترتب على ذلك من أفعال وتصرفات وممارسات وألفاظ وقيم نراها ونسمعها وهى غريبة تماما عن قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا، ومثلما كان الأباء فى عقود ما قبل السوشيال هم من يختارون لأبنائهم أصدقاءهم فهم الآن مطلوب منهم أن يرشدوا الأبناء إلى المناطق الإيجابية فى السوشيال ميديا، ويساعدوهم على حسن الاختيار وقدرة الانتقاء، بالطبع يتطلب ذلك ذكاء ومهارة من الآباء فى كيفية التعامل مع الأبناء، لكنه فى النهاية أمر ضرورى إذا أردنا أن نسترد قيمنا وعاداتنا المرتبطة بالهوية المصرية، التى لا غنى لنا عنها لحماية شخصية مصر وأمنها القومى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عام دراسي جديد ولكن الشعوب السوشیال میدیا
إقرأ أيضاً:
مفيدة شيحة: الناس بعد ما تنفصل بتنشر غسيلها المقطع على السوشيال ميديا
خصصت الإعلامية مفيدة شيحة، مقدمة برنامج الستات، المذاع عبر قناة النهار وان، مساء اليوم السبت، فقرة عن النهايات في العلاقات العاطفية وخاصة الطلاق، حملت عنوان "النهايات أخلاق".
مفيدة شيحة تكشف تفاصيل مرض محمد منير بعد دويتو أنغاموقالت مفيدة شيحة، إن خلال الفترة الأخيرة زادت نسبة الطلاق بين المتزوجين حديثا بدرجة ملحوظة، مضيفا أنه بعد الطلاق نجد أشياء غير متوقعة بين الطرفين ويتم فضح كل الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا.
وأضافت أنه مع الطلاق الطرفين بينشروا غسيلهما والناس كلها بتشوفه، ومش عارفين ايه اللي بيحصل في الطلاق اليومين دوال، وبيفضحوا بعض وقطعوا في بعض على الملاء وفي السوشيال ميديا، والنهاية اخلاق مصطلح مباقش موجود للاسف.
وأشارت مفيدة شيحة، إلى أن بيانات نشرة الإحصاءات السنوية للزواج والطلاق فى مصر عام 2023، تشير الى ان معدل الزواج على مستوى الجمهورية بلغ 9.1 فى الألف عام 2023 مقابل 9.0 فى الألف عام 2022، وفى المقابل رصدت بيانات النشرة معدل الطلاق وهو إجمالى عدد حالات الطـلاق (إشهادات + احكام الطلاق النهائية) التى تمت خلال العام لكل ألـف من السكان فى منتصف نفـس العام.
وتابعت مفيدة شيحة، ان تشير الإحصائية إلى أن معدل الطلاق بلغ 2.5 فى الألف عام 2023 مقابل 2.6 فى الألف عام 2022، وأن معدل الطلاق بالحضر بلغ 3.3 فى الألف مقابل 1.9 فى الألف بالريف عام 2023.